خربشات لا أكثر ..

[نوف الناصر]

‏ربما هي ملامح قصة قصيرة
‏وربما خربشات …

‏1

‏لم أكن أعلم حين التقيتكَ بأنني سأقع في الحب وأنا التي كنت لا أؤمن بهِ ..
‏سألتك ذات قلق:
‏هل ستبادر بالرحيل في يومٍ ما ؟! أم تُرى أنا من ستفعل؟!
‏ابتسمتَ فيما تزيح خصلةً عن جبيني :
‏ لن أرحل .. وإن رحلتِ سأبحثُ عنكِ.. سأجد مائة طريقة لإيجادكِ .. و أبحث عن ألف عذر لمحادثتكِ..
‏أعلم بأنني أنا من بادرتُ بالرحيل هذه المرة ولكنك من دفعني لذلك .. في كل مرةٍ كنتُ أتعلّقُ بكَ رغم ضعف يديْ الصغيرتين .. كنت أقاومُ كثيراً .. وكنت تمسك بي في اللحظات الأخيرة ..
‏لكنك هذه المرة لم تلتقطني حين انْفََلَتَتْ يداي المتعبتان وسقطتُ .. لم تمد يدك نحوي بل تركتني ملقاة على قارعةِ الرحيل ومضيتَ دون أن تلتفت خلفك.. كنتَ قاسياً وكنتُ مسالمة..

‏كم أنا ضعيفة في ما يتعلّق بكَ .. فقد أضعفني حبُّك حد الوهن.
‏.
‏.
‏.
‏.


‏
https://twitter.com/too_simple_girl/..._h-qLkIMHHsAdw

 

[نوف الناصر]

‏2

‏لم تكن أحاديثنا عادية.. كانت كالمعارك وكنتَ أنت من ينتصر دائماً .. في حين كنتُ أرفع قلبي الأبيض كراية استسلام وكيف لا أفعل !! وأنا المبهورة بك .. المتعلقة بأنفاسك .. أتنفسها حتى وإن كانت تخنقني أحياناً..
‏في كل مرة أهُمُّ بالحديث معكَ أتعثّر فلا تعذر ارتباكي .. أخبرتكَ إنني كطفلةٍ تخطو خطواتها الأولى في عالمك فاعْذُرْ عثراتي وارتباكي وخجلي ..ولكنك لم تفعل .. فأنت رجل غير صبور .. كثيراً ما كنت ألتزم الصمت و ِ أومِئُ برأسي وأبتسم في حين كنت أختنق من الداخل .. كم تمنيتُ لو شعرتَ بي ومَنَحَتْني أنفاسُكَ بعضاً من الأكسجين .. كم تمنيت لو مسحتَ على صدري بطمأنينةٍ فيما تُتَمْتِمْ : (بسم الله عليك )
‏كم وددتُ لو منحتني أريحية الحديث ولم تقاطعني لربما لم أصل إلى هذا الحد من الرّهاب.. كنتَ حنوناً أحياناً ك ( أب ) يربتُ على ظهرِ صغيرتِهِ ويمنحُها الحنان كحلوى لتتعلق به أكثر .. وفي كل مرة تدثّرني بحنانك أحبك أكثر.. و أتعلّق بك أكثر وأكثر.. لتبتعد عني أكثر وأكثر وأكثر .. كنتُ طفلتَك التي تحتضنك بلهفةٍ عند كل لقاء .. والآن تَيَتَّمْتُ مرتين
‏ لم تفهمني قط ومازلتَ .. ولكنني لم أُشْعِرُكَ بذلك .. وكثيراً ما كنتَ تقول لي إنني لا أفهمكَ في حين يبدو حديثك مبهماً لأرد عليك في ما تخنقني العبرة : أنني غبية !! فلتعذر غبائي!

