معرفات التواصل

العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-17-2020, 07:22 PM   #1
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 1635

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


كلما حاولت السيدة اقامة الاذان في يسرى اذني عقيق تلعثم لسانها وانغلق خلقها وانتابتها غصة ، حوقلت في سر صدرها واخذت تخاتل السيدات حولها وتوهمهن بانها تؤذن في همسٍ اعادت الكرة مرتين وسبع ولم تستجب اذن عقيق لصوت التمبير ولا هيبة الشهادة

إحمر وجه السيدة قلن النسوة من فرط نشوة الفرح لكن ابنتها الكبرى من طول نظرٍ وعشرة لوجه والدتها تعرفت على هاجس الدهشة في ارتعاشة وجنتيّ النجيبة والتي لا يهتز لها جفن ولا تتغير لها هيئة الا لأمرٍ جلل

ظلت عقيق في حضن جدتها التي منحتها ابهامها ترضعه ولا يعلمن النسوة كيف صبرت الطفلة دون صدر امها وحليبه كل هذا الوقت وهي المولودة للتو وكلما نوت جدتها لامها باخذ الطفلة وقبل ان تنعقد النية بلسان الطلب ترمقها النجيبة بعينٍ قاتمة تلمع مثل نصلٍ خارج نص الحجب

ما ان تعشت النسوة وباركن وتبخرن حتى نطقت مبروكة (ما بعد العود قعود)

لملمت النسوة بناتهن وفضولهن ووقفن ليصافحن النجيبة وهي لا تمن على يدٍ بلمس بل تضع يمينها في طرف شالها الاخضر وتمس اليد الممدودة بالكاد

لم يتجرأ احد قط على سؤالها في شان امتناعها عن لمس السيدات هي وحدها تعرف كم يحملن من ضر وشر في اطراف اصابعهن وفي نظراتهن وهي تعلم كم غيمة سوداء استجلبن نحسها لنسلها وسيد بيتها من قبل فتعلمت الا تثق في اللمس وان لا تنصت للحديث ولا تلتفت للصوت

بقت العمتان فامرتهما امهما بالذهاب لزوجيهما حيث انها قررت المبيت في بيت ولدها الوحيد احتفاءاً بوليدته والفتت بلا كلام للجدة الاخرى مسلطة عليها زمة الشفة العليا ونظرة العين حتى تنهدت أم الكنة عالياً وهبت قائمة متجاهلة تضرع عيني ابنتها وقالت بدعة

( لم يُتح لأي من نسائنا ان تُشرف مثل السيدة النجيبة على نفاسها فلا بد أنكِ محظوظة يا ابنتي ارتاحي الآن وسازورك صباحاً)

بقت النجيبة ومبروكة التي هيئت للكنة ماء اللبان والمر المُبخر والعود المربوط بقشر قهوةٍ يمنية سوداء وعصيدة تمر بالفلفل الاسود واصناف اخر كما يستقضي الحال واخذتها لخلوتها تاركة النجيبة وحدها مع عقيق تهرول بها الدهشة عند سماعها لحديث بلغةٍ لا تعرفها بين سيدتها وصوت آخر لا تميزه وهي الاكيدة ان السيدة وحدها مع وليدة لا تتحدث وانها قد اغلقت الباب بعد ذهاب الجدة الأخرى بالرتاج الثقيل وانه لا احد قادر على اقتحام مجلس سيدتها

وبعد ان غفت الكنة تسللت مبروكة للمجلس الذي فيه السيدة وحاولت الدخول من الباب الوحيد للمجلس وكان موصدا ، مدت يدها لتدفعه ووضعت يدها الثقيلة على مقبض الباب فاصابها ما يشبه البرق صعقها صعقة خفيفة ورمى بها الى جانب المجلس مغشيٌ عليها

في بوادر الضوء والمؤذن يصدح بالفجر عادت مبروكة الى وعيها، هبت واقفة ونظرت الى باب المجلس فإذا هو مُشرع ، تسللت الى فرجة الباب ووجدت عبدالله سيدها يجلس أمام امه النجيبة ويستمع لهمسها هازاً راسه كل برهة وعقيق في حضن النجيبة ترنو بنظرها بالتناوب بين وجه جدتها وتلتفت لابيها كلما هز رأسه.

