العقل المغلق(التطرف المتدين وغير المتدين)

[إبراهيم عبده آل معدّي]

دائما ماكنت أحذر من التربية المتطرفة سواء دينيا أو تحرريا من كل شيء ، فهناك خط في المنتصف علينا الإمساك بتلابيبه ، فذلك المتطرف فكرا الذي يرفض كل شيء ويحرم كل شيء حتى ولو كان مكروها أو مباحا لا يختلف عن ذلك الذي يحلل كل شيء ولايرَ أي داع للتحريم أو للكراهية بل كل شيء لديه مباح، كلاهما لو انتقل من صفه للصف الآخر الموازي سيكون نسخة مطابقة حيث أنه لايجعل للعقل مكان ولا يشكل العقل النقدي المحاكمي عنده أهمية فقد اعتاد اتباع غيره مغلقا عينيه فإما غيره هو صاحب الحضارات أوالتحضر والتقدم التكنولوجي الذي لولا صحة مايعتقده من فكر ليبرالي وعلماني لما وصل لما هو عليه من هيمنة على العالم ، والآخر الذي يرى أن من يتبعه هو الطريق الوحيد الصحيح الذي لايغي غير الجنة طريقا دون أن يرى أجندته السياسية التي اتخذ الدين لها مطية ، بل لن يراها فكما قيل: " الحب يعمي ويصم " وهو قد تعلم أن شيوخه والمتطرفين فكريا ممن يدعون التدين هم المعصومون عن الزلات والخطأ بل هم وحدهم من يحملون صكوك التزكية للبشر ومفاتيح الجنان.
لكل ماسبق نرى أحد هذين النموذجين متطرف كما تربى مذ رأى ضوء الشمس وانتقاله من متعصب متطرف تدينًا إلى متعصب متطرف ضد الدين والعكس هو نتاج طبيعي لفكر مغلق مدهوش يسلم للآخر دونما اختيار مسؤول منه فنرى متطرفا تدينًا ينتقل ليصبح نجما تلفزيونيا يدعوا لدين الإنسانية فهو لايعنيه الإسلام لأنه لقي ممن كان معهم صدمة عنيفة فترك أولئك المتطرفين ليجرب تطرفا آخر ونفس الشيء للمتطرف المدعي الليبرالية ستجده إذا صدم في أعلامه وشيوخ ليبراليته سينقلب عنها ويصبح متطرفا في الاتجاه المعاكس ليجرب تطرفا آخر .
إذن هو العقل وتربيته وقبل ذلك توفيق الله .
والموضوع يطول