‏ وكم كنتُ غبيةً حين أحببتُ رجلاً لايتوانى عن النزول من الحافلة عند كل منعطف .



https://twitter.com/too_simple_girl/..._h-qLkIMHHsAdw
‏

 

[نوف الناصر]

‏3

‏أعلم بأنك من أحبني أولاً .. كنت ساذجةً ولا أدركُ ماهيّة الحب الذي حاول الكثيرون قبلكَ إسقاطي في فخِّه .. وكنت ذكيةً بما يكفي لتفادي تلك الأفخاخ .. قاومتُ كثيراً .. فالحب لا يليق بي .. لا يتناسب وبراءتي .. حتى وقعتُ في فخِّك الجميل .. ولم أتألم .. أو أندم .. أعلم بأنني كنت حذرةً أكثر من اللازم ولكنني في النهاية تخليتُ عن حذري ولم أستطع المقاومة .. ليس لأنني ساذجة بل لأنك كنت صادقاً و مختلفاً ..
‏وكيف لا أحب رجلاً أحبّني كما يليق بأنثى !!
‏رجلٌ أحبّني أكثر مما أحببته !! ..

‏أخبرتك يوماً بأنني أحبك كثيراً !
‏و أجبتني : وأنا أحبكِ أكثر ..
‏ لأرد عليك : كلا ! أنا أحبكَ أكثر ..
‏ لتجيبني غاضباً : بل أنا أكثر ..

‏ حينها صَمَتُّ لأنني أعلم بأنك كذلك بالفعل .. ما يؤلمني حقاً .. كيف تحبني أكثر !! في حين أنك في كل مرةٍ تغضبُ مني ، تنزعني من قلبكَ وتُلقي بي بعيداً وتغلق جميع الأبواب والنوافذ التي بيننا !!

‏الآن فقط أدركتُ حين انتزعتني مع القطعة الأخيرة من قلبكَ بأنني أنا من كنت أحبكَ أكثر بل وأكثر مما ينبغي .

‏
https://twitter.com/too_simple_girl/..._h-qLkIMHHsAdw

 

[نوف الناصر]

‏4

‏كثيراً ماكنتُ أشتاق لصوتكَ .. لأحاديثنا سوياً بالرغم من كثرة الشجارات التي كانت تتخلّلها
‏ورغم ذلك أتلهف للحديث معكَ والذي يكون شائكاً أحياناً إلى حد أنني كنتُ أصمتُ كي لايؤلمني .. كم هو مرهقٌ هذا الانتظار ومؤلمٌ هذا الاشتياق ..
‏ورغم ذلك لم أستطع ان أبادر بالإتصال لأنني أعلم كم كنت غارقاً في أشغالك وكنتُ أنا في آخر القائمة .. بل كنتَ تغضبُ مني أحيانًا أثناء الحديث وتخبرني بأنني السبب في تعطيلك .. وكأن ليس لدي الحق بأن أكون إحدى أولوياتك !!
‏كتبتُ لك ذات مرة

‏" مرا عادي ..
‏لو إنك مشغول الليلة
‏أو بُكره .. أو حتى بعدو
‏( هيّه الايام كده بيْعَدّوا )
‏لاتشغل بالك
‏أو حتى تترك اشغالك
‏( منشاني )!
‏جدولني في آخر ..آخر
‏ جدول أعمالك
‏أو حتى .. جدول إهمالك
‏وانساني"

‏أتعلم أكثر ما كان يؤلمني ؟!! أنني كنتُ رفيقة المسافات القصيرة بين مشاويرك
‏ورغم ذلك لم أتذمر .. بل كنت أنسى معاناة الانتظار واللهفة حين أسمع صوتك .. وكنت قانعةً بتلك اللحظات التي أسرقها منك والتي بدورك تسرقها من وقتك
‏كلانا كنا سارقين لأسبابٍ مختلفة

‏ليتك حين سرقت قلبي اعتنيت به جيداً.



https://twitter.com/too_simple_girl/..._h-qLkIMHHsAdw
‏

 

[نوف الناصر]

