حين تتقاطع الكلمات مع أنين العمر.. وتتشابك الأغنية بالذاكرة
يصبح البوح مرآةً تعكس وجوهًا أنهكتها الأعوام../ لكنها لا تزال تبحث عن معنى للحب
عن لحظة دفء في زمنٍ بارد/ وعن ابتسامة تُعيد ترتيب أوراق القلب قبل أن تتبعثر في رياح النسيان
"أوراق العمر" أرشيف يُحاكي رحلة الإنسان بين بداياته الهشّة ونهاياته المثقلة
حملت سطوره إيقاع الأغنية الشعبية
"رسالة من تحت الماء" "ما عاد بدري" "قارئة الفنجان" "على البال" وغيرها
لتكون جسرًا يربط التجربة بالذاكرة.. وكأنّها شاهدٌ على حياةٍ عشناها.. وانعكاسٌ لأقدارٍ مرّت بنا
رحلة زمنية تتقاطع فيها الأحلام بالخيبات/.. فمن البدايات المليئة بالبحث عن "حب مفقود"
إلى منتصف الطريق حيث "تتساقط وريقات العمر"
وصولًا إلى الحكمة التي تقول "وحدها الابتسامة تعيد ترتيب أوراق العمر"
يذكّرنا بأن الاستسلام ليس قدرًا/.. وأن العمر مهما مضى يظلّ في متناول إرادة الإنسان ووعيه
وما خلف ظاهر السطور.. تتراءى مقاومة الإنسان لقدر الوهم
فالحب ليس فقط شعورًا.. بل هو حاجة ومع غيابه يتكشف وجه "الحياة الماكرة"
التي تدفعنا لتزيين الزيف بثوب الحب
فالعمر ليس حساب سنوات بل هو رصيد من المشاعر ومن الصدف.. من الوجوه التي تعبرنا
أ. بدر
"أوراق العمر" تتحرك بإيقاع موسيقي داخلي الجمل قصيرة تتوالى بوقع يشبه ترديد لازمةٍ غنائية
والاقتباسات الغنائية تضيف نبرة موسيقية تحوّل النص إلى ما يشبه "الأغنية المكتوبة"
توظيف منحها حياة مضاعفة/،, حياة الكلمة وحياة اللحن.
وتبقى "أوراق العمر" شهادة على أنّنا لا نُهزم بالزمن ما دمنا نملك القدرة على الحب
ولا نخسر أعمارنا مادامت في قلوبنا ابتسامة تُقاوم التجاعيد
ودهشة تُعيد للحياة بريقها/.. فالعمر ليس ما مضى بل ما نكتبه الآن ونحن نبحث عن معنى أجمل للحضور.
عُمق