مشاعر ٌخالدة

[مريم الخالد]

علموني طعمـ الموت بغيابهمـ !
أنا................................. سأعلمهــم طعمـ الفــقد بموتـي !


علموني طعمـ الإنكسار ذات حاجة !
أنا................................ سأعلمهم طعمـ الإنهزامـ ذات شموخ !


علموني أن أكون هُمـْ ذات زعزعة نفس
أنا ............................... سأعلمهم أن أكـون أنـــا ذات أنــا


علموني أن أبقى منفية طيلة بقائي على قيد الألمـ
أنا ............ علمت نفسي أن أبقى أتنفس طيلة بقائي على قيد الكتابـة !

 

[مريم الخالد]

علمتني الحياة
وما أكثر تلك النقوش التي تنحتينها على أسوار أيامنا
ونحن على الأغلب ندفع تكاليفها
من صحتنا ... من وقتنا .... من جهدنا
من أموالنا
وأخيراً من سعادتنا

علمتني الحياة
أن أتظاهر بالنصر بينما تغرق وسط بحور الفشل أشرعتي
أشرعتي
أشرعتي

علمتني الحياة
عندما أشعر بالغربة في أرضٍ من أراضي الحياة
وعندما أشعر أنني منبوذةً في ركن ٍ من أركان الحياة
وعندما تصبح السعادة متعبة
أن أعلن الرحيل ... وأذهب لدربٍ طويل
حاملة ً معي أمتعتي ....!
أمتعتي
أمتعتي

علمتني الحياة
أن أنياب الغدر وخناجر الظهر لا تهب عواصفها
سوى منى ريح أحبتي
أحبتي
أحبتي

هذا ما علمتنيه الحياة ....!

 

[مريم الخالد]

علمتني الحياة
أن أركِّـب المصلَ من سمـِّ تجربتي
تجربتي
تجربتي

علمتني الحياة
أن
كرهها الشفاء
وحبها ابتلاء
والبعد عن ملذاتها هو النقاء
هكذا تعلمت من الحياة

علمتني الحياة
أن حبك محرم
ووصالك محرم
والشوق إليك محرم
والبعد عنك
شيء محتــَّم
لاتحــزن محبوبي
هذه هي تعاليمـُ الحياة !

علمتني الحياة
أن أطبقَ يدي على ألمي وإن كان كالجمـر
وأن أبلعَ الأسى وحيدةً وإن كان كالمـر
هذا ما تعلمتُه من الدنيا

 

[مريم الخالد]

علمتني الحياة
أن أكتم على جراحاتي بصدري
وأمضي
ولأيامي أقضي
وأرضى بالقدرِ

علمتني الحياة
كيف أملأ ثغورَ شروخي ...من جروحي
جروحي
جروحي

وأنني سأبقى أتعلمـُ منها ... إلى أن تنطفىء آخرَ شموعَ روحي
روحي
روحي

تعلمتُ مرةً ذات ألمـْ
بأنَّ الطيرانَ بلا أجنحةٍ ... كذبةٌ كبيرة

علمتني الحياة
أننا لسنا سوى محطةً لعبور قوافل الآخرين

علمتني الحياة
أنه إن جاء الحب متأخرا ً
فـ طعمة يشبه طعمـ الألمـ

 

[مريم الخالد]

علمتني الحياة
بألا أرفع رأسي عالياً وأقول لها لقد اكتفيت
فلن أكتفي
فمازلتُ أتعلمـ

نعمـ علميني
كيف تنسيني جميلَ الذكريات
وأطأ بقدمي على صهيل الأمنيات

نعمـ علميني
كيف أزرع بسمة ً صفراءَ على وجنتيْ
كيف أروي بنزف دمي ظمأ مقلتيْ
وكيف أني أحصد ثمرتي بموت زهرتي
وكيف أني أتصنعـ -والحزن بكامل رونقه-ضحكتي !

