إذا أردت معرفتي

[عبدالناصر الأسلمي]

تعبت وغربتي وطني
ونكهة يومنا حُرَقٌ
تبدد مُلحَة العرق
تجرّح كبرياء الصمت
تعبت وهذه الأحقاد ملهاتي
قشور الشمس نجمعها
وملح نهارها غضبا
لينجو في المساء الهمس..... محروقا على شفتي
ديون محبتي اغتُصِبَت
وطعم الصدق جرجرني....
إلى أسف
تباركه حضارات من الإسمنت
ألا يا نضحي المهموم
يا أوراق ايامي
ياوطني........
جرائدنا القديمة سوف تعلننا
غروبا يحمل الأفقا
ونبضة طفلي المسجون في قدري
صداع في مساحاتي
تشظينا وضعنا في زوايانا
سنرحل عن بليتنا
لثلج يعشق الإنسان في ساعاته الحرة
تعبت وغربتي ألمي
ومقهى حبنا رقصت به الأحقاد والشهوة
وطين الغربة الفواح منفانا
ألا من خيمة يرتاح فيها رملنا الأشيب
لقد سافرت في أثوابه........
لقّحته سرا .....
فلم ينجب
أنا جرح وصوت دافيء
أنا أوراقك البيضاء ياوطني
تبللها ........ تجففها
فأنت المعطف المطري
انت الشكل والذكرى
سأسكب كل قافلتي
لشاي الصبح في شفتيك
ماء الحب في عينيك
يا وطني
يا قدري

 

[عبدالناصر الأسلمي]

قلت يوما حين يشتاق القمر

واشتاق القمر

ذات يوم ساءه دمع الفراق

وازداد السهر

ليلة احسستها مثل الضباب

وارتاب الشجر

كلما ساورني ذاك المساء

يصطاف العمر

جارتي مهلا فإني مقبل

من ذاك المطر

غيم ايامي تنامى في دلال

واعتاض السمر

ياسعاد الروح في مثل الهديل

كم لي اصطبر

كم لنا من بعد آهات اللقاء

آهات أُخَر

قد فعلناها فهل منها دواء

في آتِ عَطِر

لا تلمني يا أبا الأشعار لا

فالليل استعر

لا تقولي ياأبا الأشعار لم

نعزف من عُمُر

خبريني ذات وجد ياهواي

هل يبكي القمر

سامريني وارتضيني نجمة

في ليل السمر

 

[عبدالناصر الأسلمي]

من فيض حسنك جن العالم الطيني
ومن جمالك كل الكون يقريني
عشقا انيلي مداي الحلم فرحته
بعض البراهين من بعض البراهينِ
بنظرة منك مثل البرق خاطفة
تشيع في جوه أنس البساتينِ
أدرت كأسك عن حب يباغتني
يامنبع الحب ياملتفة التينِ
يابهجة البدر يضحي بعد غادية
أو حظوة الشمس في أيام تشرينِ
لم أستعر بدلا من رمز عاشقةٍ
فأنت إبداع تصريحي وتضميني
من مفصحا ولعا أو مضمرا وجعا
مثلي ومثلك أعطيها وتعطيني
ما بين عينيك إنسان يسالمني
كطفلة حملت أغصان زيتونِ
لكن حرب الجوى في القلب مسعرة
وليس للجهد فيها أي تمكينِ
تنفس الصبح عشقا حال ماشطة
بشعرك الليل مجنون المجانينِ
وقائل لي دع عنك الهوى سفها
قلت له اسمع بها وصفي وتبييني
علل وقلل وجلل واستقل واقل
فأنت آلة قتل دون سكين
كأن بسمتها من فرط بهجتها
روح المحبين في عيد الفلنتينِ
وما القلوب إذا ما ابحرت ورست
إلا موانيء خير أو مساكينِ
شاءت وشاء الهوى فعل الشمول بنا
عقل المرابين في كسب الرياحينِ
هي الحضارة والتاريخ إن صمتت
وإن حكت فـ لكلّ جرعة السينِ
هي الحياة وإن جادت برائعة
هي الجمال بمزج الروح والطينِ
كأن قلبي بها ياصاح من زمنٍ
من سطوة العشق مغسولا بنسرينِ
تبخرت بالغيوم البيض عن ولهٍ
ففاح منها الهوى أمطار كانون
والروح من قبلها راعٍ ببادية
وبعدها اصبحت في عصر تمدينِ
لم أنس يوم سهرنا في البحيرة كم
غاويتها البوح فانسابت تغاويني
وقهوة بيننا أحلى كأن بها
شهدا منابعه روّت موازيني
كأن دلتها عمدا قد اتخذت
من منحنى خصرها أحلام مفتونِ
كأن قهوتها من ريقها انبجست
فاصبح السُكْر عنوان الفناجين

 

[عبدالناصر الأسلمي]

