الْمِمْحَاةُ أَخْطَرُ مِنَ الْقَلَمِ! تَشِفُّ سُطُوْرُهَا الْمَطْمُوْسَةُ، عَمْدًا، عَمَّا لَا نَجْرُؤُ عَلَى قَوْلِهِ عَلَنًا، وَتَصِفُ آثَارُهَا الْمُبْهَمَةُ أَحْوَالَنَا فِي حيْرَتِنَا وَتَرَدُّدِنَا، وَفُتَاتُهَا الْعَالِقُ بِالْأَوْرَاقِ يَكَادُ أَنْ يَكْشِفَ عَنْ حَقِيْقَةِ هَشَاشَتِنَا، وَأَنْ يُشِيْرَ، بِوُضُوْحٍ، إِلَى مَوَاضِع أَخْطَائِنَا وَإِلَى صُرُّةِ أَسْرَارِنَا. الْمِمْحَاةُ هِيَ الْكَاتِبُ الْمُقَنَّعُ الْمَقْمُوْعُ، وَالْحِبْرُ السِّرِّيُّ الْمَصْرُوْعُ، وَالنَّصُّ الْأَصْلِيُّ الْمَمْنُوْعُ مِنَ النَّشْرِ. وَمِنَ السُّخْفِ وَالسَّذَاجَةِ أَنْ نَتَجَاهَلَ مَجْدَهَا!