نعمـ علميني
لم لا أتعلمـ ولازلت أحتضر
لم لا أتعلمـ وللبهجة أنتظر
علميني
علميني

علمتني الحياة
بأن الحزن يتجدد ... يكبر فيكبر حتى يبلعنا بلا ماء !
بأن الفرحة وهم ... لحظة وتنتهي
وأن الأسى يتخلد
فنموت قبل أواننا ... وتطبع تلك الحياة قبلة الموت على أفواه أفراحنا
الفرح ميت ... والدمعة تسقط لتقول للألم ... أنت هو السيد !
لا تعجبوا ... هذه هي الحياة !!!!

علمتني الحياة بأن عدد الذئاب قد كثر
تضاعف وتضاعف
أضعاف أعدادهم منذ قصة ليلة والذئب !

 

[مريم الخالد]

صباحي مؤلمـ
سيختفي شموخي كي يمارس البكاء
على أرصفة الألمـ
وتغفو الفرحة كعادتها على تفاصيل ذاك الحلمـ
وتحتضر بقايا روحي مع زفرات النــدمـ
سأغفو
سأغفو
سأغفو

 

[مريم الخالد]

أشتاق لقبرها كثيرا ً
هي تهبني الضوء ..... النور كي أكمل المسير
كيف ذهبت ........... كيف تركتها تذهب !


أنظر لكل تلك القبور كيف أنها تملىء بغمضة عين
بالأمس هذا المكان كان خاويا ً إلا من بضع حشرات التي ستأكل أجسادنا يوما ً
وهاهي اليوم ملآ بالحفر التي سيقفز إليها أحدهم فيصبح في عالمـ النسيان
وتمضى الحياة غير عابئة بما تركته خلفها !
...........



أذهب بالعادة إلى قبرها صامتة
الدموع فقط تتكلمـ أتحدث معها طويلاً ،
أشكو لها همي وغمي وحزني ويأسي وأشعر بيدها تلوح باتجاهي لتقول كفاك ... كفاك حزناً
لأنها لا تحب رؤيتي حزينة
بكيت اليوم مرارا ً يا حنونة ... وقلت يا ليتك معي كي تمسحي لي دموعي وتروي لي ظمإي
ومنذ زيارتي الأخيرة لها وأنا أحلم بها
تأتيني بالحلم كما كانت بحياتها جميلة المظهر والمخبر
ما أجملها !

 

[مريم الخالد]

أستطيع أن أقول بأني أدمنت على الكتابة كما أن أكثر خواطري وأشعاري
تراودني حتى وأنا أقود السيارة
لدي المقدرة على الاختزال والحفظ الكبيرين فــ أستطيع أن أحفظ خاطرة كاملة ... ولا تتعب تلك الذاكرة ... سحقا ً لها من ذاكرة
تارة أقوم بكتابة ما يتسنى لي عبر هاتفي عند الإشارة الحمراء المملة التي تقابلني كل يوم... كل يوم
وأكمل تلك الخاطرة على الورق حالما أعود
قد حفظت ذاك الطريق الذي أسلكه كل يوم ...كل يوم ،
وكم أتمنى أن يعبدوا طريقاً آخر كي أتخلص من وتيرة تفاصيل ذاك الدرب الممل الذي بإمكانني أن أسلكه وأنا مغمضة العينين أو شاردة !
ولو كان طريقا ً أطولَ ... فأنا أعشق الطرق الطويلة كعشقي للقيادة / السرعة

أدرك بأني وصلت لللمنزل عند سماعي لــ ضجيج الأطفال أسفل بيتنا ...
أترجل من السيارة وأنظر إليهم أقرأ بعيونهم وكأنهم يقولون لأنفسهم
ماهذا الملل نراها كل يوم ....كل يوم !
فأنظر إليهم وأبتسمـ - يا لكمـ من أشقياء -
وأكمل طريقي للمنزل