رجب حوش صاحبك عني

[محمد الناصر]

--------------------------------------------------------------------------------

في أحد أيام الصيف ، وكنا في الدرس الأخير، كان التعب قدبلغ مني ما بلغ ، ومن عادتي أن أجعل آخر حصة درسية للترفيه ، فألعب مع تلاميذي ألعاب طفولية رائعة .
لا أدري في ذلك اليوم أحببت أن أسمع أغاني طفولية تعيدني إلى طفولتي .
سألت الطلاب : من يود الغناء؟
أجابت طالبتان بالموافقة
وبدأتا الغناء
- رجب حوش صاحبك عني ......................
..........................
.........................

طبعا ُ مع التمايل على وقع اللحن الجميل علماُ أن أعمار الطالبات لا تتجاوز العاشرة
لم استوعب الأمر في البداية .
أوقفت الطالبتين عن الغناء لتبدأ رحلة استجواب .

- من أين حفظتن الاغنية .
-من الستلايت استاذ
- عندما تتابعون الستلايت ألا يوجد أحد من أهلكن.
-أستاذ هم من يقوم باختيار القنوات
قالت إحداهن مع ضحكة بريئة : أستاذ أبي يحب هذه الأغنية وعندما تظهر هيفاء يرقص مع أغانيها فأحببت الأغنية لحب أبي لها
هنا بدأت أسئلة من نوع آخر ، بيني وبيني
من المجرم وراء اغتيال هذه البراءة
هل هو استهتار الأهل وجريهم وراء ملذاتهم الشخصية امام أطفالهم
أم جهلهم بأن من شب على شيء شاب عليه
أم هو جشع أصحاب القنوات الذين لاهم لهم سوى ملء جيوبهم وليحدث الطوفان
فإعلامنا من غير رقيب ولو من ضمير
أيها المثقفون هبوا لنجدة هذا الجيل
فإن ضاع فعلى فلسطين السلام
وعلى بغداد
وعلينا جميعاُ