في حضرة الزلزال: سكون الروح وسط اهتزاز الأرض
في ليلة الأمس، حين اهتزت الأرض تحت أقدامنا في مدن الشمال، استيقظتُ على شعور غريب، كأنني انتهيتُ لتوّي من سباق طويل، وأحسستُ براحة عميقة، كأن صوتًا داخليًا يهمس لي: "كل شيء بخير، لا تقلقي، فرعايتي لك أعظم".
نهضتُ وحدي، أبحث عن ملجأ، لكنني لم أسمع أصواتًا، ولم يخطر ببالي أن زلزالًا قد ضرب هناءنا واستقرارنا في المغرب. لم أفكر في الاتصال بوالدتي أو إخوتي، ولا حتى الاطمئنان على نفسي. عدتُ إلى نومي بهدوء غريب.
عندما استيقظتُ صباحًا على أخبار الزلزال، كان الأهم أنه لم يُسجل أي ضحايا، لكن في النفوس كان هناك خوف عظيم. إلا روحي، كأنها تحررت من الخوف الذي كان يحاصرني.
أشعر الآن بتحرر، كأن لا شيء يهم. المهم أن أعيش اليوم، وأبدأ بتنفس هواء نقي، غير ملوث بالخوف أو القلق.