المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمواج بلا شاطئ


الصفحات : [1] 2

عبدالله الدوسري
04-11-2007, 01:31 AM
( 1 )

* آسف !! ،، ربما *


ابتسمي من أجلي ،،

أتعرف الحسناء الفاتنة من عسى أن يكون لها مبغضا ؟!،،





وإن عرفته ،، فهل تراها مستيقنة معنى البغض كما يتحققه ذلك المسكين من نفسه ؟!

* * *

وهي هي ،، التي يُلقي عليها الحب صلاته وسلامه ،،
ويتخذ الحسن من لحظها إشارته وكلامه ،،

ولا يقابلها الغرام أينما نظرت في الناس إلا بدمعه أو ابتسامه ،،
فهل تغضب الطبيعة على شريد رحابها وهي كالطفل الضاحك أبدا ً ؟!

* * *

إن غضب الجميل نوع من جماله ،،

فلتغضب الطبيعة ولتتورد الوجنات وليتطاير سحر العيون ،،

ولينبعث الصوت اللأبح صارخا من الروح بدون أن يصفيه القلب ،،
ليكن ذلك وما أشبه ذلك من روعة الغضب

* * *

فإنني أريد أن أبصر الحسن كيف يتحول في غضبه جليلا ً بديعا ،،
كما رأيته في الرضا لينا ً وديعا ،،

وكيف تظهر فيه الروح قلقة لا تطمئن كما ظهر فيه القلب يتأوه ويئن ،،

* * *
* * *

فيا سيدتي ،، يا قصيدة ديوان الغزل الإنساني ،،
يا معاني شعر الجمال ،،

يا وردة نقلت من الجنة إلى الأرض لتنفح برائحتها ،،
كيف غلبتي الطبيعة التي لا تغلب ،،

بالتنهد والدمعة والابتسامة فهما ضعفك ولكنه على ذلك من قوة الطبيعة !!،،

* * *

هناك أشياء لا تضبط إذا اندفقت ولا ترد إذا اندفعت ،،
موجة البحر المضطرب ،،
ودمعة الحزين اليائس ،،
وإرادة الحبيبة الجميلة ،،،

* * *
* * *
* * *

عبدالله الدوسري
04-13-2007, 03:53 AM
( 2 )

* صدى النسيان *

كانت مياه البحر تتموج صافية ،،
تستحم فيها أشعة الشمس المائلة للغروب ،،
وتغشاها بنور لألاء بهيج يخطف الأبصار ،،

فاستسلمت لسحر الرؤية ،،
وشعرت بتخدير لذيذ حتى نبهني صوت قائلا :
من يريد قهوة ؟!


وطرب الجميع طويلا ً وشربوا كثيرا ،،

فدارت رؤوس وثرثرت ألسنة كتومة ،،

وفاضت الأحاديث وامتلأ الجو برنين الضحكات ،،
ووميض الابتسامات وإيماءات الغزل ،،

والتقت أعين وتماست أنامل وارتعشت شفاه ،،

انطو يا طريق البحر بحسنك ،،
فما في جوارحي قوة تقتبس من جمالك ،،

واغرب يا طير السماء ،،
فما في صدري حنان يناديك ،،

هل أنسى ؟! ،،

هل سأذهب إلى القبر حاملا ً لحظات لم أعشها ؟! ،،

عبدالله الدوسري
05-21-2007, 05:25 AM
( 3 )

* عينان ناعسة *



لقد دبّت حركة في الركود الأبدي ،،
فرحت أبحث عن نغمة ضائعة


* *

عينان صغيرتان تسيلان جاذبية ناعسة ،،

تحرك رموشها الطويلة برشاقة لتنفث تعاويذها

* * *


فنبض وجداني بشوق غريب غير محدود ،،


وددت أن تخاطبني الأعماق بلا وسائط ،،

الذروة المتفجرة التي تمتص رحيق الحياة وأحلامها في رشفة واحدة زائلة ،،

مجنونة كالبرق ،،


فكيف تملأ فراغ الحياة ؟ !

* *

حمل إلينا البحر نسمة لطيفه ،،

تحية من عالم مجهول لا يسكنه عقل واحد ،،


وتقوم أركانه وراء الظلام

إني أطرق بكل رجاء باب المدينة المسحورة ،،


وها أنا أقف على أعتابها مستجديا


وأبسط يدي في ضراعة للظلمة وأتخيل الأفق ،،

لعل قبسا ً يشتعل في صدري كما ينبثق الفجر


* * * *

تفحصتها بعناية ،،
وأنا أسأل الغيب عن الأمل المنشود وراء العينين الناعستين ،،


سأدق الجدار الأصم في كل موضع ،،


حتى يرن صوت أجوف يشي بالكنز المدفون

* * *


ما أكثف الظلمة حولنا ،،

تكاثفي حتى ينسانا العالم

* * * *


وليختف كل شئ عن العين الضجرة ،،

فقد آن للقلب وحده أن يرى ،،


أن يرى النشوة كنجم متوهج ،،

وهاهي تدب في الأعماق كضياء الفجر

* *


تواق أنا لنشوة الخلق الأولى المنغلقة على سر أسرار الحياة ،،


الحياة التي خرجت من صراع ملايين السنين بنبتة باهرة مذهله

* * *


تبادلنا قبلة طويلة ،،

أذابتنا في حرقة صراع على مستوى نجم بعيد

رحنا ننظر إلى القمر ،،

ونتابع شعاعه المنطرح على زجاج النافذة ،،


فبعد ساعات سيسحب ذيوله قبل أن يروي القلب الظامئ ،،

ولا من قوة تستطيع أن تديم اللحظة السحرية،،

اللحظة التي وهبت الكون يوما ً سرا ً جديدا

* *


شعرت بدبيب آت من بعيد ،،

من أعماق نفسي ،،

حاولت دفعه أو تجنبه أو تأخيره ،،،،،،


ولكنه راسخ كالقدر ،،

خفيف كالحية ،،

ساخر كالموت

عبدالله الدوسري
06-25-2007, 05:25 AM
( 4 ، ، ، الخ )



* ثرثرة *



تتابعت الأمواج في بحرها الصاخب بالصمت ،،


حتى رأيتني عقب ذلك وأنا أركض بسرعة فائقة ،،


ولكني لم أدر أأركض وراء هدف أريد أن أدركه ،،


أم أركض من مطارد يروم القبض علي ،،


وسليت نفسي المتوترة بأن مشهد الشاطئ المرموق سيهل علي بطلعته الشافية المترقبة ،،


لم أكترث للزمن المنطوي ولا للجهد الضائع ،،


وقد باتت الأشياء تثرثر بالأحزان ،،


وتشتعل بالتشرد ،،


وتعربد بالجنون ،،

عبدالله الدوسري
06-25-2007, 05:30 AM
( 5 )



حبة رمل ملقاة بين جذور أشجار في مكان ما لعله غابة ،،


جذبت انتباهي واستحوذت عليه ببريقها ،، وبما أوحته إلي من أنها تراني كما أراها ،،


وقلقت في موضعها فلم أشك في أنها مقبلة على مغامرة وأثارت حب استطلاعي إلى أقصى حد ،،


ومضت تنتفخ رويدا حتى آلت إلى كرة مغطاة بزوائد مثل أوراق الورد ،، مرقوم على صفحاتها كلمات لم أتبينها ،،


ووثبت كأنما قذفتها قوة في الفضاء مقدار أشبار وتهاوت مرتطمة بالأرض محدثة صوتا قويا استرسل صداه فيما يشبه النغم ،،


وتمادت في الانتفاخ حتى صارت في حجم قبة ضخمة ثم انطلق منها عمود عملاق بسرعة مخيفة زلزلت لها الأشجار الفارعة حتى تلاطمت ذراها مع حشائش الأرض ،،


وانبثقت من العمود فروع لا حصر لها غاصت في الفضاء ،،


وانبسطت أوراقها كالزواحف مثقلة بآلاف الكلمات المبهمة ،،


وركبني الارتياع فعدوت بأقصى ما لدي من سرعة مبتعدا عن مركزها المتفجر ،، عدوت منها ولكني عدوت في مجالها وحضنها وقبضتها ،، فلا منفذ للهرب ولا صبر على التوقف أو الاستسلام ،،


والفورة محدودة وسطح الأرض معاند والرياح على غير ما أشتهي ،،


واستوى في شعوري البعد والقرب إزاء تلك الكينونة المتمادية في التعملق بلا نهاية ،،


إن صوت نموها الهائل يدوي وظلها يغشى الأشياء كالليل ،،


وردة فعلها تعبث بالكائنات وأطراف قبضتها تنحدر فيما وراء الأفق ،،


وتبين لي أنني لست الوحيد في المأزق ،،


وأن ملايين يلهثون من العدو ،،


وأن السحب تركض أيضا والرياح وأضواء النجوم ،،


وها هو أخي التوأم يركض بجانبي بثوبه الدامي ،،


وارتفع صوت من العدم قائلا : رفهوا عن أنفسكم بالغناء ،،


فتساءل صوت آخر رحيم : هل يطيب الغناء والمطرب يتخبط في القبضة ؟! ،،


وتحركت الحناجر تغني كل على ليلا ه ،،


وتضاربت الأصوات فانقلبت عربدة تنضح بالوحشية والجمال ،،

عبدالله الدوسري
06-26-2007, 02:51 AM
( 6 )



إني نائم تتقاذفني الأمواج ،، ولكن وعي يرامق الظلام المحيط ،،


وثمة أنثى أقبلت يند عنها حفيف عباءة ،،


ويتهادى الوجه إلى حسي رغم الظلام ،،


باستدارته الناعمة وسمرته الصافية ورنوته الناعسة ،،


وهمس صوت لم أر قائلة : للزمن نصل حاد وحاشية رقيقة !!،،


وركعت الفتاة في استسلام وأغمضت عينيها وانهمكت في الرسم ،،


ثبت عليها نظراتي ولكني لم أنبس بكلمة ،،


وحدست وراء انهماكها غاية دانية ،،


وقال الصوت : الأنفاس العطرة تصدر عن قلب طيب ،،


وانتظرت حتى جمعت أدواتها ونهضت في رشاقة ،، ومضت نحو الخارج ،،


شدتني بخيوط خفيفة لا تنقصف فانزلقت من الفراش وتبعتها ،،


وهيمن علي شعور بأنني مدعو لأمر ما ،،


وأنني لن أحيد عن التطلع إلى الأمام ،،


تمضي متأودة كأنها ترقص باعثة ورائها بنسائم من الذكريات ،،


تعرف طريقها في الليل وأهتدي أنا بشبحها ،،


ومررت بأشياء وأشياء ولكني أنسيتها فتوارت مثل شرر متطاير ،،


وعند موضع عبق بشذا دهن العود فصلت بيننا سفينة كبيرة رجت الأرض ومن عليها ،،


وبذهاب ضجيجها استوى الليل أمامي وحده فضاعفت من سرعتي ،،


وأطبق الليل وحده واختلجت فيه الوعود المضمخة بشذا العود ،،


لم يعد في وسعي التراجع وليس معي من الحوافز إلا الظمأ في العدم والشوق لشوق ،،

عبدالله الدوسري
06-26-2007, 03:03 AM
( 7 )



رفعتني الأمواج فوجدت أنني في الاستراحة كالأيام الماضية ،،


وغنى صوت من أعماقي " عادت ليالي الهنا " ،،


وشعرت بالدفء وسط الأصدقاء والأحباب ،،


ولما تفرست في الوجوه انتقلت من حال إلى حال ،،


المكان هو المكان ،،


والمنظر هو المنظر ،،


ولكن أين الوجوه أين ؟! ،،


أمسك الزمن بقلمه ونقش على صفحاتها تجاعيده ،،


وبث في مجاريها ذبوله ،،


وامتص بنهمه النضارة والرونق ،،


وفي مواضع المصابيح حلت شموع فلم يبق من قاماتها الرشيقة إلا أنصاف وأرباع ،،


ورقصت ظلال الأشباح فوق الجدران ،،


ومن الأفواه المثرمة تساقطت ضحكات فاترة كأنها أنات وتنهدات ،،


وفي مركز الجلسة بسطت سجادة من سعف النخيل كأني قد رأيت مثلها في بيت عم أبي بالوادي ،،


وقال صوت : المنبع والمصب يقعان خارج أسوار الوجود !! ،،


وافتقدت بشدة الحوار والثرثرة فتساءلت : ماذا أسكتكم ؟! ،،


فأجاب صديق ضاحكا وعيناه تدمعان : اللعنة في التكرار ،،


فتساءلت : أليس ثمة شكوى جديدة تقتضي ضحكة جديدة ؟! ،،


فأجاب مستزيدا من الضحك والدموع : ثبت أن جميع الشكاوي مسجلة على حجر رشيد ،،


واقتحم أخي الأكبر علينا مجلسنا وهو يقول : أين أنتم ؟! ،،


فقال صوت من آخر المكان : إنه ربع القرن فاغفر لنا شيخوخة الشباب ،،


وهيمن علينا الحلم والابتسام ،،

عبدالله الدوسري
06-29-2007, 08:41 AM
( 8 )



قالت : ألا تفتح عينيك ؟!


فقلت : الإثم موجود كي نستحق الرحمة ،،


قالت : ولكنني أكره المكر والخداع !! ،،


فقلت : الحب في عالمنا غير موجود لذلك خـُلق الشعر ،،


قالت : أكره أيضا الأمواج ،،


فقلت : قولي الحقيقة وكوني مثالا لغيرك ،،


قالت : ها هو شاطئ لم تطؤه أقدام قبلنا !! ،،


فقلت : أعشق نظرتك التي تحرجك وتجرحني ،،


قالت : ألن تفتح عينيك ؟َ! ،،


فقلت : اللحظة التي نموت فيها هي اللحظة التي ندرك فيها أن أحلامنا ليست سوى أحلام ،،


قالت : أعلم بأنك كذا ،، وأعلم أنك كذا !!،،


فقلت : العلم نور ،،

عبدالله الدوسري
06-29-2007, 08:47 AM
( 9 )



استقبلتني الأمواج بشوق غريب ،،


فرأيت أن ثمة عينا ترنو إلي ،،


عين كبيرة كأنها قبة ،،


جميلة الرسم ،،


عقيمة السواد ،،


مائلة للرمادي ،،


مستوية في مكان غير معروف ولكن سحائب بيضاء تظللها ،،


وفي نظرتها ما يوحي بأنها تراني ،،


وربما تعرفني ،،


ولكن يكتنفها حياد يقصيني إلى ما وراء الغيب ،،


وقلت لنفسي إنها عين امرأة فأين بقيتها ؟! ،،


عند ذلك رأيت حيالي أخي التوأم ورفيق صباي فتعانقنا بحرارة ،،


وفي غمرة الفرحة باللقاء نسيت حزني الكبير عليه ،،


وسرعان ما اختفى من مجال البصر لتحل محله ساحة مدرستنا الثانوية في أيامنا البعيدة الزاهرة ،،


ووجدتني في صف طويل أمام شباك التذاكر الخاص بمسرحية لشكسبير ،،


ودخلت المسرح ولكني وجدت نفسي في سرادق امتحان ،،


واتخذت مجلسي بين الطلاب وشرعت في الإجابة ،،


ولكن هذه المادة عميقة التغلغل في تخصصي الجامعي ،،


ولما لم يبق من الزمن إلا دقائق وضح لي أن القلم بيدي لم يكتب حرفا سوى اسمي في علو الصفحة ثم انتهى حبره ،،


وضاق صدري فصرخت : سهوة عابرة تضيع حياة !! ،،


فسألني المراقب متهكما : ما شأن كليتنا بالأدب والفلسفة ،، أنسيت قول المتنبي ؟! ،،


فحرت أي بيت يقصد وتحاشيت السؤال ،،


أخرجت حاسوبي من الحقيبة وشرعت في تحليل برنامج بسيط اللغة ،،


ووجدتني بعيدا أتأبط ذراع أخي متطلعين معا إلى حطام الأواني والحديد ولكنني استرقت النظر إلى العين المشرقة ،،


تبدت العين هذه المرة أوغل في العمر وأحوز للحكمة وأعمق في الحياد ،،


قلت لأخي : أخشى أن يغلبني الحزن ،،


فأضاء وجهه بضحكة صافية وسألني هامسا : من القائل " آه لو تعلمون ما أعلم " ؟! ،،


فعصرت ذاكرتي لأتذكر ولكن منبه الساعة انطلق يصرخ في جنون ،،

عبدالله الدوسري
07-01-2007, 12:27 PM
( - 10)





* في الأمواج *


وتعلمت يدك السلام على الأحبة يقظة ،،


هذا الطريف


سبحان ربي ،،


وارتجعت الشعر بعد طلاقه ،،


وفتحت فوهات النزيف


هذا ،،


وعدت على رؤوس الموج محمولا ً ،،


على المد العنيف



أوَ لم تتب أمس القريب من التضرع ،،


للسحابات العوابر والمنابر والعيون ؟!


أوَ لم تعاهد بطن كفك أن تطوع ،،


مقـْود النفس والظنون



عجبا ً لقلبك ،،


تنشد التقوى وتركب للهوى عمدا ً ،،


قطارات الجنون



ماذا ترجي من سلام الصحو أن تلقى ،،


والسؤال عنك أبعد ما يكون


ماذا ؟! ،،


وفي جنبيك يحترق الطموح الغض ،،


وتختنق المواهب والفنون



امسك عليك الكف ما هذه بأيام الهوى ،،


يا من دفنت الرأس في أرض المجون



هيهات أن تهرب والجهات الكل أسرارا ً ،،


بأنك الشريد وأنك من ظلمت النفس ،،


وجاوزت الحدود


هيهات والليل العريض الثوب ،،


لم يسترك عن عين الشهود


والله أعلم أين تهبط رؤوس الموج ،،


ويعلم هل تعود للبر أم لن تعود

عبدالله الدوسري
07-07-2007, 05:20 AM
( 11 )



* موجة غرق *




انتصب الشجر ،، حبل المساء من القمر ،،


وضع النهار وليده ،،


طفلا بلا عقل ولا قلب ،،



* * *



تظاهرت مفردات العمر ،،


تزحف بقاع الأرض ،،


تذيب السهر ،،


تعتصر البحر ،،


فأنقش اسمك دنيا على الحجر



* * *



لا أعرف ما الذي ثقب الرئة ،،


شئ يشع الدفء في الأعضاء ،،


حتى يتركها تذوي مطفأة



* * *



لا أشرب الخمر ،، ولكنني في عينيك أسكر ،،



أفقد العقل في عينيك ،، أشد الشعر بالشعر



في عينيك ،، يتسول الشعر لينطق



يموت الشعر ،، في قصيدة عينيك



* * *



في عينيك ،، أفك طلاسم الفرح على أعتاب مواجعي ،،



في هذا الطريق ،، تناقل الموتى خطابات الأحبة ،،



الشعر في عينيك ،، عناقا للجمل ،،



تعلمين أن في الإمكان شق البحر ،،


أو إحياء موتى ،، وصعود للقمر ،،



لكن ،، ما ليس في الإمكان أن تعطي الورود الوقت ،،


لموجة بلا بلل



* * *



أرسم الأشواق وطنا ،، أكسر أصوات الموج ،،


طعم ظلام يقبع ،،


فلا شمس تسطع ،،


أين أنت ؟!



* * *



يتنكر الشعر في ثوب الليل ،، ويجوب الأوطان ،،


يجمع الهمسات ،،


يشاهد الطرقات ،،


يقرأ الحسرات ،،



فلا يرى سوى عينيك ،،


حبيبتي مختبأة ،، في كل مكان



* * *

عبدالله الدوسري
07-10-2007, 08:36 AM
( 12)



*حمى البحر*



حمى الكتابة في البحر ،،


أثقلت جفني وأنهكت القوى. .


والصبر ضاع



لم هكذا يا شعر


حين تجئ تنشر في نسيج الحس . .


رائحة الوداع



حماك تنخر في تلافيفي ..


تبعثر نبضي المندوف في ريح الشراع



اتخذت طيورك من ذرى الأعصاب ..


أعشاشا ً وحلّت في النخاع



مسجونة في الذات ..


مثل الروح ،،


مثل دمي ،،


حرام أن تسيل من اليراع



يا ليتها ماتت طيورك !!


قبل أن ينسد مخرج أحرفي ،،


قبل النزاع



أو ليتها سكتت ..


فلم تخفق ولم أعرف ..


في هذه الدنيا طلوعا ً أو زماع


ولم أكن يوما ً ،،


سرا بين الناس يشاع

عبدالله الدوسري
07-12-2007, 08:15 AM
(-13)



* تبحيره *



http://peachpatch.com/everlove.html (http://peachpatch.com/everlove.html)




اووووه يا مال ،،، اووووه يا مال



اوووووه يا مال

*
*

عبدالله الدوسري
07-12-2007, 08:20 AM
(14)



* موجة خالده *




تهيّمني هواك ،،


مسافر لك منذ كان العمر طفلا ،،


والقمر ينبت في الجبل


زادي مقلتيك ،،


فمن استنار بسحرهما فقد وصل



حتى وإن رجع التراب إلى التراب ،،


فالروح نحوك يا شوق العاشق


لا البحر يحبس خيلها ،،


لا الريح ،،


لا الطوفان يمنعها ولا كف الأجل




لا أهاب النار فيك ،،


فهواك أقدم ولادة من الدهر


عجبت من زاد على قدم لا يحيد ،،


وحين أنقصه يزيد


أحبك ،،


فلا العمر إن زاغ عنك العمر ،،



*

*

عبدالله الدوسري
07-14-2007, 06:34 AM
( 15)



* عاصفة *



ها هي عاصفة بكامل قواها المحتشدة تحيط مركبي ،،


نظرت إلى أعلى لأرى نجمة الشمال ،،


ولكن كل شئ مائج في حضور كوني رهيب ،،


ارتقيت الصاري إلى قمته التي اخترقت كل مألوف ،،


ومن حولي تشققت الأشرعة وتهاوت إلى ألأعماق ،،


الرعد الصاخب يصم أذني ،،


الريح الهوجاء تكاد تقتلع المرساة من جذورها ،،


والبرق في كل لحظة يشع خاطفا بصري محطما أساطير العدم والظلام ،،


وفي كل مرة يومض بالصور المشتعلة كالشهب ،،


وفجأة اجتثت موجة عظيمة المركب فاختل توازني ،،


فاستسلمت للسقوط في هدوء حالم ،،


سأدور حول نفسي وحول الأشياء كحركة الأفلاك إلى أن أعود مكاني ،،


وقد كان الوجود قبل ماجلان له أشكال هندسية تحدد مثلثات ومربعات ،،


تمتد في اتساع أبدي نحو غموض الأفق الحكيم ،،


فتساءلت : هل الأفق يرسم التقاء السماء بالأرض أم عناق الأرض للسماء ؟! ،،


بسطت يديّ كجناحيّ طائر خرافي يحلق رغم سقوطي ،،


فمهما نبا بي القدر فسوف يظل يقطر ألفة ويسدي ذكريات لا تنسى ،،


ويحفر أثره في شغاف القلب ،،


سيجد نفسه خارج أسوار الزمان والمكان ،،


وتسكت الأشجان القاتلة المستقطرة من هسيس الظلام وتلاطم الأمواج وانبعاث الذكريات ،،


يوم تتلاشى أصداء الترانيم الهندية والتأوهات الفارسية ،،


فأستقبل شعاع الحرية الوردي بلا وسيط ،،


الحرية التي ترسم ملامحها نشوة الفجر العصماء العصية وتشدني بقوة المجهول إلى السماء ،،


ولا يعرف قلبي النوم ،، ولا حواسي تذكر الصحو ،،

فأصرخ من أعماقي مثل نيرون : اصطخبي يا روما ،،

عبدالله الدوسري
07-25-2007, 03:27 AM
(16)



* نديم الأمواج *



قال النديم :


رُقية الوجدان أن ،،


يرمى بخور الشِعر في جمر الهوى ،،


وتدق أجراس الوعود



لتجئ عافية الخيال ،،


على رياح البُشر بين يديه ،،


تنضح في وجنات الورود



إن كنت منا ،، فاشرب خمرنا


وامنع حضورك أن يعود



قال النديم دعوني


وأجهش بالبكاء



يا للسماء !!


أوَ كل هذا النبع لي وحدي


لا أحد يسابقني عليه



أوَ كلما نادمت شيطانا ً تمرد ؟!


يا لخمري


من ينافسني عليه



ان التفرد ينبت السأم المقيت


على ضفاف العمر " صه "



لا بد أنك قد ثملت على خواء


ما أنت إلا واحد وقفت عبارات الثناء


من الحسان بمسمعيه



يا ربي إن شئتها في اللوح فارسلها إليه


حريقا ً من القبل



إني بقية أغنية ضرعت لعزك أن تجنبني الشرور


فأمسك عيون النبع أن تطغى فينفرط الحضور



كيف النديم يقول دعوني وقد عاهدته


ألا تجف الكأس إلا في الصباح



أوَ كل هذا الحزن لي وحدي . . والسنين



أواه يا هذا النديم


لا يشرب الشعر القراح ،،


سوى العشاق العارفين



فاشرب نعومة خدها


دعني ،، أعدك أن تعود



أنا في انتظار البرق أرغب لو تلألأ في الولوج


فالبرق أحيانا ً ،،


إذا صدق الجنون ،،


يكون بابا ً للعروج


#

#

عبدالله الدوسري
07-25-2007, 03:39 AM
(17)



*إني أغرق*



أغمض عيني ّ ،،


أسمع همسا



ربما كان الموج ؟!



أشعر أن حريرا ً يمسح صدري


لسوف أغني ،،


حتى يجاوبني الليل بصداه ،،


حتى تصفق لي الريح



* * *



تساءلت :



لماذا تحدقين في البحر ؟! ،،
والبحر أيضا ً له منتهاه

لماذا يطربك لحني ؟! ،،
وتعرفين أن الأغاني شفاه



لماذا تمسكين بطرف ثوبك ؟! ،،
وأنت ترقصين فوق المياه



لماذا ينام الشريد ،،
على شاطئ امرأة لا تنام ؟!



لماذا الحلال هناك ؟! ،،
وهنا الحرام



* * *



فمنذ عرفت الجمال ،،

قلت : أقبلي يا سفني ،،
قبلي الشوك ،،
وليكن الرمل موجا



* * *


إن صوتي يكلم صوتي :
خفف الوطء ،،
فلست المغني هنا ،،
ليست الريح في لحظة الريح



* * *


مامعنى المرأه ؟؟
وما معنى الخمر ؟؟
وما معنى أن ألامس لحم الزهر ،،

فأي امرأة أنت !! ،،
وأي حرير !!



* * *



فلأعترف الليلة ،،

بأن الماء يحاصرني والشاطئ بعيد ،،
هناك ،،
عند القمر ،،

حيث بقايا أغنية تقول :


يا كل الحاضر والماضي ،،
يا عمرالعمر

هل تسمع صوتي القادم ،،
القادم من أعماق البحر

عبدالله الدوسري
07-30-2007, 01:57 AM
- 18 -



* جـــده *



جدة ،، ترسم أحلامها في الفراغ ،، مؤطرة بالمدى الغض ،،


والأعين المسلتذة بالتوق


تهرق فتنتها ،، في عيون المحبين ،، تمتد ،،


والريح ذاهلة عن رؤاها


وثمة صوت ،، يصنع الإلهام منها بها ،،


يفتديها بعينيه ،، يعصمها من غواياتها


جدة ،، متعبة ،،


يستهل بها موسم الفرح ،، والجرح ،،


والدهشة الأنثوية


تستفتح البوح باسمي ،،


فأستفتح الصمت ،، دنيا من الكلمات الفتية ،،


نقطة على خد حسناء ،، راودها البحر عن نفسها


فاستنامت ،، على جمرة ،، تتأبط ظلي ،،


ترسم الغروب والميناء والسفينة


وتهمس ذاكرتي في الزحام المقيم ،،


لتسألني عن بنات ،،


ينشرن أسرارهن على الشرفات


وأرض ،، تمارس عادتها ،،


وبعض عيون ،، تؤرخ للظمأ الموسمي ،،


ببدء انشطارك في رحم البحر الأحمر


شمسا ،، وظلا ،،


ترى ،، هل ستذكرني ،، وهي تشرب قهوتها


حين ينتصف الليل الأطهر ،،


هل ستواعدني ألف حزن وحزن


لتشرق في صحراء الوجد ،،


لوحة للعاشق ،، ووجها يلائم هذا الشريد ،،


جدة ،، فاصلة بين حلمي ،، وصحو الزمان العنيد


تشدو بما يتيسر ،، من ( أعطني الناي ) في كتاب عتيق


حرفا يزاوج بيني ،، وبين ظلال أصابعها ،،


وهي تعبث في شعر عروس البحر ،، تمسك كفي ،،


هل نتسكع في زمن ،، أجهدته التفاصيل


الشام ،، المظلوم ،، البغدادية ،، إلى المساعدية ،،


نطوف بالأبواب ،، أو نتأمل أوجهنا ،، في المياه


الحكايات ،، دفء يديك الذي ذوب الحلم ،، في جسدي ،،


والبراح الذي لا يقاوم


دهشتنا ،، عندما نتحقق ،، أو نستحيل


جدة ،، تشرب أحزانها كل صبح ،، وتمضي


لأجل الصغار ،، الذين يحبون طعم المقلي والفشار


وزقزقة ،، لا تخص العصافير ،،


والملح حين يكون ،، طعاما شهيا ،، لأجل الكبار


الذين يموتون ،،


جدة ،، تضئ لأجلنا ،،


وتظلم مثل البشر


الدماء التي أهدرت في جحيم البلاء ،،


لم تكن غير ماء ،،


السيارات تـُسرع ،، فلا تجاوز القدر


آه يا إلهي ،، لم يكن لحمي من نحاس ،،


ولم يكن قلبي من حجر ،،


أتصدق ،، أصوم الشهر تلو الشهر ،،


فلا النفس تهجع ،، ولا المشهد يتركني


جدة ،، هل أودعك ،، أم أودعني ،،


دمعة في عين حبيبة ،،


أتذكرين ما بي ؟! ،،


وكيف كنت ،، فمت ،،


ثم صرت حاضرا ،، في وردة الغياب ،،


وكيف يا حبيبتي ،، تفرقت شعابي ،،


أودعك جدة ،، مستغرقا في دمي ،،


لا أرد الوجوه إلى أسمائها ،،


والطريق الذي بيننا ،، للحفاة ،،


يحتوي مدنا من دخان وبسمات أخي ،،


ويصهل ،، لا الخيل خيلي ،،


ولا الراحل يذكرني











ديسمبر عام 2001 ،، على سطح السفينة الأمريكية AICCAS271

عبدالله الدوسري
07-30-2007, 02:08 AM
http://song4.6arab.com/aseel_3laa-3enk.rm

عبدالله الدوسري
07-30-2007, 02:26 AM
( 20 )



* بين الأمواج *



مثلما التقاء النهر بالمصب ،،


أحسك الليلة ،،


تنامين فوق أثير خيالي ،،


تسمعين نبضات القلب



لو توقفتِ لحظة ،،


كنت حدقت طويلا في بحار الأرض ،،


وهي تزخر على ضفتي المدى



فإن للأمطار طعم الرمل ،،


واستغاثة الشراع ،،


إذ نغادر هذا الشاطئ دونما وداع



هل تدركين حزن الليل ،،


إذ يداهم الذكرى ؟!



يرتدي الكآبة السوداء ،،


يحدث الكون قرب الموج الصاخب ،،



عن مملكة ،، تشرق فيها الشمس ،،


طوال العام



تضيع فيها الريح ،،


وشوارعها المهجورة ،،


تعج بالأجنة ،، التي تبحث عن أرحام

عبدالله الدوسري
08-06-2007, 07:08 AM
( 21 )



* مشتاق *



أسأل عنك ،،


لا ردت علي الريح ولا واست ،،


ولا أنت ،،


ولا عاد الصدى حتى



عجزت أمارس الأشواق حسب أشرعتي ،،


سألت القمر فحول وجهه عني ،،


وما أفتى



مشتاق أنا ،،


لأسمع منك أو ألقاك


لأهمس بعد نوم الناس في سري ،،


أنا أهواك



فكم حطموا مجاديفي ،،


وكم أحرقوا دفاتري



عليك الإثم لو نقشـَتْ ،،


شياطين الوله في شبحي


عليك الإثم لو باتت ،،


شفاهي في شفا قدحي



لو أنني أسمع منك قد وعدت ،،


أمد أجنحتي إلى نبع المدى


سقفا ً عليك ،،


وأكون أسرع من رجوع الطرف ،،


أو أدنى إليك



مشتاق أنا ،، كي أحتويك



عقدت أجفاني بوعود الزمن ،،


وشهدت أن ،،


ما جاء للدنيا كحسنك منذ بدأت ،،


وبعدك أنت لن



تعاويذ سحرك عندي أنا ،،


لسواي تأبى أن تفك



وسأقتل الشيطان ،، وأحرق ناره ،،


أكون الشئ والإنسان ،، والطفل الملك


وحدي أكون الروح والجمال ،، والابتسام لك

عبدالله الدوسري
08-08-2007, 06:16 AM
( 22 )




* الهوى شرقي *



شعرك ينساب على جسدي ،،


قطيع غزلان على خيال المحبة الفسيح ،،


العالم كله مشلول لا أراه ،،


وأنت وحدك مهرتي الجموح ،،


كيف أضبط إيقاع نبضي على وترك ،،


حين تهتز الأرض بي ،،


دعيني أمسك آهاتك برفق



لأستأذن رعشاتك في التريث ،،


على ناصية أنفاسي


لنقف على شفا الأشياء ،،


حتى أرى ببصيرتك ،،


وأدخل من باب عينيك إلى ملكوت العشق



لنسقط معا في جذور النداء والمطر ،،


في المسافة ما بين الموت والندم ،،


حين يستعين علي الجمال بالتفاتة ،،


نام الرعاة وما نمت ولا نام قطيعي ،،


أنت ثملة وأنا مجنون ،،


فمن يقودنا إلى الأفق



لا ترعشوا يدي ،،


لا توقظوا حبيبتي فهي الآن تحلم بي ،،


أقبلي يا سفني من بين المروج ،،


مهدن الطريق تحت أقدام حبيبتي ،،


انثرن الأشرعة على تفاصيل الموج



أنت نائمة وقلبي مستيقظ ،،


تجدف الريح بروحي نحو شواطئك ،،


خلعت ثوبي فكيف ألبسه في غير حضرتك



يغبطني البحر حين ملامستك ،،


خمر شفتيك تشرق في المساء ،،


يفرح الكون بإطلالة سيدتي ،،


يرتوي الماء بعناق العشب لآخر رمق



لا ترعشوا يدي ،،


لا تنبهوا حبيبتي من حلمها حتى تشاء ،،


على كفي تؤثر فتنتها وتنصت للنداء










لشروق شمس يوم 2 / 8 / 2007



الواجهة البحرية لشاطئ الخبر

عبدالله الدوسري
08-09-2007, 05:37 AM
( 23 )



* جذور قلبي *



استيقظي ،، فحبيبك يسامر الشوق ،،


نعم ،، هل قلتِ شيئا ؟! ،،


آه يا إلهي ،، كيف نسمع الأموات أصواتنا بهدوء ،،


فلا ينصت لها إلا شياطين المقابر ؟! ،،



فقد ارتجفت جذور قلبي بنغمة طالما ترددت على أوتارها ،،


حرك الصوت الخاطر وتركني فريسة في قبضة المجهول ،،


فتسلمه خيال الأقدام الجامحة



* * *



- تفضل ،،


- كنت مارا فقلت لنفسي ،،


- أهلا ،،



وكالعادة حديث عن الجهات الأربع ،،


أدور وأناور وعيني مركزة ،،


تقرأ وتفهم وتشارك بإشارة خفية ،،


ودعوة أكثر بالمقاومة الواهنة ،،


حتى تهوي القبضة الناعمة على الكآبة الغاشية ،،



* * *



ذهب الشِعر واختلت أوزانه ،،


وتتراكم الألحان ،،


وكلما سقطت ورقة نمت زهرة ،،


يذوب المكان في وعاء على نار ويرتعش غطاؤه باحتدام باطنه ،،


فيقطر بندى الهمسات ،،



* * *



ويمضي الزمن بلا رقيب وفي هوادة على أمواج البحر الهادئة ،،


فتزدان السماء بالنجوم في رحاب القمر الساحر ،،


لا شئ يحد الكون ،،


للجمال وحده يا ذكريات ،،



وثمة نجم من ملايين السنين يجوب غلاف الأرض ،،


فشاهد عصورا وأحداثا وحروبا ولكنه لا يهتم إلا بمصيره ،،


المنطق سليم ولكنه يتلاشى ،،


ويسلم روحه للواقع دون اقتناع



وطال صدى النبض ،،


طال واستطال حتى بلغ مداه وعانقت جذوره الأفق ،،


للجمال وحده يا ذكريات



* * *



أجل فلنبتسم وليكن لنا شوق وحنين ،،


توجد هموم على قيد الحياة فأين هي ؟! ،،


فلينتخبها الموت سفيرته ،،



لا صوت إلا أحبك ،،


لا وجود إلا حنانك ،،


ولا حياة إلا بك وحدك يا ذكريات


* * *


ها هي موجة تتهادى من أعماق الأفق حاملة صوتها ،،


وكالعادة قالت : هل ستذكرني ؟! ،،


فقلت : إنك أعظم من الذكرى

عبدالله الدوسري
08-12-2007, 10:25 PM
( 24 )



* سيدتي الأنثى *




قالت لي :


إن رأيت العطر باشتياقك تذكرني


وإن شممت الشِعر تذوقني بحواسك


فشرايينك تعبق بدمع فتنتي


تبحث عني في جذور الأشياء ،،


وتجدني أقرب من صدرك حين تشاء


فتخرج من مملكتي إلى قلبي حيث سجنك



حب حياتي

عبدالله الدوسري
08-16-2007, 01:12 AM
( 25 )


*إطلالة على سرداب *



مدخل :



هل ناموا ؟!


