كهلٌ ينفث دخان
الزمن في ركن
مظلم
نورٌ خافت لم
يكن سوى
قبسُ سيجارته
دخان متصاعدٌ
زهر سيجارته يشبه
زهرة شبابه
فالكل يعانق الثرى
ثيابٌ تشبه تجاعيد
وجهه ..
و رائحة الحزن تقذفها
مسامات جلده
و هتانٌ يعانق
شعيرات لحيته
ملامحه توحي بأمنيات
بالكاد قبضها الموت
مسكينٌ ذلك الكهل
يرتعد وترتجف أطرافه
فلعنة الحمى وكبر سنه
أقعداه ...
بيده الأخرى ينازع
رغيف خبزٍ على البقاء
يغمسهُ في كأس
ماء يغلي فيعانق
البخار نفث شفاهه
يحاول التهامه قبل أن
تلتهمها الأرض
فيموت هو والرغيف
قبل أن يسلِم أيامه
كما سلم أمانيه
قبل أن يتعثر على شفاه
الزمن الغادر
مسكينٌ ذلك الكهل
يصارع البقاء ونفسه
ورغيف خبز
مكانٌ تملئه أنات عجوز
وأصوات ريح تمتزج
بصوت ذكرياته
يحاول حمل صرة ألمه
على كتفه لكن
أحزانه أثقل ...
مسكين أنا والكهل
نشبه بعضنا..