[ هَدِيّةُ السَمَاءْ ]

[العطر]

[1]
لَم يَكُن الْعُمر حِيْنَهَا يَسْمَح بِالْكَثِيْر ..!! لِذَلِك سَامِحْنِي...!
وَفَائِي مَعَكَ قَلِيلاٌ فِي حَضْرَتِ كُل الوَفَاء مِنّك ..!

 

[العطر]

[2]
مُنْذ عَرَفْتُك وَأَنَا أَرْكُض خَلْف الْطِّفْل بِدَاخِلِك . أَتَنَاسَى بِأَنَّك رَجُلا أَمَامِي قَادِر عَلَى أَن يُسْنَد أُنْثَى مُتْعَبَة مِثْلِي لـ تَتَنَفَّس الْحَيَاة
فِي صُوْرَة أَجْمَل بِكَثِيْر مِمَّا رَأَتْهَا ..!! كُنْت أُصِر عَلَى أَن أَكُوْن أُمّا وَأَنَا الْصَّغِيْرَة جِدَّا فِي حَضْرَتِك ..!! يُرْبِكُنِي غِيَابَك ..
وَيُقْلِقُنِي غَضَبِك وَيَفْجَعُنِي مَرَضِك .. احْتُفِظ بِجِهَاز قِيَاس الْحَرَارَة كَكُل الْأُمَّهَات وَأُتَابِع إِرْتِفَاعِهَا بِإِنْتِظَام .. أَنْت مَرِيْض؟
إِذَن أَنْت مُنْزَعِج .. ؟ بِالتَّأْكِيْد هُنَاك مايُقلِقك .. حَتَّى أَكَاد أَن انْطِقْهَا " فِيْك شَيْء يَا إِبْنِي " رُبَّمَا لِأَنِّي كُنْت أَعْلَم جَيِّدَاً
حَجْم الْألَمْ فِي حَيَاة رَجُل قَسَت عَلَيْه الْحَيَاهـ وَأَهْدَتْه كُل تَجَارِبِهَا الْمَرْيَرَة ..!! وَخَنَقْتَه حَتَّى كَاد أَن يَلْفِظ رَغْبَتِه فِي الْعَيْش
بِهَا تَخَلَّيْت عَن كُل الْأَحْلَام الَّتِي تَتَمَنَّاهَا أُنْثَى مِثْلِي فِي رَجُل تُحِبُّه ..!! وَأَعْتَنَيت بِالْطِّفْل الَّذِي يَسْكُنُك ..!

 

[العطر]

[3]
أَنَا : أَكْذَب عَلَيْك لِأَنِّي أُحِبُّك ..!!
أَقْسُو عَلَيْك لِأَنِّي أُحِبُّك ..!!
أُقَدِّم لَك فَجِيْعَة غِيَابِي لِأَنِّي أُحِبُّك ..
كُنْت أَعْلَم جَيِّدَا أَنِّي أُكَلِّفُك الْكَثِيْر مِن الْأَذَى وأَتَعَمّد ذَلِك ..!!
وَإِن سَأَلَتْنِي بَعْد الْيَوْم لِمَا كُل هَذَا ..
لَا أَعْلَم ... فَقَط أَنَا أُحِبُّك ..!!
وَمَع كُل ذَلِك :
أَسْرَفْت جِدَّا فِي دَلَالِك ..
وَأَفْسَدَتْك جَدَّا بِتَعَلْقي بِك ..
وَصَدَّقَت كَثِيْرا مَعَك ..
وَنَدِمْت كَثِيْرا : مَا كَان يَجِب عَلَي أَن أَجْعَل الْحَيَاة فِي نَظْرَتُك مُجَرَّد أُنْثْى هِي أَنَا ..
يَجِب أَلَا نُعَلِّق مِن يُحِبُّوْنَا بِنَا حَتَّى نَمْنَحُهُم فُرْصَة الْقُدْرَة عَلَى الْعَيْش مِن بَعْدِنَا فِي حِيْن فَقَدْنَا ..!!

 

[العطر]

[4]
الْيَوْم : مَا أَنَا فِي حُضُوْرِك وَغِيَابُك إِلَا نَقَّيْض مِن مَشَاعِر ..!! يِتْلِاطَم بِدَاخِلِي الْكَثِير .. الْكَثِيْر مِمَّا تَجْهَلُه
وَكُنْت أَدْفِنُه فِي قَلْبِي كَي لَا أُثَقِّل بِالْأَذَى عَلَيْك ..!!
تَغَيَّرْتُ كَثِيْراً وَنَمَى فِي دَاخِلِي جُرْحَا لَن تَكُوْن الْأيامُ قَادْرَه عَلَى طَمَس أَثَارَه مِن قَلْبِي ..!!
بَدَأَت أَتُحَدِّث كَثِيْراً ..! وَكَلِمَاتِي مُتَقَاطِعَة وَبِلَا تَرْتِيْب ...!
الْحَزَن وَالْفَرَح يَأْتِيَان إِلَي فِي زَمَن وَاحِد حَتَّى بِت لَا أُفَرِّق بَيْنَهُمَا ..!! أَغَضب سَرِيْعَا ..!
وَّتُثِيِرُنِي أَتَفَه الْاشْيَاء مِن حَوْلِي ..!!
أَبْتِسِم وَعَلَى لِسَانِي " الْدُّنْيَا حِلْوَه " وَفِي عَيْنَي يَلْمَع الْمَاء ..!!
حِيْن قُلْت لَك بِأَنِّي قَوِّيَّة بِالْقَدَر الَّذِي سَيَجْعَل مِنِّي وَمِنْك سُعَدَاء حَد الْشُّعُوْر
بِحُب الْحَيَاة فـ أَنَا صَادِقَة جَدَّا . وَمَع ذَلِك أَنَا أَضْعَف إِنْسَانَة أَمَام شَيْء يَتَعَلَّق بِك ..!!
أَنَا عَلَى يَقِيْن أَنَّك تَقْرَأ الْآَن فَدَاحَة الْإِرّتِبَاك فِي رِسَالَتِي هَذِه .. وَحَجَّم الْفَوْضَى فِي كَلِمَاتِي ..
وَرُبَّمَا لَن تَحْتَاج بَعُد ذَلِك لِأَن أَقُوْل لَك " أَنَا مُرْتَبِكَة جَدَّا"
صَدَقَني مُنْذ زَمَن فَقَدْت الْقُدْرَة عَلَى قَوْل كُل الْأَشْيَاء الْتِي تَسْكُنُنِي ...
فَقَدْت الْقُدْرَة عَلَى الْصُّرَاخ بِمَا يُؤْذِيْنِي .. فَقَدْت حَتَّى الْقُدْرَة عَلَى الْإِنْتِهَاء
مِن كُل شَيْء أَبْدَأُهـ لِذَلِك أَنَا الْآَن أْنَهَتِي إِلَيْك وَهَكَذَا بِلَا تَرْتِيْب .. !!