ولعي هذا ،، لو ناموا !!


أفتح نافذة الذات وأتكئ ،،


أرقب قطعان شياطيني


تمرح نشوى ترعى شجني ،،


تلعق حزني حتى بدني



* * *



رغبة :



أقفز !! ،،


سرداب الحديث طويل الليل ،،


قوي الشوك


ملأ الجنون المسافات ،،


الألحان تسرق شموع الحانات


الريح تطارد صمت الريح


ما أخطر أدغال الذات ،،


لكني ولعي هذا !!



أعشق حتى غيد الجن الرقطاوات


تتغنى ،،


ترقص ،،


لنشوة فجر ،، وسحر نغم


تتثنى ،،


تهمس للوتر ،،


تغمز للقدر


تخاصر الشوارع ،، وتعانق الأذيال



أما عشقي لك لا تحده سماوات


ولعي هذا منك ،،


تحبو إلى غديرك خلايا الكلمات


أسبّح الخالق في عينيك ،،


أمرّغ إشراقة الشمس في ظلالك


أتنفس ،،


أسقي جدب أغصاني ،،


أتساقط كلي



* * *



عوده :



بين أحضان الموج الجائع ،،


أغلق كل دوائر حسي ،،


أحمل نبضي للتاريخ على غربال



أقفز ؟!



حسبي أتغنى لا أقدر !!


صوتي موج في ضفة حلقي يتكسر


يناديه صوت آخر :


" إن كنت تحبني فأنا أكثر "



* * *



ألم العوده :




ولعي هذا لو ناموا !!


أتألم ،،


لا أقدر


يحاصرني جنوني ،،


يكسر الأغلال


يصرخ باسمك ،،


لابتسامة شمسك ،،


لابتسامة السماء في قلب الحنان الدافئ ،،


يذوب في طيفك ،،


في قبلة الحب الخالدة على خدود الجمال


أرحل كل مساء إليك


ومن نافذة الذات أعود جرحي ،،


أرقب نجمك وأجمع سنيني


أسقي قلمي محبرتي ،،


كأسا ً كأسا ً حتى يسكر

عبدالله الدوسري
08-17-2007, 08:04 AM
( 26)


* تحديق *


الساعة تقف عند الثلث الأخير


هسّت رياح النور في ريش الظلام


فتجاذب الوجدان أطراف الصرير


ملأ النخاع برادة الإنصات والتحديق


مضى في قناة الذاكرة


وتوغل في المسير


متحف عيون


وأشعار عذاب


مطلولة بشذاك الصخور


ومقاعد الرمل مفروشة بالحباب


معزوفة بالموج قصة الشوق


لحنا ً خرافي السرى


أبدا ً يسافر للمصاب


ملأت عيناك أضلعي


فبنيت أسطولي على شاطئك


عنقودا ً من السنوات


ثم خرجت أجهر في الصحاب


ما كنت أعرف أنني ،،


أزمعت أبحر في سراب


جاش في الوجدان زمنا ،،


وتاهت أقداره بين الضباب


يأبى العقل عن التصديق


وخلفهم يحلم بالموت ورحمة علي قدير

عبدالله الدوسري
08-25-2007, 01:26 AM
- 27 -




- قد أسكنتك في قلبي
- يسرني أن أراه
- ليتك سمعت أنينه
- أهو مريض ؟!
- في الشغاف
- واأسفاه ،، دعه إذن يدمي
- أفي هذا شفاؤه ؟!
- نعم في طب الغرام
- تمنيت الموت يوما ،،
- حفظ الله حياتك من طول البقاء
- مرحبا ً ،، اتركيني في أمان

عبدالله الدوسري
08-25-2007, 01:31 AM
( 28 )



* الضيفة *



أنت ضيفة على ذاكرتي الليلة ،،


تتابعين وحدتي ،،


وتشربين من قهوتي المرة



أنت امرأة بحجم البحر لحظة اضطرابه ،،


وحين يستحم فيه جسد العاصفة الساخن


فأين تجلسين ؟!


لكم تضيق هذه الصخرة



في شتائك القاسي ،،


تقودني عيناك نحو الواحات العذبة ،،


وأكثر الينابيع فيها بالماء


فكيف يستطيع هذا القلب أن ينبض بقوه ،،


بعيدا ً عن ربيعك ،،


أو تلالك الحمراء


لست وحدي الليلة من يبكي أمام حزنك ،،


فقد طلب هذا الكون الفسيح ،،


وأمر " جده " أن تطرد صيفها اللافح ،،


وجمودها الكالح ،،


وان تستضيف عيناك ،،


وتفتح الأبواب أمام خطواتك لتستريح



لا تخافي ،،


انه وجهي الذي تحدقين فيه ،،


وهذه الأنقاض والآثار ،،


بعض ما تبقى من ممالكي



ولا تهربي ،،


فسأعود للتسول في شوارع النهار ،،


وبين حروف خواطري



أيتها الضيفة ،،


يعتنقني حبك بعد الأسر ،،


شدي القيد قبل رحيلك ،،


حتى أودع آخر يوم من أيام العمر

عبدالله الدوسري
08-26-2007, 09:30 PM
( 29 )



* أمواج لو *



لو أنه الصدى ،،


شق إلى نصفين صدره


وأشعل البحار في عينيه


بالموج صارخا


لو أنه الصدى ،،


أعاده من حيث عمره ابتدأ


لو أنه استطاع أن يزرع في السهول موعدا


لو أنه الزمان ،،


دق على طريقه الأوتاد والعيدان


وخيّم الصفصاف والليمون والنخيل


وأسكن العواصف الهوجاء والطوفان


لو أنه الزمان ،،


كف عن اغتياله لمرة وخسر الرهان


لو أنه الشغف ،،


لم يستجب لأعين الجرذان


عند المنعطف


فقطر الأوجاع من دمائه


وصاغ من لهيبها النطف


لو انه الشغف ،،


أحال جرحه مسافة


فحط طائر السكرة نشوان


على الكتف


لو انه ارتحل ،،


يبحث كيف يرتوي من حرقة الظمأ


تشهق عيناه إلى السنا ،، وتكتحل


لو انه أعطى لكل شئ ظهره


وراح يشتعل


لو أنه تجرد الأمس من القشرة ،،


وارتمى في لهب الشوق بلهفة الثمل


لو أنه ،،


لكن أحلام الخطى في كل مره ،،


تعجز أن تضئ صدره ،،


وها هو يطيل من وقفته على الطلل

عبدالله الدوسري
08-29-2007, 01:52 AM
( 30 )


* موجة تثرثر *


يبدأ الحلم ،، تلك الوسائد جوفاء كالوقت


هكذا ،، احتوى فيك عاصفة ،،


وشواطئ راودها الموج ،، والأشرعة ،،


هكذا ،، يستحيل دمي شفقا ،،


وهواي بلادا تنتشر أسرارها


البحر أغنية ،، باتساع الجسد ،،


زمليني بأهدابك


على شفتيك التفاصيل ،، فليبح ذلك الرمل ،،


وليحتملنا الهواء المهيأ للعصف


مشبوبة بالهدوء المراوغ ،،


تجرحني فجأة ،، تذيب مفاتنها في عينيّ ،،


سأحبك ،، وأظل دمي الموعد ،،


تسألني : كم عدد اللاتي أحببت ؟! ،،


وأجيب : عددك أنت


لا أعرف ،، كيف إذا سألتني عيناك ،،


عن سر عذابي ،، أجيب !!،،


لا أعرف ،،


إذا لم تسألني ،، أصمت


رؤياك أقدس ،، ما بها تغفو قناديل الأبد ،،


عيناك ،، خارطة الهوى ،،


وهواك حب لا يحد


فتنسمي ضوء المحبة من دمي ،،


واستعصمي بالوصل ،، إني مفتقد


أحلم ،، أن أحلم يوما فيك ،،


ولا أستكثر ،، هذا الحلم علي


حين تلاقينا على مرفأ الدجى ،،


توحدت بي والأفق جم التألق ،،


ولم أر إلا عينيك قالتا ،،


فصدق قلبي ،، ليته لم يصدق


لو أني لم أر برهانك ،، لاستعصمت


وما كنت ممن يخاف الهوى ،، ولكن عينيك لم تبق لي ،،


فيا وردة الضوء روحي بين شفتيك ،،


وعينيك أمسي ومستقبلي


عينان يجري فيهما الأبد ،، ورؤى تناديني وتبتعد


تجيئين ،، من عمق وقتي المحال ،،


مكللة بفيوض الكلام المموسق ،،


كأنك لم تشرقي مرة في فضائي ،،


وعيناك دائمتا الحزن الفرح ،،


كم تثقبان دمي ،، وتصحبان حلمي الذي غيرته الخطى ،،


ووجهي الذي ،، شرعته المعابر بوجه الأفق ،،


متعب أنا ،،


كيف تمدين لي ،، سببا للخلاص من الروح ،،


تحتملين الذي ليس يحتمل ؟!


تروين لي قصصا ،، عن حبيبين مشتبهين ،،


ووقت وديع الصفات ،،


يطاردنا في الممرات ،،


والطرق مقفلة ،،


عيناك ،، هل هما سيرة في كتاب غامض يتجدد ؟! ،،


أم بلاد تهيؤني للغواية !!


فانتشري في دمي ،، كائنات مدجنة بالاشتياق ،،


ومملكة الورد في شفتيك ،، أناشيد غيم ،،


ينشر أشياءه في فضائي ،،


تجوبين بادية الليل ،،


ضاحكة كالصباح


هل تغرقين بحرا بعينيك ،، أم تهرقين فراغا بذاكرتي !!


لو أنك لا تنتمين لفرح أعشقه ،، وجرح يعشقني ،،


تسطعين علي مدن جامحات ،، فلا تتهيب ،،


عيناك من غابة الملح ،،


و رقصة الجمال ،، على وجنتيك ،،


فهل وطن في يديك ،، يهديني المواقيت ؟! ،،


أم وردة ،، ليس يشبهها العطر ،،


لو تسقطين رؤية ،، أو جنونا يساومني هواي ،،


هكذا أنت ،، والغيم يرخي عباءته في دمي ،،


تستظلين بالوعد ،،


كم يراوغنا البحر ،، والموت ،،


والزمن المستحيل ،،


فينشق عنا رخام ،، ويحتلنا الصخر ،،


على موعد باللقاء افترقنا ،،


وعيناك تختصران الطريق ،،


إلى جمرة في دمي ،،


خطوة ،، خطوتين ،، ثلاثا ،،


أما زلت لا تسأمين التسكع ،، في صحراء السؤال ؟!


مواتية كالجحيم ،، ومسكونة بهوى شائك


باركتك التفاصيل ،، وامتد في عينيك المد ،،


يا امرأة ذوبت في الرمال نداوتها ،،


واستعارت من الموج طعما ولونا ،،


لا يشبهان الرحيل


يشرد الرمل في شاطئك ،، ويقتنص البحر أفراحه ،،


وأنامل الموج فوق الجسد ،،


آه ،، كم تشبهين الأساطير ،، والغيم ،،


كم تشبهين اعتناق الأماني ،، على شاطئ المستحيل ،،


سيدتي ،، أعيش هكذا ،، وهكذا أحب ،،


أنت تجيدين فنون الحب ،،


كما يجيد البحر زرقته ،،


والورد رقته ،،


منذ متى حبيبتي ،، وأنت هكذا ،،


لا بد منذ أن أحببتني ،،


سيدتي ،، أنت التي أحببت ،،


بين الموت والميلاد ،،


أنت التي تشكلين وردة البعاد ،،


وتمنحين عطرك الجميل لي ،، قطرة ،،


حديث الظمأ المعاد ،،


سيدتي ،، مراوغ أنا كما ترين ،، وعاشق ،،


يقطف من حدائق النساء الورد ،،


والرمان ،، واللجين ،،


متى ؟! ،، وأين ،، لا يهم يا عزيزتي ،،


فقط ،، أحب أن أموت ،، في تلكما العينين


وجه ،، يتفلت من ضحكة ،،


ويبوح ،، هي الأسماء اخترقت ،،


واحترقت ،،


فامتد حنينها وهجا ،، في جحيم الصمت


تزهو بتفاصيل الأشياء ،،


تحلل حلمي هواء مأهولا ،،


ومدي يتأرجح ،،


في عينيها ،، فلتشخص أبصار الوقت لديها ،،


وليفزع حجّاب جلالتها ،،


خلف تباشير الضوء


رجالا ،، أو ركبانا ،،


مسكونين بأفق طفل ،،


ومواجيد احتدمت ،،


هل هذا أول عهدي بالحلم ؟! ،،


أم الأرض / الأنثى ،،


حلمت من قبل ؟!


كنت الخارج منفردا ،،


من تلك الإطارات المغلقة ،،


توشي وجهك ،، بعلامات الاستفهام ،،


وتصطاد إجابات فارغة


ونجوما ،، ومساحيق ملونه ،،


تصلح لبنات يشبهن الدهشة


هل هذه ضحكتها ؟! ،،


أم هي شمس أضحكها الأفق ،،


فولت وجهي شطر حقيقتها ،،


وابتكرت لغة محدثة للوجد ،،


ومنطقة أخرى ،، للحب بلا سبب


تقلب وجهي ،، في وجهي ،،


يشرب فتنتها الليل فيرتد بصيرا ،،


تدق نافذة الروح ،، فتنداح سماوات ،،


وأبراج خضراء ،، وأماكن ،،


وميادين ،، وأزهار تشبه طلع محبتها ،،


وبراح مسكون بالدهشة ،،


تنداح نهارات في عينيها ،،


فأراني


هذه الأرض صاخبة ،، والمدى موحش ،،


فامسحي بيديك على جبين الكون حتى ينام ،،


ولتخاصرك أيامك المستباحة


سألني الشاطئ ،، من ذا يرد لمملكة الورد عشاقها ؟! ،،


أنت تعرف والليل المتهالك ،، يرتد على موته ،، على موعد ،،


عبثا تستحم أشلاؤه ،، والمغيرون يحتلبون الهواء ،،


تتسلق أسبابه الحياة ،، غابة من دموع ،،


تفضفض ذاكرة الأرض ،،


فليهجع الهاجعون على جبل غامض ،،


غادرته العصافير ،، فاربد وجه الرؤى ،،


موحش ،، كدم أهرقوه على صخرة ،،


فاسترد مقاماته غيمة من عقيق ،،


هي الريح مولعة بانتزاعك منك ،،على موعد بالتغرب ،،


لكأنك مختزل في جموح ،، يوازي انهزام الموجة التي سقطت ،،


بارد مثل الرمل يمارسني الحب ،، فلترد الشوارع لي ،،


أغنية تتأبط دهشتها ،، من هبوب الهبوب ،،


على وطن قد يعادل منفى ،،


فلتبحث الآن عن لغة تشبه الصمت ،،


عن وطن يشبه الأضرحة ،، ينشر أعضاءه في دمي


ترى ،، هل سيعرفك العابرون ،،


وأنت ،، كما أنت ،، محتفل بالسطور الأخيرة ،،


في دفتر الموت باسم المتشرد

عبدالله الدوسري
09-03-2007, 11:05 PM
( 31 )



* غروب *


غابت الشمس وولى خلفها كل النهار ،،


غير ظل من الشفق


يتمطى من بعيد ،،


يتراءى من خلال السحب ،، شيئا يحترق


فتلاقى الليل والبحر حبيبين ،،


استراحا بين أحضان الغسق


واستباحا حرمات الهمس والنجوى ،،


وجالا بين شواطئ الفلق


وأطل البدر لألاء السنى ،،


يغمر الأجفان بثوب من ألق


وأنا أصغي إلى الماء وكلي خلى ،،


وجميعي يسترق


وحيدا أجمع الرؤى ،،


بالأماني أختنق


وقلب يعبر الآفاق حزنا ،،


ومن الوجد احترق


يملأ الجو ربيعا ،،


يسكب الحب على كل الورق

عبدالله الدوسري
09-06-2007, 01:52 AM
- 32 –



أيها القمر الذي لا يزال يشهد في كل عاشقين مداره ،، ولا يزال يبعث في كل دمعة من دموع الحب روحا من شعاعه تبث فيه أنفاسا من حياة الأحلام ،، وتجعل العاشق يرى هذه اللذة المؤلمة تنصب من أجفانه المغرورقة وهو يقظان لأن حبيبته الحسناء تبخل بها عليه وإن كانت أوهاما ،،


أيها القمر الذي هو قلب الليل ممتلئا من ابتسام النية الطيبة فلا يزال الليل رحيما حتى بأهل الآثام ،،


أيها القمر الذي بقي من ولادته رقة الفضيلة ومسحة الجمال وجاذبية الحب وبقية من تلك التعزية الأنثوية التي لا يزال تحس بها أرواح العشاق في كل بقعة طلعت عليها من الأرض ،،


أيها القمر الذي هو تاريخ النور على الأرض والذي يشرق على الطبيعة بجلال وهيبة وكأنه يرسل إلى هذه الأرض في كل شعاع نظرة ملك من الملائكة لتعزية قلب من القلوب المتألمة المحزونة ،،


أيها القمر الجانح إلى المغيب في نسمات الفجر كأنه جناح الحب يخفق به في الفضاء على هواء عليل من الزفرات والتنهد ،،


أيها القمر ،، تناولت بك في قلبي أصول هذا الجمال السماوي المستفيض كأنه الموجة القلقة التي يمسك منها الساحل طرف البحر ،، فإذا أفلت الآن وقد أمسيت صاحب سري ومالك أمري ،، أفأراك مغلق وراءك باب الحلم الذي كانت منه يقظة الأمل في هذا القلب ؟! ،،


هل ستتركني أيها القمر وتفاصيل الكون تؤكد أنك لا تلتقي مع الصباح ،، وتترك بقايا من الأحلام دون أن تضئ لي معانيها بأشعتك التي تنبعث من نور الحب على كل جهة في الأرض ،، فعسى أن تكشف لي منها عن بقية من أحلام ذلك الحب الذي أسرفت في دلاله حتى إنه لو ملك البخل لبخل به ،، فأتبين ما فيه من تصورات نفس محبوبي وأمزجها بنفسي ،،


آه ،، ليت الهواء الذي تتناثر فيه رائحتها ،، وليت نسيم الصباح الذي يحمل إلى الغيب أحلامها ،، مما يمكن أن يحرز ويدخر ،، إذن لكان في الحب شئ أسمى من الخلود نفسه ،، ولكن هيهات ،، فما رأيت كالحب لا يملك من الماضي إلا ذاكرته ،، وهي مع ذلك ترد لذات الماضي كلها حسرات !! ،،


وإن قطف وردة ناضرة معقودة في غصن قد ذوى وتساقطت أوراقه لأيسر منالا من بقايا قبلة واحدة في ذاكرة المحب حافظة نضرتها وعطرها من الأنفاس والشهد ،، فما قيمة الورود بدون أريجها ،، تماما كنظراتك المتعددة على مدى الشهر لا نعشق إلا أكملها ،،


ليس شئ أقوى من الحق ،، تغيب تلك الأحلام السماوية كلها بغياب الوجه الجميل الذي بعث في القوة من عينيه والشباب من فمه ،، كما تغيب الآن كل أحلام السعادة معك أيها القمر بعد أن طلع عليها الصباح كأنه أشعة الحياة التي جمعها الليل من أعين النائمين ،، أخبرونا في الصغر أيها القمر أنك لا تضئ إلا مرة في الشهر علينا انتظار موعدها ولكني أتمنى ألا تتأخر

عبدالله الدوسري
09-06-2007, 03:53 AM
( 33 )


* موجة جافة *



هدرا ً تقطـّع ريق حرف جف


ما بين التكهن والغناء


كيف تسحرك العيون وفي يديك القيد


تحلم بالتجول بين أقبية السماء


وبلاد هذا العمر مقفرة يابسة


تحسو مناقير الحوادث ضوء وجهك


كيف تنضح ما بجوف الغير من ترف


وأنت بلا غطاء


الله من عشق اللهيب ومن مشاجنة الرؤى


هذا أزيز العنف يخفت في عروقك


والملح ينفذ من خلايا الشعر


يهدأ في دماك الارتعاش


يغلق نافذة الخيال


يذبح طائر الشوق


ويحرق الشجر


بعني ولو بالبؤس عافية للشجون


إني مللت زحام ذاكرتي


أشعر أنني في قبة وحدي يدور بي الجنون


ولواحظ الأقدار ترمقني


وأظافر الأحزان ،، تنهش بين أنسجتي


وأنياب الظنون تسحقني


لن يربح الظمآن ،، في سوق الخطر


سيندم ثم يرجو أن يباع الصحو بالحرمان

عبدالله الدوسري
09-08-2007, 08:24 PM
( 34)


* أمواجي *



واسعة كأنها الورقة ،،


ضيقة كأنها الزمان ،،


في فضائها النحاس ،،


والكبريت ،،


والريحان


سقفها الغبار والمآذن التي في الغمام ،،


أرضها ملونة ،،


وماؤها مخضب بصدأ الحديد ،،


ضوءها مكلف بالسعي بين حائط ،،


وحائط ،،


شموسها غربية ،،


مغرمة بالقتال ،،


لا تلاعب الأطفال ،،


لحمها مسخر للقريب والغريب ،،


بابها في البحر ،،


حدها في آخر الكلام


مرة ،، كان الغراب ربها ،،


ومرة تلونت للعنقاء


صارت حجارة ،،


ونافذة


ومرة تكومت في وردة


سرها الوحيد لم تلده


خبزها شكاية ،،


وملحها النعاس


لم تزل في خيمة الصمت منذ تنفست ،،


ولم تزل واسعة ،،


قميصها الحزن ،،


وناسها دمى


أنا المتشرد في بلادي ،،


أرى زورقي ،،


في مهب الضياع الأليف ،،


وأملأ ظلي صوتا بعيدا ،،


يقص أوقاته من ظلامي ،،


ويعلن أن النوافذ لا زهر فيها ،،


وأني لا أستطيع اغتسال كلامي ،،


من الطائر الحائر المتشظى ،،


الذي يحتويني ،،


ويذبح في الحياة قبل الممات


ألمّ خطاي ،،


فترحل عني المسافات ،،


تلبسني طعنات الوداع ،،


ترتب ما يشتهيني ،،


من الجرح والنزف والانتهاء


لمن تأخذون ،،


أمواجي العميقة ،،


بحاري تمد لكم ،،


يا رفاق الهواء ،،


تمد لكم شبابيك هذا الأبد ،،


طيور الكلام ،،


وملح ازدهار الأسى ،،


في وصايا الحمام ،،


ورؤيا الغرق


فأمواجي المستعصية لا تأتي ،،


لتكمل أحلامها من جديد ،،


تعانق خصر الأغاني ،،


وتأتي ،،


كوجه المياه الجريحة ،،


تشيل مواويل أيامي الذبيحة ،،


وتطوي ،،


بيارق حرية من ورق


وحبيبتي لها الحرف ،،


الذي لم تلده اللغات ،،


ولم تكتشفه يد ،،


كالفرح تمر ،،


ولا تعبر في التيه ،،


كنافذة منسية ،،


محنتي ،،


أنني ذائب في المعاني ،،


ومحكوم بها ،،


لما أحب ،،


آيتي ،،


أن أكلم الرمل ،،


وأذوق العشب بلساني

عبدالله الدوسري
09-18-2007, 10:47 PM
( 35 )


* كلنا نحبك *


تغفو عيناي ويستيقظ قلبي المختنق ،،

أفتح باب الصدر على دقاتك ،،

أطلق طيري ،،

لكنك في غرب الكون ،،

تزورين أرضا أخرى

فيعود الطير ،، ويدخل صدري

إنا ننتظر ،، زيارتك الآن ،،

ويضئ جمالك هذا الأفق المثقل بالأحزان ،،

يغني قلبي ،،

يمتد العمر زهرة ،، يخضر ويورق ،،

يشرق ،، ويحيط الأرض هناك ،،

ألقي روحي في أحضانك ،،

إني جنونك ،،

أنجو من حبك ،، بك ،،

حبك يشرقني ،، يتلبسني ،،

يتجلى في حلمي النشوان ،، يأخذني

أخرج مني ،، أصبح فيك ،، إليك ،،

أمسك أطراف الزمان ،، أحلق بجناحيك ،،

في قلبي أنت

يا من يحمر لدى رؤياك الشفق ،،

يكفيني فيك ،، فخلصيني ،،

تشقيني ظلمات الأرق ،،

هذه الزهور ،،

هذا الطفل ،،

نحبك ،،

اغمريني بك ،،

ابعثيني من موت حياة ورق ،، قبلة تسقي وطن حبر

وأثمري بطيري روح نون ،،

كي ينمو لي جسد ،، فأكون الفجر ،،

وأكون الليل ،، لأكون الكون

عبدالله الدوسري
09-24-2007, 06:13 AM
( 36 )

* شروق لم يشرق *

إلى شمس لم تسطع بعد ،، ورمل يبهر القدمين ،،

يلهب في الحنايا الوجد

وخيل يركض ،، وحرف لم يروض

وورد لم يقلم ،، في أظافره مقص الوعد ،،

وغيمات لم تشكل ،، إلا أهداب السهد ،،

وذكريات تقاتل الزمان وترتد

يزحف شعري ليمتطي عرش الأمس ،،

من هذا الهمس ،، تولد إيقاعات الوطن القادم ،،

من هذا الركن الناعم ،، أشحذ نصل قلبي ،،

وأبايع نفسي ،،

فلن أسلم سيفي ،، حتى لا أتعرى به ،،

ولن أطلب العدل بيني وبينه ،،

فمن سيغسل البحر من ذنبه

عجزنا عن مفاتحة الليالي ،، وقوافل تعبر الصحراء فينا

متى ننحت صدر الآهات وتثمر النخلة ،،

نفتح مدن المسرات ونمطر الغيمة

لا تعترفي ،، فلا أحد في الكون يسمع ،،

لا تنصتي للدمع ،، كان الأولى أن يعترف الليل أجمع

طريقنا ليس منه هروب ،،

والنجوم استشهدت في الغروب ،،

أحبك مهما تكاثرت بي الندوب

عبدالله الدوسري
09-28-2007, 02:25 AM
- 37 -

* معاني الوجود *

ونشكي !!،، رغم السنى والجمال
وإشراقة في ليالي القمر ،،
على زورق من خيال
يسير بنا في بحار السحر

ونبكي ،، رغم غناء الشجر
تحدّت به نزعات الألم ،،
بلا خشية من محال
ولا رهبة من ظلام العدم

ووردة على مر السنين
تؤسّي بعبيرها اليائسين

مشينا ،، نعبر الظلال
بلا فكرة أو حنين ،،
بلا خفقة من فؤاد
ولا نفثة من جوى العاشقين ،،
سوى خفقة الموت عند الرقاد ،،
وإيماءة الذابلين

ولكن معنى الحياة ،،
وجوهرها أروع
تجف لعمقها الأدمع

وذلك أن عيون القلب ،،
تظل تفجر ،، عبر القفار ،،
وعبر دروب الضياع
وعبر الضنى والدمار
وعبر صنوف الصراع

وعبر ،، وعبر ،، وعبر ،،
تظل تفجر معنى الحياة !!

