عاد لنفس الغرفة التي تركها قبل سفره ...!
الأشياء الملقاة في كل أرجاء المكان توحي بأنه لم يغادر إلا لبضعة أيام ..!
بدأ يخطو بخطوات مرهقة نحو تلك النافذة التي كان يتأمل منها ابنة الجيران شقراء الشعر مكتظة الأرداف ..
هو عاشق من الدرجة الأولى حتى عرف عنه بأنه قيس الحي ...!
ذلك الحي الذي يعج بالفوضى والفقر ...!
في داخله يسافر وحيداً ..
ليعود بقطار أوجاعه إلى محطة ذهوله ...!
أراد أن يعيد ترتيب فوضاه ..
ليزداد بعثرة ...!
يردد في أعماقه كل هذه الفوضى تشبهني ..
رائحة الدخان في الأرجاء تشبه رائحة احتراق أفكاري ....!
نظر إلى ساعته إنها الرابعة عصراً ..
استغرب هذا الهدوء ..
خرج من كوخ دهشته ليرتطم بعمود الذاكرة حيث بدأ يستعيد ذكرياته..
لم يسمع إلا صوت ابن جيرانهم يردد بغضب " إنها عاهرة "
ليستيقظ من غفوة حيرته على صدى حبّه ..
كاد أن يفقد رائحة حبيبته الغائبة
تثاءب أوجاعه ...
عاد إلى فراشه يتمتم قائلا :
بعض الأحلام مربكة ..!
أنه في سبات عميق حتى الآن ..!
في تاريخ : 10/7/1431هـ