فيروز وعبق الهال

[يزن السقار]

شامخة كثريات السماء
رقيقة كوشوشات الماء
قبيل الفجر
منحوتة من صوت الكمنجات
مشغولة بلحن الشهد
ظبية
يفوح قطنها
سلالات تاء
أكتافها
بداية حواس الندى
سيقانها أقمار فارّات من وهج السهر
تفيض نعومة حكابا العاشقين
مصقولة على همس الوتر
الصدر لهجة مجنونة
أرهقت فِقه الجموح
وحضارات البربر
سُرة كميناء
لملم هجرة الفراش
وقمح الأغنيات
وبريق المرمر
و الخصلة البرية
تعيد تقسيم الضياء
على وجهها
ضياء مصاب بالهدوء
و ضياء شقيّ
أسمر
و الثغر قُبلة الفصول
و تقويم المُدام
مؤجج
مغلول بنقي الأحمر
فخذان كحد السيف
يقتلان الرحيل
يضرمان حدس النايات
ويشغلان ذهن الخنصر
وخلخال ينبش حد الريب
يقرع أجراس الغواية
يستفحل بل أكثر
ظبية أزرار قميصها فخاخ
تصيد الصبح
ونشوة البحار
والقهوة
و السكر
سأرشف الفنجان
وفيروز تغرد
( لم أدري ما طيب العناق )




صباحك شقاوة الرحيق

 

[يزن السقار]

لا يُلجمنّكِ خفوت اللون
و لا بهاتة الموسيقى
على جدران النهارات
لا يرهقنّكِ جمود الآه
في شوارع الرتابة
ولا قصور سواعد الشغب
فعلى أخر أطراف الممكن
مجسات
ومسارب ُحرير ِالضوء
فقط قطعة جسورة
من أرجوانية الخطى
ويحتفي الخلف
بأسراب ناحلة الصمت
ما أوسع باحة الأتي
ما أجمل الغامق و الفاتح
في هذا الفناء
للون لهجة نهارات ثملا
وللكمجات وجه فاتن البريق
ما أحلى بكر الطريق
و ارتداء الأحلام القديمة الجديدة
لا جسد للمستحيل
أضغاث مخاوف مألوفة و غير مألوفة
ارتعاش من روائح الما خلف الستار
حصاد جريء و يبدأ الإنهيار
لا جسد للمستحيل
ولا وقت للوعة المنافي
الكل هاوي
لا يبقى سوى ما علق في الخوابي
هذا العصيان موت مأجور
ولكنَة الحياة التشاقي
وخطف الأنفاس من ضحى الأغنيات

 

[يزن السقار]

غزالة برية تحط رحال هدأتها
على صخرة مجنونة تجس المدى
ترمى رسائل الخيال على ظهر الصدى
وتجر الرجع بأهداب رجفتها
تلبس ليل القصائد وصبح الأغنيات
تشع ندى و كستناء
وتفوح زعفرانا بربري الأصابع
تلسع حدس النشوة
وتفك عقارب الساعة على صبابة ناياتها
يغويها الاقتصاص من المسافة بالمسافة
وتغويها لهجة حافياتها
حين تجس حرارة الأرض تحت دلالها
تحب عنادل أكتافها حين تسافر الى الهناك
وتعود محملة بدفق من اللون البعيد
لونا يمشط البال
ويروي سواحل الدواخل
هالة من خمر و كرنفال شرقي
أعواد وكمنجات سمر
الصدر لحن
الخصلات غابات جنوبية
ومتورا من أسئلة الريب
تغلق أبواب الريح
وتعنون الأجوبة على النوافذ
سأرشف الفنجان
وفيروز تغرد
( سمرا يا ام عيون وساع )




صباحك شغب الفراشات و همس النرجس

 

[يزن السقار]

يا امرأة يجدّل الليل شعرها
و على نهيديها
يستفيق العجب
تنسكب قوارير الطلاوة
على جيدها
و من جنائن خصرها
يشعّ رحيق اللهب
كفوفها خمر
حافياتها
من ندى الغواية
و السيقان طروبة
ماكرات العُرب
الليل رضيع
و أحلامي
ناضجات راكضة
يرهقها فرق التوت
على شفاه الملاوعة
فرس حرون
على عشبة المسافات الوحشية
أحلامي ترتيل شغب
قيثارة بعشر أوتار
تعاشر أنغام الصور
تلد الغرق
و حواكير اليباس
و أسماء الشجر
حرّة
تغيب في أوج السماء
و تبني على صدر البحر
كوخا من قصب
سأرشف الفنجان
و فيروز تدندن
( بكرا أنت وجاي رح زين الريح)
مساؤك ياسمينيّ المبسم