لذلك كان الربيع ،، وقطر الندى ،،
يعودان بعد الشتاء ،،
وبعد ظلام المدى
وبعد الغناء ،،
والأسى ،،

وبعد ،، وبعد ،، وبعد ،،
يعودان رغم مغيب السماء

فيشرق نور القمر
على جنبات المساء
وينساب روح عميق الجوى ،،
عبقري الصفاء

وتفنى الغيوم ،،
تبدد عند حدود الفضاء

وبعد رياح الجليد ،،
تضوع عطور الزهر
وتبعث أنفاسها من جديد
تعانق خضر الشجر
فتهتز من نشوة الوليد ،،
وسجدة لرب الوجود

من الليل ينساب ضوء الشروق ،،
ويركض خلف الظلام ،،
ليجلوه على مسرح الكائنات
ومن باكيات الغمام ،،
تشق الورود الطريق
فيزهر درب الحياة

أنتساقط يأسا ً على كل باب ،،
ونموت ونحن نلعن الوجود
أنتعب ركضا ً وراء خداع السراب ،،
ونجئ إلى البحر كي نزرع
ونتأمل الأفق كي نقبض
ستنشل ّ للعبث الأذرع ،،
وما ذلك من معاني الوجود

عبدالله الدوسري
10-04-2007, 02:54 AM
- 38 -

* الموج يثرثر *

وكذلك يخطر لي أحيانا ً أن الراحة الحقيقية لا توجد إلا بزوال كل شئ ،، ولكنه مجرد خاطر يعبر القلب إذا اشتد العنت أو ادلهم الخطب ،،
خاطر لا وزن له في الواقع ،، حلم يقظة أخرق ،، وهل تصبح الحياة حياة إلا من خلال التعامل مع الأشياء بهما معا ؟! ،، وهل يمكن تخيل الوجود بدونهما وبدون ما نسميه ذكرى ؟! ،،
أما حيرة التردد بين الماضي والحاضر فهي قدر لا مفر منه ،،

في البدء تردد همسات بالمحاذير والدعوة إلى الاعتدال حيال البسمات المغرية ،، ولكنها تحدت المحاذير وهونت الترشيدات ،،
يكفهر الوجه ويفجر الانذارات ،،
وفي المقابل إغراء بالتجاهل والتشكيك في الشكوك ،،
ولكن لا غنى عن الألوان ولا قدرة على تجاهل الروائح ،،

في أيام البراءة كان اللعب في نور الشمس تحت السمع والبصر ،،
ولكن الهمس المقتحم يقول : حافظ على نظافة ملابسك ونظافتها ،،
ولكن اللعب يحب الحرية ،، أليس كذلك ؟! ،،
فيهمس : اللعب الرشيد لا يتنافر مع النظام ،،
فيسيل امتعاض القلب حتى يصل الجوارح ،،
اللعب هو اللعب ،، لماذا يقيد اللعب بالأوامر ،، لماذا يفسد مذاق الأيام ،،
فلتتسخ الملابس فثمة من يغسلها ،، ولتتمزق فالسوق مليئة بالجديد ،،

إليك عنا ،، انظر هناك ،، هاك شئ يشغل نهارك وليلك فلا تهدر الوقت في تكدير صفاء الحب المتين المتبادل ،،
أرأيت تعسفهم ؟! ،،
وتقول : لا تعمل حساب لكلمة تصدر عن همساتهم ،،
ولكنه لا يعرف الصمت ،، والتجربة أثبتت أن الاستهانة به غير محمودة العواقب ،،

ماكرة بقدر ما هي لطيفة ،، أعرفها ،،
واسمع كلام الهمس : لست أمانع ،، ولكن عليك أن تنظر هناك ،، أرأيت ؟! ،، فإني أعرف أكثر منك ،، لذلك اسمع الكلام ،،
ها هي الأشياء تتبعثر دون قيد أو شرط ،،
تعثر في الخوف ولم تنس همس الغضب وعواقبه ،،
أجل أشياء تتحدى اللهو وتلتهم الأيام بلا رحمة ،،
هل قضي أن تنفق العمر في الصراع مع الجهل ؟! ،، اختر لنفسك ما يحلو لك ،،
حقا ً ؟! ،، لو خيرت لاخترت ،،
ولكن الهمس لا ينقطع فما الحيلة ؟! ،،

اعترف بأنك تنحرف عن الخط المرسوم فتشرد وتفكر ،،
تخلو في غفلة وتأخذ بيدها ،، تسألك فتتورط في الكذب ،، ويكفهر الوجه حين يكتشف الكذبة ،، أنت ضعيف فتتجلى الأشياء في عينيك ،،
تجاهل الهمس ،، ولكن الكذب أرذل من الجهل ،،
أي ضرر يصيب العالم إذا جهلت أن الرياض عاصمة المملكة ؟! ،، أو إذا لم تحفظ جدول الضرب ،، أو إذا نسيت كل شئ ،،
يجب أن تعرف السماوات والأرض ،، ليست الحياة لعبا ،، انظر هناك ،، هاك ما تستحقه ،، هل يرضيك الجهل ؟! ،،

لا منع ولا إبعاد ،، تلك أيام مزقها العذاب وإن بدت اليوم آية في الجمال بسحر الزمن ،،
والهمس يقول : اسمع وأطع ،،
الجرأة تلاشت منها وحل الحياء ،، يتكلم اللسان بكلام والعين بكلام آخر ،،
لا يمكن أن يهدم في لحظة ما بني في عمر مديد ،، ولكنك لم تعد تقنع بالألعاب القديمة ،،
حقا ً ؟! ،، ولكن اللعب يتغير بتغير الزمن وله حدود لا يتعداها ،،

اصمت ،، هاك نجم ومجرة ،،
أمل أو حبة رمل في صحراء التفاهة ،، فعليك الاختيار من جديد ،،
وهذه الميتافيزيقية لم تحرقك رغم كل شئ ،،
قيل بأن الغواية أخرجت أباك من الجنة ،، ولكن الشيطان سبقه متتشقا الكبرياء ،،
وذات مرة ارتفعت حدة الهمس فقاربت الصراخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ،، يا بني لماذا تشعرني بالفشل معك ؟! ،،

الفراق مؤقت ولكنك تحتقر الرغبة ،، والحياة اقتحام وحذر ولا مجال فيها للهروب ،، إذن ماذا عن أيام الجنون ؟! ،، ماذا عن الجامعة ؟! ،،
لا تضحك ،، إن هي إلا سنتين في سفينة تجوب المتوسط والأطلسي ستثير الدمع والحسرات فلا تضحك ،،
الأمور تتعقد وتزداد عسرا ،، بل أضحت عذابا ً ومحنة ،،
ولعل الهمس لم يبد منفرا ً كما يبدو الآن ،، وطبيعي أن يرتفع الكلام درجات ،،

هراء في هراء ،،
لا تتدخل فيما لا يعنيك ،،
ولكن كلما غاب الهمس تلاشى الوجود تماما ،،
كل شئ هناك ولا شئ هنا ،،
والصمت لا شئ ،، كأنه خرافه ،،
إلا صرخة العجلات التي هزأت من غصن يافع ،، قيل بأن الموت مصير كل حي ،، ولكن ماذا عن الدماء ،، ذلك شئ لم أفهمه ،،

العطر لا يتجاوز الحدود ،، فهل تغلغل الهمس ؟! ،،
انفجر الغضب ،، فقابل سخرية في كل مكان وتشكيك مرة أخرى في الشكوك ،،
يا نسيان أين الراحة أين ؟! ،،
ولكن بالرغم من كل شئ فللنظرة الناعسة سكرة لم تتبخر ،،
لعل الهرب كان بوحيه وتأثيره ،، وحدة ،، وتخبط في الفراغ ،،

شحنت برغبة دكناء في الانتقام فاندفعت في اقتراف أخطاء كثيرة بتشف واستهتار ،، أما السخرية فهي "مبروك التخرج" ،، أجل ،، تحدى كل شئ واعبث بالذكرى ،،
ولكن لا نجاة من غشاء الوحشة ،،
هل الفراق إلى الأبد ؟! ،،
هل هذا الصمت الظاهر هو ختام الهمس ؟! ،،
هكذا تبدل الحال ،، ووظيفة أيضا ً !! ،،
حق عليك أن تتذكر فضله إلى الأبد ،،

مارس السيادة في دنياك الصغيرة ،، كيف كانت رائحة البحر ؟! ،، ومساعد القبطان هل عاد لوطنه ؟! ،، ما اسم تلك الآلة التي كان يعزف عليها ؟!،، وما هي أخبار البحارة ؟! ،، إنا لله وإنا إليه راجعون ،، كدت أنسى المرافئ كذلك ،،
تمرد أم نسيان أم عبث ؟! ،،
حقا ً !! ،،

الزمن كفيل بتغيير الأشياء ،، أين الدلال والبسمات والكلمات العذبة ،،
قد ينتهي اللعب بشجار حتى تعجز الخمر عن فضه ،،
ويعود الهمس ليقول : ألا تنظر ؟! ،،
يا للعجب ،، ألا تزال الكائنات تسير ،، ألم تعرف الطيران بعد ؟! ،،

شئ من الحذر ،، خالط السلوك الأهداف ،، وكل ثمرات الجهد مطروحة تحت الأقدام دون كلمة شكر أو تقدير ،، ولكن الشكر لا يهم ،، شئ من الرحمة ،، حتى زي العسكري الذي يزين الدولاب لا يرحم ،،
ويقول الصمت : ماذا سيحدث إذا كنت مكانه ؟! ،،
حقا ً ؟! ،، الكواكب لا تتعب في المدارات ولكنك أناني ،،

يا جنون ،، وصفة للتوفيق بين الحب والكراهية ،، بين الحياة والموت ،، بين التضحية والرغبة في القتل ،،
الحياة لا تخلو أبدا ً من منغصات ،، من حيث تتوقع أو لا تتوقع ،، المهم كيف تواجهها ،، كيف تستوعبها ،، كيف تطويها تحت جناحك ثم تمضي في سبيلك ،،
في الماضي السفينة صارعت الأمواج ونجت من الغرق ،،
حاجة لشئ ،، الوحدة تجر أثقال العمر ،، أبي هل رأيتهما هناك ؟!،،
عليك أن تقبل قوانين الأشياء ،، فما هي إلا همسات لا أكثر ،،
ناج إن شئت في وحدتك الرضا والسلام ،، لا تقلل من قيمة المسرات الزائلة ولا من سحر الأغاني ،، ولا حتى من جمال الأطعمة الشعبية ،،

وها هو الهمس يعود فجأة بعد طول نسيان ،، كيف لا تذكره ما دام على قيد الحياة ،، والصوت يغبط رغم حنانه الأخوي لأنه يعاند الزمان والمكان ،،
سيسعد برجوعك مثل سعادتك وأكثر ،، لا غضب ،، لا شك ،، لا تشكيك ،،
أما عن الرأي فلا أحسبه في صالحك ،،

شد ما تهفو النفس إلى الخضرة والهواء النقي ،،
أثمن في النهاية من عواصف البحر وطنين صفارة الإسعاف ومنظر الاحتضار،،
والأفق الحكيم يجيب على سؤالك : اذهب فرمضان يعقبه عيد ،، والجميع سيجتمع هناك كالعادة ،، لا تعتذر ولا تصوغ من سحر البيان جملة واحدة ،،
بل بسمة وهمسة ،، قبلة على رأس ،، عودة مدفوعة بالشوق وحده ،،
فاقض بما أنت قاض

عبدالله الدوسري
10-07-2007, 10:27 PM
( 39 )

* وعد المساء *

وترى تشنج يا عيون ،،
وترى تشنج سابق الدرب اشتياقي

ساق ساقي يا عيون
وجع القصيدة في النخاع

قال عفريت من الآتين يا مسكون
أرتاح في مجرى دماك
فلا أذوب ولا أموت

لأن قلبك صاخب
ولأن حسك مثل بيت العنكبوت
أبدا ً أحمل إليك الخواطر في جمرة وبخور

دع النديهة أنني ،،
لو جاء غيرنا أقسم لن أموت

فاكتب ،،
أُملك للذي ,,
فتق الشوق في عيونك جذوتين
للمترف الحسن دهين اللحظ من زيت الفتور
للناعم العذب الغرور

اكتب له ،،
عيناك في وعد المساء
شريحتا ليل على شلال نور

عبدالله الدوسري
10-14-2007, 06:18 AM
- 40 -


- أنت ؟! ،،
- دون غيري وبجميع ذكرياتي ،،
- ذكريات أليمة لم يبرأ قلبي بعد من عذاباتها ،،
- ولكنك لم تفعل إلا أن عشقتني ،،
- باتت حياتي في أسى دائم ،،
- في مذهب العشق يجوز كل شئ ،،
- ما زالت نهاية الطريق تنغص علي صفوي ،،
- أتسميها نهاية ؟! ،،
- أليست ذكرى ؟! ،،
- بلى هي أسعد ذكرياتي ،،

عبدالله الدوسري
10-14-2007, 06:49 AM
( 41 )

* تحليق *

خضلت ريش القلب من وهج الذي ،،
ملأ الرؤى كحلا ً وطيب

وتنفست روحي بخور حبيبها
لله يا فرحي بها

ماجت ببوصلتي ملاحين ارتعاش
يا نار كوني بردا وسلاما ،،
وقدرة تسقي النبض العطاش

لله يا فرحي بها
لم أعرف قبلك ينابيع الزمن
تجمع الآهات لتنثرها
الله من برق على أصابعي

هويت في اللهب الراقص
فما تآكل من يدي سوى الأكتاف
وعجبت كيف أرى طريقك
والبصائر كلها حولي كفاف

حسبي من السلوى
من النبض تسبيحا
يلي صخور الحياء ويدكها

لله يا فرحي بها
أمرغ العظام في شذرات منابع دمي
وأشق كبد الشعر فيك
لعل ما جرحت أظافر وردتي
يدفن في ضريح
ولعل بطن الحوت ينبذني
إلى البر الفسيح ،،
فأستريح

صعب علي وأنت قد بشرتني ألا أبوح
ابيضّ المدى حولي
وتهيأت مقل السفوح

فالنور والظلال واللحن
الراقص المؤوج
قصر الزمام على البصيرة ،،
والتقت صرط العروج

فاغفر إذا شوقي دخل إليك ،،
من باب الخروج

عبدالله الدوسري
10-14-2007, 06:57 AM
http://6rb.com/song2/bond/bond_i-ll-fly-away.rm

عبدالله الدوسري
10-15-2007, 10:51 PM
( 42 )

* لطخة على المرآة *

علقت على الجدار وجهي ،، والأفق ممتدا ً في قلبي كالأطلسي ،،
مضى زمن أيها الشريد ،،

كانت أوراق الليل تكنسها رياح الغربة ،، ومطابع الحروف تلفظ اسمك ،،
لماذا قبلت أن تدخل التضاريس ؟! ،، ليس ثمة مكان لأوراقك ،،

" من يدري كم هو عدد أطنان الحياة المتلاطمة أمواجها في المحيط ،،
وفوق أكثر الأمواج عزلة علبة فارغة من علب المحفوظات " !! ،،

القلم عالم مسحور ،، يسكنني بالرغبة ،، أن أكتشف مساحات الكلمة للمصاهرة ،،
ولكن لماذا تكتب ؟! ،، إنه السؤال الأصعب على الإطلاق ،،

لا بد من إيجاد جثث الغرقى الذين أضاعتهم الريح ،،
وما يعتريني الآن دهشة اللقاء الأول ،، الاكتشاف الأول ،،
أمط اللثام عن وجهي ،، لكن الناس يتهاوون أمام المرآة ،، يفضلون المرآب ،،

وأنت تدخل أوراقك باتجاه العاصفة ،، تمشي عكس الطريق الوحيد المفضي إلى المجهول ،،
" لنبدأ لعبة الجرح ،، لكن تذكر : زبد البحر ليس مسئولا ً عن اتساخ الشاطئ " !! ،،

ومرة أخرى حاولت العبث ،،
لقد هاج الصيف ولم يعد ثمة معنى للانتظار والانسحاق تحت العربات ،،

أكتب : قال الفضولي !! ،،

لست بكاتب قبل أن أزفّ موعد الحريق ،، لقد طالت النار لحية البحر ،،
ونديمي ينتظرني الآن في جدة ،،
سأفترش المرآة كي أرى قصيدة تائهة ،،

ألم يقل الليل للقمر : فضحتني !! ،،

عبدالله الدوسري
10-27-2007, 03:53 AM
- 43 -

تركت ذاتي غارقة في هذه القطعة الصغيرة من الأرض ،،
لتفنى في هذا الزمن القصير من الدهر ،،
أتأمل الوجدان وأسأل الموج عن معنى الأشياء ،،

أقف بين هذه الصخور لا أعرف غيرها ولا تكاد هي تعرف غيري ،،
حيث قلنا لها وقالت لنا ،،
وملأنا منها قلوبنا وانصرفنا عنها ،،
وقد ملأت علينا آفاق الأرض والسماء ،،
سأذكر ذلك ما امتدت بي أسباب الحياة

عبدالله الدوسري
10-27-2007, 03:59 AM
( 44 )


ذات ليله ،،
ومثلما أي مساء ،،

كنت هائما ًعلى وجهي ،،
وكانت الرياح تعول ،،
وتجرد الأشجار من أوراقها

رأيت مثلما يرى النائم ،،
امرأة تخرج من عباءة الغبار
حاملة على ذراعها قلبي ،،
وفي ثغور خمارها ضياء مثلما نار

أعرف ان شيئا ً بي تداعى ،،
وصدري مثل جذع نخلة منخور
حادثََـَت مابقي مني ،،
فلم يكن الطريق يتسع لغيرنا

كان صوتها ،،
يهيب بي أن أترك العراء ،،
أو ألجأ نحو خطواتها

كنت ذاهلا ً أمام كونها ،،
وكأن جميع كواكبي قد انهارت
كما الشاطئ الرملي ،،
أو سقوط الشجر الطاعن تحت الريح




ولا يزال صوتها :

يمكنك الليلة أن تدخل مملكتي ،،
ربما نرقص ،،
أو ترحل في ربيع صدري




لم أكن أقدر أن أدير نحوها وجهي ،،

أو أطعن بالحربة هذا العنق اليابس ،،
كي يفتح للصوت طريق إليها

استدارت مثل نجمة كسيره ،،
وغاصت في الظلام ،،
يلزمني أكثر من موت لكي أراها

فهذه الصخور لا تفتح للغريب بابها ،،
ولا تقابل الطيور في هجرتها المروج
ولا تومئ بأجنحتها للعزاء

هل أمام وجهي إذ تلحين عليه ،،
إلا أن يلقي قدره في الموج ،،
مثلما أي مساء

عبدالله الدوسري
11-05-2007, 10:41 PM
( 46 )

* الشيخ والموج *

قال لها :

أحييك بالمحبة ،، وأتباع العشق
فاحرصي على الإنصات إلى صوت قلبك ،،
فها هو يؤذن بالوصال في تمام الوقت ،،

أودعي نفسك سجن عاشقك
ستصلين إلى كمالك إذا توحدت بحروف اسمك ،،

اعلمي أن مات عاشقا مات شهيدا ،،
طهري قلبك حتى يطيب لسانك ،،
فلسانك همزة الوصل بين من تحبين والسعادة ،،
لأنه يترجم حالك ،،
ويكتب قلبك ،،
ولا خزائن تفتح إلا بمفتاحه

اعلمي أن الخواتيم مجهولة ،،
فانتظري كرما وفيضا ،،
يرفعانك إلى مرتبة أهل المحبة

اعلمي أن لا عشق يتيم ،،
انتبهي فالسر في القلب ،،
والبعد لا يولد الجفاء ،،
ما دامت القلوب تغير وتفتح

قالت لي :

لو كان للبحر هندسة المجاز ،،
تحدر من عنفوان الحذف والإيماء

ومضت سابحات القيظ ،،
في كبد التجارب ،، أيقظت ،،
وقعا تناغم في دواوين الصحو ،،
نارا ،، يستظل بها ائتلاق الرمز

لغضب الشيخ ،، وألقى عصماء خصيبة
التوحد ،، سكرة الشبق الرجيم
جمرة العزف وجسد الماء ،،
في جذوع الروح

لو أن الرؤى ،، صمتا بليغا ،،
فإننا لم نبرح الأسلاف

لو أن القصائد ،، وردة تلهو على جسر المجهول ،،
بلا انكشاف ،، بلا إيغال في المساس
يقطع ما تيسر من بوادي الصمت ،،
لغة للنار والملح ،، تزلزل الألم الحميم

لو أن الأرض تبر السماوات ،،
وأنا المهيأة لحنين ولوجك إلي ،، من كل الجهات
احتراق في عيون الميلاد ،، يخلق حسرة اللغة العصية
في بحيرة لازورد وظلال نخيل

احتكمت الموج بيننا ،، واخترته للقصيدة ناصية ،،
نشوة قرمزية الإيقاع
ترقص على صهيل حرفك ،،
وانشطاري بين خلايا نزفك
ذكرى تجهل الوداع ،، وغصنا غرس بوطن جديد

فقلت :

لتسع إذن أيها البحر نحو معشوقك
ويا أيها اللون بلغ ما أنزل إليك
واجتمعي بين يدي أيا ورود
حتى تصير الحروف سابحة بعطرك
وتمر من بين شعيرات الكلمات تعاويذ سحرك

أقرأ سر بهائك في الصمت ،، وأطرب لصلصلة الشرود
أزف الأماني منك ،،
أروي حنين الشجر وأنسل الأصفاد إليك

بين ثقب المدى وكلام الموج ،،
يرتمي القلم غارقا في كحل عينيك

عبدالله الدوسري
11-14-2007, 04:22 AM
( 47 )

* غرس دمعة *

جعلت أنصت إلى وقع أقدامك في مكاننا العزيز ،،
هناك ،،
أتذكرينه ؟!
على شاطئ بكر لم تتحكم فيه يد إنسان بتنسيقه ولا صنعه ،،
رسمت تعاريجه الطبيعة ،،
وكتبت على رمله الأمواج سطورا ً أملاها عليها أصيل الأفق ،،
أتذكرين ذلك ؟! ،،

عندما يسألونك عني ،، فابتسمي لهم ،،
عندما يرون بريق الندى ،،
وهو يومض على ثناياك البيضاء ،،
سيكفرون بالنساء ،،
وتسجد عبراتهم

فعندما سألوني عنك ،،
بكيت أمامهم ،،
عندما لاحت الذكرى ،،
وقد غنيت الحب لأطيافك
أمضي فوق شطآنك
أقبل ما تجود به أمواجك
وأناجي مدائن همساتك

قولي كيفك ،، حبيبي وش اخبارك
خلي سؤالك يغمرني بهالعمر الخلي
جودي علي ،، اسقيني من سحابك
وارفعي الأثقال عن كاهل أيامي
قولي كيفك ،، عطر برقة مبسمك
تطرق جرح السامر الشادي
تنتشي بروحي لآخر نخيل الوادي
تشعل خفوقي ،، وأجاوبك بعد كيفك
تختلف حروفي ،، بين تـ عبي وسـ هادي
قولي كيفك ،، حبيبي اشتقت لكلامك
هات جميع أحزانك نحرثها في بحر آهات

عبدالله الدوسري
11-14-2007, 04:25 AM
http://song4.6arab.com/asalah_law-te3rafo.rm

عبدالله الدوسري
11-17-2007, 09:32 PM
( 49 )

* العشاء الأخير *

ستدفع الهواء من صدرها ،،
ستصهل ،،
أشياءك في حقيبة السفر
دع جدلك حول المكتبة القديمة ،،
أنهم لن يضعوا تمثالك بينهم
إذا لم يأخذك الأرق ،،
ولم تخطفك رائحة العود

ستجمعين آهات الوداع ،،
وتلقين على الموج أوراق الأدعية ،،
ثم تخذلك أنوثة المساء ،،
وتقترب عيناك من النوم ،،
فتكفان عن مسح الرمال بالأشعة ،،
وتحثان عقارب الساعة للعودة إلى الوراء

لماذا الرحيل ،، إذا لم يكن غشاؤك من الجمال ،،
مجلوبا لتوه من القاع
مع الليمون وخمرة الفتنة ،،
وكلمة فضية في الشغاف سكين ،،
تجرح صندوق الهاتف ،،
ترجع صدى النوارس العائدة

لماذا ،، إذا لم يشدك الموج من قامتك ،،
من اتكاءاتك على الرمل ،،
من الطلع المطل على شفتيك،،
من ابتسامتك ،،
من الليل المدافع عن كتفيك ،،
من الرنين المتأهب من فتحة ثوبك ،،
من ألعاب الأطفال التي تمر بها ذاكرتك ،،
إلى أول الزمان وآخر الدنيا

لماذا الرحيل ،، وقد بلغت سن اليأس في البلوغ ،،
يبقى يغمر الأطباق بالصمت ،،
تصدأ طعنة في الكأس ،،
تسقطين نارا بزهرة لم يرسلها أحد ،،
وتنشط الأحلام ،، لتنظيف الذاكرة ،،
من رائحة العشاء ،، وأطراف الجمل الثملة

وحدها بزهوها ،، مع الجدل الذي لم ينشر
والأشياء في حقيبة السفر
كل ما في الأمر ،، إننا قد نمر على تمثال بالشاطئ ،،
نتبادل النظر ،،
دون أن يبدو على أحدنا ،، معرفة الآخر

عبدالله الدوسري
11-20-2007, 08:45 PM
( 50 )

* الكهف *

خرجوا ،، وبقيت وحيدا ،،
سوف أقضي نهاري هنا ،،
خلف بابي الموارب ،،
أنتظر انبثاقك فجأة من رحم الأرض ،،
سأعطر جسدي وكهفي بغير المسك والعنبر ،،
سأفرش الرمل بأعشاب بحرية تليق بحورية الماء ،،
وسيدعوك العطر إلى كهفي

لن أخرج لليقظة ،، سأغتنم اليوم ابتسامتين ،،
تركضان على جسدها الصغير
سأعود نباتيا كما كان أسلافي ،،
وأنام على عشبها ،، وأنعم بالدفء الوثير

وأمام الباب سأشعل نارا هائلة ،،
تمنح العالم بهجة ،، وتبعد الأسى
تقف في صلابة تتلو التعاويذ ،،
وفي اللحظة المناسبة تمتطي الحصان الأبيض

أعلم أنك لو قبلت دعوتي ،، وزرت كهفي ،،
ستدهشين كثيرا ،، من الرسوم والكلمات التي تزين الجدران ،،
تقص على الزائرين كيف ولدت في رحم غوايتك

وحين تظفرين شعرك في عناية ،،
وتضعين فوقه القواقع ،، وتغادرين الكهف خوفا من فضيحة خيالك ،،
ستزرع الرسوم جسم آهاتك من لحم الكلمات ،،
وتتبع خطواتك ،، وينهار الكهف فوق رأسي

مشهد الحطام قد يستبقيها إلى جواري ،،
حين مس جسدها الأرض ،، سار كل شئ في الكون على ما يرام
وأنبتت الأرض نوعا جديدا من الزهور ،،
كنت أدنو بأنفي متحسسا رائحتها ،، كطفل ولد لتوه ،،
أنقش عطرها على ظهر قلبي ،،
هل أصاب بالعمى يوما ؟! ،،
ما الذي جعلها تستلقي بفطرة ينعها ؟! ،،
وكأنها لن تغرس أظافرها في حقلي

ينام على العشب السلام ،،
ممسكا بقبضتها ،، ووجهه إلى السماء ،،
مغلقا عينيه على مشهد لن ينساه ،،
بحيرة وحيدة يحفها الصبار ،،
كانت تعرف أني سأصل مبكرا ،،

قبل أن تخرج من كهفي همست :
وافني حين تحاذيك الشمس لدى البحيرة ،،
لأمنحك تذكارا

وافيتك قبل الوقت بقدر شعرة ،،
رأيتك تخرجين مبللة ،، والشمس تشرق نافذتين من جسدك ،،
مشدودتين كالقوس ،، تهمان بالفرار ،،
وكان الهلال يبرق ،، لا يشعله ضوء ولا تخفيه ظلمة

أحسنت ،، الموعد كان مختارا بعناية ،،
حيث لا شجر توت على الإطلاق ،،
بلاد من الأجساد المتخثرة ،، وطفل يتيم ،،
يسقط الآن زيف الفحولة ،،
ليس سوى رجل وبقايا جسد ،،
فيدخل إلى الذاكرة كخمرة معتقة ،،

يبحث فيك عن نساء كثيرات ،، سامرهن في رسوم الكهف ،،
وأحلام الرفاق ،،
في أزمان مختلفة ،، العصر الحجري ،،
شوارع أثينا ،، عصر النهضة ،،
شرفة في ميناء مدريد ،، أو في مشهد خاطف بالتحلية
لماذا لا نغني ابتهالات الوداع المرتبكة ،،

يترقب سيدة تمد له رموزها ،، تقول أيها الطفل الذي ،،
وضعته الرياح في التجربة ،،
بين جبال القادمين من ألف ليلة وليلة ،،
أنبت في الغابة المستهترة هذا الزغب ،،
يترقب أصدقاء راحلون ،، ليرحموا عاره الجميل ،،
حتى لحظة الكتابة

أيا ساحرة العفة ،، اطلبي ما تشائين خذي كل ما يمتلك ،،
كل أوراقه والكتب ،، وامنحيه لحظة من الموت النبيل

الموسيقى تندلق في دمائه الفاترة ،،
ويأبى أن ينتحب ،،
تجر أذيال أمواجها وتهجره إلى الفراغ ،،
فاستلقت على أعشابه ،، أنجبت مدينة من الحروف

ثم استراح في فمها ،، وراح في سبات بليغ ،،
هل تصلح الأنغام ما أفسدت الأشياء ؟! ،،
في القلب ما يجرح الوقت ،،
كان يحلم بالوطن والهجرة ،،
كل انحناءة توقظ في الخلايا شهوة السفر ،،
لماذا تخجل أمام اللحظة ،، وترفع عاليا راية القبيلة ،،
على باب الذات ،، على نافذة النار ،،
أعرف أن العالم في الخارج لا يعرفك ،،
هذه هي الحياة حبيبتي

بعدها استطعت أن أشعل القمر ،،
وبادلت الليل في السر ،، قبلة وبكاء
وجاءني الموج ،، قم ،، قاوم ،،
اختر حياتك الصعبة وموتك البسيط

كان صوتي قد مات قبل الفجر ،،
وصمتها ودعه بنحيب ثكلى ،، ولحقت به في الصباح ،،
وهكذا ،، أصبحت أركب الموج ،، وربما عدت كهفي ،،

وحفلت أيامي بقراءة الليل والحقول ،،
وكتابة الحوريات ،، حيث يظفرن شعورهن ،،
ويتهيأن لي ،، عند المنابع والضفاف ،،
رعيت قطعان السحب ،، وشددت الرحال إلى بلاد الحب ،،
حتى أخذني البحر في النهاية

تحللت من روابط الزمان والمكان ،،
وزاوجت بين الوردة والنار ،، بين الحبيبة والوطن ،،
وقدمت صمتا مستحيلا ،، أستحق عليه جزاء عقوقي ،،
ولم يكن لي غير الحقيقة ألم ،، ولا إثم

عبدالله الدوسري
11-24-2007, 12:52 PM
( 51 )

* تغريد الياسمين *

من أين أبتدئ الكلام ،،
والصمت كوم من تراب ،، قد تحدر في فمي
وحدائق النيروز ،، شاخ ثمرها ،،
وتساقط الورق والظلال ،، على حدود المنجل

وتساكن الدوح الرابض في رئتي ،،
هديل حمام ،، تأثم الورق الوريف ،،
الزهر ،، فوق خد خجل ،،
توارى واحتضن اللهب

بسمة شاحبة ،، ورقدة مسمومة ،،
على وسادة أغاني الفيروز
كاتب ،، يا بؤس المصير ،، فارس نبيل ،،
يحارب واقعه ،، حتى آخر قطرة ،،
ويخسر الصراع ،، ويبيت يدمع على لحافة ،،

حافة الانهيار ،،
أجنحة مرتعشة من كثرة الخفقان ،،
طن ،، يا طنان ،،
وارشف من رحيقي ،، رشفة رشفة ،،
حتى تفنى الزهرة

قف ترجل ،، وانظر هناك ،،
خلف الغيم ،، سندباد حزين ،،
يشاكس الغيم ،، يغتسل بأمواج الحنين ،،
يعتصر فؤادي ليفرغه عشقا ،، ولحظات أنين

سندبادي الحزين ،، فداك النفس والروح ،،
حولك ،، هناك تحلق الياسمينة ،،
ترعاك دون بوح

طائرك الصبور يضمك بحنان،،
يرفعك بلمح البصر للجنان

قف ترجل ،، وانظر هناك ،،
فالشمس تغزل لك من ذهبها صولجان ،،
والقمر ،، ينسج من خيوطه سريرا لترتاح

قم ،، تدثر بوشاحها سيدة الأقمار ،،
ربيبة النجوم ،،
تنشق عطرها ،، ترياق السموم

لا تحزن ،، ففي قلبها جعلتك أمير البحار ،،
ومن حبها رسمت حولك ،، هالة تخطف الأبصار

سندبادي الحزين ،، تسلق ألمك ،،
وارتفع نغما للسماء ،، بعيدا هناك ،،
حيث يلتقي النبلاء ،،
حيث يخاصم الندم طيف الحكايات

اغسل عينيك بحب الياسمينة الحلم ،،
جفف حزنك بشعاع ابتسامتها ،،

قف ،، ترجل ،، وانظر هناك ،،
هناك خلف الأفق ترنو الطيور ،،
تستعير من الفضاء معطفا يلفك ،،
تغرد لك الياسمينة ،،
سيمفونية العشق محمولا على الغيمات ،،
مرصوفا بعرق الشوق والزنبق

هناك خلف الأفق ،، بيت حنون ،،
ترنيمة وله تدثرك بأنفاسها

سندبادي الحزين ،، لا تخف السفر ،،
اغمض عينيك ، اتبع قلبك ،،
ترجل عن حصان الصمت ،، وسافر ،،
ففي حنايا القلب ،،
زرعتك الياسمينة الحسناء سنبلة عشق ،،
وأطلقتك ،، أسراب حمام

عبدالله الدوسري
11-29-2007, 04:48 PM
( 52 )

* إليها الرحيل *

احزم هروبك ،، فالرحيل إلى نزيف الوقت ،،
دندنة التواصل ،،
فاستمر ،، مجابها للصوت ،،
حاور ،، وحده الترحال ،،
واهرب ،، لا مكان تريده يرجوك ،،
فاخلع ،، من فؤادك قطعة اللحم التي ،،
قد ورمتك
ليل ،، وهجر ،، واشتياق ،،
فاندفع ،، في صيد حتفك ،،
واستغل ،، بكارة العشق ،،
استعد ،، لخوض تجربة التفاني ،،
قاصرات الليل ،، قربك ،،
هي ،، وزيت الشمع وعطر الورد
ينتظرن العهد
فاخلع ،، في المدى أشرعتك ،،
واقتل ،، فارسا للعشق ،،
صاغ رموز هذا العصر
يا سعد انتصارك ،،
حين يعتصر المساء
فخذ خلاصتك ،،
استمد الفتح ،، فجرا للوجاهة
فالرقاد على البسيطة ،،
في مفاتن حسنها ،،
يستدرج القلب الوليد ،،
إلى مقارعة الثمالة ،،
يستفيق بخمرة العشب وماءك

عبدالله الدوسري
12-07-2007, 10:52 PM
( 53 )

سؤال :

مملكة لها اتساع خيالي الجامح ،،
وحكيم لم يقل لامرأته ما قال
وحديث يحررني ،، من أسر الرؤى
لا نبض بأوردتي الآن ،،
الصمت ،، يغزو القلب ويوغل في الشريان ،،
لا صوت الآن

أتحسس قلبي ،،
ينبئني الصمت الراكد ،، لا جدوى
خمد البركان ،، كل مدائن قلبي ،،
صارت أشلاء ،،
كل شوارد أطيار الحزن ،،
تسكن فيه ،، عبثا حاولت ،،
لا حيا النبض بأوردتي ،،
أو ،، أشعل أعماق البركان

مارست السحر ،، رافقت الجان ،،
قد يستهويه القربان
لا جدوى ،، فالصمت يعربد ،،
لا جدوى ،، الجناح خمد
مرتعشا كان ،، منحدرا في رماد وندى ،،
طار في الرمل ،،
غناء ،، وسدى ،،
وهواء جارح ،، فاستعلى ،،
روض الغليان ،، فهاج الدم ،،
ماج الصدر ،، وانفجر الكتمان

خذيه الآن يا وريقات الشتاء ،،
التوى التوت في التوت ،،
وانهار ماء الورد في شجن البكاء
هاأنذا ،، قلبي يئز في السفن ،،
والسفن تنخر جذوع البحر ،،

فاهدئي يا وجه القمر هونا على ساعدي ،،
اهدئي ،، ربما من سماء الغبار ،،
تظلل على حزننا غرسة أو وردة،،
ربما صفصافة تغدو ضلوع الجسر
أو تغدو عيون البرج ساقية الأمان

اهدئي واغرقي في العميق العميق ،،
وافتحي باب انتظار طيب
أو فاركبي زمن المحال
يا الله ،، بعضا من هديل
في قلبي يئز ميدان ،،
وفي صدري ينوح جسر الغمام
موال وأنا والشجيرات القليلة ،،
وأزيز الوقت ،، في عرف الزحام ،،
كالمطر الخفيف

عبدالله الدوسري
12-08-2007, 02:58 PM
http://6rb.com/song2/celine-dion/celine_dion-imalive.rm

عبدالله الدوسري
12-08-2007, 03:03 PM
( 55)

* موجة تبتسم *

على شاطئ الغرام ،، أطربيني بأعذب الأنغام ،،
فصوتك الرقراق ،، باسم المشتاق ،،
وقفت على الصخور ،، التي يغسل الماء أقدامها بزبد الاقحوان
ذات الابتسامة العذبة ،، والجمال والرقة ،،

فقالت الصخور ،،
أيها الشريد المستهام ألا تراها بعين الخيال ،،
وهي تغني على موسيقى الأمواج ،،
والأسماك تردد غناءها ،،
وطيور النورس بأجنحتها ،،
ترش المياه على وجهها ،،
والنسيم العليل يتراقص شعرها ،،
والأنوار تسطع من لؤلؤ أسنانها ،،
والعبير الخلاب يتطاير من أردانها ،،
والزبد يزرع الياسمين من حولها ،،
مهما تتابعت السنون فلن يذوي في فؤادي جمالها

أسألك ،، يا وجعا وثنيا ،،
يسير على قدمين ،،
ويا أيها الفرح الموسمي ،،
أسألك ،، يا سرجها المارق المتمزق ،،
لا طمعا في انتصار عليك ،،
ولا أملا في تقطير أحزانك المستحيلة

أسألك ،، يا أيها القروي الرهيف ،،
إلى أن يقر بجسمي القلق ،،
ماذا لو أنك أسميتها غير أمل ،،
وأسكنت قلبك بلادا سواها

أسألك ،، كان يغني لفتاة ،،
أعدت له مغزلا ،، فمن تراه الصبي
أسألك ،، حتى تسيل مدامعنا ويطول البكاء ،،

أنتمي لمواجع قلبك ،،
أو تنتمي لي وتولد في
مقبرة تمشي على قدميها ،،
وتسحب في ذيلها قرويا شفيفا ،،
وفي رأسها صخب ذا عينين وادعتين ،،
وبسمة طفلة رقيقة