‏5

‏أتذكّر جيداً نصيحتك حين التقيت بك
‏" لاتحبي شاعراً ولا تثقي به .. حتى أنا "
‏المفارقة المضحكة هي إنني أحببتك ووثقت بك .. وحين ذكرّتك بتلك النصيحة لاحقاً أخبرتني بكل نرجسية:
‏بأنك ( آخر حبة )
‏لنضحك معاً وأخبرك :
‏كم أنت نرجسي ومغرور ..
‏وبأنني أيضاً ( آخر حبة )

‏كنت أشعر بأنني محظوظة جداً بأن ( آخر حبة ) كانت من نصيبي ولا أعلم إن كنتَ قد شعرتَ بالمثل فيما يتعلّق بي !!

‏ما لم أكن أعلمه يقيناً بأن كلانا سيفقد الآخر .. سيفقد ( الحبة الأخيرة ) .

‏
https://twitter.com/too_simple_girl/..._h-qLkIMHHsAdw

 

[نوف الناصر]

‏6

‏كنت متحفظاً في غيرتكَ نحوي والتي كنتَ تحاول أن لا تُظهرها كي لا أغار عليك بدوري ..
‏فأنت تكره القيود والمراقبة كما كنت تقول .. بالرغم من أنني لم أكن أراقبك فأنا أثق بك كما كنت تثق بي .. لكنني في الوقت ذاته أغار عليك لأنني أحبك ..
‏كم هو متعبٌ إخفاء شعور الغيرة كي لا أثير حنقك .. تمنيت كثيراً أن أشعر بغيرتك علي .. وأن أشعر برجولتك من خلال غيرتك لكنك كنت لا مبالياً أو ربما كنتَ تدّعي اللامبالاة !!
‏و رغم ذلك كنت أشعر بها أحيانا من خلال حديثك حتى وإن أنكرتها ! وكنت حينها أبتسم .. يالله كم كنت مثيراً حين تُشعرني بذلك .. كنت تلمّح أحياناً بأن غيرتي مزعجة و كان هذا الأمر يؤلمني .. لأنني لا أغار ممن لا تستحق .. فلا أحد ينافسني عليك .. كنتُ فقط منزعجة لكثرة الفتيات من حولك .. لكنني كنتُ متفهّمة .. لأنني أعلم جيداً بأنك لي وحدي فقط .. وبأن جميع نساء العالم لن يلفتن انتباهك كما أفعل !
‏وليت إحداهن فعلت .. لربما وجدتُ عذراً للفراق يجعلني أكرهك

‏فكم هو مؤلمٌ أن تفارق أحدهم لسببٍ واهٍ وأنت ما زلت تحبه ! .

‏

https://twitter.com/too_simple_girl/..._h-qLkIMHHsAdw

 

[نوف الناصر]

7

"يا صديقي الذي أحبه
يا حبيبي الذي أصادقه"

كنتَ صديقي الذي أحببتهُ بطريقتي الخاصة قبل أن أحبك حقاً .. كنتَ كثيراً ما أخبرك بأن الصداقة أجمل وأكثر صدقاً .. كنتُ أحبك أكثر من صديقٍ وأقل من حبيبٍ .. كان حبًّا مختلفاً و نقياً .. بل أنقى وأجمل من ( الحب ) ذاته ! ..
أتذكّر حين تشاجرنا .. أهديتكَ أغنية ( كن صديقي ) ل ( ماجدة الرومي ) .. وبعدها أصبحتَ صديقي ليومٍ واحدٍ فقط .. لنعود أحبة في اليوم التالي بعد أن غمرتنا المشاعر ..
كنتُ أرفض أن أحبك لأن ثمّة لعنة تطاردني حين يصبح الأصدقاء أحباء فأخسرهم .. لذا كنتُ أحاول أن لا أحبك كي لا أخسرك..

ليتك بقيت ( صديقي الأجمل ) لربما لم أفقدك .. فالفقد موجع لكلينا .




https://twitter.com/too_simple_girl/..._h-qLkIMHHsAdw

 

[نوف الناصر]

سأحاول أن أعاود الخربشة
ربما ! ..