الأُنْثـَــى (( و )) الثَّقَـافَــة

[زمان الصمت]

مساء / صبـاح .. سعيــد

.
.

الأنثّــى " الأَرْضِيــّة " شقيقـةُ الرُّجـُــلْ ، و مُلْهمتـُهْ .. أو .. مُعَذِّبَتُهْ .. أو .. مُغَذِّيَتُهْ .. أو .. مُهَدْرِجَتُهْ .. أو .. أو .. أو .. وتستمرّ حروف العطْف و التأثير .. الأنثَى رُوحٌ شفيفْ يكادُ يُلْمَسْ لكنَّهُ حَتْماً يُحَسّْ .. في القَلْبْــ .. في العيْنــ .. في السَّمْعــ .. في الشمّــ .. في الذَّوْقــ .. في الكَفَّــ

ـــــــ ..

أَجْنَتْ لَكَ الوَجْد أَغْصَانٌ وَ كُثْبَانٌ *** فِيهِنَّ نَوْعانِ : تُفَّاحٌ وَ رُمَّانُ
وَ فَوْقَ ذَلِكَ أَعْنَابٌ مُهَدَّلَةٌ *** سُودٌ لَهُنَّ مِنَ الظَّلْمَاءِ أَلْوَانُ
وَ تَحْتَ ذَلِكَ عُنَّابٌ تَلُوحُ بِهِ *** أَطْرَافُهُنَّ قُلُوبُ القَوْمِ قِنْوَانُ
غُصُونُ بَانٍ عَلَيْها - ... - فَاكِهَةٌ *** وَ مَا الفَوَاكِهُ مِمَّا يَحْمِلُ الْبَانُ
وَ نَرْجِسٌ بَاتَ سَارِي الطَّلِّ يَضْرِبُهُ *** وَ أُقْحُوَانٍ مُنِير النُّور رَيَّانُ
أُلّفْنَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ طَيِّبٍ حَسَنٍ *** فَهْيَ فَاكِهَةٌ شَتَّى وَ رَيْحَانُ


ــــــــ ..


.. في الشَّمْسْ .. في القَمَـرْ .. في النُّجُوم .. في الغُيُوم .. في البَرْق .. في الرَّعْد .. في اتِّجَاهَاتِ الفُصُول .. في النَّدَى .. في الذُّبُول ..





في الألَمْ .. في الفَرَح .. في الدُّموع .. في الغيبة و الرُّجُوعْ .. في مَتَاهَاتِ الزَّمَانْ .. في حضاراتِ المكَانْ .. في الماضِي / قبل الولادة .. في الحاضِر / لحظة سعادة .. في القادم / لذعةْ سِيَادة .. في بُيُوتِ الشِّعْر و أناشيدِ الرُّعَاة أُسْطُورة نَسَجَتْ خُلُودَ أُنُوثتها و طُغْيَانها .. هِيَ الدَّمُّ الذي يَغْلِي في عُرُوق الشُّرَفَاءْ .. هِيَ السَّهْو في صلاةِ الأتْقِيَاءْ ..


هكذا نشأَ الفَهْمُ و اسْتَقَرّ عندنَا في ثقافةِ الرَّجُلْ ..




فإنْ كانتْ و مازالَتْ كذلكـ .. فهل يُمكنها أنْ تَصْنَعْ ثقافــة ؟!!

.