غادره الأهل ،، هان عليه الناس ،،
أخذوا روحه دون أن تتنفس في جسمهم قطرة دم ،،
أسألك ،، حتى أجنب نفسي البكاء ،،
وحتى تبوح بسرك لي ،،
فالأسئلة أيها النبل أجلّ عطايا السماء لنا ،،
حين يمطرنا العمر عشقا خفيا ،،
وحزنا خفي

عبدالله الدوسري
12-09-2007, 01:09 AM
( 56 )

* وتزداد مدّا !! *

أباغت أسراب الهم توابيت غيمي ،،
أتوغل في صدى الذاكرة ،،
أريج فراشات ليلى ،، اللواتي يطرزن حلمي ،،

جمال أماني اكتحلت بدمي
مرايا طفولتي ،، ينابيع خمري ،،
وميض انتعاشي ،، شحوب ذبولي ،،
تراتيل عمري ،، شموس أفولي ،،

مفاتيح بابي ،، جليد اغترابي ،،
رضاب أغاني عذبة شكلتني ،،
هنا أغرقتني ،، وصرخـَت ،،
هنا روتني ،، وغفت

مددت الرؤى شموسا تفتق أهداب ليلي ،،
تفجر عليّ صلاة لعلـّي ،، ألملم أطياف حلم تبدى

يضيق مداي ويمتد ظلي ،،
أشكلني زمهريرا وقيظا ،،
رياحا وبرقا ،، سيولا ورعدا ،،

أسابق خيل انهزامي ،،
أفض هضاب التلاشي
يزيد انكماشي ،، وتزداد مدّا

أسافر فيّ ،، أتوه ،،
أغيب ،، يغيب غيابي
ويرتد ظلي جحيما وبردا

أعود إليّ ،، وفي راحتي انكسار شبابي ،،
حطام اغترابي ،، وبعض سرابي
ودمع تحجر في مقلتي ،،
وأشباح تبكي مرثيتي

عبدالله الدوسري
12-24-2007, 08:00 AM
( 57 )

* كهرمانة الوقت *

صار الصوت مطرا ،،
مطرا لؤلؤيا مبهرا ،،
أزهر التراب بداخلي أشجارا تطرح زينة النساء
من الأحمر ،، ورود تتناثر منها ،،
شممت ليمون وياسمين وعطر رمان وريحان

صار يتنفس حولي ،،
سمع نداءات فتن المسرات ،،
كان القمر هائلا في خدره ،، كان رقيقا كشمس الشتاء
ملأ كفي فأصبح شفافا ،،
وحلقت في جيدها طيور تغني بما أحبته من تمائم

والأرض رفعها لتطفو في الهواء
خالصة من الجاذبية ،،
نافذة هنا ونافذة هناك ،،
جمل الموسيقى تطل من المفاتن

الكلمات تجري أمامي ،، تتنصل وتتصل ،،
تموت وتعود من الموت ،،
تقتلها عذوبة اللون والفستان وشق النصل ،،
تكشف وتشف ،، ألسنة اللهب البارد ،،
تفاجئ أخضر الشجر بالنسائم

وكأن الصوت تحول من ماء يطفئ الظمأ ،،
إلى حريق يلتهم العالم ،،
الجنة والجحيم يمران معا ،، يدا بيد ،،
يتصارعان قلبي ،،
كن أنت تكن كل شئ

نوبة نبل واحدة ،، ندبة واحدة ،، تحولك إلى لا شئ
الأرواح تتعرف على أجسادها ،،
وأحشاء الليل تلاحقني ،، جيدا لم يكن تحنيطي
ومن الغريب أن الدم ازدهر بألواني ،،
برغم ما يقطن عميقا بداخلي ،، ملقى في عتمة قلمي

يرسل بين الحين والحين قطرة ضوء ،،
ترتعش بزيت القنديل ،،
هذا الكهف يا سيدتي ،،
حدثني عن عطاياك ،، فأتت بي كنوز الهواجس
خبأت كهرمانة الشوق تحت ثيابي ،،
وأوغلت بها في بهاء المساحات

كانت البروق تفتح لي ،،
وتوسع لجسدي مكانا تحت صنارة الصيد ،،
وكانت أصابعك تخرج من قوس الأفق،،
تلملم غزلان الأحلام التي تفر من شباك الأرض ،،

ولا زلت أذكر ،، همسك يخاصرني فوق صفحة الوعي ،،
والعشب ندى ،، والأشجار تستحم بك
وصوت قريب مما يبعثره الحلم ،،
فهل كنت شارعة في اقتنائي منذ بدء إرتحالي ،،
أم أن موتي كان اكتشافا فريدا لك ،،

سيدتي ،، منحتك كهرمانتي ،، ففيم يفيدك قتلي
هي أنت إذن ،، بهجة بحجة طينية تمتشق الوقت ،،
وتسدد غيابها لجسد الرقص ،،
وترسل نبوءتها راعدة في فتوق الرياح

هي أنت إذن ،، ينسجك العشق يدا وأداة ،،
موعدا شتويا في نصل الظهيرة ،،
وشبق الينابيع
سيدتي ،، إني لا أحتمل ما تنفثه الذاكرة على كهرمانة قلبي ،،
إني أنتظر غيابك أن يأخذني

عبدالله الدوسري
01-02-2008, 12:55 AM
( 58 )

* وشوشات رمل *


كانت تجاذبني التودد ،،
وتطارحني التهجد ،،
في سكون الموج ،، نبني كوخنا البحري ،،
وشوشات رمل ،، وشعر حزين ،،

حتى بقايا المراكب ،، كنت أجمعها

وأحظى بابتسامات الطفولة ،، أبني عشا ،،
لعصفورين مبتلين
يدنو صاحبي ،، من صخرة الوصل التي ،،
اقتلعت عند انشراح البوح

أقرأ سره ،، فيضمني كقصيدة ،،
مثلي ،، تجاذبه التودد ،،
أو تطارحه التهجد ،،
ننتهي نصفين ،،
تربطنا بمخلب روحها


كانت كالنقش القديم ،،
كالتماثيل ،،
عند باب البحر ،، لا تثب الفوارس للأمام ،،
الخوف مشدود على أقدامها ،،
والشاطئ ،، كخيوط الزمان خلف الذاكرة
قد أدركته لعنة الكهان ،، في الزمن الجديد


دخلت حديقة الأموات ،، كي أرنو إلى المجد الذي ،،
قد أتاه عصر الأفول ،، البعث ،،
قلت : أشق الغيمة الجيرية ،، الصخر،،
الرخام ،، المرمر،،
العاج ،، المحنط فوق شاطئ السحر

عند الجفن ،، تحت الرمش ،، جميلة

لكنهم لم يفهموا سر البساطة ،،
والتمرد في طبيعتها الأنيقة ،،
تعري خصرها ،، عند السواحل البكر
ساحرة ،، رآها معظم رواد المعبد ،،
تزرع في الرمال الطلاسم ،،
لم يفهموا سر الأنوثة


لجنوني أشرعة في صحو المنام ،،
جنوني يخطفني من عقلي ،، يجرفني ،،
يحاور شجني ،، ويغامر في نفسي
يوقظ صوت الفيروز ،،
الراقد بين دمي ،، وفمي
يسمع خرير الماء ،، الدافق من نغمي ،،
كعرق النور بخارطتي ،، وطعنة في أغنية قديمة

يجمع أطفالا بثياب العيد ،،
ويطلقهم فوق الدفتر

ما بين الزمن الواقف ،، والشجن المتحرك ،،
يتعكز موالا في اليأس الأخضر ،،
يتهجى العشب ،، لتنهض بين يديه أقاليم القحط ،،
وتسبح في الماء دمعة ،، حتى تزهر ،،
فتجاذبني التودد ،، وتطارحني التهجد

عبدالله الدوسري
01-06-2008, 06:34 AM
- 59 -

* وداع 2001*
ثرثرة قديمة
الحياة ماضية بكل أضوائها كأن شيئا ً لم يكن ،، كل مخلوق ينطوي على سره وينفرد به ،، لا يمكن أن أكون الوحيد ،، لو تجسدت خواطر الباطن لنشرت جرائم وبطولات ،، بالنسبة لي انتهت التجربة من جراء حركة عمياء ،، لم تبق إلا جولة وداع ،،
عند مفترق الطرق تحتدم العواطف وتنبعث الذكريات ،، ما أشد اضطرابي ،، تلزمني قدرة خارقة للسيطرة على نفسي ،، وإلا تلاشت لحظات الوداع ،،
انظر وتأمل كل شئ ،، وانتقل من مكان إلى آخر ،، ففي كل ركن سعادة منسية يجب أن تذكر ،، يا لها من ضربة مفعمة بالحنق والغيظ والكراهية ،،
اندفعت بقوة طائشة ونسيان تام للعواقب ،، تطايرت حياة لا بأس بها ،،
انظر وتذكر واسعد ثم احزن ،، لأسباب لا وقت لإحصائها انقلب الملاك شيطانا ،، شد ما يلحق الفساد بكل شئ طيب ،، واقتلع الحب من قلبي فتحجر ،، لأتناس ذلك في الوقت القصير الباقي ،، يا لها من ضربة قاضية ،، ما الأهمية ؟! ،، هذا شارع التحلية يتحرك تحت مظلة من سحب الصيف البيضاء ،، الأبخرة المتصاعدة من صدري تغبش جمال الأشياء ،، وغمزات الحنين من الماضي البعيد تطرق أبواب القلب ،، سيارتي تجرني إلى زيارة أختي ،، وجهها الهادئ يطالعني وأنا أعبر الفناء ،،
يشيع السرور من عينيها وتقول : خطوة عزيزة على غير توقع ،،
جلست أنتظر ما ستجود به يداها من شاي أو عصير ،، نظرت إلى صورة على الحائط تجمع زوجها وأخي الأكبر ،، تأملت الصورة قليلا ً ولا أدري لم شعرت بالعطش ،،
رجعت بالشاي وهي تتساءل : متى ستبدأ امتحاناتك ،، لقد سألتني أمي بالأمس ،،
قلت : كيف حالها ،،
قالت : بخير ،، ألا تكلمها ،،
قلت : ما إن نبدأ الحديث حتى تثير الموضوع القديم ،، على فكرة أين البغل ؟! ،،
نظرت إلي بعتاب ،، فقلت سريعا : ستشغلني الامتحانات قليلا عنك ،،
قالت : وكيف أطمئن عليك ؟! ،،
قلت : سأزورك غدا ً
غدا ً !! ،، ها هو الطريق من جديد ،، انظر وتأمل وانتقل من مكان لآخر ،،
هذه البقعة من الشاطئ وحيدة أيضا ،، خالية من البشر والأمواج فيها تصطفق منادية بلا مجيب ،، القلب يخفق تحت غلاف الهموم المحكم ،، ساعة خرجت من الماء بجسمها الرشيق مخضبة الإهاب بلعاب الشمس ،، هرعت إلى الشاليه لتجلس بجانبي ،، غمرني ارتياح ابتهج له قلبي ،، لحظات من السعادة الصافية لا تشوبها شائبة ،، لا تتكرر ،، تأبى أن تتكرر ،، تطوف بقلبي الآن على هيئة حنين طائر ،، له وجوده الدافئ رغم تمزق الخيوط التي ربطته يوما ً بالواقع ،،
وقول أختي ذات يوم : قلبك طيب والقلب الطيب لا يقدر بثمن ،،،
حقا ؟! ،، من إذن القائلة : لا يوجد من هو أجفى منك ،، ومن القائلة : ربنا خلقك لتعذيبي وتعاستي ،،
كان على الحب أن يصمد أمام خلافات الأمزجة ،، ولكن الخلافات قضت على الحب ،، كلانا عنيد شعاره كل شئ أو لا شئ ،، أنت مجنونة بل أنت متخلف ،، عانى الحب بيننا حتى كاد أن يلفظ أنفاسه ،، اختنق في لجة الجدل والخصام المستمرين ،، والشتائم المتبادلة ،، ولكن في هذا المكان بالذات ،، صارحتها واعترفت لي ،، ترى متى كان ذلك ؟! ،، أيام الأحلام والسلوك المثالي ،،
أسمع نغمة جميلة تهيم رغم تقصف جميع الأوتار التي عزفتها ،، يا لها من ضربة قاضية ،، ترى هل سال الدم من جبينه ؟! ،، ماذا حدث بعدها في الكلية ؟! ،، هل سمعت بما حدث ؟!،، طالب تشاجر مع الوكيل!! ،،
لم لا تكون الحياة أحلام دائمة ؟! ،، آه يا أقنعة الأكاذيب التي نتوارى خلفها ،، لا غنى عن وسيلة ناجحة لمعرفة النفس ،، أليس كذلك يا بحر ؟! ،، لا تجبني ،، فغدا ً سأثقل عليك بترهاتي ،،
أريد أن أرى وجه أخي بعد أسبوع أو شهر ،، لم أكر في الهرب قط ،، ولكن البحر سحرني منذ قديم ،، وجاءت إلى الجامعة شركة للنقل البحري في يوم المهنة ،، كان ذلك قبل فترة طويلة أما غدا ً فهو موعد سفري للعمل على إحدى سفنها ،،
في الانتظار حتى النهاية ،، لولا هيامي الأخير بالوداع لذهبت بنفسي ،، لم أسع إلى نبذ الحياة باختياري ،، انتزعت من بين يدي عنوة ،، ما قصدت هذه النهاية أبدا ،، ما زلت في الواحدة والعشرين ،، ورغم المعاناة فالحياة حلوة ،، وإذا غضبت أمي فقد حاقت بي اللعنة ،،
متى أتناسى كل شئ وأخلص للوداع ؟! ،، انظر وتأمل وانتقل من مكان لآخر ،، المواعيد ،، يشعر من يخرج مع فتاته أنه يتحفز لامتلاك الدنيا ،، ويشعر بأن السعادة قد تكون أي شئ إلا أن تكون كالأحلام ،، يا للسذاجة ،، وأقول لها :هل نذهب ؟! ،، فتقول: إذا أردت أنت ،،
الرقة والعذوبة الملائكية ،، متى وكيف ظهر الجنون ؟! ،، ولكن كيف هيمن علي شعور بخيبة الأمل ؟! ،،
قلت : قد أنسى نفسي وقت الغضب ،، لكنني لا أغضب إلا لسبب ،،
قالت : وبلا سبب ،، إنه سوء الفهم ،،
انظر وتأمل وانتقل من مكان لآخر ،، جدة حلم للسفر ولكنها ليست في الأصل مصيف ،، ليكن الغداء سمكا ،، املأ بطنك وحركه بشئ من الأشياء ،، وها هي الصور تطوف بي ،، هذا المكان جلسنا فيه سويا ،، وتعلمت حينها قراءة رسمك ،، أتذكرين ؟! ،، اهدأ يا اضطرابي فاليأس إحدى الراحتين ،، ألم يكن الأفضل أن أرحل مع الذين رحلوا ؟! ،،
بيد الأقدار لا بيدك ،، أي متاعب تهون إلى جانب جحيم الكراهية ،، نتبادل الكراهية دون خفاء ،، طعام هذا المطعم ردئ فكيف تناولته بشهية ؟! ،، حقا ً لليأس سعادة لا يستهان بها ،،
وترامت أغنية أنا والعذاب وهواك فارتجف قلبي ،، كيف العذاب وأين الهوى ،، كيف تتلاشى السعادة بعد أن كانت أقوى من الوجود نفسه ؟! ،، تتطاير من القلوب لتعلق بأجواء الأماكن بعد اندثار مصدرها ،، ثم تقع كالطيور على مياه البحر فتزخرفها بوشى أجنحتها ثواني من الزمن ،،
أنا والعذاب وهواك وصباح اليوم تلك الضربة القاضية ،، إذا تعكر قلبك فهيهات أن يصفو ،، يا ذا القلب الأسود لم يجد اعتذار أو مجاملة أو تودد ،، اختلط الانتقام بتكاليف الاحترام ،، ونضب معين الرحمة ،، من أجلك يا أماه ،، وحامت الأحلام حول الهروب من جديد ،، ولكن جفت رغبات القلب وأطبقت عليه الوحشة ،، أما أنت يا أخي فليس ثمة ما أريده سوى رؤية نظرتك ،، والغريب أنك محور حياتي كلها ،، وهذه السيارة أثيرة لديك ولم تؤثرها علي ،، يداك تلفان عنقي بلا إخطار ،، إنه جنون متوارث ربما ،، لا عزاء عندك ولا عزاء لك ،، إذا لم يكن ذلك كذلك فأي خير ترجو في هذا الوجود ؟! ،،
آه ،، انظر وتأمل وانتقل من مكان لآخر ،، بحق الحياة الضائعة ،، عش الساعة وانس الماضي تماما ،، املأ عينيك فما تغادره لن تراه مرة أخرى ،، كل لحظة هي اللحظة الأخيرة ،، من دنيا لم تشبع منها ولم تزهد فيها وانتزعت من بين يديك في هوجة غضب ،، أي شارع من هذه الشوارع لم يشهدنا معا ،، أقسى عقوبة أن تودع الأشياء الصامتة ،، وفي عنفوان الرجولة والرشاد ستعرف ،،
وهذا هو البحر ،، والغرق في حوار غنائي بين قلبين حالمين باليقظة ،، هل يكفي يوم واحد للطواف بمعالم دهر ؟! ،، لم لا نسجل الاعترافات العذبة والأحاديث الأخوية في أبانها لعلها تنفعنا وقت الجفاف ؟! ،،
الذكريات كثيرة مثل أوراق الشجر والحياة قصيرة مثل السعادة ،، السعادة التي تغيّب الوعي حين حضورها وتراوغ بعد زوالها ،، ومن لك بمن يجمعكما معا ؟! ،، لا سبيل إلى ذلك اليوم ،، ولو تيسر لانتهى كل شئ قبل الأوان ،، وما جدوى ادعاء صفاء لا وجود له ؟! ،، اليأس وراء انزلاقك فيه ،، دون اكتراث للأيام ،، ليس هو كذلك ولكنه نزوة انتقام ،، ليتك وقفت عنده ولم تعبره للضربة القاضية ،،
المساء يهبط والبحث سيشتد ولا شك ،، فلتنظر حتى يكل الظلام ،، الجميع هنا ،، ربما تكون المنفرد الوحيد بنفسه ،، معذرة يا أصدقاء ،، استقبلت الصباح بنية صافية ،، ولكنه الغضب يلوح بنا فوق المحاذير ،، ضرعت إلى الساعة أن تتأخر دقيقة واحدة ،، ولما تلاشت التواترات العنيفة لم يبق إلا اليأس بوجهه الثلجي الأبكم ،، وجلت جولة الوداع يتبعك الموت حينا ً ويتقدمك حينا ً آخر ،، بلوت وثرثرة وأرجيلة ،،
انظر وتأمل ،، واختزل العمر في ساعات فتعرف الحياة أكثر من أي وقت مضى ،، ما أسعد الناس حولك ولو وقفوا على سرك لسعدوا أكثر ،، لم يعد في الوقت بقية ،، عما قريب سيقتربون منك ،، أنت ؟! ،، أجل ،، من هنا ،، كنت في انتظاركم ،،

عبدالله الدوسري
01-08-2008, 02:10 AM
أخشى أن يختفي البحر من النافذة ،،
وأن ينفرد المتسكعون بأسراره ،،
أخشى أن يكتشفوا الأرض ،،
وأن يقتسموا الماء بدوني

وأخشى أن يحسبني العابر رملا ،،
أو يتركني في الصحراء فلا أخضر ،،
ولا أتذكر رائحة العشب

أخشى أن تتسع ثقوب شباكي ،،
فأعود بقصص المساكين ،،
وبقايا سفن غارقة

عبدالله الدوسري
01-28-2008, 05:56 AM
( 61 )

* تأتين في عيني *

لماذا لا ينتهي العالم عند نقطة ،،
ويتلاشى كل ميناء مهجور ،،
ونلقي بأنفسنا من شرفة مغلقة ،،
ونكنس الذاكرة من أنات يائسة ،،
أرعشت الجدران يوما ،،
هذا أوان الآهات ،، يتأبط عصيانه ،،
ويفلت سربا من الأشواق ،،
تداعب المصابيح ،، لتسقط الغيمات في حجرها

فتأتين قلت ،، وكالصمت خلف السؤال ،،
وتأتين صوت الرعود ،،
وضوء البروق ،، وقذف المطر
تأتين كالعشب على الصدر ،،
وفي النار عبر اللهيب ،،
وفي الحلم حلما ،، فراشا لعوبا ،،
يداعب ثغر الزهور
وتأتين ثوبا بلون السراب ،،
أتى ،، وكم تهادى كأشرعة السفن
من العين تجوب المدن ،،
وبين المحار تبحث عن دانة من عقيق ،،
عروسة بحر تشد الخيال بعينيها

زوابع نظرة وريح حنون ،،
وموجة تصافح شاطئ أمين
غزلت من الصبر ثوبا ،،
غرست من الحلم دوحا ،،
وبين فيافي التشرد بعض الظلال
أعيدي إلي الضوء ضوءا ،،
وطوفي مع الفجر صوب النهار
إلى كم تغيبين ،،
سيبقى السؤال الذي في الملامح ،،
نصلا يعربد فوق الجراح ،،
ونوما يخاصم بحر العيون

عبدالله الدوسري
02-10-2008, 05:28 AM
أوقفت السيارة في جانب من الطريق المقفر وغادرتها إلى ظلمة شاملة ،،
ظلمة غريبة كثيفة بلا ضوء إنساني واحد ،،
ولا أذكر أني رأيت منظرا مثل هذا من قبل ،، فقد اختفت الأرض والفراغ ووقفت مفقودا تماما في السواد ،، ورفعت رأسي قبل أن تألف عيناي الظلام ،، فرأيت في القبة الهائلة قطعان من آلاف النجوم في عناقيد وأشكال ورسوم ،،
وهب هواء جاف لطيف منعش موحد بين أجزاء الكون ،، وبعدد الرمال التي أخفاها الظلام انكتمت همسات أجيال وأجيال من الآلام والآمال والأسئلة الضائعة ،، وقال شئ أنه لا مكان ما إلى الأبد ،،
وقد يتغير كل شئ إذا نطق الصمت ،،
وها أنا أضرع إلى الصمت أن ينطق ،،
وإلى حبة الرمل أن تنطق قواها الكامنة وأن تحررني من قضبان ألمي المرهق ،، وما يمنعني من الصراخ إلا انعدام ما يرجع الصدى


ونظرت نحو الأفق ،،

أطلت وأمعنت النظر ،، ثمة تغير جذب البصر ،، رق الظلام ،، وانبثت فيه شفافية صافية ،، وتكون خط في بطء شديد ومضى ينضح بلون وضئ عجيب ،، كسرّ أو عبير ،، ثم توكّد فانبعثت دفقات من البهجة والضياء والنعاس ،،
وفجأة رقص القلب بفرحة ثملة ،، واجتاح مخاوفه وأحزانه ،، وشد البصر إلى أفراح الضياء يكاد ينتزع من محاجره ،، وارتفع رأسي بقوة تبشر بأنه لن ينثني ،، وشملتني سعادة غامرة جنونية آسرة ،،
طرب رقصت له الكائنات في أربعة أركان ،،
وكل جارحة رنمت ،، وكل حاسة سكرت ،، اندفنت الشكوك والمخاوف والمتاعب ،، وأظلني يقين عجيب ذو ثقل يقطر منه السلام والطمأنينة ،،
وملأتني ثقة لا عهد لي بها وعدتني بتحقيق أي شئ ،،
أريد ،، وأريد ،، ولكني ارتفعت فوق أي رغبة ،،
وترامت الدنيا تحت قدمي حفنة من تراب ،، لا شئ ،، لا أسأل صحة ولا سلاما ولا أمانا ولا جاها ولا عمرا ،،
فلتأت النهاية في هذه اللحظة فهي أمنية الأماني ،،

ولا أدري كم لبثت ألهث وأتقلب في النشوة ،، أتعلق بجنون الأفق ،، وتنفست بعمق كأنما أسترد شيئا من قوته عقب شوط طويل من الركض المذهل ،،
وشعرت بدبيب آت من بعيد ،، من أعماق نفسي ،، دبيب أفاقني ،، ينذر بالهبوط إلى الأرض ،، عبثا ً حاولت دفعه أو تجنبه أو تأخيره ،، ولكنه راسخ كالقدر ،، خفيف كالحية ،، ساخر كالموت ،،
تنهدت من الأعماق واستقبلت موجات من كل شئ ،،
وأفقت والضياء قد اكتمل سحره وهو يضحك

رجعت إلى السيارة ،، قدتها بلا حماس ،، ونظرت إلى الطريق وقلت كأنما أخاطب شخصا ً أمامي : ما معنى ذلك ؟! ،،
هذه هي النشوة ،، اليقين بلا جدل أو منطق ،،
أنفاس المجهول وهمسات السر
وتساءلت وأنا أزيد من سرعة السيارة ،، ألا تستحق أن أنبذ كل شئ من أجلها؟!
وتساءلت متى يرن الهاتف ،،
العودة دون تغير ،، لا كراهية ولا حب ،، واختفاء التفسير دليل على اختفاء المعنى نفسه ،، ودليل انتصار نهائي على دنياها ،، وانتصار الغربة الزاحفة !! ،،

وانقطعت مغامرة الليل ،، وهبتني مسرات لا تتكرر ،،
والبحر يجري بلا توقف وأنا أسأل بلهفة متى تعود رحمة الفجر في الطريق
واعتكفت في البيت طول الليل ،، أقرأ وأتأمل ،،
حتى يجئ الفجر فأمضي إلى الشرفة وأنظر إلى الأفق ثم أتساءل ،،
أين الرحمة أين ؟! ،،
وهاهي ترانيم فارس والهند والعرب المليئة بالأسرار ،،
ولكن أين السعادة أين ؟!،،
ولم َ أشعر بالكآبة وأنا بين هذه الجدران الرحيمة ؟! ،،
وما هذا الشعور المقلق الذي يهمس لي بأنك ضيف غريب موشك على الرحيل ،، وإلى أين ؟! ،،

قال صديق ذات مرة ونحن نثرثر :
القلب مضخة تعمل بواسطة الشرايين والأوردة ،، ومن الخرافة أن نتصوره وسيلة إلى الحقيقة ،، وأنت لا تملك وسيلة ناجحة للبحث عن نشوتك أو ما تسميه بالحقيقة المطلقة ،، فتلوذ بالقلب كصخرة نجاة ،، ولكنه يا عزيزي مجرد صخره ،، وسوف تتقهقر بك إلى ما وراء التاريخ وبذلك يضيع عمرك هدرا ،، ولن تبلغ أي حقيقة جديرة بهذا الاسم إلا بالعقل ،،
عدت إلى ذاكرتي وأنا أقول له : إني أسمعك ،،
فلم تشهد معي الفجر في الطريق ،،
لم تشعر بالنشوة التي تحقق اليقين بلا حاجة إلى دليل ،،
لم تطرح الدنيا تحت قدميك حفنة من تراب

وخرس الفجر ،، على الشاطئ أو في الشرفة أو في الطريق أو في البيت ،،
خرس الفجر ،، وليس من شاهد على أنه تكلم ذات مرة إلا ذاكرة محطمة ،،
وإدامة النظر والتطلع إلى أعلى واحتراق القلب لا تجدي شيئا ،،
والجوانح تنطوي على لوعة مشتعلة صراخها يصك الكون بلا أمل ،،
وسخريات الشعر ،، والشَعر الأسود المثير ،، والعينان اللتان تسيلان جاذبية ناعسة ،، والأطياف الباكية ،، ما هي إلا أشباح تهيم في رأس أجوف ،،
وضحكاتها في الهاتف تنعي أي أمل ،، وأما صخبها في اللقاء فنذر راهب يبشر بالعدم !! ،،

وخاطبت المقاعد والجدران والنجوم والظلام ،، وخاصمت الخلاء ،، وغازلت شيئا ً لم يوجد بعد ،، حتى أراحني أمل قاتم فوعدني بالخراب الشامل ،،
وقد هان كل شئ ،، وتهتكت القوانين التي تحكم الكائنات ،،
وقد قلت لصديق العمر : أي خطأ كانت تلك الهدنة التي أرجعتني ؟! ،،
وقلت للهاتف الذي يرن : سمعا ً وطاعة ،،
سأرحل عن المأوى المكتظ بالعواطف المتطفلة المعوقة ،، ولم يبق من تسليات إلا أن أرقص أمام البحر أو أقفز من فوق أعلى جسر أو أقتحم الهيلتون عاريا ،، فيقينا أن روما لم يحرقها نيرون ولكن ضرمتها الأشواق اليائسة ،،
كذلك تزلزل الأرض وتتفجر البراكين

وقالت : أين كنت طيلة الليل ؟! ،،
قلت : أهلا ً عزيزتي ،،
قالت : أين كنت ،، أين أنت الآن ؟! ،،
قلت : آن الأوان لأن أفعل ما لم أفعله في حياتي وهو ألا أفعل شيئا ،،
قالت : حدثني بلغة القلب ،،
فقلت : القلب ،، إنه مضخة !! ،،

الحق أن ما يكتنفني من طنين يمنعني من حسن الاستماع إلا إلى الصمت ،،
وأنا بحال من التوتر يسهل معها الجهر بأي سر ،، فمتى ينتهي الحديث ،،
ومن اليسير أن أخمن ،، ولكن لا أهمية لذلك ألبته ،، ولعله حق ،، إني أخاطب الجماد والحيوان وأناقش الكائنات المنقرضة ،، وأرى أحيانا ً وأنا أنطلق بسيارتي الأرض المتماسكة وهي تتفتت ثم تتحول إلى شبكة مترامية من الذرات حتى أضطر إلى التوقف ،، وأحيانا ً وأنا أرنو إلى شجرة أو البحر تتحقق للمنظور شخصية حية ،، وتتخذ هيئة ملامح خفية لا يعوزها الشعور أو الإدراك ،، ويخيل إلي البحر أنه يرامقني في حذر ،، وأنه يضع وجوده بإزاء وجودي أنا على مستوى الند للند ومفاخرا ً في ذات الوقت بعراقته في الوجود وخلوده النسبي في الزمن ،، علام يدل ذلك ؟! ،،
إلى أين ؟! ،، المكان رغم لا نهائيته سجن ،، فلم يبق إلا التشرد ،،
قالت : لم أخبرك إلا عاقلا ،،
فمسحتُ على رأسي ،، ثم كوّرت قبضتي ،، ورميت بما فيها قائلا : هاك عقلي


وقال صديقي : ما أريده هو أن أفهم ،، فلأية غاية ؟! ،،

فقلت بمرارة : لأنطح الصخر ،،
فقال : إنك تجري في الحقيقة وراء لا شئ ،،
نشوة الفجر شئ أم لا شئ ؟! ،،
وهل تكمن حقيقة كل شئ في اللا شئ ؟! ،،
متى ينتهي العذاب ؟! ،،
أما هي فقد أسدلت على وجهي ستارا ً أصفر من اللا مبالاة ،، وتحول شخصها في نظري إلى مجموعة من الذرات فأمحت ذاتها ،، ومن صراعي الباطني أدركت أن حبها عالقا ً بفؤادي كالمشنقة ،، ذلك الصراع الذي يحمل أعصابي ما لا تحتمل من ضغط وتمزق ،، وتاقت نفسي إلى لحظة الانتصار المأمولة ،، لحظة التحرر الكامل

تنهدت في إعياء وفتحت عيني في الظلام ،، ماذا يعني هذا الحلم إلا أنني لم أبرأ بعد من نداء الحياة ؟! ،،وكيف أفكر فيك طيلة يقظتي ثم تعبث بمنامي الأهواء ؟! ،،
فها أنا أسهر ذات ليلة في مزرعة عمي مرددا ً شعر المجنون ،، ولم يكن معي في الظلام شئ ،، والنجوم تومض في القبة ،، وساءلتها عن أشواقي ،، ومتى يتحقق الحلم المنشود ،، وصرخت حتى اضطربت لصراخي خلايا الأشجار ،، وعاتبت كل شئ ولا شئ ،، ورنوت إلى القمر الذي يتألق بين النجوم ،،
وهمس : انظر !! ،،
فقلت : أريد أن أرى ،،

فنظرت فرأيت فراغا ً لا شئ فيه ،،
ولكن ليس هذا ما أتوق لرؤيته ،،
وتذكرت ليلة الإحساس الباهر الذي سبق الرؤيا ساعة الفجر بالطريق ،، ولم أشك في أن النشوة آتية بموسيقاها وأن النسيان سيبزغ وجهه ،، وانجابت الظلمة عن منظر آخذ في الوضوح رويدا ً وتوكيدا ،، وخفق قلبي كما لم يخفق من قبل ،، تمخض المنظر عن باقة ،، هيئة باقة ورد ،، غير أن وجوها ً آدمية حلت محل الورود ،، وما لبثت أن تبينت فيها وجوه أعرفها جيدا ،، ذهلت من الدهشة وحملقت فيهم بإنكار،، وباخ حماسي مرة واحده ،، وتجرعت غصص الخيبة ،، ليس هذا ما أتوق لرؤيته ،، ولكن المنظر تشبث بكينونته ،، وازداد مع الوقت دقة ووضوحا ،، وإذا بهم يجتمعون في جسم واحد ،، له عدة رؤوس يمشي نحوي ،،
وفزعت فعدوت والكائن المركب يتبعني ،،
وكلما زدت من سرعتي زاد من سرعته وإصراره ،،
وقفزت من فوق السور الأخضر الذي يحد المزرعة ،،
فوثب الآخر من فوقه كجراده ،،
وركضت بحذاء الآبار والآخر في أثري كثور عنيد ،،
وعدوت ،، وعدوت ،، حتى سرى الإنهاك في عضلاتي وانبهرت أنفاسي وخارت قواي ودار رأسي فهويت على الأرض ،،

انطرحت على وجهي فوق عشب ندي وقدما الآخر تقتربان مني في إصرار وكأنهما تزدادان قوه ،،
عبث الشيطان بالحلم ،، وبدلا ً من النشوة حلت اللعنة ،،
واستحالت المزرعة ملعبا ً للمهرجين ،، وتخليت عن فكرة المقاومة واستسلمت للأرض المعشوشبة ،، ورفعت رأسي قليلا ً لأنظر فيما حولي ،، فسمعت الكائن يردد اسمي ،، فلم أتمالك نفسي وغبت عن الوعي ،،
وتردد بيت شعر في تلاشي الوعي بوضوح عجيب لا أدري متى قرأته وأي شاعر غناه يقول ،، إن تكن تريدني حقا ً فلم أحببتني ،،

إننا نعيش في اسطورة ،،
وان الحقيقة خليقة بأن تصعق البعض منا ،،
وأن أحلامنا غير حقيقية وهي تقوم على الريح ،،
لذلك فإن الصراع الحقيقي في هذه الحياة هو ما يقوم بين الحقائق والأساطير ،،

عبدالله الدوسري
02-13-2008, 12:32 AM
* أعيديني ،، وإلا دعيني *


لأقول : أنت قبضة النبض في يميني ،،
سأشرق عليك بنوافذي ،،
وأفتح عينيك علي ،، أرتـّبك
أجعل كل جزء مني ،، يقف على حقيقة كل ذرة منك ،،
سأبتكر كلاما يليق بك ،، فأخلق متكأ يليق بي
واخرج من جفنيك إلى فوضى صدري،،
لأستريح على فمك


أعيديني إليك وإلا دعيني ،،
تماما إلى جوار جثتي ،،
وارتدي القمر ،، كي تلحقي برحلتك ،،
ترتيبا لروح غادرت تميمتك
فيم السهر يهمس بالتحديق ؟! ،،
ينتزع عمري من دمائك ،،
ينظر إلى نحيب الطريق ،،
وتراب الزمن ،،
معجون بذكرى محبتي

عبدالله الدوسري
02-19-2008, 12:36 AM
هكذا أمضي إلى الدفء ،،
هواء مأهول ،، ومدى يتأرجح بالولوج ،،

فحين وجّهت وجهي إليه ،،
توجهتْ لي ،،
وقالت : تهيأ !!،،
تهيأت ،، فاحتملني الموج ،،
زبدا رابيا ،،

عبدالله الدوسري
02-19-2008, 12:44 AM
قلت : يا فاتنتي ،، وجهي المستعار ،،
ملاكي الطيب ،، وسمائي المسكرة
مازلت محتشدا بالهزائم ،،
كيف أتسول الدهشة ،،
من تحول أشيائي المهملة ،،
ذكريات غدي ،، وسرابي القديم ،،
وأسئلتي المقفلة
إنها وطني ،، أتأملها من مكان بعيد ،،
وأصهل الصدى فراغا للمدى ،،
منتشيا لدمي ،، ودمي الملحمة ،،

عبدالله الدوسري
02-19-2008, 12:48 AM
وجهك ذاك ؟! ،،
أم وطن للغواية ،، قبضة جمرة
مشتعلا صدري لم يزل ،،
فوق الحزن ثملا ،،
يغني شعرك المنسدل

هكذا ،، يفلت الوقت من نفسه ،،
يتأمل الوجه مرآته ،،
في النقطة الهاربة
ويبعثرني الهمس ،،
في فضاءات أعارتني مفترقها ،،
والبعث محتشد ،، برحيق زهرة

عبدالله الدوسري
02-19-2008, 12:53 AM
هكذا ،، أتأبط ظلي ،،
ونمضي خفيفين ،،
مستغرقين بوحدتنا القاتلة ،،
ننأى ،، إلى آخر المنتهى ،،
ولا تحرقنا الأسئلة ،،
تقول : لم تغادر أرضي ؟!

