الكويت.. المنفى العربي.. إلى أين تتجه ؟

[سالم عايش]

الكويت ..المنفى العربي .. إلى أين تتجه

كانت دولة الكويت هي المنفى العربي لكثير من المثقفين والسياسيين العرب.

فقد كان المناخ الثقافي في الكويت عامل جذب للكثير من المثقفين، لما تعيشه دولة الكويت

من ديموقراطية حقيقية في كافة المجالات.

كما أنها الوجهة التي تغري المثقف العربي قبل حرب الخليج الثانية مع لبنان لوجود الكثير

من المثقفين العرب في كلتا الدولتين من المنفيين أو الهاربين من دولهم أو الراغبين

بالاحتكاك بتلك الأسماء التي تواجدت بهما.

وبعد أن قامت الحرب الأهلية بين الأشقاء في لبنان هاجر أغلب المثقفين من غير اللبنانيين

من لبنان متوجهين إلى الخارج أو إلى اللحاق بمن سبقهم إلى الكويت.

وعاشت الكويت في تلك الفترة دور الأم الحاضنة للكثير من الأسماء الرائعة والرائدة في

المجال الثقافي والسياسي ممن تحمل الذاكرة أسمائهم وتمر دائما على أعمالهم ومناشطهم

ولكن المجال في هذا لا يسع لذكرهم وتعداد أسمائهم.

وبعد أن حصل بفضل الله تحرير الكويت في العام 1991 م وعاد أهلها إليها لم نشاهد

الحركة الثقافية والأجواء السابقة تعود للكويت كسابق عهدها الريادي بل أن المناخ

الثقافي بدأ يقل تدريجياً، ولم تعد للأسف الوجهة الثقافية الهامة.

وما نلحظه حالياً على المناخ الديموقراطي في الكويت أمراً مخيفاً ومقلق لنا كمحبين

للكويت من خليجين وعرب، فللأسف ظهرت أصوات وعلت تيارات تسعى لتأجيج الخلاف

المذهبي بين أبناء الكويت ناهيك عن الأصوات البرلمانية التي تقود البلاد لصناعة أزمة

ثقة بين الحكومة والمواطنين.

وما حدث أخيراً من اقتحام للبرلمان الكويتي الذي يعد منارة الديموقراطية في الكويت

والوطن العربي من قبل مواطنين كويتيين وأعضاء في مجلس الأمة وما تلاه من إعتصامات

لخير شاهد على تغير وجه الكويت.

والسؤال الملح لي كمحب لهذا البلد الطيب: إلى أين تتجه الكويت؟

ختاماً :

أتمنى أن تعود الكويت كسابق عهدها منارة للديموقراطية ومشعل وضاء للثقافة والمثقفين

وقلباً كبيراً يضم أهله وأشقاءه.

لا زلت أردد أوبريت شادي الخليج :

كويت والعربُ ::: الأهل والنسبُ
كأنهم حولها ::: العين والهدبُ