سوالف ليل .. لــ غيابك

[نور الفيصل]

.
.
سفر جديد يأخذك مني

كل تلك المدن التي تدور في فلك مخيلتك لن تمنحك يوما ذاك الأمان الذي أدمنته وأنت تتكور في حضني لأداعب
خصلاتك شعرك ،
أتراها قادرة على محو سفر أصابعي فوق ملامحك ؟

سفر جديد

تترك لي جمر دمع تحجر وحمول من حزن أكابدها ووحدة بإتساع محيط
احصي تكدس ما تركت ..
واخترع ملايين الطرق لأجد حلول لكل تلك التفاصيل العالقة فأتوه بينها ولا أجد حتى نفسي
تحاول إبتسامات المحيطين بي إنتشالي مما أنا فيه ..
ولكن لن يدرك احد مدى خساراتي بغيابك .


سـ ع ـو د

أتراك أدمنت القسوة ؟!!
أخطر لك أن أحد تلك الحلول التي تتناهشني قد يكون قاصما لكل ما بيننا
أخطر لك أنني لحظة أعلن تعبي النهائي سأكون تخليت عن كل شئ ونفضت يدي حتى من تكرار المحاولة

صديقنا البغدادي الجميل حادثني أمس
حين عبره صوتي أدرك ما بي دون أن أتحدث بكلمة
وجاء سؤاله أكثر إستفزازا من أي وقت : أينه الأن ؟؟
تلعثمت لغتي ولم أجب .

حدثني عن بغداد .. والموت .. والحياة التي تصارع بقسوة هناك
حاول أن يستفز جنوني الذي كان يتزايد كلما عبرت أخبار كهذه
لكنه كان يعلم أن همي بك يقف بيني وبين العالم بأسره

قال لي : تعالي بغداد لتدركي أن لا قيمة لشئ
لحظة تشاهدي الأماكن التي كانت تحتضن أفراحنا وجنوناتنا كيف عاثت بها الأيدي ستدركين أن لا قيمة لشئ .

..

صوت الطائرات لا يغادر مخيلتي .. يترك لي صداعاً ابدياً .. وأرقاً لا سبيل للخلاص منه
أدمنت المنوم أتعلم .. لم أعد أستطيع النوم بدونه .. تصرخ بي صديقتي : حرااام عليك .
أجيبها : أريد أن أنام .. فقط .. أهذا طلب كثير على من هو مثلي ؟!!
حاولت كثيرا أن أنام بدونه .. لكن تلك الوساوس التي تغزوني لا تتعب .. ينهكني مطر الأسئلة
أشعر أني أغرق في بحر منها وتضيع مني كل قشة إجابة أحلم بأن تنقذ ما تبقى من صمود لدي .

أمس تذكرت بعد غروب الشمس أنني لم أكل شيئا .. لم يعد غريبا هذا النمط الذي يحيا بي
القهوة تكفيني دائما .. لكن وهناً ما نال مني أمس حاولت أن أسترجع سببا له فتذكرت أنه ربما كان معدتي الخاوية
أصبح حتى الطعام لا نكهة له .. حتى الطعام يتلون بالفقد هنا


سـ ع ـو د

كثيرة هي التفاصيل التي أريد أن تكون حاضرا عليها
وكثيرة هي اللحظات التي تفقد قيمتها حين لا تجدك لتعمدها


سـ ع ـو د

أخبرني .. هل الصحراء حنونة هناااك
إن كان .. سأحتمل كل هذا الغياب الذي يزيد في ضعفي




بعض قلق .. لا أكثر

روح النـور