شمالاً .. جهة القلب ..!!

[منى السويدي]

.
.
مشاعر إيجابية .. ضخها فؤاد إهتمامكْ في وريدي ..
فـ كيف لا تحيا فرحتي .. وتستمر !؟

كنتُ أعرف .. أنه تحت هذه اللامبالاة والعبث ..
تندس مشاعر نقية .. ما مسّتها أنثى قط ..
لذا مسكتني وصبري .. وانتظرتْ ..

كنتُ أعرف .. أنكَ شديد الجاذبية
ومن حولك يُعجبنَ بك رغماً عنك .. ويلتصقن
لذا دستُ على غيرتي .. ولها ما التفتْ ..

كنتُ أعرف .. أن قناع جديتك يُخفي ترف شوقكْ ..
ليقنعني ومن حولي بعدم اكتراثك ..
لذا تريثت حتى منك يسقط .. وما استعجلتْ ..

كنتُ أعرف .. أنك عفيف .. عفيف .. عفيف
وإن لطخكَ أحمر شفاههن .. وامتزج عطرك بعطرهن ..
لذا أطلت نظري لبياضك .. ولبقية ألوانك ما اكترثتْ ..

كنتُ أعرف .. أنك رجل حين يرتكبك الحب ..
تتفانى إخلاصاً لأنثاك .. وغيرها مجرد دمى يابسات المشاعر ..
لذا دسستُ مشاعري بين طياتي .. ولغرامكْ نشدتْ ..

كنتُ أعرف .. متى ما كُسرت كؤوس أمنياتكْ
بصمت تألمت .. واعتزلتَ عظيم رغباتك حتى ارتطام آخر ..
لذا بأمل هائل جدّلتُ مشاعري .. ولسقوطك بي تهيأتْ ..

كنتُ أعرف .. أنكَ لطهري .. وبراءتي تهتم
وإن امتزجا بعفتهن ونقائهن ..
لذا أبعدتني عن تلطيخ أناملهن .. وبـ بياض مشاعري اعتنيتْ ..

: وهنا تلتقي الأنفاس
وكم أيضاً .. من حِزمِ الضوء أحتاج
لأُنير دربكَ إليّ ؟؟!

.
.

 

[منى السويدي]

.
.

وهل يفيدنا الدفء .. والبرد في داخلنا مغروز ..!؟

لا أحتاج لرسالة صامتة منك .. لتذكرني بعظمة غيابك ..
ولا احتاج لتنهيدة تفلت مني رغما عني .. لتذكرني بمدى فقدي ..
ولا أحتاج لأغنية متوجعة الألحان .. تذكرني بخصامنا والتحامنا ..
ولا أحتاج لمكالمة لم يرد عليها .. لتذكرني بأني أدمنت إنتظارك وأخفقت ..
ولا أحتاج أن أتنفس قنينة عطرك – وإن كانت فارغة - .. لتذكرني أن رئتيّ لك وطن ..
ولا احتاج أن أتفوه بإسمك خطاءً .. لتذكرني أن حروف إسمك معجونة في أسماء من حولي ..
ولا أحتاج ( لكسرة ) عود تحترق .. لتذكرني أن أنفاسي فشلت من استئصالك مني ..
ولا أحتاج لرواية مشوشة أحداثها .. لتذكرني بأعداد سقطاتنا ومعاهداتنا وهدناتنا ..
ولا أحتاج لاتصالات غبية منك .. تتقصى فيها أخباري .. لتذكرني أنك باقٍ على عهدك معي وإن ضعفت أمام الإغواء ولهن انحنيت ..
ولا أحتاج لفتات يابس من أحاسيسك المستهلكة .. لتذكرني أني بك جائعة .. وأكاد أموت جوعاً ..
ولا أحتاج لتربة خصبة منك .. لتذكرني أن جذوري وساقي وأوراقي وثماري تيبس من دون أرضك ..
ولا أحتاج لشبر من كتفك وضمة كفك فقط .. لتذكرني أني من دونك آيلة للسقوط والهدم ..
ولا أحتاج لصدفة تلقيني معك في درب واحد لتذكرني أني للقياك أنتظر ..
ولا أحتاج لهدايا أنيقة منك يتسربل منها عطرك .. لتذكرني أني بك وبكل أشيائك متيمة ..
ولا أحتاج لأسماء دمى يابسات المشاعر تدسهم في دروب نظرتي .. لتذكرني أني شديدة الغيرة وكسيرة الخاطر بأسبابكْ ..
ولا احتاج لعروض زواج يبغضها قلبي .. لتذكرني أني غيرك ما تمنيت زوجاً ..
ولا أحتاج عرض سفر لتلك المدينة .. ليذكرني برفضي السفر إليها إلا بصحبتك ومعطف واحد يؤوينا ..
ولا أحتاج لطبعات حناء تزهى على كفيّ .. لتذكرني أنك بها مغرم حد تقبيلك لهما .. وإسناد رأسك عليهما ..
ولا أحتاج لثوب من الشيفون ينسدل على قامتي بأنوثة .. ليذكريني بسؤالك – الذي أحبه – ( أي لون لابسه ) ؟
ولا أحتاج لعينين مسكوب فيها ريق اللوز والعسل والبندق .. لتذكرني بفخ عينيك والدهشات المتوالية على روحي ..
ولا أحتاج لخلوة مع شاطيء .. لتذكرني أني أتمنى بلا انكسار أن تكون أنت معي .. أنت معي ..
ولا أحتاج لكرات صوف يتيمة الإبر منسية في سلالها .. لتذكرني بيتمي وفقري وبردي في شتاءات بعدك ..
ولا أحتاج لقرط لؤلؤ .. ولا أحتاج لمرآة مطرزة البرواز .. ولا لأرفف كتب ..
ولا حزمة خزامى .. ولا ستائر .. ولا مواعيد عابرة .. ولا اطراءات .. ولا علاقات حب أخرى ..

