هل لديك حساسية رقمية ؟!
اعترضتني إحداهن ذات مرة بسؤال أثار استنكاري لاسيما إنها لا تعلم
عني الكثير فضلا أنه لا مناسبة تقتضي للسؤال. كم رقمك ؟ وبعبارة أفصح كانت تعني رقم السجل المدني لي دون سبب أو داع لطلبه. وحين أخبرتها إنني لا أحفظه كما لا أحفظ أي رقم يخصني.خلت جوابي صاعقة نزلت بها رمقتني بنظرة دهشة قائلة:أيعقل أن لا تعرفِ رقمك ؟! أجبتها وما لضرر في ذلك ,فأنا أعتز بكينونتي كقيمة لا كرقم . استخفت إجابتي لها وأشاحت عني بكبر وهي تردد بزهو وتمجيد رقمها !!
وفي عصر التقنية اليوم أصبح كل شيء من حولنا رقمياً. حتى أنت تختزل برقم في تبيان هويتك أينما كنت وإنني لأتعجب أن يطال ذلك
حتى في مؤسساتنا التعليمية التي أقحمت الأرقام حتى في سجلاتنا
وبتنا رقماً مجردا ساذجا لا معنى له ولا قيمة, وأدرك إن ذلك يتعارض
مع ما يسمى بفلسفة الأرقام السحرية التي تؤمن بان لكل شيء يمكن اختزاله برقم يؤثر في حياة المرء وله روحانية خاصة . مؤمنة إن ذلك
من باب التكهن واللعب بصفحات القدر وكذب المنجمون ولو صدقوا
وليس ذلك فحسب . بل أجد إن الأرقام ذاتها أصبحت بمثابة الفوبيا الذي
يتوجس منها بعضنا وتتدخل في سعادته وهناء باله
فأينما كنت فأنت تتعامل مع تلك الأرقام بعلاقة تلازمية عجيبة . ونقصانها
أو ازديادها تؤثر فيك سلباً أم إيجاباً .
بدء من أعمارنا مروراً بمعدل تحصيلنا كرقم لا كفائدة في معدلات الدراسة إلى مقدار رصيدنا في البنوك المالية حتى ترتيبنا الأسري
بين الإخوة والأخوات بل الزوجات والعلاقات الخاصة .أأنت تحتل الأول
أم الأخير ؟! ورقمك أو ترتيبك العددي له الأثر النفسي الذي يتحكم في سلوكيات من حولك معك أو معهم !. اليس كذلك ؟!