بالغ أمر دهشتك الأنثوية ،،
ترفو بالتفاصيل ،،
محراب غرام ومجمرة ،،
ألقا من دخان وعشب ،،
وأصداء لأنغام حجازية

عبدالله الدوسري
02-19-2008, 01:13 AM
فهل تردين وجهي لوجهي ؟!

وظلي لشمسي ؟! ،،
وذاكرتي للمدى ؟!
تحتفلين بعينيك ،،
حين تذيبان النعاس ،،
غيمة للفتنة والعشق

لتأتي القنايل ثانية ،،
تضئ مسائي ،،
يجذبني الغناء ،، حتى نهاية ما أستطيع ،،
ويرقص قمر الأبجدية ،،
وصخب التماثيل
تنفض عني الوصايا ،،
وتنكرني كل المرايا ،،

يتبعني شجر الملح

عبدالله الدوسري
02-19-2008, 01:21 AM
لأمضي خفيفا ،، كأني الهواء
وفي ثقة ،، سوف يثقب هذا المدى نظري
وتأتي القناديل محفوفة بالسناء ،،
تجذبني دهشة الورد ،،
حتى نهاية عمري

فهل الأرض ضيقة ؟؟ ،، أم تضيق !! ،،
وهذه السماء دم جائع ؟؟ ،، أم دخان مبين !! ،،
أجل ستنفض عني الوصايا ،،
وأجمع نثر القصيدة ،، محتكما الهواء ،،

عبدالله الدوسري
02-19-2008, 01:24 AM
ستتبعني كائناتي ،، تبتهل المدامع ،،

صبحا يلائم كل الرؤى ،،
يتهجد نافلة للكلام ،،
ترى ،، لو تمد لكفي رياحها الذكرى ،،
في اتساع الفراغ ،،
أأبقى الوحيد الذي ،، لا تطاول أحزانه ؟! ،،
أم سأغلق عيني على دهشة ،، ودمي يتيمم بالضوء ،،
والعابرون احتفال !! ،،
ستعرفني وردة الروح وجها ،،
وعينين ،، أغنية غضة اللحن ،،
متكأ للسؤال

http://songs.6arab.com/fadhel-shaker_ya-7ayat-al-roo7.ram

عبدالله الدوسري
02-24-2008, 04:20 AM
ما الذي منك من طبع قبلة هادئة ،،
على أصبعها المنفلت من يدك ،،
وأنت تصافحها ،، مودعا ،،
ثم تلصق اصبعك برفق ،، على شفتيها ،،
وتخطف من عينيها نظرة ،،
تعبر بك للغياب ،،
الذي كانت الهدنة عليه

يضعك التفاؤل في أول حدود الأرق ،،
والمثالية التي لم تعد تمارسها ،،
تلتقط لك صورا غريبة ،،
الآمال ،، الانتظار ،، سخرية مضحكة ،،
تضغط دائما على رأسك ،،
والخوف الذي خلفته ،، عند منعطف الرحيل نحو الغرق ،،
يهددك بالوحشة ،،
والدخول في محاولة محمومة للقفز ،،
وارتياد النوم

عبدالله الدوسري
03-03-2008, 02:15 AM
http://www.youtube.com/watch?v=HL89st1UqMo


come out ,, come out ,,


where ever you are



لعل إشارات من ذلك الغيب تتجلى في أحلامي ،،


في صور أفراح غامضة وكوابيس ثقيلة ،،


سرعان ما تتلاشى في كون النسيان العنيد ،،


مخلفة في النفس قلقا ً يتلاطم مع الواقع الصلد ،،


ناشرا ً تساؤلات عديدة ودعوات مغرية للرقص والتنقيب ،،



ويأبى العقل أن يصدق الفراق أو يتعلق بأمل ملون ،،

ما هي إلا خدعة سخيفة لا معنى لها ،،
ولضمان العيش تقوم يد الحياة بمحو الماضي محوا ً تاما ً فكأنه لم يكن ،،
هنا ينفض الضوء والطقس والأنفاس والأصوات من حولي ويعلو البكاء لأول مرة ،،
وتمر فترة لا أمان فيها وكأنني أهوى في فراغ ،،

ويمر دهر حتى آلف الصخور وكأنما رجعت إلى موطني المنسي ،،
وينسكب الدفء في صدري ،،
ويحتويني حضن ستبقى ذكراه معي طويلا ً ،،
وتمر كذلك فترة يتذكرها الحالمون جنة وارفة متناسين متاعبها وأشجانها ،،

لا أمان ،،
اقتحام صوت مزعج أو مداعبة قاسية ،،
ورضع الحزن من لبن أم لا تصفو لها الدنيا ،،
وغزوات عدة تفسد مذاق الحياة ،،
ثم تتطفل المسافات بثقلها لتصب الوافد الجديد في قالب مهذب ،،
كل أولئك أطفأ مشاعل المجد وأحل روح التشرد مكان زهو العظمة ،،

وفي زحمة الغياهب تعترض سبيلي غمزة عين ،،
وفي وقدة الاشتعال داعبتني نسمة متألقة بالحنان ،،
وفرحة واردة من الغيب ،،
وكالعادة جرح لا يزول مثل هذا الوشم ،،
يا له من عهد طويل ،، أتذكر ؟!
ويا للشباب الذي ينطوي بسرعة البرق ،،
هل من عزاء إلا أن تتملى الحياة ساعة فساعة ،،
بل دقيقة فدقيقة ،، قبل أن ينعق غراب الغروب ؟! ،،
مضى عهد البراءة ،،
ولحق به العهد الذي كانت تؤرخ فيه الحياة بالحب ،،

اليوم الأشواق كثيرة إلا أن المحبوب مجهول الكنه ،،
فلم يجد على محبه إلا ببعض الأسماء ،،
فهو الحقيقة ومسرة الحياة ،،
والسفر فيما يبدو طويل ،،
وكأن المحب قد استقل قطار " كونت " ،،
فمر بمحطة اللاهوتية التي كان شعارها " نعم يا أبي " ،،
ويطوي الأرض في إقليم الميتافيزيقية التي شعارها " كلا يا أبي " ،،
وعن بعد تراءى خلال المنظار المكبر " الواقعية " ،،
وعلى قمتها قال لي ذات يوم " افتح عينيك وكن شجاعا " ،،

فسجل حينها شعاره ،، وها أنا على ذات الطريق ،،


هذا منظر السماء يخاطب الوجدان بلسان الوجد ،،

فما أجدره أن يستلهمك طويلا ً لتتأمل موقفك من الحياة في مطلع تاريخك الجديد ،،
أخبريني يا ذكريات عن لذة الموت ،،
لماذا لا تحاول أن تثب من نجم إلى نجم ومن كوكب إلى كوكب ،،
كما تثب من درجة إلى درجة فوق السلم ؟! ،،
فهاهي الأرض بحيث أنزلها الكون جارية صغيرة للشمس ،،
والقمر الغبي في أثرها يعابثها وهي تقطب له بجانب من وجهها وتبتسم له بجانب آخر حتى فتر حماسها فاستقرت سماتها جبالا ً ووديانا ً ثم حياة تدب ،،

آه يا عزيزي ،، لا أخفي عنك بأني ضقت بالأساطير ذرعا ،،
غير أني في خضم الموج العاتي عثرت على صخرة مثلثة الأضلاع ،،
الفلسفة أسطورة المزاج ،،
والدين نبع الحياة المتدفق ،،
أما الفن فمتعة سامية وامتداد للحياة غير أنه بالقياس إلى الحقيقة يبدو فنا ً أنثويا ً ،،
وفي سبيل الحقيقة تراني مستعدا ً للتضحية بكل شئ إلا ما يمسك علي الحياة ،،

أما عن مؤهلاتي للدور الخطير فعقيدة ثابتة ووسامة بلا إفراط وحب خائب وأمل في الجنون ،،
أيها الشريد احذر أن تسخر من أحلام الشباب ،،
فما السخرية منها إلا عارض من أعراض مرض الشيخوخة يدعوه المصابون به بالحكمة ،،
وتسألني هل أؤمن بالحب ؟! ،،
فأجيب بأن الحب لم يبرح فؤادي بعد ،،
فلا يسعني إلا أن أقر حقيقة الإنسان

ألا زلت تؤمن بخلود الحب ؟! ،،
ليس الخلود أسطورة ،،

فلعل الحب ينسي كل شئ في الدنيا ،،


ألا يمكن أن تكون تلك المثالية التي أضلتك طويلا ً في مجاهل الخيال وأسالت منك الدمع مدرارا ً فوق مذابح العذاب ما هي إلا عاقبة محزنة لعبث فكرك ؟! ،،

تتطلع إلى النجوم مدعيا ً لك نسبا ً في مداراتها ،،
صراع وألم والحياة ليست سهلة ،،

أيا ( ،،، ) ،،
لم تتردد قبل التفوه باسمها ؟!،،
حتما قطعت شوطا ً في طريق النسيان ،،
مررت بطور الجنون فطور الذهول فطور الألم الحاد ثم طور الألم المتقطع ،،
كأنما خلقت لأتفقه في قاموس الألم ،،
الآن قد يمضي أسبوع بأكمله فلا تخطر على بال إلا حين الاستيقاظ بعد ليلة مسهدة أو سهرة ملونة ،،
ويتفاوت تأثرك ما بين حنين ينبعث معتدلا ً أو حزن يمر مرور السحاب ،،
أو حسرة تلسع ولا تحرق ،،
إلا أن تثور النفس بغتة كالبركان فتدور بك الأرض ،،
وعلى أي حال غدوت تؤمن بأنك ستواصل الحياة بلا الشوق ،،
ومهما يكن من أمر فامقت ما حييت الأسر واعشق الوجود لذاته ،،
سعيد من لا يفكر في الانتحار أو يتمنى الموت ،،
سعيد من تتوهج في قلبه شعلة الإحساس ،،
وخالد من يعمل أو يتهيأ صادقا ً للعمل ،،
حي من يتأثر الخيام بكتاب وكأس ومعشوق ،،
والقلب اللهج بالآمال ينسى أو يتناسى أي شئ إلا الباعث لها ،،
حسبك أن الغرام ما زال حقيقة ،،

وفي الخارج لم يتوقف المطر عن التساقط بلا وضوح ،،
وقعقع الرعد ،، ولمع البرق ،، وأقفر الطريق ،، وسكت الصياح ،،
الماضي ،، حقل التجارب ومراح الأحلام ،،
ومن ينبوع ذكرياته يمتلئ القلب الآن شوقا ً وحنينا ً ،،
ومسرة يغشاها حزن وان ٍ كسحابة شفافة تغشى وجه القمر ،،
الأيام الزاهرة وما أودعت من جميل الذكريات

وجدتني الليلة معك أعود إلى ذكرى واكبت مولد الحب ونموه الباهر ،،
أتذكر ؟! ،، أيام تحفل بساعات لم أشهد لها مثيلا ً في حلاوتها وبهجتها وأفراحها ،،
وثرائها العجيب بأجمل الآمال وأعذب الأماني ،،
" هل ستذكرني ؟! " ،،

آه ،، ذكرى أيام أحمى من السعير ،،
وأجمل من الأساطير ،،
وأعذب من الأحلام والأغاني ،،
هي التراث الخالد ،،
ووصية الحب الباهر بصوت الزمن في القلب والضمير ،،
فإلى لقاء يا عزيزي ،،

عبدالله الدوسري
03-03-2008, 02:16 AM
http://song.6arab.com/3aly-bin-m7ammad_aboos-rasek.ram

عبدالله الدوسري
03-21-2008, 10:45 PM
للذات مجمرة ،، تحن لدفئها ،،

والثلج آخر ملجأ ،،
ستعود منحدرا إليه
أيها الشريد المعتق بالصبابات واللهب ،،
حتام تلفظك الأركان ،،
للبلاد الباردة
ولطالما أحنيت رأس العواصف ،،
كي تمر ،،
وقطعت عمرك تنتظر ،، ما قد يجئ مباغتا ،،
أترى يعود صباحنا
والريح قافلة ،،
تطوف حولنا
أيها الشريد الذي ،،
وهب السماء نبضه ،، فتدللت
كم قد وقفت حائرا ،،
ما بين ذاتك والرؤى
وسخرت من عصيانها ،،
إذ فاجأتك بطعنة نجلاء ،، خارطة الأسى
فاقذف قصائدك نحوها ،،
وامسح بطرفك إذ تظن تساؤلا ،،
فلعلهم ،، إذا رأوك حائرا ،،
ألقوا عليك الأجوبة

عبدالله الدوسري
03-25-2008, 12:59 AM
قال الكبير : سما نحوه ملك الرياح بجنده ،، فمزقته دون الإرادة والود

لذلك امتطيت اشتياقي وتسربلت بجنوني ،،
وحملت ما بقي مني أنادم مراسيل النسائم وهي تداعبها ،،
حبيبتي ،، قبلة الحب الهادئة على خدود الجمال الطليق ،،
وابتسامة السماء في قلب الحنان الدافئ
حبيبتي ،، الوديعة كالطفل ،، الحلوة كالرضا ،،
الصافية كقطرة الندى بين أوراق الورد ،، المرحة كسطور الغرام في رسالة حب
حبيبتي ،، التي تفاخر الأرض بأن تحملها ،، والهواء بأن تستنشقه ،،
والسماء بأن تظللها وتشرف عليها
حبيبتي ،، ذات الفم العطري والرضاب المسكر ،،
منبع الكلام العذب الذي يجعل خلايا الجسد تقبل بعضها البعض ،،
حين تتبدى ،، أرى عاصفة الروح تقتلع الدوح ،، وتطيح بالأيك ،،
وتهب على جدة فتراقص الوجدان بأمواجها ،،
فقلت للبحر : لماذا تقف بيننا ؟! ،،
فقال : ألم تسمع " ليتهم قتلوني فالموت أروح لي " ؟! ،،

ضاق الفسيح في عيني ،، وعملت أن الغياب يريد إتلافي هذا الجمود ،،
فأخذت أطوف بالشاطئ ليلي ونهاري بحثا عن مراسم حضورها ،،
كنت أهجم في فضاء شاسع وهم يهربون بها عني على امتداد الساحل ،،
والساحل يتسع لهم ويضيق علي ،،
أسأل عنها فلا أجد فوق الرمل غير ظل لخطوات شاردة وبقايا عطر رشته ساعة الرحيل من مركبها ،،
فأشق ثوبي وألصق صدري في أثرها أمرغ آهاتي وأبدأ في رسم بكائي على ذلك الصعيد ،،
مجتازا مفازات الأرجاء ،، أصعد في ذاكرتي صدى جبال الحنين ،،
هائما بين الوعر والوديان ،،
لعل شيئا من الحلم ينتفض فيحتضن الضياع لأجد نفسي في ظاهر نافذتها ،،
أسأل المحار : أين جبال الحنين من أرض العرب ؟! ،،
فيقول : وأين أنت من أرض العرب أنت في سراديب البحر ،،
ويهديني بالنجوم ،، فأذهب إليها هائما على وجهي في سديم الكواكب ،،
حتى أقع بساحل مجهول وقوم لا أعرفهم ،،
فأسألهم عنها ،، فيقولون وأين أنت ،،
وأتيه في المجرة لأعود ،،

مثل روح غضة المعنى سآتيك وكلي قبس
مثل ضوء يشرب الفتنة ودليلي عارض ملتبس
ناء منتهى نأيي حضور وحضوري شفق مختلس
وليلي سهر في عينيه حتف للمنايا حرس
ألج الصبح مخمورا وفي صبحي قدح يلتمس

ما أقساك أيها الغياب ،، أراك تتقدم إلى هدفك بخطى ثابتة وقلب صخري ،،
لا تتعب ولا تسأم ولا ترحم ،،
ما أشبهك بالموت ،، لا تهزك الدموع ،، ولا تستعطفك الآمال ،،
تدوس حبات القلوب وتتخطى الأماني والأحلام ،،
ثم لا تبدل سنتك ولو كانت الفريسة قلوب والهة ،،
ماذا يضيرك لو تركت الأنفاس تتردد في الصدور ؟! ،،
دعها ريثما تشبع من هذه الحياة فإنها لم تسأم منها ولم تزهد فيها ،،
ماذا رأينا من مشاهدها ؟! ،،
ماذا سمعنا من أصواتها ؟! ،،
ماذا خبرنا من ألوانها ؟! ،،
أي آمال ستضيع ،، أي نشوات ستخمد ،،
أي عواطف ستهمد ،، أي مسرات ستبيد ،،
أيمضي كل شئ إلى الفناء ؟! ،،

أريد أن أعيد البناء كما كان دون أدنى تغيير حاذفا الزمن من الوجود ،،
إن لزم الأمر دية دُفعت أو كانت خطيئة كفّر عنها ،،
لا داء بلا علاج ،،
إن السبب ذاب في مخزن التاريخ ،، وبقيت الأحزان وحدها ،،
وأحلام البسمات وهي تمهد لمعجزة الوعود ،،

فيقول الكبير : كذاك الليالي لا يجدن بمطلب ،، لخلق ولا يبقين شيئا على عهد
لا تعلم بأني همت بالصوت حتى نبض في قلبي ،،
وتردد في أنفاسي ،،
أسمعه ليلة بعد أخرى وأتشربه ساعة بعد أخرى ،،
وأخلق من ترنيماته صورة جامعة لرموز الجمال ،،
أناجيه في سهرتي الطويلة وأستنجد به في وحدتي ،،

فأقول : لا يعرف الألم الدفين إلا خالقه ،،
فيجيبني الموج بحسرة ،،
وقد صعدت إلى الأنثى ،، قبضت من مائي وسقيتها ،،
عرى دمع وياقوت قلب ،،
وأخذت طلع الوقت ،، بعضا من فيض ذكرى مالحة
وتهيأت ،، حين سرد رؤى عينيها ،،
على كتف الحكاية ،، في فرح مكسور ،،
أتعكز بين حروف الجر ،، والأفعال المستباحة
فاعتدلت في جلستها ،، دامعة سكرى ،،
تغطي الخطوات ،، وميراث ابتسامتها ،،
ترقص ،، تطفو ،، يهتز الموج بالطرب

عبدالله الدوسري
03-31-2008, 11:31 PM
مضى اهتمامي بكل شئ يضعف ويتلاشى رويدا رويدا ،،
والمناظر تغوص في العمق وتتضاءل حتى اختفت تماما ،،
وامتد أمامي ممر طويل مجوف غائم الأرض والجدران ،،
بلوح في أقصاه نور رائق ،،
أتقدم فيه بخطوات ثقيلة متعثرة ،، ومترنحا احيانا ،، بقلب يفتقد الأمان ،،

وسرعان ما وجدتني في عالم جديد ،، عالم جديد حقا لا أملك أسماء لمفرداته ،،
مكان وليس بمكان ،، ضوء وليس بضوء ،،
ألوان وليست بألوان ،، أشجار وليست بأشجار ،، بيوت وليست ببيوت ،،
أرضه وسماؤه مغطاة بالسحب ،، مترام بلا حدود ،،
بيوته من السحب أيضا تمتد في صفوف متوازية تفصل بينها مسافات شاسعة ،،
أشجاره هائلة ،، ألوانها جديدة تماما وذات تأثير عميق في الحواس ،،
ويغمره ضوء ثابت هادئ جديد الكنه أيضا فلا هو شفق ولا هو غسق ،،

لأول وهلة خيل إلي أنني وحيد في وجود لا متناه ،،
ولكن الوحشة لم تثقل علي ولم تدم ،،
فهذا الوجود المحيط بي ينتفض بحياة غامضة ،،
إنه حي وعاقل أيضا ،، يرنو إلي باهتمام وكأنما يتساءل عما سأفعل ،،
هل أطرق بابا لأسترشد بمن في الداخل ؟! ،،

ويقبل علي كائن يرفل في ثوب سحابي ،،
نظرت إليه بحب استطلاع فأشار إلي بأن أتبعه ،،
قادني إلى بحيرة من نور في خميلة وأمرني بإسلام نفسي إلى أمواج أنوارها ،،
فطفوت ثواني ،، ومضيت أغوص على مهل ودون توقف حتى استقررت في أعماق أعماقها ،،
تسربت الأمواج إلى باطني فاجتاحته ،،
وانبسطت أمام ناظري العادات العابثة التي كابدتها ،،
وكلما تطهرت من عادة سيئة تلاشت مصحوبة بآلام متفاوتة ،،

ويخف وزني بمقدار ،، فأرتفع عن مستقري قليلا قليلا ،،
تواصل الاستحمام ساعات أو أيام لا أدري كم طالت فالزمن متوقف ،،
حتى طفوت أخيرا فوق سطح البحيرة وانتقلت إلى أرض السحاب في خفة وانشراح ،،
وارتديت ثوبي من السحاب الرائق
عاد ذلك الكائن ولكنه تبدى في وجه آخر ،،
ومن صميم ذاتي ودون أي مساعدة من الخارج عرفته ،، بل عرفتها ،،
الحبيبة برقتها وسحرها ،،
ما تمالكت أن فتحت ذراعي فتلقيتها على صدري بحنان وشوق ،،
وأنا أقول ما هذا المكان ؟! ،،
فقالت بصوتها الرخيم : قلبي

عبدالله الدوسري
04-05-2008, 01:45 AM
ماذا لو كتبت بدمي ،،
على الغيم أحبك ،،
هل تقرأين ،،
وهل تمطرين علي الحنين ؟!

فها هو دمع القلب يتساقط رغما عني ،،
مضى قبلك زمن ،، لم أكتب فيه كلام جميل ،،
ولم أفتح الباب للياسمين

وها أنذا أستعيد الحريق ،،
أحاول أن أطفئ اليأس من شرفة الوقت ،،
أوقظ هذا الفؤاد ،، ألمّ بقايا صلاة

لكي تنتمي للقرنفل فلذات روحي ،،
عل الذي لم يكن ،، يطرق القلب ،،
يحلم أن يكتب الآن شيئا ،،
عن الحلم والأمنيات

مضى زمن يا رحيلي وحل زمن ،،
فلا تحاور دم الفقد ،، لا تسرق الحزن ،،
من دفتر الروح ،،
لا تشعل اليوم أوراق عمرك ،،
وكل الذي بين جرح الشفاة ،،
وملح الغياب ،، بقايا رفات

فهل حبنا مات ؟! ،،
كلا يا قلبي ،،
الحب فوق مدارك الحياة

عبدالله الدوسري
04-08-2008, 02:21 AM
http://song4.6arab.com/naseer-shamma_lel-roo7-7adeeth-(maqam-3ajam).rm



ثانية ،، تنسل برغم إرادتنا ،،
للفجر القادم أغنية
عذبة كنسائم الصبح ،،
تتوشى الورد ،، وتسامر قلبي هامسة ،،
قد حان دخول الجرح ،،
وإن شئت فادخل سراديب خانقة ،، دوما مظلمة
كنهار أول الشهر ،، في الوطن الغارق حزنا ،،
بين المائين ولا تخجل ،، أن تحلم يوما بالفرح
الحفلة تبدو رائعة ،، والوجه الواقف يبتسم ،،
ينسكب لهيبا في الدم ،،
ينتفض الحزن ولا نسكر ،،
فلنعزف ثانية أكثر
لنطارد أشباح الظمأ ،،
هذا العواد يسامرنا ،، والقلب الغارق يتحدى ،،
أن ينحني يوما للنزيف
إلا سخرية كالملح ،، سقط الوتر ولم يفلح ،،
أن يهدم حصنا حجريا ،،
يحتضن القلب بلا رفق ،،
ويمارس رغم إرادتنا ،، حارس الظلام كعادته ،،
أصناف السخط والرجم
يا من أسكرتنا أعواما ،، بطلوع الفجر على يدك ،،
وصعود الهم المتعالي ،، كجبالي السراة في دمنا ،،
أسكرنا دوما ولا تخجل ،،
أن تذيب الهواء بيننا ،، تبارك العناق فلا نسأل
وعلى التمرد أزمنة ،، أن يمسي صمتا منكسرا ،،
يلتهم الخوف ويتغذى ،،
طبق الأوجاع ولا يأبى ،،
أن يقضي العمر ،، لا يحلم يوما بالصباح

عبدالله الدوسري
04-29-2008, 10:10 PM
هل تسمع ؟! ،، هل ترى ؟! ،، ولكن أين ؟! ،،
لا شئ ،، لا شئ ربما ،،
ظلام في ظلام ،، حركة لطيفة تطارد نفسها بانتظام كدقات الساعة ،،
ينساب معها القلب ،، تصاحبها همهمه ،،
النافذة ،، أليس كذلك ؟! ،،
أتحرك حركة تموجية سائلة ،، أذوب رويدا ،،
" الفكر تاه ،، أسعفيني يا دموع العين " ،،

غاضت الينابيع في السواد ،، فما أسعدني في مرمى ناظريك وما أتعسني ،،
رحاب الصدر سماء لبساتين مغناك ،،
رحيق أزهارها شرابك ،،
تنفث الشهد مع أنفاسك ،،
كيف ؟! ،، وجزاء الطائف بعرشك لسعة ،،
يا ويح قلبي من مرام لا يرام ،،

إن رمال الشاطئ تعوق مشيتها فتوانت خفتها واتسعت خطواتها ،،
وتمايل أعلاها كالغصن الثمل بالنسيم الواني ،،
التفت إلى الوراء ،، فرأبت آثار القدمين اللطيفتين مطبوعة فوق الرمال ،،
فأعلم أنها تقيم معالم لطريق مجهول يهتدي به السالكون إلى سبحات الوجد وإشراقات المنى ،،
أما أوراق القلب فندية برضاب الهوى تقطر بهجة ،،
ما من شعور تستشعره أو فكرة تتأملها إلا وآفاقها تترقرق ببهاء المحبوب وروحه ،،
قالت : لم لا تتكلم ؟! ،،
فقلت : أستمع إليك ،،

وعلى التماع البروق المتطايرة من ارتطام العذاب أرى النفس وأعرف الأشياء ،،
أقصى درجات الهلاك تمس أولى درجات النجاة ،،
اذكر ضاحكا ً أو اضحك ذاكرا ،،
" إياك أن تغضب " ،،
نستشهد بالحرمان ،، فلتفصح ذات نفسها عليك ،،
لتخرج من جحيم الحيرة وتطمئن في مقبرة اليأس ،،
قالت : ما بك ؟! ،،
فقلت : في كل مرة أنظر من النافذة أرى ذلك البرج فأتمنى تفجيره ،، فقد حجب عني رؤية حتى الصخور ،،

فأطلقت ضحكتها القصيرة الصافية ،،
تجود في رنينها بمعنى باهر كلله السحر بالفتنة ،،
مقطوعة موسيقية باطنية تعزفها الروح ،،
وما تتابع الآلات بدونها إلا كالقشور بالقياس إلى اللب ،،
ترى ما سر صنع هذه المعجزة الخلاقة في لحظات معدودة ؟! ،،
لعله طهّر مجرى الساحل من الزبد والرواسب فانطلقت وثبة الرؤية كما انطلقت أول مرة حرية مطلقه ونشوة خالصه ،،
وثبة حياة قد تحررت من ربقة الجسد وأغلال الغرام وذكريات التاريخ ومخاوف المستقبل ،،
أصغيت بعيني متساميا ،، نعم بقليل من القطرات يستطيع الخافق أن يعتصم بالسحب ضد هذا العبث الذي وضع أنف الحقائق في الرغام ،،
نغمة ترتفع منفردة أول الأمر ،، لا يصحبها شئ ،،
كأنما صوت وحيد يتكلم وسط سكون السكون ،، صوت في عين الوقت ،،
وتمضي النغمة حاملة في أعماقها بذور الألحان التي تتركب فيها المقطوعة ،،
إلى أن تقابلها تلك الأقوال الثائرة ،، قتل ،، عذاب ،، بعث ،، هذا هو جسده ،،
ثم شبه رعدة مبهمة بين عديد من الأنغام السريعة المتعاقبة كالألم ،،
والرنين المكبوت ،، كأنما صوت طليق ممتد ،، هذا هو أمله ،،
مستنيما بالسقوط من فوق برج حاضنا بكفيه الأفق ،،

ويخفت الصوت شيئا فشيئا تحت قباب معبد روحي مفترشا الرمل ،،
إنها بالحق موسيقى رائقة نقية تقطر طربا ً وتصدر عن طرب ،،
وها هي تمشط البحر بحديثها ،، فتذكرت كيف عربد الموج دهرا بين شفتيها ،،
فقالت : هل أنت سعيد حقا ً ؟! ،،
وقلت : ثمة أمل دائما لا يغيب ،،


في سفر الهوى المخمور المعبد بالورود ،،
حتى لا يتحول قطر الندى الشفاف إلى وحل ،،
فما هو إلا روح الحب إذا انجابت عنه بطانة الآلام ،،
لذلك رفعت رأسي إلى الوراء ،،
مرسلا بصري نحو جدول النجوم الجاري في السماء ،،
والموج يرمي بالقلب في بحر لجي ،، يعلو به أمل ،، ويسفل به قنوط ،،
يذهب به رجاء ،، ويطمئنه شاطئ آمن ،،
ما أعجب العواطف وخداعها العابث ،، وغثاثة الواقع وصدقه ومرارته ،،
ولكن ما زالت حمى تلك الكلمة المسحورة تسري في الأعضاء ،،
أرددها مستعيدا صداها ،، وأعيدها تلذذا بذكرها وانتعاشا بسكرها ،،
فأشرقي يا شمس أو اغربي ،،
وابتسم يا حظ أو تجهم ،،

