ما أزال متعبة يا أمي.. في اللحظة التي تغيب فيها ضحكاتك أشيب، و تثقلني السنون.. لست ابنة عشرين عاما.. أنا ابنة عينين من الشمس.. و أنطفئ، إذا غابت عيناك في بحر الهموم.
ما أزال شاحبة يا أمي.. متى تعودين وضاءة البسمة؟! متى أعود لفستاني الأصفر المنفوش ؟! و نخطو في وجه النهار على الغيوم ..
يداي الغضتان في يديك الرحيمتين، و الله يطالعنا من خلف النجوم .. طوبى لتلك النجوم ..
ما أزال أحترق يا أمي..
مقلتيكِ وجوم.. راحتيك عذاب الظلام .. و تنطقين الشهادتين بكل السكون ..
أردد خلف دعائك، و في قلبي شجون ..
يا رب ارحم ضعفها.. يا رب إني أخاف.. أن أصير طفلة في الليل تُبْكِي العيون
متى ما توقفت أمي عن الضحكِ، عن الأنفاس، و غالبت ريقها السموم ..
رباه.. سعادتي في قلبها، و هي تتضائل كالمقشة..
و أنا أضيع.. أضيع.. أضيع في تلك الدموع ..
لا تحرمها الشهادتين، ولا حوض نبيك الينبوع ..
كل ما طَهُرَ: أمي..
و كل ما عليها
كل ما لديها: طهور !