أُم أخرى ..

[فاطمه حسين]

حين كُنت خائفةً أرتعد من اللاشيء الذي يرُعب داخلي .. وجدت نفسي أقف أمامكِ لا أتذكر كيف وصلت إلى هنا و لكنني أعتقد أن قلبي دلني عليكِ ... أخبرني أن لا أحد سيحنو عليه بقدركِ .. حينها أيقنت فعلًا أنني لا أملك أمًا واحدة .. فلي أم هنا أيضًا ..
سقوطي مرارًا و تكرار أخطائي نفسها .. لم يشعرني يومًا بأنكِ قد سئمتي مني .. كُنتِ تعطين بلا كلل أو ملل .. و تبتسمين دائمًا ..
سيجف حبري إن حاولت أن أكتبكِ على الورق .. و ستنفذ حروفي إن حاولت أن أنشد لكِ أهزوجة .. و ستتقازم كلماتي أمام جزيل عطائكِ الذي لا ينضب .. فأنتِ شيء أكبر من أن يكتب .. و لكنني أملك أصابعًا نحيلةً ستجاهد حتمًا لتصف القليل ..القليل الذي لا يفيكِ أبدًا .. غفت على الكلمات مشاعري و كل الأحاسيس .. عل كلماتي تصل سريعًا من القلب إلى القلب ..
يا من شيدت معي جسرًا قويًا باتت أحلامي تسير عليه .. إلى ذلك النقاء ذلك الصفاء الذي يجعلني أراكِ سحابه بيضاء تمطر في قلبي الحياة .. و إلى ذلك العطاء و أي عطاء ! أخشى أن أبدأ بالتعداد فأتوه أو أنسى ..
طريقي المظلم بات نيرًا بكلماتكِ التي أضاءت قنديلًا بين أضلعي .. و صوتي الخائف بات قويًا بفضل حروفك التي كانت كحصن يحميني .. و أنا أصبحت أنا حين كسرتي معي حاجز مخاوفي ..
أيا نهرًا يصب في حنايا القلوب حبًا وحنانًا .. أيا زهرةً يملأنا أريجها سرورًا و سعادة .. أيا معدنا أصيلًا يغرس فينا قيم ..
صغيرتك تلك قد أخبرتها الحياة أنكِ شيء لن يتكرر .. تلك التي قد أحبتكِ فعلًا لأنك تستحقين كل الحب ..
أمي دمت لنا .. أمًا معلمةً ملهمةً و مربية .. دمت لنا حبًا شيءً جميلًا قد أبهج أفئدتنا ..
شكرًا لكل شيء قد فعلتيه من أجلي .. شكرًا للدعوات التي أرسلتها الى السماء و أنقذتني من هاوية السقوط ..
كل عام و أنتِ زهرةً برائحة الجنة .. كل عام وأنت بخير ..

ماما مرفت 🌸