عبدالله الدوسري
05-17-2008, 01:32 AM
لم يعطف علي النوم كالأمس حتى زارني طيفها في هلوسة الانتظار كما تساقط أوراق الياسمين على رمال الشاطئ ،،
ما أنت إلا غريب يطاردك الغد ويهتز فؤادك بالعشق ،،
ولو تركت وشأني ما رغبت في غير السلام بين رائحتها وما وسعني هذا الكون هذيانا وسكرا ،،
والخاطرة تخطر فتشي بها العيون وتفصح عن مكنونها الخفقات المتتابعة ،،
فهي امتداد للأمل الذي يربض في الأفق ،،
ولكن الفتنة كانت قد اقتلعت جذور قلبي ،، لكأني مجنون يهاجم نارا مندلعة ،،
لتهن الهموم جميعا ما دمت حسن الختام ،،
أما الحلم فقد ارتطم في النهاية بذلك الهدوء الحكيم كما تنتهي مياه الشلال المتدفقة الراغية في النهر الرصين ،،
وعاد التساؤل يحتل مكانه في القلب ،،
فشعرت بأن الزمن لا يمر في غمضة عين ،، وأن النهار يعقبه ليل ،،
ما زال القلب مترع بالحب ولكن للحياة أطوارا لا يخبرها المرء إلا يوما بيوم ،،
نظرت إليها فوجدتها مشرقة بالبهجة كعادتها ،
وكلما أمعنت في الصمت أمعنت في التوكيد ،، ولا بأس بالوقوف بعض الوقت عند غاية الأمنيات ،،
فقلت : كيف حالك ؟! ،،
فقالت : بخير ،،
ثم تغير صوتها مائلا نحو العتاب وهي تقول : أنت تغيب عني ،،
فقلت : كيف وأنت ملء القلب ،،
ابتسمت قائلة : أتشتاق ؟! ،،
فقلت دون تردد كوعاء تحطم فسال ما فيه : بلى ،،
ولكن داعبني أمل قوي ،،
وها هو الغروب يذيب احتراقه كأنه رمق في صدر محتضر ،،
وسهر حالم لا يلبث أن يزول ثم تتلقى نصيبك من عالم الغيب ،،
رفعت رأسي فأدركت أن كثافة الظلام قد خفت وأن الفجر تسلق البنايات ،،
أيمكن أن تمضي هذه الحياة على هذا النحو إلى الأبد ؟! ،،
ولماذا أيقظ الزمن طموحي إليه قبل أن يرتضي العفو عني ؟! ،،
وأي شئ يمكن أن يلين الصخر إذا كان الموج المثابر لم يلنه ؟! ،،
وما جدوى الأمل إذا كان ذلك العذاب كله لم يزكه للرحمة ؟! ،،
وقلت بصوت كالغروب : فيم صمتك ؟! ،،
فقالت بمودة : أحبك ،،
وغلبني الموت ،، لم يدعني ولم أقصده ،، ولكنه جاء كما يحلو له ،،
قتلت الحزن مره ،، وها هو يقتلني مرة كل ثانية ،،
لست حيا ،، من قال إني حي ،،
وضحكة الطفولة استحالت مع الأيام عبوس غارق في الدمع ،،
وفي الداخل بقية جسدي يتوجع ،،
لماذا هذا العناء كله وأين صفو الأحلام أين ؟! ،،
ورفعت رأسي مرة أخرى إلى السماء فوجدتها صامتة هادئة يوشي أطرافها الغمام ويودعها آخر طائر ،،
وكان الضوء المطروح خلفها يؤكد ملامحها العذبة ويستشهد بابتسامتها ،،
وارتفعت موجة الصبابة في صدري حتى قلقلت أغراس الإرادة ،،
وساد الصمت لحظة وترامت في الطريق أصوات مزعجة للسيارات ،،
ودفعني شعور مرهف إلى النظر نحو عينيها ،،
فقالت : ما خبرتك إلا سعيدا ،،
قلت بلا شعور : إنها الصدفة التي انتشلتني إليها ،،
وطاوعت النسيم الحاني على وجهي المنطلق من أنفاسها ،،
حقيقة لم يتيسر لي الفرار من نفسي إلا في الهزيع الأخير من الليل ،،
جعلت أنتقل من سطح إلى سطح ومن جرح إلى نزف في رعاية الجنون المترفق بالأجفان حتى أفقت بين ذراعيها ،، ووجدت أني كالمسافر وهو يبتعد عن قبره ،، لم تخلق هذه العيون للقتل وإن فاق عدد قتلاها من الليالي الحصر ،،
ولكني أذعن للقوة التي تشدني إلى هذا المحراب وطرف مني الفؤاد حتى سكرت لسماع الصوت الذي خلق الحنان وبدد الوحشة وجعل الهلال السابح بين الأضواء يبتسم كمن يزف بشرى في الأفق ،،
تنهدت من صميم القلب ،، ووثبت بصدري مشاعر فتية وانطلاق للغناء حتى غثاء الطريق لم أعد أبالي به ،، ولا الصمت المولي ولم أعد أحدق فيما ينتظرني ،، فلأسدل على الظلال ستارا لا ينضح إلا بالضوء ولأبتلع النسيان وكافة المتاعب والآلام ،،
ومع ذلك آمنت بغير معرفة سابقة بأن السبيل يكفل الحياة وإن كنا فانين في الشتات ،،
ووطنت نفسي على المضي حتى لا تتسرب أضغاث الأفق ،،
وإن ترسبت في النوازع حسرة متخلفة من واقع عبوس وذكريات مجد غابر وآمال أتعذب في سبيلها لا تعرف العزاء ،،
فاستلقيت على ظهري أرعى النجوم ،، وما برح النداء الخفي يلح واثبا الريح في كل اتجاه ،،

عبدالله الدوسري
05-24-2008, 02:24 AM
وجعلت أتسلى عن أحلام النهار بتخيل الفجر تحت أغصان الأشجار الملتحمة والحياة الواعدة بغياهب أنيقة لا حصر لها ،،
الروح يتململ كطائر سجين يود أن ينطلق ،، والعالم ملتقى تصدعات يستعذب عنها الرحيل ،،
وددت أن أخلو إلى نفسي لأحتضن أحداث يومي المارق ،، حتى أستصفي معانيها ،،
وقد بدت الحياة متلفعة بثوب يروم الحداد ،،
ولكن ألم أكن أعلم ؟! ،،
يا إلهي لم أشعر بها من قبل ،،
زفرت ترابا ،، وخيّل إلي أن القدر قد رفع قبضته الهائلة ثم هوى بها علي ،، فهرسني وواراني تحتها إلى الأبد ،،
أنا ابن أبي ،،
تعذبت كثيرا كغير عادة ،، شعرت بالألم ينفذ إلى نخاعي ،، وبهذيانه يخالط عقلي ،،
وهل كان خروج الحزن إلى السطح إلا كخروج العمود الفقري من الجسم الإنساني يرده من بعد توازن وتكامل إلى جثة ناطقة ،،
ستبقى الآلام ما بقيت في متاهة الحياة ولن تمحى آثارها ،،
اللهم قل لهذا الحنين كن رمادا كما قلت لنار خليلك كوني بردا وسلاما ،،
إني سجين ،، غير أن قضبان السجن بدت أطوع للتحطيم وأرق للقطاف أمام الزمام لأغلال الشوق التي أمست تستأثر المشاعر في القلب والأفكار ،،
في العقل والأعصاب ،، في الجسد ،، ثم لا تؤذن بالرحيل ،،
فالحلم الباسم سرعان ما يبتلعه نسيانه ،،
أما دموع القلب ،، أو بالأحرى ذكراها فتبقى رمزا خالدا ،،
ولا شئ في الحياة لا يمكن احتماله ،،
حتى ذابت بوصلتي في العدم ،، وحل محلها شاطئ رملي يترامى حتى يفصل بينه وبين آخر العقل بسمة فجر غامض ،، غطته الأحداق المترعة بأنفاس المثال ،،

عبدالله الدوسري
06-01-2008, 12:25 AM
وقالوا : سدى !! ،،
فدنايانا نحيا بها ونموت ،،
ولا من رفات الحزن نبعث ،، وكل أحلام العمر غدا ً ،،
ستغدو في القبر للدود قوت ،،
فكيف ترى يكون العبث ؟!
وكل البسمات ،، وآثارها ،،
وما عمّر الفكر أو شيّدا ،، على دربها ،،
وكل عذابات الذين أحبوا ،،
وأمنياتهم في المدى ،، وما يستحب ،،
وكل صراخ الذين أذيقوا ،،
من الوجع ما يفتدى ،،
فصبّوه فنا ً وصاغوه لحنا ً ،، كقطر الندى ،،
سراب سيكشف معنى الحياة ،،
فيا ويلها ،، أليست سدى ؟! ،،
ويكون ترى يكون العبث ،،
إذا نام هؤلاء ،، ولم يستفيقوا غدا ً
لهذا الضياع العميق ،،
بكت أعين الأقدمين ،، وضلت خطاهم ،،
على كل مفترق ،، طووه على ألف سر دفين ،،
فهاأنذا جئتك ،، لأعزف بالوتر الواحد ،،
وأشعر بين يديك بالسلامة ،،
وأي ملامة ؟! ،، لمن يُسمع الآخرين ،،
رتيبا يشد قلوبهم ،، على نغم لا يرين ،،
كآماد يوم القيامة ،، ثقيل كأجراس يوم حزين ،،
من الزمن الواحد ،،
يخبرك الموج : سأبقى إلى أبد الآبدين ،،
أدق كالأيام ،، على النغمة الواحدة ،،
رتيبا ،، رتيبا ،، رتيبا ،،
لا يشعر بالسآمة ،،
سائر ،، بديمومة ضامد ،،
بلا نار أحرقها ،، تنفخ كاللحظ العابر ،،
مشاعر ألف زمان طويل ،، بأعماق أعماقك ،،
بغير توسد عشبك ،، على صوت لا يزول
فقيل : لولا يرى المتعب ،، من الزمن الواحد ،،
مآسي تكراره للحياة ،، تغذ الخطى للأفول ،،
وهو راجع ،، على مركب صاعد ،،
وقد بللت بالآهات العيون
وهاأنذا جئتك ،، لأسمعك ،،
على أنفاسك ألف لحن ،،
وأطرب لأعماقك ،، وأحكي عنك وعني ،،
وعن عودة الموج المتعب ،،
اليأس والذكريات البليده ،،
إلى أبد البسمات واستسلام السدى ،، حيث العقيده ،،
تنفخ في لحظ السنين ،، مشاعر ألف زمان طويل ،،
غفت بين شفتيك ،،
فقيل : وأين المدى ؟! ،،

عبدالله الدوسري
06-11-2008, 10:41 PM
أما وقد تطلعت بشغف نحو أشياء ظلت دهرا طويلا فيما وراء بواعثها ،،
لا يود الزمن أن يموت قبل أن يموت ،،
حينما لا يعطي الحزن شيئا للحب ما يعتبر الحرمان منه خسارة ،،
مدللا الاحتمالات كما أراها والهدف العظيم في المتناول ،، فأداعبه متلذذا مستشيرا شهيتي ،،
كأن الحواس كلها نهضت تستقبل الروح ،،
منبعثة كرائحة الفاكهة الصيفية من جمود عميق ،،
تحف بها الحاشية العريضة من الأفكار والآمال ،،
فتلقت النفس نعيمها ،، وجعلت تسمع كل حاسة بتحفة نفيسة من هداياها ،،
كنجوى النسيم للزهور وليس بها ،،
ذلك صوت إذابة التوت المختلسة على حياء ليس بها ،،


ها هي إذن السعادة ،، دسمة متينة ،، راسخة كقوة مطلقة ،، ذائعة كالهواء ،، عنيفة كالشعلة ،، ساحرة كالشذا ،، خارقة للطبيعة لا تنتهي إلا لتدوم ،، والقلب يأبى أن يفرط في قطرة واحدة من أفراحه ،، عجزت جميع الهموم عن اقتحام حصن البسمات الذي يطوق الوجدان ،، وصوت يقول : سيكون خيالي حيثما ذهبت ،، وآخر يؤكد العدم لسخريات المتمرد المستقر في الأعماق وينعى الصدى الذي يؤرقه ،، إن الفرح من حق الجميع وفوق كل شئ متى ما خرج من عزلته إلى الأبد ،، يشارك بإيجابية في مسار حلم ينبض نجح في تذويبه دون حياد ،،
ألا سلاما على الأقدار التي ساقتني لاحتساء حنانك وحُملت إلى جحيم الأسى أحداثا رمتني عن اقتفاء أثرك ،،
وقد تجلت البسمة بلمحة من نور هاد ،، خرس الماضي والحاضر ،، كل شئ ساكن محتفظ بأسراره ،، وفي نظرتها أنوثة متجددة ومنبع أهواء لا ترتوي ،، فوجدت نفسي راقدا بين أحضان العطر الجليل أتأمل النعيم لأول مرة ،،



وقالت : سأغني ،،
أما الأنفاس فقد اقتحمت الجو مع العواطف ،، اخترقت السحب وأثير الموج حتى طربت المفاتن فتراقصت ثملة ،، ولثمت القمر فحل السلام على الأرض ،، وغرد البلبل فوق غصن ريان فتمايل العشق في الأركان الأربعة واستقبلته السماء بالترحاب والأنخاب ،، وغمس شباة جوانحه في مداد البوح فسجل إلهاما جامحا ،، ثم آوى إلى غايته فألمّت بسكونه ارتعاشة بعثت في الصدر ربيعا صاخبا ،، لذلك باتت جدائل الأسود المسدل على الجبين دنيا يتجه إليها الثمل في حانات الوجد ،،
أسمع وقع الخطى ،، أنت تذكر يا فضائي ،،
ينضج التوت في الصيف ،، تخلو البيوت ،،
فندخلها من جميع نوافذها ،،
أنت تذكر ،، عند هذا الطريق داهمنا الغرق ،،
قمت لتحرسنا ،، وتبارك جسدينا المغمورين بضوء الشمس ،،
مرة قلتها لغصونك ،، فاستوقفتني طويلا ،،
وظلت تلاحقني ،، وتغني فوق شفاهك ،،
بعيدين عن رجفة الماء كنا ،،
قريبين برشفة من عروق الورق ،،
ولقد كانت الخيل آلهة للجنود ،،
فها هي تلتمس برديها بالصهيل الناعس ،،
تأتي لتدخل من ألف باب ،،
آيتك أن ترحل ،، لكن في دائرة الرحل ،،
فمن أنت يا ريح ؟! ،،
قولي سلاما ،، لينهض الفجر والطير ،،
ويتمايل الغصن شوقا ،،
أنت هنا جنتي والجنائن ،،
صدق الصيف وغرق التوت ،،
فالتفتنا إلى الماء يلمع



ابتسمت قائلة : ليس بخاطري إلا فوق ما تحلم من سعادة ،،
فقلت : إليك الجنون فهو لا ينبغي أن يغيب عن وعيك ،،
وأحلام لا يحيط بها الخيال ،، وحنين تندى له الضلوع فتقطر حتى تبتل أشواقا ،،
إنك جنة المبتلى بنار الجحيم ،، تجود بالرؤية هفهافة يعجز عن تصورها الغموض ،،
دبت الحياة بالحياة وحاكت ألوانها الجذابة تورد الخدود والتماع الأعين ،،

عبدالله الدوسري
06-20-2008, 02:27 PM
( 33 )





* موجة جافة *


هدرا ً تقطـّع ريق حرف جفما بين التكهن والغناء
كيف تسحرك العيون وفي يديك القيد
تحلم بالتجول بين أقبية السماء
وبلاد هذا العمر مقفرة يابسة

تحسو مناقير الحوادث ضوء وجهك
كيف تنضح ما بجوف الغير من ترف
وأنت بلا غطاء

الله من عشق اللهيب ومن مشاجنة الرؤى
هذا أزيز العنف يخفت في عروقك
والملح ينفذ من خلايا الشعر
يهدأ في دماك الارتعاش
يغلق نافذة الخيال
يذبح طائر الشوق
ويحرق الشجر

بعني ولو بالبؤس عافية للشجون
إني مللت زحام ذاكرتي

أشعر أنني في قبة وحدي يدور بي الجنون
ولواحظ الأقدار ترمقني
وأظافر الأحزان ،، تنهش بين أنسجتي
وأنياب الظنون تسحقني

لن يربح الظمآن ،، في سوق الخطر
سيندم ثم يرجو أن يباع الصحو بالحرمان





أهو الخوف ،، أم الانتقام ،، أم الرغبة في الألم ،،

أم الحزن الموروث للموت ،،
أم رد الفعل الطبيعي للحب ،،
أم الشك ،، أم الحيرة ،، أم السير في عكس الاتجاه ،،
في الحياة مسوغ لأي من هذه الأسباب ،، وفي كل دورة يتهدم كل ما الإنسان إنسان به ،،
نزع بي خيالي إلى فترة من العمر أشبه بالأساطير ،، كانت النسائم تؤرخ بها ،،









أتذكر ؟!،، نحن أي شئ ،، ولكنا ننبض ،،
حقيقة هرب دمي ،، تماسكت ما وسعني التماسك ،،
تلاطم الموج وتطاير الصور تغرقني من جذوري ،،
الوردة نابتة في الصحراء ،، أتعلم ؟! ،،
يتلاشى الاحتجاج في صمت ،،
تشل الإرادة عاصفة من الأنفاس الحارة والتسلل الماكر لأوتار العود ،،
لم لا يبقى في المزاودة إلا الأشياء الجافة ؟!






- هل دعوتني لتحملني مزيدا من الهم ؟! ،،
- شعور بذلك في مثل حالنا هو ما يهبنا الجدارة ،،
- يحكمنا منطق وتسيرنا احتمالات أم تراك تنسى ؟! ،،
- من ناحية الشعور فنحن ذات الرحم الرحيم ،،


وبقدر ما حصرني المنطق ثرت عليه ،، وكلما اشتد الحصار اشتدت الثورة ،، لا أرفض المغامرات الجنونية ولكني أخشى الهزيمة ،، على الأقل لم أمض في اندفاعي إلى نهايته ،، أجل سأحاول ،، ولأصبر على الجنون وأنا من القلق والحيرة في نهايته ،، وعندما سكنت الريح وآن الذهاب أطالت قبلتها ،،


]خارج التوقيت[ ولكن ألا يستوي انقضاء الصيف والشهر والعمر ؟! ،،
إنها مسألة أرقام وإحصاء لا وقت ،، ضليع بذلك ولكن انكشف العالم على حقيقته الثائرة فكيف أغادره دقيقة واحدة ؟! ،،
مازالت الأفكار المائية تطن برأسي وتأبى الجفاف ،، ورغم ذلك أفكر في الزوايا ،،
ترى لو رفع صوت العقل في كل حين أكنت حينها شهيدا ؟! ،،



جلست قبالة الإنصات وأنا أجذب نفسي من بحر الانفعالات الذي يشدني إلى أعماق مقطوعة شمه والتصفيق وشطحات رقص الفرس الحجازية ،، بين أمواج متلاطمة من الصداقة والازدراء والعشق ،، رياح الصمت خارج الشاليه تعزف وتعصف ولكني أقاومها في إشفاق لا يخلو من قداسة ،،
مازلت أذكر وبشدة فأغص بالمرارة ،، أي أحلام وأي نبوءات اقتلعت من صميم التردد اندفعت بالحديث خارج الأسوار بلا رواية !! ،،
تلاشت البهجة فجأة من صفحة الأشعار وبات وجه الماء كأنه مصباح انقطع عنه التيار ،، شحب عنها اللون وهي ترنو بوجوم ،، لأول مرة أرى المقدسات مسحوقة بلا حيوية ولا كبرياء ،، وجاء صوت ليقول : الضحى ارتفع والشمس تريق أشعة حامية من سماء باهتة ،، ودفقات متتابعة الهواء تزيد من الحرارة وتثير الرطوبة وتنفث الضيق والكدر ،، فقلت : اخرس ،، لا تجعل من الريح كل شئ لأنك لست لها كل شئ ،، وتذكرت شيئا وبحثت عنه فتعثرت بـMETALLICA ،، أيبادلنا الأفق النظر واستراق السمع ؟! ،، وهذه الأبخرة المتصاعدة هل ستعرف طريق العودة ؟! ،، وكيف هو طعم الأمطار خلال الصيف ،،
طوق الألم خصر ذاكرتي ،، حار ممطر طوال العام ،،
عاد ونسي أن يقول :
كم تروض هذا الفتى ،،
كم تعذبه ،،
تقول : نحن اثنان ،،
دخلنا منذ الصباح ولم نسكر ،،
من يا ترى يتعب الآن ،،
ولكننا نتجاهل ما بيننا ،،
ماذا ترى لو ذهبنا إلى القاع ،،
سهب من العشب يمضي بنا ،،
مرجان يتفتح أذرعة وقناديل ،،
والهمس يعمق : يا خدر العمر خذني معك ،،
الشمعة التي تنوس ،، في آخر القريب ،،
تصنع أغنيتها على الجدار ،،
انتفض يا عزيزي ،، ليس هذا أوان الغرق ،،
يتركني الظلام أبحث عما أضعت ،،

عبدالله الدوسري
07-08-2008, 10:38 PM
ضمور في جسد الليل ،، يكتنفه هدوء يشاب عند الصمت بأمارات الحزن ،، كماء الشاطئ إذا استكن شف عما في باطنه ،، ويبتسم له الوقت في الخفاء بما يشفق من الجهر ،،
وحق جمالك إن الحياة تمضي كحلم سريع الزوال ،، فكل ما خلا ابتسامتك باطل ،،



كالأرقام تتوقف قيمتها عند مواضعها ،، فإن الظلام لا يحترم إلا من يستهين به ،،
عصور من الخواطر الضوئية تفرض ذاتها في عذوبة فائقة ،،
دوي ضخم في الوجدان ،، وعند تحليله لا أجده شيئا ،، وهذا ما يؤكد طبيعته الأسطورية ،،
عصور تذروها الرياح الرطبة فأضل من شذراتها ،، جن ماجن وجماد لعوب ،، حقائق طيفية وأحلام حقيقية ،، متلقية من الأشياء إشارات وغمزات ،، متشبثة في عناد بأمل يتجدد باسما في غموض ،، يستحوذ على التلاشي ،، فتراءت قوافل الشوق للعين كنجم معشوق يعتلي عرشه لتنضج الرغبة العمياء في الرحلة على لهيب الألم الدامي ،،



انقشع حلم آت فبدت الحقائق مخيفة كابتسامة الجمجمة ،، كشجرة نبتت من بذرة خريفية ،، لو بحث الهم عن مسكن يرتضيه ويوافق ذوقه لما اختار إلا ظلالها ،،
ليل مجند لغرض مجهول ،، في مفترق طرق خاوية عارية غامضة ،، شئ مجوف ،، كأن في باطنه صحراء وعلى أفق وجوده طلاسم لم تبين ،، منقسمة على نفسها ،، فأعلن بعضها الحرب على بعضها الآخر ،،
أردت الهرب من هذه الشرنقة التي كبلتني ،، وتباغتني نافذة بلا مكان ولسان ساخر ،، لا يستطيع الزمن أن يهادننا طويلا ،، لا يغير من فطرته ولا ينساق مع التغيرات الفطرية ،، فما هو الثمن الذي نجهد قلوبنا من أجله ونشمر أثوابنا للجري في سبيله ؟! ،،



أستذكر الذوبان في ضوء الأباجورة المنبعث لأفراح لم تقتلع الوقت تماما ،، محراب جدير بالإيمان ،، فهي الفريدة في تجلي سناها الجامعة لمفترق المفاتن ،، فكل جنون بها ابتداؤه وكل بديع إليها انتهاؤه ،، وهما ً سعيدا ً ينذر بالزوال يطارد شبح البعاد والحزن ،، يفارق البقاء ورزح الكآبة تسبقه ،، هامسا بأصوات لا أميزها وقد امتلأت نفسي بنظرة واحدة ترددت علي كثيرا في أرجاء المحيط الداكن ،، لتترك رغم كل شئ انطباعا بالألفة التي لا تكون إلا للروائح المستقرة في الأعماق منذ قديم ،،
رأيتها معاندة للظلال ،، منتظرة كما يبدو من ملامحها ،، وهبتني ابتسامة تودد ،، فتحصنت بالمأثور رغم الرؤى التي أسكرتني بنشوة متحفزة للمغامرة وطرق أبواب المجهول ،، ووقف الصمت ساهما كأنه أمام الغروب لا حيلولة له دونه ،، واجم في حيرة كأنه يواجه الموت بكل غموضه وما يحمله من جلال ،،
ويأبى علي الليل إلا المضي بما يداعب رياحه وينفذ من طريق الحياة ،، يختطف الشعور الذي أجده قبل أن أحققه ويصل الخاطر قبل أن أستتمه في ذهني ،، لا أجهر بسؤالي ولا أخافت به ،، فإن لفنائه آذانا تسمع النجوى ،، يتغلغل بها في الأعماق ،، من الجبل إلى الحجر ومن البحر إلى القطرة ومن الجنة إلى العشبة ،، عناق هامس في كل موضع ثمين غسلته القبلات ،، حتى لتمر الأشياء في نفسي مرور الطيف خفاقة مضطربة ،، أقتنصها ولو كانت كرات من طين ،، أقتلعها من الجذور طالما هي غضة ،، غضة طرية رغم الانتظار وتتابع أنامل الحنين في عجنها فإنها لم تدخل في فرن الجمود والفتور بعد ،،



حتى فقدت الوزن والتوازن ،، وانغمست في شعور كامل الجدية ،، واستقبلت عالما لم يطرق من قبل ،، سأسبح أو أطير بذلك الضوء الهادئ كدرجة السحر بلا نهاية ،، وبلا نهاية أستسلم لتلك النبرة الناعسة وما ستفضي به الأشواق ،، وما ينفلت من جسد الليل إلى الحقيقة المطلقة ،، كالشجرة الباسقة لا يخفى لها أريج ولا سر ،، ثملة بنشوة وارف الخفقات وجذورها المتأصلة في منابتها ،،

عبدالله الدوسري
07-08-2008, 10:40 PM
http://www.sawari.com/torath/son/9/aseel.wmv

عبدالله الدوسري
08-05-2008, 03:31 AM
مجرم حتى تسمع إدانته ،، أين ذهب الخيال ؟! ،، لا أدري أين ومتى حين غيابك ،، ولكن يجب أن أعرف قدر حظي لأحافظ عليه ،، فلا تنمو بذور الآمال القاسية ،،


لعمري ما نصيب الإنسان من حياته ؟! ،،


هل نصيبه إلا أن يحمل عبء الطريق ويشتف كأس الانتظار ،، بلا دليل ،، وبلا دليل تجف الينابيع فما تندي بقطرة ،، وتذوى الحواس حين لم يسقها الدمع بغير الحسرة ،، تنصب ّ على قطع الليل المتناثرة ،، كلمات لم تدخل سجلات السفر وعناوين الحلم ،، ولولا ذلك لآثرت الصمت ضنا بالميناء أن يذهب ضياعا في رصيف يجهله كل إنسان مثله ،،



اصطحبه في عباءة الخيال عن انتهاء الوداع ،، وخفق في ذاكرته بقلق : ما معنى أي شئ ؟! ،، وهل الخلود ممكن في هذه الحياة ،، مأساة أم انتصار ،، تبدأ خطواتك من الطين ولكنك سرعان ما تحتلين مكانتك بين النجوم ،، رشيقة براقة مثيرة داعية دون مبالاة لشتى الظنون ،، باسمة متحدية ،، اقتحمت الحصون فتمخض جسد الشفق الصغير عن جنون أحمر ،، كضم دوامته بسلك صلب ،، أمر الريح أن تنكسر في صمت جليل ،، وبأن ستشرب نقيع الاختناق كما لو كان ماء عذبا ،،



شبح غزوات كونية غامضة ،، خليق بالبعث ولكنه لم يحظ إلا بيارق سريعة الزوال كانفراج السحب عن شروق الشمس دقائق في يوم مطير عاصف ،، تلفظه سراديب الحياة كما تلفظ الريح صخرة فضح الريق فسادها ،،


شبح للجرح ينعى جرم حياته ،، يقاوم في مجرى الذاكرة التي تخون الإرادة فتقذف بشهاب خاطف لعبرة جميلة ما كان ينبغي أن تبرق في الأفق ،،



وعادت سحائب الظلام تغشى جوانب الطريق ،، وطائر الليل يحلق في الفضاء ،، مؤيدا بروح سام يسير بقوة مارد ،، للصورة يعود كلما نبض العطر بالحنين ،، حينما كتب الخلود للحظة تجللت في عذوبة لم ظهر فيها أثر للزمن ،، غير أن الزمن لم يتوقف ثانية واحدة خارج الصورة ،، انغمست ما شاء لها في السكينة والتأمل ،، إلى أن علا صراخ موجة على الشاطئ ،، منفصلة نهائية ،، تعايش الرمل كفرد من طابور خامس ،، كل خطوة ينهدم ما ورائها فينقلب هاوية لا تسمح بالتراجع قيد أنملة ،، ويغمغم شبح المارد : يوجد أيضا حزن عميق ،،


فيقول الصغير : وأين ذهب الخيال ؟! ،،


يطرق بكل الباب الذي يوقفون وراءه الزمن أو يرجعونه إلى غير مكانه ،، وثمة أنباء تتردد أن ارجع وإلا هلكت ،، ولكن لم تستجب لها أذن ولا سقطه ،، بعدما أصبح الصمت دليل التهمة ،، انظر وتأمل ،، واحلم بطوفان نوح من جديد ،،



الليل ببساطة مراوغ بارع عند عجزه ،، ولكنه لا يخدع ،، فالجنون دائما منتهى العقل ،، يزحف متثاقلا لالتهام صفحة كاملة من تاريخ لم يشارك في كتابته بعد ،، الغياب يحاصره ويبسط قبضته المتشنجة ليخنق عنق الهوا ،، وهوى رد الفعل عنيف كالصاعقة ،، والمجرمون يقهقهون ،،

عبدالله الدوسري
08-05-2008, 04:11 AM
ربما سأجد الذي يمكنني أن أحادثك فيه ،، يذكرني الصوت بما لا يمكن وداعه فيمازج حنان الأرض أشواق السماء ،، حل السلام وتلاحمت الأرواح بحركة عفوية مثل غناء الطير ،، مر دهر غائب عن الوجود وغائص في حلم ينفث السحر والوجد ،،

يتدافع الغياب من ثغر الأسباب يروي الكلمات ،، لا يقع عبثا ،، ولكن الرعد أقوى إلى الأبد ،، والعثرات لها قوتها أيضا ،، ولكنه من السكر في غاية ،،
دهمته العجائب وقد علمته أن يخص الغموض باهتمامه حتى تفتح مصاريع الخاطر عن الضياء ،، بذلك تحدثت نسائم البحر الهائمة كما تحدثت ومضات النجوم الهابطة بين الأغصان ،، والموجة مهما علت مردها إلى المياه ،، حركة دائبة لا تتوقف ولا تهدأ رغم السكون ،، ما زال المارد ذا سطوة لا يستهان بها ،، ولكنه لم يعد يستأثر بأي شئ ،،

كيف ذاك ؟!،، ألا تفكر ،، أين عقلك ،، فيقول : وما شأن العقل في التفكير ،، والرعد أقوى ،، إن أنات البشر من قديم تتدفق خيّامية في نهر الحسرات بين الكواكب ،، وتتجلى الجريمة فريدة خارقة مستقرة في عزلة بعيدة عن مجال الأمل ،، هامسة كحقيقة مذهلة ستكشف للصغير النقاب عن وجهها ،، فرأى شئ يلمع ،، انطلق منه ما يشبه الغبار مدوما في الجو حتى عانق السحاب ،، تاركا وجودا خفيفا تحت طغيان القمقم ،، زحف حتى قوض أركان العالم ،، ومن الخراب الشامل تناهى وقع أقدام تقترب ،،

يشعر بأنه يتحرك في فراغ شديد الصمت ،، حتى سمع الصوت مرة أخرى : افتح عينيك ،، ادخل آمنا ،،
اختفى وراء أجفان الليل وراح يفكر ،، يتجرد من الماضي ويطوي الآمال ويقدم نفسه للمجهول ،، لم يحلم ولم يند عنه ما ينم عن مكانه ،،
كيف صار محور هذا الشقاء كله ،، وثمة أعماق تتربص يهون بالقياس إليها جميع ما سلف ،، استسلام بلا شروط ،، أما العدل القديم فقد مات واندثر ،، ولم يبق منه إلا ذاكرة حائرة تجتر الأحلام كالأوهام ،، تمزق الصمت بنبض الصدغ ،، لا أمل في مشهد جديد ،، هناك حياة أخرى ،، يتوغل البحر في حبات رمل وصخور ،، جزر وجبال وأحياء وملائكة وشياطين ،،

عبدالله الدوسري
08-06-2008, 03:05 AM
أما الجرم فقد غاب بين غياهب الرحيل ،، فليس كل إيمان مزعزع إلا ما ولد في معبد للجمال وترعرع بمنبع للأنوثة ،، أنوثة فواحة لافحة ،، كأنها تفاحة تتدلى كالجوهرة من أذن الجوزاء ،، فلعينيك بيان بلاغة السماء ،، لمعاني متطرفة التحفت كل شئ ،، أم لحياة مفرطة استغرقها السحر ،، حقيقة لا أدري ،، فالأسماء حقيقة بسيطة واضحة ،، كما يسوقها محرر الحوادث بجريدة ،، مستقاة من هطول الدلال ،، ولكنها انصبت في وجدان العدم كالقطر المذاب في العلقم ،،




قال صديق : ،، يرتكب جرم بعد تصوفه عمرا ،،، اختفى القمر ،، الدموع ،، البشر ،، والوجود ،،


مَن من الناس يسمع لذاك الطعن في سويداء المدى ويديم صمته ،، ولا يتمنى أن تخترق أحشاء مداده مدية قاطعة ؟! ،، وحماقة الرحيل وهو يظن بـ حضوره يوجع آخر ،، وما شئت من تمجيد السكون وضبط النفس ،، ولكن أرني من الأنفاس مَن تستطيع الصبر عندما يغلق ذلك المنبع الوحيد للصبر ؟! ،،


لو كانت الأصداء واهية الأساس فاسدة المعنى لهان الموج ،، لهان عليه أن يسخر منه ويجعل في أذنيه وقرا عنه ،، حتى تتلألأ الشوارع بخطوات العباءة والمسفع ،، ويتدفق المنهل العذب من ثغر الورد يدعو إلى رضاب الورود ،، بعدد أفكار ملبدة ما إن تستقر في الجوف حتى تشتعل ،، نظرتُ القمر وصبرت عليه حتى ألفتُ العنف في أفوله ،، جزعت من ثان الثناء بالنبع مترددا ثم تغلبت على احتجاجي الباطني وشربته ،، عجبت لأثر ذلك فأتبعته بتجاهل جاذبية الأرض دفعة واحدة ،، وما إن استقر رابع حجرات القلب في موضعه حتى فقدت إرادتي ،، وعلى اثر أشواط التجديف الخمس ضاعت ذاكرتي ،، وعقب سادس السماوات اختفى المستقبل ،،




دار بي كل شئ ،، نظرت إلى سراب الأفق أمامي فكان محض مساحات لونية لا معنى لتعدادها ،، وهكذا بدا كل شئ ،، ومر وقت لم أدر بدورة الجرم القمر حتى مال رأسي إلى وسادة الكنب الصغيرة أنبش في رائحتها ،، فحلمت بأنني في روض منى لا حدود لها ،، تنتشر في جنباتها الأشجار بوفرة سخية فلا أرى من السماء إلا النجوم خلال أغصانها المتعانقة ،، يكتنفها جو كالغروب أو كالغيم ،،


مستلقيا فوق موجة من الياسمين المنساب كالرذاذ ،، غاية من الارتياح والطرب والهناء ،، وجوقة من التغريد والهديل وزقزقة الجيتار بأنامل حمد تعزف في أذني ،، وثمة تناغم عجيب بيني وبين نفسي ،، وبيننا وبين الدنيا ،، الدنيا المنبعثة من رضاب العطر وطيب القبل ،، فكل شئ حيث ينبغي أن يكون ،، بلا تنافر أو اساءة أو قيود ،، وليس بالوجود داع واحد للكلام أو الحركة ،، نشوة يضج بها الكون ،،




أراها من خلال نظرة الوداع فتلوح في غلالة للحرف أجمل وأجذب للحنان ،، وغاضت من الليل نجومه فلم يبق منها إلا البثور في أديم الأرض ،، دوامة لا تسكن ولا تهدأ ،، مريرة بأنفاسها ومرهقة ببراءتها ،، أي شئ أهون من العقاب في مصير الحياة ،،


يصبر : فلا تشبه صورتها ،،


لها صوت لا يشبه بجعا يتأرجح بين الموج ،،


وذيل حصان ،، فارسم كالقرصان إذن ،،


وتحرر من ألواح القاضي ،،


تعرف أن الصوت يد ،،


والعين آية كتاب ،، والصمت خلف الباب يعد ،،


تعرف أنها فضاء يغلي ،،


فامنح أذنا لها شكل الوردة ،،


وهواء لم يحركه السكون ،،


وقل لـ قيصرك وسنة خبزك :