 

[يزن السقار]

سندس وخرير
و الحديث رذاذات مسك وارتجافات سكّر
الشوق طويل كمدِّ الفجر
بل أبكر
أنضر
وعين الشمس حبلى
و الجنين همس مسام
يتأخر
لحنكِ الصوفي صغيرتي
أرجوحة خارت من الدوار
ولم تعلم
أن صغار الصيف مجبولون باللهجة الحرة
يشربون في الصبح قهوة التشاقي
في المساء يتغنون بالسُمرة
مدد مدد
على الخصر حبق يناغي
و على العنق وشوشات عبق
والصدر مراسيم تأبين العشاق
نهد نجاة
و نهد غرق
الساق مهد للفراش
و من الكعب
الشروق و الشفق
صغيرتي مرجان القصائد
نبض النبيذ و نشوة الإزهار
سأرشف الفنجان
وفيروز تغرد
( بفتكر لاقيتك رجعلي اللي كان )


مساؤك الأقحوان و الكرز

 

[يزن السقار]

يعزلني اضطرب النسيم الهابط من عواصمكِ
عن ازدحام ارتعاشات الهدير على مآذن الصبح
تتسلقني عهود الموت و الموج
و أضيع في الفكرة الشاسعة
يداهمني الصمت
و يفر وجهكِ من أصابعي قصائدا على صفحات الماء
يا شمس الشعر المدان بي
يا بياض الطلع المسالم
يا آلهة العشق البربري و الجمال الهادئ
رحيقكِ الأشقر زنزانة السفر
عنقكِ وابل الضياع الأنيق
وشفاهكِ الرقيقة وثيقة الاحتدام الشهي
مرتطم بالتيه أنا
لحظكِ هازم البوصلات
صدركِ خلاصة الشقاوة العفوية
سيقانكِ وصايا متطرفة الصلب
لا تعرف الشفاعة
على جدائلكِ تعلمتُ معنى الغابات
من حديثك الصامت شربت اللغات
حول سواحل خصركِ أقمت الطواف
وخلف أذنكِ نسيت وشوشاتي
ونسيتني
سأرشف الفنجان
وفيروز تغني
( سيد الهوى قمري)


صباحك نرجسات الندى

 

[يزن السقار]

يا أنت
يا ربة المسالك
يا حبق الندى المذاب بشبق الفجر الضاحك
يا اشتعالات الغوى على شفتي
يا لجة انفلاتي من المهالك
هنا أنتِ
بين مزامير نشوة الرضاب على لهفتي
وبين ارتشافات شهوتي
تقيمين الحد على ورع الخلجان
تفضين النزاع بلهجة الخلخال
وتملئين دنان المراعي بخطوكِ
حواسي مشرقات
صلاة أنوثتك خاشعة
يرتادني الحنين
تشبّين
تزداد وسامتي
تتحكلين بالزناد تطلقين رصاصات الغواية
يصيبني النداء
أولد مرتين
تسمعين
و يبسط الانتظار أنامل شهوته
سأرشف الفنجان
و فيروز تدندن
( أنا يا عصفورة الشجن أنا عيناكِ هما وطني)




صباحك نزهات العبير

 

[يزن السقار]

في طوابير الشوق المنهزم
على أبواب الرحيق السحيق
وينابيع الصبح الشهي
تنادي باسمكِ
يستهل بعضي
تنهيدة المدى
يملأ رئة المنى
برذاذ طيفك النديّ
يعد على أصابعه
صراخ الجوى
و أسراب الزهر البري
النابت على شفة
الـ يا ليت
يا امرأة الوعد الأزلي
جحافل الشغف
تأكل صوت السكون
و الردّة
و صغار الهوى
تقتات بقاياي
هذي أصابع توهي
تعزف خلف شروقكِ
لحن الصبابة
و هذي مواجيدي
معلقة بجدائل ربيعكِ الأحن
تهاطلي فوق تلال المشتهى
تغاريد سنونوات عاشقة
اروي عِطاش الفؤاد
زلال غيمكِ الفاتن القسمات
و توحدي نبضا بتراتيل الغرق
سأرشف الفنجان
و فيروز تغني
(مشتاقلك لا بقدر شوفك ولا بقدر احكيك )


صباحك عبق الجاردينيا