الكلامُ الثّرُّ المنسابُ على شفاهِ الولهِ ما يُلفظُ إلا من عينٍ حمئةٍ
تقذفُ بالمشاعرِ الحرّى قذفاً !!
فتجدُ الكلمةَ ما إن تخرج من فيهَا حتى ينبتُ لها جناحانِ، وتضيءُ مشرقة
تخطفُ خطفَ البرقِ، وإنّ فيها لقوة السمّاءِ وروحاً من روح الكونِ كلّهِ !
وأنا !!
أنا الماضِي على حبّها وبُغضها ! أقدّمُ رجلا وأؤخّرُ أخرى، لا أزالُ أتنفّسُ
مشاعرها قطراتِ ميسمٍ يجعلُ القلبَ يستمرُّ في الخفقانِ، لا هوَ ميّتٌ فيُزوى
ولا حيّ فيُهوَى !
ولكم أن تتساءلوا: ما البلاءُ الذي تمرُّ بهِ ؟!
فأخبركم أنّ البلاءَ ليسَ في كونِ أمثالي لا يزالونَ يحيَونَ، وإنّما البلاءُ في كونهم كيفَ يحيونَ؟!
أتذكرينَ حينمَا ناقشنا التنوينَ في كلمةِ ( صه ) ؟!
فإّما أن تنوّنيها أو لا تذكريهَا .. إذْ لا مجالَ لخفضِهَا، فلستُ وأنتِ إلى أفولٍ .. أبداً !!