مبروكة في موقف التعجب مزروعة في فرجة الباب معلقٌ بصرها بالصغيرة حتى أتاها صوت السيدة تناديها ان ادخلي ولا تقفي بالباب فدخلت مطاطاة راسها ، هش لها عبدالله كالمعتاد ونادها (يمه) تحبباً كما كان يفعل في طفولته ثم هب ليقبل راسها والنجيبة تنتظر ان يفرغ ابنها من هزله ثم امرته بالذهاب للسلام على زوجته ومن ثم الصلاة وخرج عبدالله مبتسماً.

اقتربت مبروكة من النجيبة وقالت لها

(سيدتي لم تقربي طعاما منذ البارحة ولم ترضع الطفلة كذلك الا يجب ان ترتاحي وآخذ عقيق لامها)

تجاهلت السيدة حديث مبروكة وبادرتها
( احضري ثياباً جديدة لعقيق واخبري والدتها بانني ساقيم معها حتى تبلغ اربعينها ثم ستنتقل معي الى دار السادة في تمام الاربعين هي وعقيق وولدي واكدي عليها ان لا تراجعني في ما ذهبت اليه وان لا تستجدي البقاء لان عقيق لن تتربى الا في حضني فان ارادت بيتها فلتمكث فيه وزوجها ويتركون لي البكر ويستعيضون بغيرها والا فلا مناص من الإنتقال الي منزلي)

وهكذا لم تناول النجيبة عقيق لوالدتها الا في ساعة الارضاع وحسب ولم تسمح لاي بشرٍ آخر بلمس الطفلة او تنظيفها او الاطلاع على جسدها سواها كانت تسهر بها وتناغيها وتحممها وتغير ثيابها كل الوقت حتى خافت مبروكة وارتعبت العمات والخالات وسيدات الاسرة من ما تخفيه النجيبة في التعلق بعقيق وما الذي يجعلها تنقطع للعناية بها وتضعها في يسار قبلتها في تهجد ليلها ووقت صلاتها وحمامها الخاص ولا تسمح لاي مخلوق قرب او بعد بودٍ او بأجر ان يقرب منها

يتبع

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-18-2020, 02:06 AM   #2
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 1635

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


انتقلت النجيبة بالطفلة عقيق الى بيتها ولازمتها كما الظل ، لا يهنأ لها بال الا وهي في مرمى البصر منها حتى ان بنتي النجيبة ظلتا في موقع الدهشة زمناً ،وما ان بدات عقيق الجلوس حتى منعت النجيبة عنها الزوار باستثناء مبروكة وعبدالله والدعقيق وسلمى والدتها فقط والتي فطمتها في الاربعين ولزمت بيت زوجها بعد نهرٍ ناضب وشارعين وتركت الفتاة للجدة ولم تشعر بشيءٍ من حسرة فهي في الخامسة عشر من عمرها ولن تُحسن العناية بعقيق على كل حال وفضلت ان تبقى مع زوجها في خصوصية المكان وعزلته بعيداً عن سيطرة النجيبة واسرارها الكثيرة المربكة

في بدر الشهر السادس من عمر عقيق قررت العمتان زيارة والدتهما وارسلا لها هدية عظيمة ومكتوب من الرق المذهب يطلب الاذن بالحضور لها وبعد القبول والبركة اتيا بعد ظهر قائظ ودخلا لمجلس السيدة ولاحظتا حالاً المنز المرتفع على ما يشبه صارية سفينة والمغطى بلفائف حريرٍ اخضر مقصب بالمعوذتين وحروف طلسمية متداخلة ،تحته مبخرة لا تنطفيء تفوح بارواح الصندل والعود يتداخل دخانهما ويتصاعد ليكون مثل صحنٍ غيمي شفاف حول السرير الصغير ولا يتخلله يقف عند اطرافه كما حارس لهواءه.