تعرف أنها الأبعد الأدنى ،،


فاصحب أناسا ينحدرون من الأمس ،،


ولملم حرائق نابتة في الشوك ،،


وسماء ،، وطيور تعلو ،،


حين تذيب الشمس ،، وجوه النائحات ،،


وصور لمساكين يضيق الكون بهم

عبدالله الدوسري
08-23-2008, 01:20 AM
اسألي البحر ،، وقد استمعتُ إليه بمودة ذات يوم ،، فما السبب في هذا كله ؟! ،،
لا تصدق ما قيل عني ،، قديما قال حكيم تعرفه : أحيانا نكذب لنقنعهم بأننا صادقون ،،
وعددت الحظ صديقي المخيف ،، وقلت سيقولون ،، سيظنون ،،
وقديما ألم تخسر بذلك الفرض حياتك ؟! ،،
إن تلك التناقضات قد محيت تماما ،،
كلا ،، إنها أزيحت بتناقضات جديدة ،، وسوف تثبت لك ِ الأيام ،،


أشجتني بحديثها ،، غير أنها تقف مليئة بالثقة كمعدن غير قابل للكسر ،،
فبدا كالمحاصر ،، أجابها ،، وضايقني ذلك وزاد العواطف تعقيدا والتواء ،،
أين الفيضان ؟! ،، وعندما التقت الأعين خيل إليه أنها جفلت ،،
مصدر للعذاب ،، وذلك الإحساس الجهنمي يتغذى على اليأس ،،
وقلت : عليك أن تجد في الرمل شيئا من العزاء ،،


لمحت ابتسامة ما ،، اليأس للتهور ،، ولأن يداوى مريض الداء بالدواء ،،
وأنظر الليل الذي ينشر جناحيه ،، أسرع أو أن الشمس تباطأت ؟! ،،
فما علاقة ذلك بتحديد مرات السقوط ،، ربما مثل علاقته بإهدار الدموع بلا حكمة ،،
وللأسباب مسببات غير عادية ،، الغبار والتشرد والليل والشمس ،،
وقد سرق وطن ،، بجباله وأنهاره وحقوله وتاريخه ثم قذف به إلى العراء ،،
أما الصمت متموج يستطيع أن يفعل ما يشاء ،، يرتمي على الثغر المواجه حائرا ،، وتنفست بعمق لتسترد شيئا من الهدوء ،،


وبصوت هامس : ماذا جاء بك ؟! ،،
فسألته بدوري : ماذا جاء بك ؟! ،،
تختفي فلم أر بدا من الجري وراءك ،، وتذكرت الغرق بندم وأسف ،،
كأنما تهرب من هذا المكان أيضا ،،

عبدالله الدوسري
08-25-2008, 01:39 AM
يقتحمني انفعال قهار عند رؤية الأفق ،، فأستسلم للصمت مغلوبا على أمري ،،
وقوفي أمامه مثير للدهشة ،، ألمح النظرات من خلال الدمع مثل ثعابين الماء ،،
ليس هو الحزن ولكنه ،،، أم هو الحزن ؟! ،،
دوامة لا تسكن ولا تهدأ ،، القلوب ثقيلة ،، الأنفس مريرة ،، والأفق متجهم ،،
آلام اليقظة مرهقة ،، سأسلم بما أكره ولكني حزين ،، على نفسي وعليك ،، وعلى الأيام ،، وكل ما حاق بنا منذ وفاة جاذبية الأرض وتطاير الأشياء في الفضاء ،،
وما قيمة الخلود ما دمنا نشبع بعد الجوع ونشيخ بعد الشباب ونسأم بعد المسرة ؟،،
شهدت الدنيا جمالك وهو يعبر ساحتها عبور الخواطر في رأس الحالم ،، فهل حقا اليقين عتبة الخلود ؟! ،،
مندفعا من بين أقبية الحرمان ،، منشدا إلى ذرى الحب الخالص ،، المجرد من كل انفعال غريزي أو هوى مزاجي عابر ،، الشاخص أبدا إلى وصال سرمدي هادر ،، وحبور طفولي لا يعكر صفحته شئ في الوجود ،،
هكذا حينما نكون معا في أي مكان ،، أجد في مناظره بهجة الفردوس وزهرة النعيم ،، وفي الخلود بها دواء القلب وشفاء النفس ،،
يقبس الفؤاد جذوة من الحرارة الفائضة في الروح ،، وقد أصبحت النفس طليقة من عقال الهموم ،، غريقة في صفاء الهدوء ،، مشابهة للفجر في سكونه الضاحك ،،
فلا عليك ،، سأراقبك وأنت تطلين هاتفك ،، وأنت تتمتمين بأغنية على الشاشة ،، لا عليك سأغلق أبواب الحس كلها عدا حديثك ،، كالسيل المتدفق أحوج أن يهدهد بالغناء حتى يقر ويسكن ،، أعامله معاملة الصغير ،، أسير على حكمه وأقف عند إرادته ،، فلا تستغربي ،، فمن الناس من يرى ذلك جريمة ،،

وما واكب نشأة الأفق من اضطراب ،، واستقبال المجهول بسعادة سانحة ،، أما ملوحة المياه في البحر فقد أضفت جدية جاوزت حدود المقام ،، أصبح اتجاه الكون من هموم الحياة ،، والقضاء غير المحدود مدعاة للتأمل ،، والزمن عبثا لا يستهان به ،، حتى متى يستمر ذلك ؟! ،، وما معنى هذه الحياة ؟! ،،
هكذا ،، وبوحي من حسن الحظ تتراءى مرآة عاكسة للزمان بلا حلم أو سراب ،،

ولم أزل ،، أقرأ ما بين النجوم الزهر آلاف الليالي ،،
وأصيد الكوكب الدري ،، ألملم الألم لو مر على نهر الخيال ،،
لم يزل مثلي الأعلى ،، ونبراسي ،، بواعث الألم ،،
أعمى أجوب الظلال ،، أسمع لحنا من شهرزاد ،،
أرقب الفتنة تأتي عن يميني وشمالي ألم ،،
أمد الطرف ،، وقد مد المدى على أرضي شآبيب نكال ،،
أشدو بأعمالي وأعلامي ثكالى في الرمال ،،
وبنودي تذرف الدمع سخيا تستقي الألم ،،
وما زلت في السرداب ألم ،، لم أسمع بألحان النصال ،،
ما زلت في الأعماق ألم ،، لم أقرأ حكايات النضال ،،
قاتلت الألم ،، ولم أشهد ميادين القتال ،،
أجتر عويلي وأسأل الفجر بعد الجدب ،، ألهث في الأحلام في أعقاب آل ،،
وإلى سراب تسبق الريح رحالي ،، أغمغم الألم ،،
نفضت سحابات الدياجير الثقال ،،
لم تزل تعبق الذكرى ،، وطلول تتهادى بين سماء الجلال ،،
ووريقات عليها حلق التاريخ في أوج الكمال ،،
ليتني أقرأ في عمري المقبور لو نصف مقال ،،
ليتني أقرأ عن عمرو سطورا وسطورا عن بلال ،،
ليتني أقرأ عن عنف البراكين وعن صبر الجبال ،،
ألم ،، كيف أغزوك بسهام النجم ،، من وهدة السفح بالقوة أجتاحك ،،
كيف يغدو عنق العنقاء ميسور المنال ،،
صرخت الألم ،، ومركب الليلة القعساء مصلوب ،،
نسيت الجرح ،، وتجاهلت النداء ،،
وتركت الألم مقتولا وأهملت سؤالي ،،

عبدالله الدوسري
09-14-2008, 02:34 AM
سكت الصوت فجأة ،، رفعت رأسي لأرى ما الذي حدث فوجدت من يقول : تعال إلى هنا ،،


لأول مرة أصعد إلى الطابق الرابع ،، ذهبت مباشرة إلى الكابينة الخاصة به وطرقت الباب ثم دخلت ،،


وقال لي فورا : ما الذي كنت تفعله هناك في هذا الوقت ؟! ،،


فقلت : كنت أمشي على السطح إلى أن شدتني الأنغام فوقفت أستمع ،،


فقال : يا بني الكثير لا تعلمه هنا فعليك الحذر وإلا وجدت نفسك ملقى لا يدري أحد بشأنك ،،


قلت : حسنا يا سيدي ،،



قلبت نظري في المكان إلى أن سمعته يقول : اجلس ،، إذن تحب الموسيقى !! ،،


فقلت : كنت أستمع ،،


وضع الـ فيولا التي كان يعزف عليها وقال : للعزاء أم للأمل ،، علينا أولا أن تعلم كيف نصوغها ،، أقرأ وأكتب وأرسم وأعزف وأحيانا أزور الكنيسة للتأمل فقط ،،


فقلت : هل تريدني أن أذهب إلى الكنيسة ؟! ،،


فقال : علي أن أعتاد سخريتك كما عليك أن ألا تعتاد حلمي ،، اتفقنا ؟! ،،


وهكذا أصبحنا نجلس ساعة أو ساعتين كل يوم تقريبا ،، نتحدث عن السياسة والاقتصاد والفنون والتاريخ عن كل شئ وأحيانا لا شئ ،، كان كالموسوعة التي لا تنضب ،، شرقي الخلق حتى النخاع ،، يحب الحديث عن سيد الخلق ،، يعلم عني أشياء لا أعلمها وبادلته الأشياء الأخرى عنه ،، لا يغيب عن ذاكرتي أبدا إلى أن فاجأني صباح اليوم باعتذار عن تأخر تهنئته بالشهر الكريم ،، أتمنى أن يكون بخير ،،

عبدالله الدوسري
10-23-2008, 12:28 AM
http://up5.m5zn.com/jjdlzueodlon/Bond_-_Kismet.mp3.htm (http://up5.m5zn.com/jjdlzueodlon/Bond_-_Kismet.mp3.htm)

عبدالله الدوسري
10-23-2008, 12:37 AM
كان ينظر طوال ذلك الوقت الوجود لم يخذل عينه أبدا ،، ولكن شده السكون فرفع رأسه وأرهف سمعه في تلك الشجرة وقال لي أكمل ،،
فقلت : أفكر أن أرحل قبلك ،،
اقترب مني أكثر وهمس : ألم تسمع ما قلت ،،
نظرت لعينيه ،، تنهد وكأن روحه ستخرج من جسده ،، تحرك قليلا ووقف خلفي وأمسك يدي ليودعني ،، سار بخطى ثابتة ولم أقو النظر إليه ،، تأكدت حينها أني أخطأت ،،
سيشعر بذلك ويقول : ستجدني إن أردت ،، فإلام التشرد ،،
التفت متأملا ،، تسبقني أوراق الأشجار المبعثرة ،، يجرها نسيم هادئ ،،
وذكرت العشق وكذب ،، فلا أعرف كيف إذا سألتني عيناك ،،
أجيب !! ،، لا أعرف ،، ولكن إذا لم تسألني أصمت ،،
الفرح متقاعد يغرر به أمل وشوق يستمد وقوده من سحر دائم الابتسام ،، وبخور ،، وتهاويم الأحاديث العابقة ،،
وعيني لم تفارق الوعي أيقنت أني حاضر ،، كل ٌ بمكانه يمضي ولا شئ في مكانه ،، أغمضت عيني قليلا ،،
الصمت والهدوء مع سواد الليل كل ذلك عتم مع صوتها : متى تخبرنا وقد خبرنا الرحيل ،،
خفت ولا أدري هل خافت أحلامي أن تأخذني في حد الخوف ،،
جرم السنابل أنها أرادت أن تكون ،، حينما الإنسان وطئ القمر ،، وقسمة أقدار تبدأ في الأرض إلى آخر خطوة نجمة تضيئها ،، وقد أعطتنا ذات يوم حياتها ورحلت ،، بعد أن أخذت حفنة الأيام ،، ووادعها بنفخ قطع من القلب خطاها الصمت ،،

عبدالله الدوسري
11-02-2008, 11:32 PM
ثمرة رضا بالوطن تندلق عندما غاب نصفها في فمك ،،
مذبح قرابين تراق تأخذ مجامع النفس فتلثم شهدها ،،
ورحيل لا يعترف بطهره ما شاء له الهوى ،،
لو جمعته الآهات من كؤوس الانتظار ،،
لروت لأحداق الوقت سدرة في أحضان بحيرة عذبة ،،

اغترف ثلاثا واغتسل ،، رمى به بين تسبيح الأسباب ولجوء وهم ضال ،،
ونبتسم في سكون يحتال على الحياء وبروق تذوب عنفوان الحالم ،،
لا تظن على ترنح الوجد بتقاسيم الحنّاء وانحناءاته المخمورة على الجيد ،،
ليشتد الثغر ارتباكا ويصطبغ الغرق بلسان ملعثم توشح النعيم ،،
ربنا ولك الحمد ،،

ارتخى النبض حين ساوره أمل ،، وهل ينعدم من المطر الأمل !! ،،
ابتهجت سماء جدة بتورد وجنتي الروح الساحر واختلاج الوعود في أجفان الليل ،،
يحفها ذاك الشعور العميق الطافح بالحب الساكن خلايا النجوم الدافئة ،،
العالقة بالغيم وابتهال رضاب بارد طهور ،،
حتى ارتعش قرص القمر وغض بصر الحرف الأخير توقا لرائحة الخدر ،،

عبدالله الدوسري
11-04-2008, 01:14 AM
وفي تلك اللحظة من الزمان السعيد التي ألقيت في مقابر الفناء ،، لم يبق من الحديث إلا صورة للروح باهرة يرويها الظلام بألوان مختلفة ،، في ساعة هدوء وخمول وطمأنينة ،، انفجر الرنين في الأعماق ،، اجتاح القلب وغدر بنومه فلم يبق إلا المجهول ،، مادت الأرض ورقصت فدعا الشوق بلسان جاف أن لا ينتهي في حضرتك ذاك الوجود ،،

لأجدني وقد اختفت الأسطورة ورجع التاريخ إلى مجراه ،، وراح الزمن يروي ما احتفظت به الذاكرة من أشياء ينتشلها من رفوف النسيان الفاخرة ،، حين تمهدها بسمات الآثار والاقتداء بخطوات الثراء والصعلكة ،،
يسود الإنصات لما تخلق أقواله كأنما تستنجد الطيش في اقتحام مياه البئر المهجور أو التغلب على صرير الليل المتأخر والتصدي لحوارات الأكف المتساقطة ،،
من أبعد طريق إلى المدرسة وأقرب الفرص للتجربة ،، وطفولة تعيد البناء كما ستكون دون أدنى تغيير وأحلام رحم يحذف الزمن من الوجود ،،

أذكر أول عراك مع أوتار المراهقة واليوم الذي شهد مولد خطى باعدت الشرق بالغرب ،، والساعة التي وقع فيها التغير والانقلاب ،، أذكر التمرد مزهوا في بدلته البيضاء مرسلا في خطاه الثقيلة نذر الرهبة التي يسبقها العبث ،، وقد انحلت عقد الفراق ولانت عضلات الطلاسم بالمكتبة وتوقف النبض في الصدغ ،، وتلاشى بريق الأصحاب من عيني وحل ذلك الهدوء الحائر ،،

وزحام الذكريات لا يرحم ،، لا تهزه الدموع ولا تستعطفه الآمال ولا عزاء لحبات القلوب ،، ثم لا يبدل سنته ولو كانت القرابين في ربيع العمر الزاهر ،، ماذا يضيرك لو تركت الهروب بأنفاس تتردد ،، دعها ريثما تشبع من هذه الحياة فإن الموت لم يسأم منها ولم يزهد السهر في عرّابها ،، وصداه يقبل جلال الأشياء وزاد الفؤاد ،، يعيدها إلى خشوع السماء فلا تمسها أقدام الصحو ولم تعبث بأناملها التمائم ،،


http://www.hotlinkfiles.com/files/874519_a0oou/GodfatherTheme_Slashguitar_.mp3

عبدالله الدوسري
11-07-2008, 11:50 PM
فرغت من حيني وجلست على حافة المكتب أرمق النافذة بعينين مترددتين ،، كل الظنون ضرب من هوامش القدر ،، يبرى اللسان ويبقى المبرد ،، نفنى وتفنى السطور ولا يفنى الوقت ،،
فما معنى هذه اللهفة ومغزى هذا التغير ،، هل ينطلق القلم بغير تفكير أو ترو ؟! ،،
وماذا يريد على وجه التحقيق ؟! ،،

عسى ما يكون اليوم وهما يكون غدا وعدا ،،
وما ينبغي للعمر أن ينسى حظه العاثر وتاريخه المحزن ،،
أفلا يحسن بي أن أترك النافذة مغلقة ،، وأن أتفادى ما ينذر به فتحها !! ،،
على أن الدفء لا ينصت لمثل هذا المنطق ،، ولا تكاد تباشير المنى تتأثر بحكمة الخيال ومخاوفه ،، فقد أحرق الورق ظمأ الموج وألهبته اللهفة ،،

وعدت بعزم إلى أوراقي وارتفقت حافتها وعيناي لا تفارقا زعم الأمل ،، هل أستبيح العبث والمجون ،، هل أستسلم للتأمل والجنون ؟! ،،
يا له من عذاب وخيالك المسئول عنه ،، فلن أبادر إلى التفاؤل بلا مبرر ،،
ولكن الحنان ألفته بلهفته عاد بي ولم يرتحل ،، سبحت الأفكار في الصمت محمومة متلاطمة ،،
علي أن أحسم أمري فلم يبق على حبر الوصال إلا الغيب ،، لأجد القلب على نبضه وعيناي قد بلغتا شرفة الوعد ،،
فرأيت قوائم الكرسي وساق تتحرك بوتيرة مدلاة فوق أخرى ،،
أطرقت قليلا فشعرت بعيناها تثقبان رأسي ،، أسطورة مصورة في السحب ،، موشاة بخمر إيلاف الأصيل ،، لم يكن ذنبها أن تنظر فتصرع ،، أو تنعس فتصمي ،، تبتسم ،، وكل ابتسامة تحيي وتميت ،، تتلألأ ثناياه والهواء يداعب عبيره ،، نعومة ولمحة خلابه ،، ملتقى الفتنة تزين ذاك الرخص المرمري ،، يختلط طراوة الندف بلمعان البرونز ،، أرختْ الأهداب مرة وأرسلتُ نظرات الذهول ،، فترتد إلى الفؤاد بأحمال العمر وأثقال الهوى ،،

خفت أن تذهب الفرصة قبل أن أتملى برؤيتها ،، فلم تكن احتمالات أراها في الغد لتنسيني خسارة الأمس ،،
وقد تهيأ الأفق بكل عناية ليراه الماء في أحسن صورة ممكنه ،، ولن أحتمل البقاء على ذلك ،، برجاء خاب وتعب ضاع ،،
وأطرقتُ أخرى ،، إلا أني سمعت في اللحظات الأخيرة قبل أن يتأرجح القلب حركة خفيفة في الشرفة ،،
رفعت رأسي بسرعة فرأيتها مقبلة ،، انحنت على الكرسي لتأخذ كتابا فالتقت عينانا لحظة ،،
ثم استوت قائمة وجرت إلى الداخل ،، وما طمعت في أكثر من ذلك ،،
ولو أنها أدامت النظر لضاع العمر سدى ،،
أما وقد خطفتْ بصرها بمثل السرعة التي خطفت بها روحي فقد أولتني الجميل دون عناء أو مشقة ،،
وصارت تلك اللحظة معقد الرجاء وبسمة الرضا ،، هي خلاصة اليوم وهدفه ومعناه ،،

عبدالله الدوسري
11-17-2008, 11:56 PM
خفت عواقب خرقي لتقاليد السهر والوقوف بالنافذة ،، هكذا جاءت الخطوة التالية بلا سعي أو تدبير ،، جاءت كضحكة الشروق مسربلة ببهجة سماوية ،، وبتلقائية فتحت ذراعي وأشرعت ليلي ،،

غمغم صوت خارج الوعي كمواء قطة تمر بجانب سيارتي ،، وأجابني الهاتف برد غامض ،، وقفت مركزا بصري على ارتباكها ،، تمليت رسم عباءتها وثملت بعطرها الفواح ،، انسبت بذلك في بحر الهيام بأمواجه المتلاطمة وحواره الشجي ،، وددت لو أسمع عصف تحديقها أو يمتد صوتها إلى الأبد ،،

ترحلين ،، فخاب الأمل وصمتت بلابل السرور ،، إزاء كل كلمة تقهقرت دهرا منغمسا في مستنقع الخيبة ،، وقد نجح يومي في أن يبقي كأس انتظارك صاحيا حتى الصباح ،، إني مفقود في غرفتي ألملم الأرصفة ،،
لمَ اللغو بمنطق العقلاء وأنت مجنون ،، وتمضي من أمامي جدة وسعير الهاتف إلى غير ما حد ،، المنطق يؤازره بطريقته الخاصة معتبرا التردي مجرد شعور ،، والثمن الفادح يؤدى مقدما ،، أما حسن الختام فآت لا ريب فيه ،، هكذا عللت النفس بالأماني ليتزود الصبر عن الرحيل ،،

لساعات طويلة جاست الخطوات تحت عري السنابل ،، ولدي في ذلك عزاء الإنسان وأحلامه المتهورة التي تحلق في الفضاء بلا أجنحة ،، وتمضى النظرات ولا تجني إلا أمر الثمر ،، تحرق الشمع فيترسب ذوب الرمال في ماء آسن ،، وجنون الهمس يعيد الغمز بالمفاتن ،، دوامة من الابتهاج والانفعال والحيرة ،،
فلن يطغى على شعورك المنبعث إلا بك ،، زلزل الاسم في فمي بعنف يقظة كاسحة ،، انقلبت لاهيا باللعب العقيمة والأحلام المتهورة وأناجي مرة أخرى المستحيل ،، سأحتفظ برائحة العطر ما حييت ،، ومن يدري ،، فربما انتظرني ذات يوم رنين الهاتف وأصوات الصور والمنى ،، لا أدري ،، لا أريد أن أحسم بعث بعثرة الأيام بعبث فكرة محددة لن تجني من ورائها إلا العذاب ،،

تعِب ،، وحزن الأرض يأتي تباعا ،،
ولا أملك غير حرائق القلب ،،
وبكاء الوردة ،، في ليل الغاب الصخري بكينا ،،
كنا نتبادل وجه طفولتنا ،،
نتوسده ،، ونحلم بقية ليلتنا ،،
تعب ،، أوغلت بعيدا في أحراشك ،،
ضيعت طريق البحر ودرب القلم ،،
ومسرى القمر المحفوف بشعر صبيتنا ،،
إني تعب ،، وليلي يستقبل كل عمر ذكرى ،،
ويودع أخرى ،،
ناحلة رياح الروح ،،هزيلة السنابل والجسد ،،
في السر أصيح : نائية شفتاك وممتنع شعرك ،،
حين أباغته ،، أرتد شراعا ،،
خذلته الريح ،،

عبدالله الدوسري
11-19-2008, 11:58 PM
همّت الأيام بأن تمضي بنظراتها الملونة ولكنها توقفت فيم يشبه الدهشة ،،
وكأنها بهرت ،، أو تساءلت عمن يكون هذا الظلام الذي يحدق فيها بنهم ،،
يشل عن التفكير ،، يرسف في الأغلال ،، لا يمكن الاستهانة به ،،
ظلام يرصد العبور من الداخل والخارج معا ،، نظرة تصلح عنوانا لمأساة ،،
وعلى الروح إلهامات السعادة ،، كأنما خرجت إلى الوجود ساعة وجدت دفقة من أنوارها ،،
خصي بصري بنورك وصدري بسرورك وقلبي بنبضك العذب ،،
القلب الحائر في نغمة قديمة ،، محطم القيود مقتلع الجنون من جذوره ،،
السابح في بحر المجهول المنغمس في نشوة الحقيقة ،،

ها هي الأيام تمضي ،، تجتر الحزن المقيم على الشعلة التي تهاوت وتفتت لتضيع في زحمة التراب ،،
لقد أظلنا الحظ بجناحيه العريضتين وحلّق دوننا فوق كل شئ والزمن يمضي لا يتكرر ،،
والأيام حذرة متحفظة كتمثال بلا نقوش تفسره ،،
ينكشف الغد عن ليل طويل ،، وكلمنا عضنا الدهر ذكرنا الحب ،،

الجو راكد والنغم محجوب بغمامة قاتمة ،، نفذ صبر الأعصاب تفجره ثورات مكبوتة ،،
ورغم الأنوثة الرقيقة انطلقت منها عزيمة متحدية مثل ألسنة اللهب ،،
لا أدري من أي مجهول استعارتها ،،
إني أقتلع قلبي من جذوره ،، وأنثره في الهواء ،،
سأسمع في صمت الظلام أقوالا متضاربة ،، ولكن لا علم لأحد بأسرار القلوب ،،
ولما انقصفت مخالب الأحلام ،، حل في ثقوبها الانقباض كالقطران ،،
وفي النهاية سنقول كل الأنهار مصيرها البحر ،،
وتمضي الأيام فتغادر السعادة من خيالي معيدة الدنيا من جديد ،،
وقد سكت الصوت وتهدم المعبد ،، والدهر لم ينطق بالكلمة الأخيرة بعد ،،

عبدالله الدوسري
11-20-2008, 01:07 AM
همت بسيارتي على غير هدى ،، ها هي مدينة الخيال تطل من أركانها عظمة غابرة ،،
ويزحف الفناء بنهم على جنباتها وأشيائها ،،
متعرية الأشجار ،، خالية الطرقات ،، مغلقة الأبواب والنوافذ كالجفون المسدلة ،،
لا تنبض بها حياة ولا تند عنها حركة ،، يجثم فوقها الصمت وتخيم عليها الكآبة ،،
وتلوح في قسماتها أمارات الموت ،،

أجلت البصر فيها فانقبض صدري ،، أغمضت عيني بانفعال مضاعف وذكريات منثالة ،،
وقد مزقت التراث والتقاليد وتحديت الواقع واليقظة ،،
أجل تذكرت تلك الأيام المنسية ،، وما قيل عن الجنون وتمزق الآمال والفلسفة المستوردة والآراء الطاحنة ،،
والجدل حول الحقائق الغامضة والهزائم المريرة ،، والنصر المقترن بالحزن ،،
ها هي مدينة العجائب مستسلمة للموت ،، وها هو القلب سجين يتجرع الألم في وحدة ،،
فأي كلمة ستقال لتفتح مغاليق الأبواب ومكنون الأسرار ؟! ،،
وأي معنى سيحيط بجوانب الحقيقة قبل أن يأتي عليها الزمن ،،
ولكن ماذا بقي من ذلك بعد سنتين في البحر والسفينة ،،

سعدت لثوان بعودتي اللا إرادية رغم شئ ،،
بالخلاص من العبث والتوجه إلى تيار التاريخ الذي لا يعرف له بداية ولن يتوقف عند نهاية ،،
فهتفت كالجريح : يا مدينتي قاسمينا الحظ والمصير ،،
ترى أذهب العمر هباء ؟! ،، أضاع المجد وعزت السعادة وانتهى كل شئ ؟! ،،
أين الترانيم والألحان ،، أين قبلات النصر ،،
خلت المدينة وأخذت تلفظ أنفاسها ساعة بعد أخرى ،،
وغفلت عن معالم الزمن غارقة في التأملات الحزينة والظلام المقيم ،،
وعند ظهور اليأس يختال في أبهة النصر ،، نتعزى عن الماضي بتربص النهاية المحتومة ،،

طيلة مسيرتي تلقيت من الذكريات تيارا مفعما بالزبد واللآلئ ،،
متلاطما بين العبرة والدهشة ،، تحلق فوق رأسي غربان الفناء ،،
اختفت الأشياء تحت ركام التربة ،، جفت وتلاشت ألوانها ،،
ولم يبق منها إلا جذوع ضامرة كالجثث المحنطة وجواسق متداعية وأسوار منهارة ،،
يخيم فوقها صمت ثقيل مكتوم الزفرات ،،
وفجأة صك أذني صرير العجلات وذلك الانقلاب الوحشي ،، والدماء توائم ثوبي والروح تصعد بذهولي ،،
ورغم الذكرى تذكرت أيضا آلة التدبيس في وجه وكيل الكلية ،، وتعاليم القاضي التي أنهكت كاهلي ،،
وتوسلات محرقة بللت صدري وأتخمت هاتفي لا أدري كيف ذابت في العدم ،،
وقد ركبني حينها عناد شيطاني لفظني خارج الزمن ،، لكأني أردت ان أكون موتا للموت ،،

واصلت سيري فاخترقت الكآبة والوحشة والخوف ،،
وتساءلت : أين أنا ؟! ،، أين النديم أين اختفى الوطن ؟! ،،
وها هي نفس الكلمات تعاد على مسمعي ،، العزاء ،، ماذا يعني للقلب المصاب ؟! ،،
لا شئ ،، من أين للكلام أن يطفئ النار ،، مهلا ألم أعلم بذلك قبل الهروب الأرعن ؟! ،،
تخايل لعيني شبح الموت مرة أخرى في كل ميناء زرته وفي كل شجار أثرته ،،
حتى حين حطت أقدامي هنا وجدته في كل مكان ،،
وقد فارقت الوحدة التي عشتها مهملا في طياتها ،،
ورغم أني كنت ألهث ،، إلا أني وقفت في غاية من الهدوء والاستسلام والبلادة والزهد ،،
ملقيا بكل شئ وراء ظهري ،، الآن والحقائق تلقى إلى سمعك تأبى أن تصدق ،،
أو تخونك شجاعتك فلا تريد التصديق ؟! ،،
وإذن فجميع مظاهر السرور في الوجود ما هي إلا قشور ،،
أين تذهب الآمال المعقودة ،، لم يعد ثمة أمل إلا في الصبر ،،
الصبر !! ،، هل تشعر بوخز الألم الحاد ،، هذا هو الألم حقا ،،
كنت تخدع نفسك أحيانا فتزعم أنك متألم ،، كلا لم تتألم قبل اليوم ،، هذا هو الألم حقا ،،

عبدالله الدوسري
11-28-2008, 10:43 PM
كنت أستمع لحديث عزّو قبل يومين عنك ،، ابتسمت حينما احتلنا عليه في أول راتب فاخر به أمامنا ،، وذلك الجيتار الذي قام بتكسيره عمي واحتفالنا ذاك اليوم ،، لن أخبره فذلك سر بيننا ،، لا عليك فلا أحد يقرأنا ،، أكمل العزف ،، لنتعلم الحياة ،، أشياء وأشياء ،، وها هو الزمان يمضي وأنا أتساءل أكنت أستحق هذه النهاية ؟! ،، لماذا انقضت الأيام تمزق الروح كأنه عدو أثيم ،، عرفنا أشياء لا تتكرر ،، أتذكر ؟! ،،

أرثي الحزن ،، لم أره في هذه الصورة من قبل ،، هيكل بلا لحم تسكنه الخفافيش ،، الدم المسفوح يلطخ وجه السهر وشمس المغيب ،، وعين الليل تقدح شررا وتتدلى من أذن الأحلام حية ،، جريمتك تسير خلفك على حوافر النغم وشوق الشوق ،، ورءوس غربان ترسف في أغلال مغروسة بالشوك والحنين ،، دعك مني وأخبرني عنك وتابع حتى لا أكون السبب في تشويه صفحة البحر حين يغشاه الأسى وتفتر بأمواجه رياح البهجة ،،
في حديث عزّو شعلة تستأثر بالقلب ،، تعلم أنه عمّك وأخاك وصديقك الذي كان يخفي الأسرار عني ،، واستأثر بجوارحي فتناسيت الأمور المعلقة وأحاور الوتر والزمن ،،
انشق النظر تحت ضربة ذهول داهم وهو يضرب كفا بكف ،، لحن غض يجود بالإعجاب لكل شئ ،، نذكرها ساذجة وطيبة ،، نقية من المكر ،، لا تكاد تتجاوز الحياء ،،

أتعلم ،، دعنا ننصت أولا ،، فكما ترى فريقنا فاز الليلة وشاركت عمي مشاكسة عزو ،، أما في الطريق فقد مضى يدرك أنها جميلة ويسعد بهذا الامتياز ،،يتعامل معه الغياب في تحفظ ودلال مع نظرات الإعجاب ،، أخلاق فطرية لا تكاد تتجاوز الحياء ،، وأنصت ،،
لم نعد نذكر من الأحاديث هناك ونشهد طفولتنا ،، إلا طيفا ذائبا في ماض مضى وانقضى ،، حتى الصور سرعان ما تتناسى العمر ،، إلا النمط الشائع بالألوان ،، أجوبة كانت قرة عين تؤنس وحدتنا ،، ألفت الحياة الأنيقة والذكريات ،، كما ألفت الأجواء المتقلبة الحنين المتقلب بإشراقه وعذوبته ونواته الضارية ،، أنفاس وأحلام مراهقة وعزف براعم حين امتلأ بريق الحياة الساخن في عالم الأشواق ،، عذب مخيف غامض ،، يطل وجه مثل المنارة ،، ليست أناقة الضوء هي المثيرة ولكن قامته أيضا ،، وبصفة خاصة نظرة عين وهاجة ،، كالنسمة تعزف بشذا البحر ،، قرصة ملاطفة لخد مورد ،، حادة وناعمة ،، لغتها مجهولة متحرشة ،، تهيج الشعور بالأهمية ،، تداعب السرور الخفي ،، تغطي القلق بغلالة إيحاء وردي ،، يخبرني عنه وأستمع ،،

http://up.7cc.com/dldEWx00938.ram.html

عبدالله الدوسري
12-01-2008, 09:53 PM
لا يشارك ولا يقاوم ،، رويدا يتسرب إلى الأعماق معطرا بالفتنة ،،
تمنيت ألا يجاوز ذلك ولكنه لم يتمهل خطوة إلا كتمهيد لأخرى جديدة ،، وأماني تنتظر بين شجرات الحياة ،، تعلم أنها شمعة الطريق ذوبها العمر وحس يبعث النور ،، بتنا شريكين في حدث خطير ،، استولى على القلب والخيال ،،
أحببناه أكثر مما تصورنا ،، أنصتنا إلى تقلبه بين أرجاء السماء أقوى من باب البيت وأنقى من ماء المطر ،، انتشر وانغرست جذوره في معبد الليل وتولى القمر تطريزه وهمس للنجوم ان احتفظي به ،، هائم في الوجد الرنان ذي الإيحاءات اللا نهائية ،،
قاد النظر الفاتر إلى مصير حتمي لا شئ دونه إلا أصداء متلاشية ،، انسحب العمر وذاب بين أحضان السماء ،، يصب الجنون في جوفه حتى يطفح بتراثه ومبادئ أخرى ،، ينقض على مصيره بعينين معصوبتين متقلبا بين ثراء السحب وأريج الليل غطى على حياتي وحياة الكون من حولي ،، محال أن أتقاعس يا حلم ،،

