ونكمل...
طبعاً بعد كل تلك التطورات والمسميات الجديدة التي بدأت في الظهور وسط عالم الإعلان، بدأ عالم الإعلانات في تكوين أنظمة حقيقية وأجهزة لكي يتحول الإعلان من مجرد مساحة في جريدة، أو مجلة، إلى كيان مكتمل...
طبعاً السؤال الذي قد يطرأ على أذهاننا جميعاً هو:
- أين كانت أوروبا وسط كل تلك التطورات الإعلانية الحاصلة في القارة الأمريكية؟
حسناً...سأجيبكم
في تلك الفترة، انشغلت قارة أوروبا بالحروب القومية، الأهلية، الثورات في الدول العظمى (انجلترا وفرنسا)، الاستيطانات والاستعمارات مركزة كافة قواها الفكرية على الأمور السياسية والدينية والحملات الصليبية، مما أجبر معظم الفنانين للهروب من أوروبا إلى أمريكا على اعتبار أن أمريكا بلد الحرية المطلقة... فبعد انتهاء الثورة الأمريكية ومع إعلان استقلال القارة الأمريكية عن بريطانيا العظمى، أصبحت أمريكا الدولة التي تجذب أصحاب جميع التيارات الفكرية المختلفة، بدون أن تتدخل الحكومة في قراراتهم الخاصة....
ورغم بقاء بعض الفنانين في أوروبا في تلك الفترة وممارستهم للفن مثل الفنان "بيكاسو" الذي مازلت أحاول أن أقنع "عمتي" لأن تأخذني إلى معرضه المقام هنا في الإمارات، وظهور جرائد محلية أوروبية، لم تشهد قارة أوروبا منظمة إعلانية حقيقية في تلك الفترة.
-----------------------------------
في عام
1881
اتفق الصديقان دانييل لورد وآمبروز توماس على إنشاء شركة لورد وتوماس للإعلان في شيكاغو، وكانت شركة إعلانية منظمة...
في عام 1903، أمسك إداراتها السيد آلبرت لاسكر، واحد من أهم الشخصيات الإعلانية في ذاك الوقت، وباعهاعام 1942 لثلاثة مدراء معروفين جدا: السيد إميرسون فوتتيه من نيويورك، فيرفاكس كون من شيكاغو والسيد دون بيلدنغ من كاليفورنيا، فأصبح اسم الشركة: فوتتيه كون آند بيلدنغ.
وأصبحت أول شركة إعلانية تدير عملياتها في 3 ولايات مختلفة، وتضخمت مشاريعها التجارية بشكل كبير حتى أصبحت علامة إعلانية مميزة، ودليل على الرقي. "بريستيج يعني"
---------------------
في عام
1882 قامت شركة بروكتر آند جامبلر بإنشاء أول حملة إعلانية حقيقية، تكلفت مبلغاً ضخماً -بالنسبة لمعايير ذاك الوقت- بلغ 11 ألف دولار أمريكي للترويج عن صابون اسمه "آيفوري سوب"
أحد الإعلانات التي صاحبت الحملة
-----------------------------
عام
1883
طبع السيد سايرس كرتس، أحد الناشرين المعروفين فيذاك الوقت، بمساندة زوجته السيدة لويزا ناب كرتس، مجلة "لايديز هوم جورنال" وعين زوجته كمدير تحرير المجلة وكانت تكتب عموداً صحفياً اسمه "لايديز كولوم" يعني عمود السيدات.
المهم أن المجلة هي أول مجلة تنشر مواضيع نسائية واجتماعية، وآخر تفاصيل الموضة، وكانت واحدة من أنجح المجلات في ذاك الوقت.
وهذي المجلة كانت أول مجلة ترفض أن تعلن عن الأدوية المرخصة، يعني القابلة للشراء من غير وصفة طبية.
كما كانت أول مجلة في التاريخ تستقبل مشاكل الناس على شكل رسائل من مجهول يتم الرد عليها من قبل مستشار قانوني في أمور الزواج والعلاقات، عبر صفحات المجلة، وكان عنوان الموضوع: "هل يمكن إنقاذ هذا الزواجّ".
غلاف المجلة عام [1889