شكراً يادكتور
هي محاولتي الاولى .. عذراً ان افسدت عليك مشروعك الجميل
وتطفلت على اهل القصة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عبد الفتاح أفكوح
وجاءت أمها ليلاً تبكي، وقد أيقظها ما رأته عنيفاً قاسياً في
منامها، فكان خوفها شديداً ودمع عينيها غزيراً،
لم تعهد لهما من قبل في نفسها مثيلاً، ولم يباغتها يوماً
مثل الذي رأت هذه الليلة وهي في عز نومها ...
حاولت الأم أن تتمالك نفسها ما استطاعت، وقد أيقظها بكاء ابنتها مفزوعة من نومها،
واضطرب فؤادها خشية على وحيدتها، وازدحم ذهنها بالهواجس
قلقاً على من لم يرها أبوها مذ كانت في المهد صبية، ثم إنها دست ما ألم بها في احتضان صغيرتها، وأخفت ارتعاشة يدها اليمنى في شعر ابنتها الكثيف ...
... رأيته يا أمي .. رأيته .. كان جالسا بالقرب مني ..
أخذ يمسح بيده على رأسي .. رأيته يا أمي .. رأيته ..
كان يداعب سمعي بقصة جميلة آسرة لم أسمعها قط ..
ثم أبصرت يا أمي سواداً مخيفاً بأنياب حادة ومخالب جارحة
يهجم علينا ويريد البطش بنا .. لقد خطف أبي يا أمي
|
*
أخفتْ الام دموعها عن ابنتها كما اخفت سر ابيها عنها من قبل ..
وغيابه كل هذه الاعوام ومسحت على رأسها لعلها تعود الى نومها .
ولكن بقايا ذلك الحلم المفزع لا زال
يعبث بعينيها الغائرتين ووجها الشاحب ,
مما دفعها لتكرار تلك الاسئلة التي تتدفق من فمها دوماً ، شوقاً لابيها ,
وكأنها طاحونة هواء لا تمل من الدوران
اماه اخبريني
- لماذا لم يعد ابي من سفره حتى الان ؟
- هل يحتاج كل هذه السنين حتى يعود ؟
- هل سيعود حقاً ؟
- هل .. ؟
أجهشت أمها في البكاء . فلم تعد تحتمل هذه السياط ..
*