رواية: (جت..)

[عبدالعزيز رشيد]

_19_
استماع.. "ألا يامطوله صبري أذوق المرّ من كاسه" عندما تكون الأغاني مثل السفر إلى الماضي عبر دروب الذكريات, تلامسنا تلك الأشياء التي كنّا نحسّ بها وبضجيجها على مسامع القلب,كان راشد فيها وكأنّه يحفر القلب بحثا عن حزننا ومكنوناتنا منها,"أحد مثلي بكى لمّا بكى دمعه ولافاده" ومابعد البكاء إلا شيء يشبه البكاء لكنّه أعمق منه,"على الله يابُقى دمعي محد غيرك وفا ليّه .. جفوني كلّ هلي وربعي.. " ماأقسى الحزن الذي يوهمنابعداوة الكلّ لنا, آه ولها وقعٌ في القلب وشيء في قعره, أحدّثكِ عنها وهي الأغنية الوحيدة القابعة في جهازي حاليّا بعد تنظيفه! في حين أستمع عن طريقه أغنية"إنت منّي" لـ يارا أصدقكِ القول كان كلّي منصرفا لصوت القيتار وماحوله من موسيقا لاأكثر

*مقطع من أغنية لراشد الماجد

 

[عبدالعزيز رشيد]

_ أريد أن أنتزع عقارب ساعتي لأغرسها في قلبي!,تعبتُ ودقّاته تستفزني وتقتلني ولاتقتلني
_ أتيت بكلّ مافيني رامياً بكلّ ماأملك فأنتهي إليك فأُدفن في روحك

 

[عبدالعزيز رشيد]

_20_



أحبّكم لأنّكم أحببتم بإخلاص ماأسهل اللكلام واللفظ لو أردنا أن نقول بأنّنا نحبّ,قلّة هم الذين أعموا أبصارهم عن ماحولهم من أمور تشدّ الأبصار بقوّة وكثيرٌ هم الذين تخلّوا عن مقولاتهم لأنّهم وجدوا على قارعة طريق رحيلهم أعذارا سخيفة تسدّ مكانهم!,أصدقكِ القول رأيت من هم عاشوا باوج الشهرة والضجّة والغنى بشتّا أنواعه إلا أنّني أبدا لم أغبط أحدا كالذين رأيتهم أغنياء ولهم أرصدة لاتنضب من القلوب -فعلا تلك القلوب عرفت من تحبّ فهنيئا لهم بهم .

 

[عبدالعزيز رشيد]

_رجعتي ورجعت روحي معك (:

 

[عبدالعزيز رشيد]

_21_



أندريه شيفشينكو هل قلت لكِ عن سيل الاتهامات التي نالها بعد انتقاله من ناديه المحبوب الميلان إلى تشيلسي وكيف أنّهم أفرطوا في الحُكم على حبّه للميلان لسنتين ذهب هناك إلى انجلترا بعد انتقاله لكنّه افتقد محبوبة ميلان -ميلان المدينة وكيف أن الناس في كلّ صباحٌ يحيّونه "أهلا ياشيفا" الأحمر رمز الشيطان الذي يتحوّل رمزا للقلوب مع أصوات الجماهير عانى شيفا من التهميش طوال عامين غاب في عمق الكآبة لم يكن يتحدّث عن ندمه وعن حبّه في المؤتمرات الصحفيّة ولم يكن يثرثر بل فضّل السكوت بعكس الكثيرين الذين يحبّون الصوت الصوت لاأكثر بالتصريح لـ حبّهم وانتماءاتهم سكت شيفا ولم ينطق إلى أن نطق فعله وعاد شيفا إلى الميلان بعد عامين! تخيّلي يعود راميا بعرض الحائط كلّ الافتراضات التي تقول:بأن الجمهور الميلانيّ قد يكون نساه وكرهه وفضّل موته لكنّ عاد قاذفا بنفسه في أحضان حبيبته الميلان عاد وكلّه ندم لايقوى على الكلام لم يحبّ شيفا الميلان بالقول بل أحبّها فعلا بالفعل وهاهو يعود عاد الإبن المدلّل لتلك المدينة الانيقة والتي لاشك تأنّقت لتستقبله بكلّ حبّ - آه ماأقوى الحبّ القابع بالقلوب والذي لايُستهلك بالكلام بل يبقى كما أحبّ شيفا أن يبقى بالقلب كامنا كـ جوهرة ثمينة لايجبّ قذفها على وجوه الناس فقد تركها تزيّن غرفة قلبه وأقفل عليها إلى الأبد,هكذا الناس تحبّ ياشيفا, ولنا أن نرى فرحته هذه بالصورة وهو متّجه إلى الجمهور مشيرا إلى قلبه ودمعه تشير الى عينه ونظراتها

 

[عبدالعزيز رشيد]

_ جابتني رجليّ (:

 

[عبدالعزيز رشيد]

_ ابتعدت وفي قلبي سؤال"متى العودة؟" وعدت وفي قلبي الإجابة
_ كيفها حالتي وغيمتي عطشانه

 

[عبدالعزيز رشيد]

_22_



تلك هي إبتساماتنا نقشٌ على ملامحنا,قد تنقش بقوّة كما تنقش الرسومات على الأحجار _طبعاً_حينما تكون ملامحنا حينها كالأحجار قاسية لاشيء يغيّرها قد نقسوا على أنفسنا للنقش تلك الإبتسامة بالقوّة عليها وقد يقسون علينا لينقشوهابانفسهم!,إلا أن يكون أحدهم ماء قربنا فتلين ملامحنا وكيفما يشاء يشكّلها,والإبستامة كالباب قد يعكس شكل مافي داخله بكلّ صدق _حسب زُخرفه_ ويكون أكثر صدقا عندما تكون عليها بصماتك(":