بعد القهوةِ والسلام وتبادل الاحوال والاخبار بادرت الابنة الكبيرة ليل امها النجيبة بسؤال مستقيم لا لوع فيه ولا مخاتلة

( اماه ،سيدتي ) حنت رأسها واكملت ( لنا من الاطفال مجتمعون اربعة عشر ولابناءكِ الآخرين مثلنا او اكثر ، ما الذي يميز عقيق عنهم وهي الانثى الصغيرة بنت الغريبة البعيدة ما السر الذي يجعلك توقفين حياتك عليها ولا تظهرينها حتى لنا نحن عماتها)

حل الصمت المهيب حتى اوجست العمة الصغيرة خيفة وتكثف حولهما هدوءاً عجيباً مظلماً بعث بالنعاس والصداع في عيني العمة الكبيرة ليل وكأنما مر يومٍ وغادرت ليلته قبل ان تتحدث النجيبة قائلة

( الأسرار يا ليل عبء على حاملها كما القضول قتل بطيء لروح متبنيه اما الطمع فخطيئة كُبرى تُثقل نفس متعاطيه حتى لا يستلذ بشيء ٍ عنده او لديه لان هناك دائماً من يملك اكثر او افضل او اجمل ، ولانني اخاف عليكما من وطأة السر وعبء حفظه منعته ، لا عنكما وحسب بل عن نفسي انا فلا تسألا عنه ولا تطمعا في منزلةٍ ليست لكما ولا لنسلكما ما دامت الدنيا ولا في فناءها لكم الا ما هو لكم وسياتيكم فلا تحاصروا حظوظكما بالامنيات ، ما دام فيّ رمق لحياةٍ استطيعها سيكون لعقيق هذا الشان فإن اردتما الراحة تحاها الامر ولا تكترثا وتنعما بوجودكما في وقتٍ تعيش عقيق فيه وهذا لو تعلما حظٌ عظيم)

ونفضت جلبابها ووقفت فتعثرتا واقفتان واذنت لهما مؤشرة بيدها للباب فخرحتا وهما لا تعرفان ما الذي حدث ليغضبها هكذا…

يتبع

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-19-2020, 08:33 AM   #3
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 1635

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


حاولت العمات الاخذ بالنصيحة انما غلبتهما الغيرة وعمى بصيرتهما الغضب فاخذتا تتلصصا على البيت الكبير وتزورا امهما كثيرا وتدسا في يد مبروكة العطايا والهبات التي وبدون ان تعرفا كانت تذهب للنجيبة وتضع كل شيء بين يديها من مالٍ واخبار وهدايا والسيدة تستمع للاخبار بغير ما اهتمام وتترك لمبروكة المنح كلها

وبلغت عقيق شهرها التاسع حين استيقظ اهل القلعة على مطرٍ غزير لم تنله الناحية منذ زمن ، لم تشفع لهم قرابين ولا صلوات في جفاف ارضهم كل الثلاثين سنة التي مرت عليهم بمرارةٍ واسى وتحول فيها الكثير منهم من اصحاب اراضي الى بحارة او صيادين حيث لا يفصلهم عن الخليج الا ساحل رملي ضيق وبقايا بناء غامض مسور لا يعرف احد من بناه ولم كل هذه الاقفال عليه

اتى المطر متقطعا وكثيفاً في مواقع الآبار وعلى النهر الناضب فاضت الغيوم وتلاقت في صخب حتى تراءى للمارةِ ان الارض انشقت والسماء انفتحت ولم يعد يميز الرائي اتمطر المساء ام تفيض الأرض

في خضم كل هذا وحدها مبروكة عرفت ان النجيبة في بدر تاسع اشهر عمر عقيق اخذت الطفلة الى البئر الرئيس في القرية وبيديها الفضيتان سحبت دلو الماء الذي احتوى قطراتٍ قليلة وانها غمست رجل الطفلة اليسرى في الدلو وصبت الماء ثانية الى البئر ووحدها مبروكة تعرف ان موجة المطر في غير موسم اتت بعد هذا الطقس بثلاث ليالٍ لا غير مع انها لا تعرف لم تذكرت تذا الطقس الذي ادهشها عند اول طرقٍ لحبات المطر الرقيق على نافذتها

