هـ / ذ / يـا / ن ..!!

[عفراء السويدي]

أخرج من دائرة الوقت .. ويبقى ظلي ..
يأتيني صوتي من بعيد .. أحاول أن أتبين ألفاظه .. فأجدني أهذي ..
طاقة من وجع تتلبسني ويوشك دمعي .. أداري عيوني حتى عني ..
أنوء بأثقال .. وتتحلل خلاياي .. فتشهق مساماتي ..
أكاد أن أهوي .. أحاول أن أجمعني في صميم الوحدة .. وتتناثر شظاياي ..
أتمتم بتراتيل المغفرة .. ويسأل الذنب عن ذنبي .. فتتنفض روحي بيضاء من غير سوء ..
تتسع الفراغات .. أجري في اللامدى .. يزاحمني الماضي .. ينبت الشوك .. ويذبل الياسمين ..
صوّر .. صوّر .. صوّر .. تبكي .. تضحك .. دون إنفعالات .. وأنا دون وجهي ..
أطرق أبواب ذاكرتي .. فتتجاهلني .. أواصل الطرق .. يكاد أن ينفجر رأسي .. ولاجواب ..
تتداخل الرؤى .. والأمكنة .. والحروف .. أحاول أن أتبينها .. وأجهلني ..
أرتعب من المرايا .. وأحاول أن أرسم ملامحي .. فتتكسر ..
أُلملم أحاسيسي .. فتتقوس أصابعي .. ويملأني الصقيع ..
برودة في مشاعري .. والشموس غادرتني منذ زمن لاأدريه ..
أستنجد بما بقيَ من عقلي .. وأجدني في حلقة مفرغة وتتناسل وحشتي ..
تبدو حياتي سراباً ..
وكل ماتعلقتُ به وهماً ..
والأقربون بعدت بيني وبينهم الشقة ..
والأصدقاء داهمتهم اللامبالاة ..
والحب يطلّ من شرفات الغياب كسيراً ..
والحرص على الوّد غباءاً مستفحل ..
وكل شيء باهت حدّ الفجيعة ..
أفرّ مما حولي ..
أوغل في أعماقي .. أكثر .. تضطرب حواسي ..
عتمة ونجوم فضيّه ..
تدهشني دواخلي القصيّة ..
لم أعد بحاجة إلى أحد ..
أحتاج أن أكون بي ../ معي ..
دعوني .. في سجن ذاتي .. وحدي ..
قد أجد سعادتي في صميم الإنفراد .. بي ..!

آخر أنفاس الهذيان :
...........................