كم تساقينا هوانا الأروعا
وليال قد سهرناها معا
روعة في روعة نحن به
ما ألذ العشق لي ما أروعا
هي أيام بنا مغرمة
كم سقاها العشق كأسا ورعا
وفتاة ألهمتني حبها
ابجتني بالهوى مجتمعا
مثلما تحضنني مولعة
بغرامي كنت فيها مولعا
لي منها كل فجر قبلة
سرها من شفتيها قد سعى
ألبستني الأنس مزدانا به
وغدى الوجد به مستمتعا
هي موسيقى إذا ما حدثت
والحروف الشعر والكون وعى
تستميل الروح ان طوقني
من شذاها ما يزيل الوجعا
مثلها ليلة عشق فجرت
من ينابيع الهوى ما شعشعا
يالهى انثى كأن الخمر من
عينها إن سرحت قد وزعا
وكأن الورد زاهٍ حسنه
منعش من خدها قد ضوعا
كذب ما الدر في أصدافه
فهو في بسمتها قد سطعا
وإذا ماست كأن الارض من
خطوها تبدو بها منتجعا
هي سمفونية خالصة
جعلت بيتهوفن المستمعا
هي قانون الهوى لا للهوى
إن تعداها لأخرى موضعا
ما اشتهاءالقلب الا غادة
قد سقته روحها مرتبعا
يتدلى الحسن منها عنبا
والبهاء الصرف منها لمعا
((هي مجموعة شعر مبهر
يستقيه المتنبي مبدعا))

 

[عبدالناصر الأسلمي]

سكن الليل فاستطبت سكونه
وتلطفت استبيح لحونه
كم تداعت به مسافة عشق
فتغنت سماؤه مفتونة
ايها الليل انت قلب عشيقٍ
تستلذ الآهات فيك شجونه
ايها الليل انت رحمة امٍّ
وخيالات مغرم مجنونة
حرِّم الفجر لا تلقحه شمسا
واحرسن نجمة الوصال الحنونة
هَدْهِد الروح مثل حب قديم
فيه ذكرى مواجع مدفونة
سلِسٌ أيها المؤانس روحي
كم لعيْنَيَّ تستحث عيونه
عذبة روحك الـ عشقت طهورا
لحزين المشاعر المكنونة
انت سحر الرضى يباغت قلبي
ويناغي دموعي المشحونة
كم يطوف العشاق فيك بكاء
ويجيد الإحساس فيك فنونه
انت عشق الى القلوب تهادى
انت بكر في خدرها مأمونة
انت ألحان أغنيات عِذاب
بأحاسيس فرحة مقرونة
انت نعم الأشجان ينزفها الكون
ونعم القصائد الموزونة
سافرت فيك كل عين محب
بارتحالات والهٍ مسنونة
انت ياليل لوحة من شعور
رَسَمَتْها أنامل بمرونة

 

[عبدالناصر الأسلمي]

كم حرمنا رؤية
النجم البعيد


في بدايات السحر


وحرمنا رؤية النبت السعيد


في مسارات النهر


كم حرمنا




كيف لي رؤية طير في الغصون


او ثمار ابهجت لون العيون


او شجر


كيف لي


بحياة الريف مابين الحقول الضارعة


بين نبتات السنابل


كلما مالت بدفقات النسيم


وتجلت راقصة


كيف لي



::::::::: ::::::::: :::::::::: :::::::::::::


كم حرمنا رؤية الحب بواحات النخيل


والصبايا حاملات الماء


واضعات الكف بالخصر النحيل


كم حرمنا


رؤية الفلاح


يشدو في الصباح


والرضى في عينه منذ الأزل


كم حرمنا


خبز أمي


ناضجا حلوا


والتنور طين


ليس نحتاج لسيارة غاز


او نستدين


كم حرمنا


قد حرمنا كل هذا


في حضارات المدينة

 

[عبدالناصر الأسلمي]

كمثل الورد نما وارتحل
عاش على كفة من جراح
تشيعها النائبات
مضى
ولكنه لم يمت
فهذي الحياة على الدرب تنمو
تغني لكل الملايين مثلي
" جلودكم تربة منتجة ".
عدا نحو قنطرة البائسين
ليحظى بعقد من البهرجة
وعاد إلأينا
بحمل من السائحين
وفصل من الناجحين
ولكنه لم يمت
عدا نحو تلك الغيوم السعيدة
ليحيى حياة المروج
حياة المطر
حياة الثلوج
حياة البشر
وناديته من بعيد
بصوت الحياة
سكنت ديار المطر؟؟
ولكنه لم يجب
ولما نما في ترابي الشتاء
وجدت على الثلج
إني هنا
ولكنني لم أمت

 

[عبدالناصر الأسلمي]

حب
تمايل
كانتعاش الصبح بين الكرزتين
وتكثّف النفس المعطر
غيمة
ثملت بها عيني وهامسني الرضى
حتى تناثر بوحنا
قطعا يلملمها الهوى
وكأنها نسجت حروف العشق
من ورق اليقين
والنبض فينا يعزف المكسور
من ناس الصباح
ألما يبلل هجعة النخل المغني للرياح
ياومض عرقي
ياهدوء الروح
يا وقت السحر
قد رفرفت أرواحنا بين السنابل
ضحكة
تنمو بها القيثارة الثكلى...
أو ما ترين شعاع قلبي
سابحا في نوره
طيفا تساقط مثل رايات الندى
شقراء........
انت القمح
والحبر المعتق
والأمل
انت الرضى
يروي حقولي الضارعة
أو ما عزفت الرشف في شفتي
أو ما هطلت على سنابل بهجتي
وسطعت في جسدي
وتبهرجت أوتار صدري
عندما لامستِه
بكفوفك النعناع
والنَفَس الحرير
لا ...لا تظني النبع تكفيه الشفاه الوارفة