استمرت الامطار حتى غسلت الارض وطهرت الاسطح وعادت القلعة مثل عروسٍ في جلوتها الاولى فاستبشر الناس وقالوا هذه مواسم تعيد لنا الرفاه الذي كان واخذوا الشيوخ يتهامسون عن الخير الذي عم منذ طلوع النجيبة مكشوفة الوجه واليدين في ميلاد عقيق ومنحوا بركتهم لتفاسير الحلم وعودة النهر وقرنوا هذا وذاك بعقيق وفأل ولادتها


ي منتصف السنبلة ، تحديدا في بزوغ نجم سهيل وبداية بشائر الرياح الخفيفة القادمة بعطرها تتهادى من الشمال اتمت عقيق عامها الاول دون ان يرى وجهها العامة فقط جدتها النجيبة ووالديها ، لم تصدق سيدات العائلة مبروكة حين سالوها عن الشبه في ملامح عقيق وهل بوجهها ما يعيبه لاخفائه هكذا

احدى العجائز قالت وهل لوجه السيدة النجيبة سوى وسم الجمال النادر مسغبة حتى تخفيه حتى عن قرينها في النهارات ومنذ قدومها صبية وهي لم تخلع برقعها امامنا الا في ولادة بكرها عبدالله ولبرهة الشهيق والشهقة التي اخذتنا في رؤيتها ثم عادت الى عهد اللثام ولم تخلعه الا في ولادة عقيق

ردت عليها الاخرى نعم صحيح وقد منعت عبداالله من الزواج واختارت له من بين عشرات الفتيات زوجته الآن مما جعل كل اخوته واخواته يسبقنه في الزواج والنسل ولم تعترض على اختيارات اولادها وبناتهاابداطالما جُدل النسب في الاجداد بدم ابيهم واسمه لم يهمها مال او جمال ولم تُسكن احد لديها قط ولا حتى بكرها كما لم ينم في خصرها طفل سوى عقيق

في تمام العام استيقظ الناس على صوت ماءٍ يتدفق خفيفاً ويصب ، كان المطر ياتيهم بانتظام منذ الدفق الاول منذ ثلاثة اشهر لم يمنعه صيف ولم يعرفوا القيظ هذا العام لكن هذا ليس بصوت مطر ، صوت ماء لا شك لكنهم لم يتعرفوا على نوعه ولا مصدره

دون العارفون في تاريخ القلعة ما يلي


( تناثر الناس في الانحاء في غبش الفجر بلا قناديل متحدون ببصيرةالاجتماع على امرٍ ، ينير دروبهم بدرٌ يغيب وشمس ٍ متثائبة ، تفرقوا في الجهات الاربع على شوقٍ وفضول وبعض خوف ووجل آمرون صغارهم ونساءهم بالمكوث في المنازل حيث ان الماء على قدر نفعه يؤذي ان خرج عن نصه وتتابع ، ولم يجدوا ما يُظهر للصوت معنى ولا رأوا ماءً وظلوا هكذا في بحثٍ وقلق حتى تعالت الشمس في وسط السماء واذن المؤذن بصلاة الظهر حين صرخ مجنون القرية هنا هنا)

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ ) بدر الحربي أبعاد الهدوء 328 10-01-2025 06:28 PM
أخي يوسف:ما حكاية إمبراطورية آل الحربي في المنتديات ؟ الطيب الجوادي أبعاد العام 13 09-04-2006 02:51 PM
حكاية نظرة ..! يوسف الحربي أبعاد النثر الأدبي 14 08-18-2006 11:20 AM
حكاية الزاهي المرعوب..أقصوصة ساخرة الطيب الجوادي أبعاد النثر الأدبي 6 08-11-2006 02:39 PM


الساعة الآن 02:04 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.