الْمَنَافِي تَتَبادل الإشَارَة مَع الْرِيح ,
كَما نَتَبَادل مَع الْمَطر حَديث الْبُكاء , لِذا فَهِي تَبدو ثَوريةً فِي سُكْونها , وَ نَائِية حدّ أنها تَسحبُ الأوطَان مِن تَحتِ أقدامنا
بِخُدعةٍ نَبضيةٍ صَغيرة .
وَ رُغم أنَّها كَذلك إلا أنَنا نَشعرُ بالانتماءِ الْفطريّ اليها , تَماماً حِينما نَتَفكّر : - نَحنُ من أي طينةٍ عَجنها الله ؟!
وَ قَبل أنْ نَحلُم .. نَستوعب الإجابة : رُبما مِن طِينةٍ الوطنِ الْمَسحوب , الْنَائِم بِتخاذلٍ تَحت ضِلعنا الأيسر , كَمُتَشرّدٍ مَازال
يُحافظ عَلى أناقةِ جَواربه لِيُقال بأنه : فَاضل .
فِي هَذه الْلحظة الْحَاسِمة مِن الْحُزن , وهَذه الْلحظة فَقط :
’’يَنْبَتْ حِلْم ..
وْ يُورِقْ بَه حْزِن أخْضَر
يُمْرّونَه كِثِير وْجِيِه
وْ يَقْطِفْ مِنْهُم الأشْحَب ’’
يا د.
تَفاصيلٌ كَثيرة فِي هَذا الْنَص تَعصر الْغَيم بَين أصَابِعي , لِتُشعرني بِأني أحْدَثتُ الْمَطر .
أحبّ الشِّعر الَّذي استغرقُ فِيه صَباحِي وحُزني أيضاً , ولا يُوقظني منه إلا
إلا هزّة الريّح تَحتي ,
شُكْراً لَك