ولا أحتاج شيئاً مما ورد أعلاه ليذكرني بمساحات افتقادي / إحتياجي لكْ
فكلك ينتثر على أرضي .. وينبت بلا مواسم ..

: وهنا تلتقي الأنفاس
أي برد ستقتل كرات الصوف
وخيوطها فقيرة الغرزات ؟

.
.

 

[منى السويدي]

.
.

بلي ..
من بعدك سأعيش وسأمضي مرفوعة الرأس
قلبي ينبض وأنفاسي تتواتر ..
لكن ...

لن يكون لنبضي ذاك النسق والخفق
فلا أنتَ هنا لتداهمني وتشتت هدوئه !

ولن يكون لهوائي ذات المذاق
فلا أنتَ هنا لتمتزج جزئياته بك !

ولن يكون لشتائي ذات الدفء
فلا أنتَ هنا لتعنف البرد وتبقيني في معطفك !

ولن يكون للبحر ذات النسيم / الحشمة
فلا أنتَ هنا أختلي معك وثالثنا مويجات فضولية !

ولن يكون لحقيبة سفري ذات القيمة / الثروة
فلا أشياء جديدة منك محشورة فيها !

ولن يكون لذاكرتي لوناً أزرق
فلا أنتَ فيها لتنشر ضيائك .. وتنير كوني !

ولن يكون لكفيّ ذات النعومة ..
فلا أنتَ هنا لتذيب خطوطها وتمحيها !

ولن لنحري ذات الصفاء
فلا أنتَ هنا لتترك امضاءتك على صفحاته !

ولن يكون لعطري ذات الإغراء
فلا أنتَ هنا ليستقر في أنفاسك ويستقر عبقه ممزوجا بعبقك في رئتي !

ولن يكون للشاي الأخضر ذات اللذة
فلا أنتَ هنا لتشاركني ذات الكأس .. وتحديداً من مكان رشفتي !

ولن يكون لقطع الرفاييللو ذات الطعم
فلا أنتَ هنا لتزيل بقايا جوز الهند عن حدود شفتيّ بطريقتك !

ولن يكون لشفتيّ أي إغراء
فلا أنتَ هنا لتمحو أحمر شفاهي .. وتدمر زيتني كلما زاد دلالي !

ولن يكون لحنائي أي رونق
فلا أنتَ هنا لتمسك كفيّ طويلاً تتأمل طبعاتها .. ومعها أنا أتأملك !

ولن يكون لنغمة
( The God Father )
أي رعشة لذيذة
فلا أسماء مُموهـ تتصل وتبرق على شاشة هاتفي !

ولن يكون لاستيقاظي أي غبطة
فلا أنتَ هنا لتوبخني ( قومي يا كسولة ) !

ولن يكون لدمعي أي قيمة
فلا أنتَ هنا لتكسرني وتجبرني بريقك !

ولن يكون لتنهيدتي أي فضيحة
فلا أنتَ هنا تتسبب بانفلاتها عني وتحررها !

ولن يكون لرواياتي أي معناً
فلا أنتَ هنا لتشاركني قرءاتها وتشاغبني حتى تُحرق تشويق أحداثها !

ولن يكون لأناقتي أي إغواء
فلا أنتَ هنا لتندهش بتسلسل الألوان معي وكسر انسيابها !

ولن يكون لدنياي أي أمل
فلا أنتَ هنا لتنتزع اليأس من أرضي وترويني من أوردتك وشرايينك !

: وهنا تلتقي الأنفاس
علمني
أي عيشة هذه وكل طرف فيها مبتور
وتمامه معك وبين يديك

.
.

 

[منى السويدي]

.
.



محشورةٌ أنا في روحك ..
كما أنتَ تماماً في روحي ..

لكن الفرق ..
أنكَ قادر على نزعي منكْ متى ما شئت
بخلافي أنا
لا أقدر إلا على غرسكَ بي أكثر ..!

: وهنا تلتقي الأنفاس
علمني عن شعورك حينما تضيع في أحدهم

أتنشدهـ حينها أن يدلك دروب العودة
أم ترتجيه أن يعلمك إتقان الضياع فيه أكثر ..!؟

.
.

 

[منى السويدي]

بلسانها تكلم حرفي قائلاً:

شرعية علاقتي بكَ
لا أودها أن تكون بإقرارنا وموافقتنا ..
أو بموافقة أهلك أو تأييد أهلي وعشيرتي
بل أريدها شرعية بمباركة رب السموات والأرض
لا يرتكبني فيها إثم ولا يلاحقني وزر
أرغب أن أحظى بأجري كاملاً متضاعفاً

هنا أطالعك وأطيل نظرتي ولا أغضها
فلا تكون الأولى لي والثانية عليّ
بل كل النظرات لنا ومعها ثواب جميل

وهناك أندس معك في إحدى الزوايا
نرتكب فيها خلوة ينفر منها الشيطان ويغادرنا

وبالقرب من ركن الود
تُشبك يديكْ بيديّ
فتتناثر سيئاتنا عنا وبها لا نبالي

ومعهم لا أحتاج للحيطة والحذر
فأنطق اسمك أمامهم بيقين
وإن فلت مني سهواً أضحك مني ولا يمسّني الارتياب والوجل
بل تصلني دعواتهم بالسعادة لي معك

وبعد كل مكالمة لنا
لا أقع في فخ جلد النفس
ولا يصيبني الندم وعذاب الضمير
بل استطيب مذاق الحلال وجودته !!

:وهنا تلتقي الأنفاس

لا أريد شيء بقدر ما أريد
أن يكون ما بيننا محفوف بالأجر ..
!!.. لا علاقة يشوبها الوزر

.
.

 

[منى السويدي]

.
.

خذني
واغرسني فيكْ
لترتوي جذوري من تربتك
وتمدد بين أنحائك
فيكَ أثبت ومنك أنمو وأتسامى !!

.
.

 

[منى السويدي]

.
.

وهل تستوي أموري من دونكْ ..!؟

أما تدري
أن الوفاء في العلاقات
ليس باتقان البقاء معاً

بل بحفاظنا علينا
وإن اخترقنا الغياب وشطرنا
ولوت ذراعينا المسافات !

:وهنا تلتقي الأنفاس

.. ورغم هذا الصمت الذي لا يموت
وذاك الغياب الذي لا يأفل
.. وهذا الإنتظار الذي عن دربي لا يحيد
.. تبقى ذاك القلب الذي به تعثرت وفيه سقطت
!!.. ومنه ما أردت النهوض أبداً

.
.