عبدالله الدوسري
12-13-2008, 12:51 AM
بعض الأمواج كسولة لا توصلك إلى الأعماق ،،
كالفجر عندما يفر من عتمة الأشجار بهمس لا يبين إلا أنه أيقظ بعض السحر في الصدور ،،
كالضوء يمعن في غروره حين يجد الأفكار عاشقة مقيدة برائحته ،،
يستأثر بالصمت ناظرا من عل ،، ويترك الأشياء تهذي وحيدة ،،
فيسترد الانتظار إلى حين قدرا من حلمه ،، ملتصقا في لحمة الشوق ،، يغوص ويمتد عميقا كجدار أبيض كانت تنقصه لوحة أبدع الماء في نقشها ،،

ولكنه لم يجب ندم الأحداق على ما فرطت من منى ،،
يتخفف من ضيقي لينجو من مخالب الواقع ويبقى مدلها خلابا فيقوم بالإشارة نحو الزمن ،،
والزمن سريع التقلب كالريح تنتقل من مكان إلى آخر وفق هواها ،،
وحينما تعلق كلمات الهيام في أذن اللحظات يصفو النسيم الحاني كقطة مغرمة باللمس ،،

كان يكفي ظهورها ،، لتبتلع الآهات وأجساد الليالي الناحلة ،،
كالبحر كلما جدفت به تمنيت ألا تقترب نهايته ،،
أسحب المواويل من الأهداب والسماء تنفتق ببذرة رائحتها وحصاد العمر ،،
لتبدأ أعذب رعشات الوجد فتحيل الخافق إلى موجة ،،

يكفي ظهورها ،، إيقاعا حاضنا القمر بصنارة الغرام ليتمّه ،،
ويتعلق كثمرة تبقيني بين ماء لا أصله وهواء يتقطع في رئتي يهزأ بانتظار أكله ،،
فرحابها أزهار ضحكة طفولية لم تكمل رقصتها في السماء وجاءت بين يدي تغني ،،
وأسراب ماء منتشية تتهجى الحياة لم يعقها المدى فتواصلت مع مفردات خفق القلوب ونظرات غنج مشبعة ،،

ابتسمت ْ ،، فأخذتُ نصيبي من الغرق ،،
واحتواء يسرقني ويخبأني بين ضلوع الفتنة وجيب الأحاديث رطِبا يعبق بأنفاس الوجود ،،
وكل شئ يثمل باقتفاء الحلم الفواح ،، يهدل كحمامة تحرش بها غصن دامع ،،

تغيب ،، فأنهب ما بقي في مخزن الذاكرة من موج كسول لأجل الطمع والطموح ،،
وشروق لا يحرق الرضاب قبل لقاء شمس غيابها ،،
أضبط المآذن متلبسة بمراقبة النداء فأصدح بالظلام الجائر ،،
من دون استئذان الحنين وهو يرميني بابتسامة عذبة ،،
حتى جاءتني أجنحة الرنين برسالة من الأعماق ،،
فاطمأنت الريح وخدرت ،، وطرب الفجر بترانيم لا تحلم بالصحو ،،

عبدالله الدوسري
01-01-2009, 11:17 PM
أن تستقبل عام بتوديعك لآخر لحظة أكبر من أن تحتويها الأحداث ،،
كأن تنهي مرحلة بعد ارتفاعها والسقوط في عواصفها ،،
وتصل لبر الأمان دون مفارقة الشعور بالملوحة ،، في الدمع المر والأمل الذي لا يأتي والأحلام المستحيلة ،،
وتبقى الروح كالقلعة المشوهة التي نسيها طفل قبل أن يغادر الشاطئ ،،
تجرجر طواحين الوقت في أزقة النفس وسعير الفقد لهبا يكسو الأرض ،،
العشب يابس والعطش كقبضة من الملح ،،
مضت الأيام كعادتها كما تمسح الأم رأس طفلها تارة أو بائسة كأحضان جحيم تارة أخرى ،،
كمخلوق بحري أعيد ثانية من الرمال بعد أن سحب للشاطئ ،، والماء مالح ،،
ودمعة ولكن وراء قلاع وحصون ،، وملامح تغيرت ألوانها في جلد الرحيل وحقائب النسيان ،،

الكآبة أكبر من كيس رمل والقلق ينخر في الرأس كدودة نشطة ،،
خلت الحياة من كل نشوة ملموسة ،، وكل الطرقات لا تؤدي إلا إلى الحزن الذي يهب في جميع الاتجاهات لتبقى معلقا والسكون يعم العالم كورقة فاجأتها رياح الشتاء ،، الكلام يهجر فم البهجة والفراغ يكبر ويفتح فكيه ويطبق على كل شئ ،،والأيام إطالة حياة لمحتضر يتوسد فراش النهاية وثعابين الأرق تتلوى من حوله ،، وصوت الرحل يخلع شرايين القلب ويحفر السمع كأنما فقدت حاسة الاهتمام والأحلام تفر كما يفر طائر من فتحة الشباك ليقف في الخارج ساكنا سكون مقبرة ،، تشرق الشمس فلا يشعر بها وتغرب دون أن ينظر إليها ،، كشراع السفينة الذي أحنت قامته الريح ،،

تزداد كثافة الأشياء التي تستحق كامل الذات وكأنما المخلوقات قد هجرت الأرض وبقيت الأقدام وحيدة ،،
بلا حس يسمع ولا يقع البصر على غصن يرتعش ،،
أضيق من ظلمة تتسع لقارة من الحزن ،،
أما الهروب فقد بات كالسير فوق الماء لا يفيد بشئ ،،
فماذا لو غرسني الحظ في خاطرك هذه اللحظة ؟! ،،
ترى كيف هو صوت رائحة الأنوثة وأنت تستقبلين عامك بتنهيدة وابتسامة ؟! ،،
خضراء لا تعرف الخريف ولا تجلس في مد الظل ،، تقف دائما في شرفتها ،، تحدث الطيور وتهب نفسها للشمس ،،

فتصحو النبضات وكأن أمطارا هطلت بغتة ليبدأ النهار وتعود الحياة في الأوصال ،،
وتقطف ثمار حلم بلون الأنهار في زمن السيول ،،
حلم صغير في حجم قمحه ،،
حلم أضمه إلى صدري وأغمره بقبلات الفرح الشرهة وأختفي في غابة ،،
ممتطيا جواد أمل وهو يتبختر بين دروبك لا يخشى الموت في ظل الغد ،،

عبدالله الدوسري
01-08-2009, 07:26 AM
http://up1.m5zn.com/download-2009-1-7-01-342ki16dh.mp3


البحر متسع لا تحده أشياء للتذكير إنما للتدبير ،،
هكذا مرقت إلى هذا المكان بقوة سحرية من أجل زمن لم أمر بباله قط ،،
لست أشك أن لليقظة أحلاما ،، وإلا فما شأن الذاكرة إذن ،، وهل هي إلا بيت الأحلام ؟! ،،

ولكن بعض الأمكنة لا تقام فيها الحفلات إلا أثناء النهار ،،
فتموج بالليل حتى ما يرى العقل إلا أشباحا متفرقة كأنها ما صفح عنه الغبار من سطور كتاب قديم ،،

ومن الذي ينكر أن استبداد الملوك الطغاة ،،
وما إليه من استرقاق الطموحات وتعبّد الأرغفة وظلم السهرات وانتظار الخيبات ،،
إنما هي أحلام مزعجة من أحلام الإنسانية المستيقظة ،،

إنك لتشتري الماس بالنحاس وتستبدل المعدن من النفيس ،،
ولكن جمالك حبيبتي ما ينبغي أن يخبو في تلك الحالات ،،
حتى تتساوى في القيمة ما تشتريه بها أو ما تغليها به من ذلك المعدن النفيس ،،
فإذا نقصت شيئا بقي الجمال سيدا وذهب النقص بالتكافؤ بين السماوات وكفتيك ،،

انظر ،، أترى ثمة نطفا مستعبدة تجتمع كما تتراكم الأنقاض وتتفرق كما تتبدد !!،،
وليس منها في ذلك إلا صورتان للخراب كالبومة والبومة في التشاؤم ،،
إنك لتنظر النطف التي تحلم وهي مستيقظة ،،
ألا تراها تسهر على السخرة وتطيع بالإرادة أو بالوهم الذي صار له كالإرادة ؟!،،
وتشك في أنها تخاف من المستبد أو تخاف من أن تشك فيه ،،
وترجو على قوْته ما يرجوه صوت الموج : أن يملك عمره لحظة ،،
ليتناول بها لقيمات يقمن صلبه ،،
وأن ينهي موّاله ليوقن أنه يحلم كإنسان له لحظات يملكها ،،

هذا دأب الاستبداد ودأب الحلم الذي ابتلي بالنقص عن مكافأة المستبد به ومساواته ،،
أتشتهي جمالها أم صوت أحضانها ؟! ،،
فكثيرا ما لا يكون ذلك النقص فيه إلا بمقدار أنملة / نطفة واحدة من النحاس التي ارتفعت عند الماس ،،
ولكن أين هذا المقدار المتمم ؟! ،،
قليل من الحلم يكون الحلم كله ،، ويجعل روحه مالكا بعد أن مملوكا ،،
وحاكما للحب بعد أن كان مملوكا ،،
ويخرجه في الآهات من نجم إلى نجم ،،

هذه النطفة هي التي تبقى في يد القدر حتى يجئ الغد الذي وُعدت به الليالي المظلومة للانتصاف من ظالميها فيعطيه صوتك للحلم ،،
ولا يكون إلا صوتا للرحم ولكنه صوت حالم بينك وكفتي عرشك ،،

أفتدري الجمال ؟! ،،
هو الذي لا تعرفه الحياة ولا يعرفه الموت ،، فلا يذل لأحدهما ،،
تتبرج له الحياة فلا تغرّه ،، ويتجهم له الموت فلا يضره ،،
ويعيش بكل ما يسوء ويسرّ بالأشواق فلا يسوؤه الفجر ولا يسره ،،

هو حلم روحه في كفه ،،
يثب بها من كل قبر يحفر له ولا يسقط أبدا ،،
فإن الشوق لا يجئ إ لا عندما تقضي السماء على الأرض بحكم من أحكامها !!،،
فيخلق الموج بين جنبيه قلبا هو المعنى المتجسم في ذلك الحكم ،،
تسبق مجيئه أعاصير ومحن ،،
تهب على الأرض فتقيم الدنيا قيامة لا لظلم الفقد والوجوه ولكن لتمهيد طريق أحضان الشاطئ الساكن الذي يولد هادئا منطويا على رائحته انطواء القنبلة ،،
وآخر الأشلاء تقول أن بعض النفوس تموت في الأرض وتنتهي إلى السماء ميتة ولا تحيا هناك إلا بقبلة ،،
تدفع ثمنها بالعمر حيث لا يُملك غيره ،،
كما يدفع الليل المفلس لليقظة أجر ما يأخذه في سجنها من أحلامه ،،

وما كتب غبار الأشباح قط صفحة هي أقدس في السماء من صفيحة وجد حين يحتضر ،،
تخفق بمعانيها وتطبع فيها الظنون سطورا كأنها إيميل الموت ،،
السطر الأول يكون حنينا موجعا ،،
والثاني يكون خلاء لأنه مكان الرعد فلا تثبت فيه يد النجم بين ميزان المنى ،،
والثالث ندم ،،
والرابع مجازفة ،،
والخامس رجاءا مستحيلا ،،
والسادس أملا مضحكا ،،
والسابع كلمات موجعة من الإيمان الضئيل ،،
والثامن حروف خيالات من الحزن الأثيم كأنها مقبلة بمخازيها ،،
أما ما بقي من نطف مما توفي على النهاية فإلى أمرها ،،
وفي الثمانية برَد صوت جدير لأن تنتظره السماء فيستعاذ منه ،،

عبدالله الدوسري
01-13-2009, 02:07 AM
http://up1.m5zn.com/photo/2009/1/12/04/9c3fv3pxp.jpg/jpg


إليك عبادي ،،،

كنت هناك منذ أيام ،، وكما تعلم بأن كل مكان جمعنا يتجدد بالجميل فما بالك في ابتسام الغروب ،، غير أن أخيك لم يتسع بعد في درس علم الجمال ما يسع هذا العلم الجميل ،، فإنا تهيبنا الطبيعة فعبدناها ولم نمسها ولا بالفكر ،، لم نقرأ من فصول الألوان وأحلام النظرات إلا فصلا واحدا أصبناه في أصل الخلقة وهو المرأة وما شئنا مما ساقته الملائكة في خفق الزمن على أجنحتها ،، وجاء زمن آخر فابتذل الطبيعة حتى ملّها ،، وكأنما أخذها عن وليّ نعمته كما يأخذ الصياد مها ً بريّ من المعبد إلى المذهب المظلم ،، فلم يبق في يديه من بلاغة الاحتفال إلا هتافات وتصفيق ما شيد من أصله ،،

لا عليك وانظر إلى حديث البحر وما استمعنا له في بقية من أثره ،، تلك اللغة الخفية التي تفيض ألحانا حتى في الحزن ،، وتوقع على كل شئ تصادفه كأن كل شئ ينقلب في يد الطفل أوتارا مرنة ولو كان العصا التي يضرب بها ،، وما توفقه في بعض القلوب إلى الاحتفاظ بشئ منها فتكون ينبوعا للحقيقة ومعاطف للعواطف ،، يشرب منه العمر ويدفأ فيه السفر ،، ويستظل إليه الماء المجهود الذي ما يكاد يتنفس ،، وتبرد عنده الأحزان الملتهبة وتصغر لديه كل الآهات فتخرج عن صمتها إلى طبيعته لتستحيل بها دموعا حارة ،، وهي في النظرات بقية من رحيق الجنة قبل أن تقوم من مجلسها تطمس الشمس مغادرة الغيم يوم كان لا يظمأ فيها ولا يضحى ،،

فإذا أردنا بعد ذلك أن نرى شئ منها ،، نجعل العين أقرب إلينا من الفكر ،، بل ننزع الفكر هذا إلا الخفيف منه ،، كما تنضو ثيابك إذا طلبت السباحة إلا الطاهر منه كما تخلع نعليك إذا أردت الصلاة في المسجد ،، كما تطرح شغل قلبك بين يدي الله ،، فإن أنت سبحت بثيابك فإنما تمثل الغرق وإن دخلت بنعليك فإنما تمثل الجحود وإلحاد القلب ،، وإن نظرت بدون عشقك فإنما تمثل العمى الطبيعي الذي يدحرج الآمال إلى الأكفان ،،

*

دعنا من ذلك ،، فهل تنظر معي إلى غزة ؟! ،،
أين ينبوع الضياء الحي الذي تراه لسعة نفسه وترامي ابتسامه متلألئا في طرفي السماء والأرض كأنه منفجر منهما جميعا ،، يأخذ من روح الدعاء فيبتسم ،، ويأخذ من الإنسان فيبتسم ،، ويتناول كل شئ فيستشعر منه ترنح الطرب ونشوة المصير ،،
ويحهم ،، ألا يرون الآلام ترسل دفاقا على أرضنا كماء المطر – وأي مطر – وهي مع ذلك لا تصب من تصيبه إلا قطرة فقطرة ،، كأنه مكتنف من رحمة الله بفضاء واسع يجعله كهذه الأجنحة التي ترسل عليها السماء من أقطارها وهي مع ذلك أبابيل ،، تلبث طافية على الهواء كأنها الأمواج التي يجيش بها البحر أبدا ولا تغرق ،، ولو هي كانت في الأرض لأغرقتها بصقة من إناء مترع بكلمة صادقة وفعل قائم المرساة ،، أوليس في ذلك ما يردف الإنسان شغلا بنفسه الضعيفة مما يذهب إليه في نكرانه وريبته ونفاقه وغباءه إذ ينتحل شيئا من الصمت لينكر الكلمة أو ليشك فيها ،،

لا عليك فلم أبتعد عنك ،،

عبدالله الدوسري
01-24-2009, 02:05 AM
لا أذكر صوت الرحيل وإنما عدم العودة ،،
هائما في معية الضباب وما زالت الغيوم الرمادية تفجر جراحها ،،
خاملا أكافح التحرك لدر بسمة ضئيلة من بقية شمعة كانت ترطب النفس ،،
يقولون أن الرقص يحتفل بالصمت الطروب ،، فهل رزقي من الدموع فوق قبر حفر على عجل ،، أين أنت يا من كان صدرك بيتي ؟! ،، والحلم يتيم القطر بعد أن كان طهورا للأيام ،، وغسول الشرفة كالمضخات التي تخرج مياه الجوف وترميها في أرخبيل الراحة ،،
بسمة حاذقة ترج نخيل الروح فتتساقط الآهات المطمورة وتصافح صبر أيوب ،،
الحياة قصيرة لكل هذا الحزن فلم الانتظار !! ،،
أتنفس المرارة الممزوجة بالصمت ،،
كشبح لا يتعثر في شئ ،، متصالحا مع ما يحيطني في سكون ممتد ،، أراقب خيوط الضوء المشرقة في مؤخرة عنقي وعيني تبتلع بهاء الحياة ،، أتنفس بثقة ،،
كآبة أشد من لدغة عقرب الماء يدخل تحت الجلد ويستقر في الضلوع ،، تتحول قطرات الدموع إلى ثلج يلامس سلكا مكهربا ،، وأحاسيس تحولك إلى معمل لا ينتج سوى الألم وتصبح في النهاية غرفة إعدام صامتة تنتظر حتفها ،،
فربما دقيقة تسخر غفلة الوقت تكون هي الطريق الذي تمر منه الفرصة إلى ما وراء الزمان ،، فتلحق البعيد بالبعيد من الأبد ،، حيث بها شئ من الأوهام ولو خرجت الروح تصرخ وراءها عدْوا ،،
هدية قلما يعنيني مقدارها ،، أحسبها كما أشاء ولا أذكرها إلا كذكرى شيخ يوم ميلاده ،، هي لي لا للتاريخ ولا للوقت ،، لا أسلمها في يد الغيب إلا مع آخر حلم من أنفاسي ،، أحرص أن تظل واقفة على جسدي قبل أن يبرد أثر القبلة التي انطبعت على القلب ،، لا أثر للموت أو زفرة من زفراته فتصعد متباطئة ،، لا تذهب من الحياة ولكن تذهب بها ،، لذلك كان الليل ساعة وكانت النجوم أرقاما دقاتها صياح ديك عند قوم ونهيق حمار عند آخرين ،،
فرب عمر تناثر مع مرور الموج لا يساوم عليه رمل الشاطئ بنظرة ازدراء أو ضحكة ولدت في يوم رعد قاصف ،، ولحظة لعمر آخر تبذل فيه كل أزمنة التاريخ المجهولة بأنفاسها المعدودة يملأ ذاكرة الزمن الخالية ،،
مرّت ساعة ولحقت بها أختها ،، قال: أوَ ليس ،،،
قاطعه قائلا : دعني من اسم هذا الفعل الناقص وخبره ،، حينما يحرص الزمن ألا يخطئ في حسابنا نتجاهل أن نعترف بأخطائنا ،،
كانت العبارات كزورق ورقي يجعل الكلام في دمي أشد جريانا ،،
صباحات بلا بصيص أمل تجعل الروح في قنوط وكأنك تمشي في حقل من الصمغ ،، المفاصل رخوة والنظرات كسولة والقلب عديم الاكتراث ،،
الحزن يعض ويمضغ بلا انقطاع ،،
وكل ما حولي يؤكد سقوط روحي ،، أتحسس ماء وجهي ولا أرفع بصري حتى أصرخ ،، حاولت أن أغسل قلبي بالنسيان فتحول إلى شلال لا يسيل منه إلا التعاسة ،،
فكيف أبحر الغمام واللعنات تنسكب مع خفق الأشرعة ؟! ،، وكيف أحلق عاريا ولم أرق الجبل بعد ؟! ،، وأين هي موسيقى مأتمي تحفر قبري الراقص ؟! ،،
أيعيد التاريخ نفسه وتكون أنت التمثال الذي يُسفح إليه الشعاع كواطئ ظله في الرمضاء يحسبه الدم بارد ،، فليس من قلب يخفق بالهوى مع قلبك ،، حتى ولا قلبك يخفق معك ،، بلا أدنى شعور بالحياة في هذا الموت ،،
خذيني إليك يا روضة الورود دون هذا الطريق المحتطب الجافي الذي يكاد ظل روحه يجعل العشب الأخضر يابسا ،، وقد قيل بأن شجرة واحدة تصنع الكثير من عيدان الكبريت وعود واحد يحرق غابة ،،
والعقرب الحكيم صغير الخطوات ،، بيد أنه متين لا يقتحمه إلا الموت ،، فلتفعل اللمسات ما تشاء فإنها ما تزال حيث هي بجانب اللدغ هاهنا وهاهنا ،، واللذة محدودة دائما بذاتها ،، فهل رأيت الشوق في الأذرعة ؟! ،، ترتفع الأعناق إلى العناق مغروزة الأطراف حيث تلوح الآهات وتترك الجسد جثة على الأرض متسامية التفاصيل متعالية ،،
لن تجد هذا القلب ولا بين المجانين دون طبقات الهواء ،، فحين ينساب الماء إلى الخلايا يغدو أصفى ،، الكلمات تلتقط شهيقها ،، تعالج خروج البوح في استقامة جملة ممزقة كانت ما بين الدموع الضحلة ،، تأوي إلى جوار الحيرة الكئيبة العائمة قبل أن تغادر لسرقة ما بعيني العقرب لينجو مزارا لمن يعرفه ومن لا يعرفه ،،

عبدالله الدوسري
02-06-2009, 08:45 AM
يؤمن مرة فيرجو ويخاف وينكر مرة فيدركه اليأس والجزع ،، مضطرب لا يستقر بين البين ،، في قلق لا يعرف حال ،، لا يحرص على شئ كما يحرص على نبوءة وليد بما وراء الموت ،، حمل نفسه حملا على الحياة فلم تحتملها وأعرضت عنها ،،

كشف له الحزن عن إذن فلسفية الطباع ،، امتزجت به وأصبحت له ضيقا من داخل سجنه ،، تناقض بات قوام حياته ،، قوام رجل متعب ،، يجمع بين دقة الحس ورقة الشعور وحدة المزاج وقوة العقل إرادة قدر ،، فثبت لمحنته وضاق بها وشكا منها ،،
ما سمحت به القرون بالإياب حتى وعدتها أشياء ثلاثة : نُبذة كفتق النجوم ،، وانقضاب الأم للوليد ،، وثبات الوطن إن جال خوف الغزو ،،

فقلت : آثرت المقام ؟! ،،
قال : ما سفرت لأستكثر من الغربة ولا للقاء الذكريات ولكني أعرفك ،، فلن تفهم وجهة نظري ،،
قلت : اسمعني ،، شاهدت أنفس مكان لم يسعف الزمن بإقامتي فيه ،، ولكني مثلك لا أحفل بذلك ،،
وقال : ولست مثلك فلهيت عما استأثر به الزمان ،،
فقلت ضجرا : أنت تجدف وتخلط الأمور ،،
قال ضاحكا : كجاهل مغالب القدر ،،

على غير علم نشهد بالوطن ،، كسبغ القمراء الطلقة على طواف المجنون : قيس ،،
ويأتي الحظ كهشّ الذباب ،، يريد أن يعبث حتى في الأحزان وفيم اختارته دون التوحش للرحيل وعزلة الوطن ،،

وبأكبر ظن نخفي أوهام اللقاء والزيارة ،، عذرنا بأن التاريخ لم يحدثنا بما لقيهم به ،، وما قال صداه من قنوط وسرور أو إقبال ونفور ،، فنخلو إلى النفس وإلى التفكير ،، منقطعين لا نرى أحدا ولا يرانا إلا بما نريد ،، نشعر بالجهد والعناء ولكننا لا نبغض هذا الجهد ولا نضيق بهذا العناء لمن حولنا ،، لا ننكر ما انتهينا إليه إلا باليكاء ،، وقد لا يحتاج شاعرنا أي شئ لسبغ أبياته ،، نلائم بينها وبين ذوقنا الفتيّ ،، لا أن نعين فكرنا ونشارك الحياة ،، فالإيمان بذلك يجعلنا نعدها لثلاث : صورة تتشقق مع كلمة صعب ،، ونغمة تألف مع كلمة الرعب ،، وحفلة تلائم كلمة الشعب ،، فهل تنظر يا عزيزي إلى البحر ،، فأي شئ يوافق موجه بعد التعب وأي شئ يرافق صوته قبل الشاطئ ،،

قال : يعني من ذلك إلى ما أحب ،،
قلت : ربما ،،
قال : فهل ذلك حق ؟! ،،
فقلت : ربما ،،

وقد أخشى ما ينبئ به الدهر من ظلم وما بشّر عنه ،، فأسخط إلى الليل حينما أخلو لنفسي ،، أم راض بي الصباح كأحلامه للشمس ،، وقد يتردد في تكاثف الظلمات ضوء ضئيل ولكنه غزير ،، هو ضوء العقل والقلب يهديه من ضلال ويرشده في غرقه ،، تبخير عاطفة ،، فأطمئن إلى هذا الإيمان ،، يمتلئ به قلبي وتسكن إليه نفسي ،،

عبدالله الدوسري
02-06-2009, 11:09 PM
" أنا العطش دون فم الماء والجوع في بطون الذكريات ،، أنا دموع السماء والحب بعد الترمّل " ،،
وإنه فيما يبدو حالة غامضة كالحياة والموت ،، نستطيع أن نعرف الكثير عنها إذا نظرنا إليها من الخارج ،،
أما الباطن ،، أما الجوهر ،، فسر مغلق ،،
وأمطرت جدة الليلة ،،

تذكر ماضي الحياة كما يذكره العقلاء جميعا ،، وكما يعرف الحاضر ،،
أما الزمان ،، فيقف وعيه حيال المطر ذاهلا لا يدري من أمر مصافحته شيئا تطمئن إليه النفس ،،
ورحلة إلى عالم أثيري عجيب ،، ملئ بالضباب ،، تتخايل لعينيه وجوه لا تتضح ملامحها ،، كلما حاولت قطرة أن تسلط عليها بصيصا من نور الذاكرة ولت هاربة ،، فابتلعتها الظلمة قبل أن تجف بغموض الوحل ،،
وتجئ منه أحيانا ما يشبه الهمهمة ،، وما أن يرهف السمع ليميز مواقعها حتى تفر متراجعة تاركة صمتا وحيرة ،،

ضاع خفق الريح بالغصن بما حفل تمايله من لذة وألم ،،
حتى الذين عاصروا عهد الوجد العجيب قد أسدلوا ستارا كثيفا من الصمت لحكمة لا تخفى ،، ولك الغربة يا نوارس ،، حتى لا تندثر أجنحتك دون أن يتيح لها الزمان مؤرخ أمين يحدث بأعاجيبها ،، ترى كيف حدثت قصة الموج ؟! ،، متى وقعت ؟! ،،
فكيف أدرك التحليق أن هذا العقل غدا شيئا غير حركته المتواترة ؟! ،، وأن لنبضات القلب معنى غير حركتها المتواترة ؟! ،، في رحلة رعد أخص ما يوصف به الهدوء المطلق ،، تثاءب في ابتسامة ،، وأمطرت جدة ،،

يبقى الحنين ،، ولكن وراء ذلك المظهر حرارة في قرارة النفس والخيال ،، ثم ماذا ؟! ،،
حدث في الماء الراكد حركة غريبة فاجأت سقوطها ،، كأنما ألقي فيه بحجر ،، كيف ؟! ،،
لأول مرة يستثير دهشته شئ فيتساءل : أين الإرادة ؟! ،،
ثورة كاملة ،، خال أنه بصدد مسألة من مسائل الكون ،، بالخيال بات الصدر مورق ،، وفي الواقع كان لحمس حضورك نذير تغيير شامل طال النبض وأرعش جناح الخاطر ،،
أليس الزفير حر ؟! ،، تفكر مليا ثم أجاب بلى سيشهق بالحرية ،،
ملأه بغتة شعوره بالحرية ،، وأضاء نور الشعور جوانب روحه حتى استخفه الطرب ،،
أجل شعور ،، نزل عليه كالإلهام فملأه يقينا لا سبيل إلى الشك فيه ،، يفعل ما يشاء كيف شاء حين يشاء ،، غير مذعن لقوة أو خاضع لعلة ،، لسبب خارجي أو باعث باطني ،،
فحل مسألة الإرادة في لحظة دون أن يبرح مكانه ،، وأنقذ الريح بحماس فائق من وطأة العلل ،، وداخله شعور ،، مزدريا كل قوة أو قانون أو غريزة ،، أهاب به شعوره الباهر أن يجرب أنفاسه فلم يستطع أن يعرض عن نداء الحرية ،، محلقا محملقا في صمت الأفق ،، فلتمطر جدة ،،

عبدالله الدوسري
02-08-2009, 11:45 PM
أمسكت بقلمي وبحثت عن أوراقي القديمة التي أستخدمها دائما ،، لم يبق سوى اثنتين أخذتهما بعناية ووقفت أمعن النظر فيهما ،، تذكرت بأني تركت هاتفي في السيارة فهززت كتفي ،، ولكني بعد لحظة ذهبت مسرعا لإحضاره فربما سيحمل اتصالات من العمل في هذه الساعات اللعينة ،،

عدت لقلمي والأوراق فأشعلت سيجارة ورحت أتأمل عزف الأطياف كالعود المرتخي الأوتار ،، خُيل إلي أنني أرى الحياة على قدمين ،، كلما استرق الحلم أشعر كأني غريبا عاد توا لموطنه ،، أجل ليس المعزي كالثاكل ،، ولكن تجربة الشعور بأي شئ وبغير كمال لأي شئ تكون ثمينة ولو بالعذاب ،، فنقطة الانطلاق دائما تكون بالصفر ،،

فهل أترك صوت القلم ولم تبدأ المعركة ؟! ،، وما كان إبحار في مثل هذه المعركة ممن تتملكهم روح الإقدام والمنافسة ،، وعلى العكس من ذلك أرى الأفق ينكمش ويسلم ساقيه للريح حياء واستكبارا وجبنا ،، لن يزال في كل شدة يلتمس التدلل الذي نشأ في أحضانه ،، فإذا أخطأه صائب السماء ،، ولا بد أن يخطئه سفر الأنفاس في الأرض ،، انطوى على نفسه دامي الغد مجترا آلامه مكيلا التهم لسوء والأمل الذي يباغته ،، ولو كان دور السفر وحقائب الغرام أن تطارد لا أن تطاردك غربة وأن تطلب قبل أن يؤخذ منك لهان الأمر وطاب شهيق الوطن ،، أما والأمر غير ذلك ،، أما والأمر يستوجب لباقة تحليق وجسارة تطمع في الظفر ،، فلو أن السجايا رهن مشيئة الإنسان لنزل أفكاره ومركب أحلامه لقاء أن يصير ماهرا وبحارا جذابا ،، ولكن هيهات أن يبلغ ما يشاء ،، ليس أمامه إلا أن يحتقر المراء ويمقت الأقدام ويستمرئ عزلة الرمل ووحشته ،،

وضعت رأسي بين يدي وأغمضت عيني دون أوراقي ،، وتجنبت أن يشتبك الظلام في حديث مع شخص لا يبين ،، وتصنّعت الإنصات للهاتف لأصرفه عن محادثتي ،، فمضى الوقت وكل ما حولي صامت ،، سكون قائم إلا أن يمزقه احتداد صوت الماء إذا استثاره مجداف ،، وأوردته أفكاره المحمومة في إيقاعه مناهل سامة استقى منها خياله المحزون ،، غارة جنونية تقذف الشاطئ بالحمم تدك الرغائب وتهلك أوهامها فلا يبقى منها إلا آثار وخرائب ،، وشخصان لا غير ،،

نظرت إلى الأوراق والقلم وتمثلت لعيني الأشرعة ،، تفزع خفقاتها إلى الظلام ،، لائذة بجناح الشوق ساكنة إلى ذراعيه ،،

عبدالله الدوسري
02-19-2009, 02:06 AM
يضرب في الأعماق ،، وقد كان لنشأته الأولى أكبر تأثير في تكييف طبيعته ،،
فخضعت سماءه لصرامة أغنيات وثارت لتدليل أمنيات ،، صرامة أجنحة ترى القهر عنوان الحنان ،،

وقد ننشد التحليق بلا أمتعة والتأم الجمع حول السفر ،،
فأبرأ النظرات خليقة بان تستثير الجوع والحياء ،،
تعاون الظلام وصراخ طفل بعيد في عزم وسكون إلا أن يقطعه ضجيج النبض ،،
كما تشتعل الورقة تحت أشعة الشمس المتجمعة في بؤرة الحس ،،
وخواطر سارة زاحمت الرأس والفراغ ،، تفاعل محتمل وانفعال مؤكد ،،
ومن يدري بعد ذلك ماذا يحدث ،، وأين المستقر وأيان المنتهى ،،

حسبي من السرور يقظة دبت في قلب موات ،،
فلليقظة فرحة وإن أدى الإنسان ثمنها من دمه وراحة باله ،،
وهل أنكر أن الوجود جمد من البرود وبرم بالراحة وضاق بالراحة ،،
فها هي ذي يقظة تدب ،،
وتبشر النافذة بدوامها ،، ما عقباها ،، ما غايتها ،،
لا يبالي سروري الراهن ما ينطوي عليه الغد ،،
فليشرق الأفق أو فليغرب وليبتسم الحظ أو فليتجهم ،،
فبحسبي من السلوى ومن النبض تسبيحا شعور يأخذ بمجامع النفس مهما كابد حي الراح من تعب ووجد ميت الطرب من راحة ،،

قالت : النظر إلى خارج النافذة كان شأننا ونحن أطفال ،، أما الآن ،،،
قلت : بل الحلم يحتاج منا أن نحلم ،،
أغمضت عينيها وقالت : من يتفتق عن الآخر ؟! ،،
فقلت : وما شأني ،،

وانسل الوقت وما يزال كبرياء الفجر يتجرع غصص العذاب ،،
كم كانت تكون الحياة سعيدة لو أن ما نلقاه من حظ ونصيب ومصادفات واتفاقات وأناس وأخلاق ،،
كان في مثل تلك النظرات وما يقطر لها من خفق الوجد ،،
كرؤية نور الدنيا لأول مرة بابتسامة لا صراخ ،،
إحساس عجيب لا يتأتى الشعور بجدته مرة أخرى ،،
كما ينفض الأفق عن صفحته الضباب البارد القاتم ليستقبل شعاعا دافئا منعشا ،،
ينظر له الحلم وقد غاب بصره وارتفع حاجبا صبحه وفغر فاه ،،
وغمغم جناحاه في حيرة : ماذا وراءك أيها الغد ،،

قالت : بم تحدث نفسك ؟! ،،
فسألتها : لماذا تنام الطيور ؟! ،،

عبدالله الدوسري
02-21-2009, 02:29 AM
ونرحل ،، يأخذنا دفع الروح إلى مكان بعيد ،،
نلاحق رائحة الريح ونجم في السماء ،،
تأتي الرسائل القديمة ،،
دعوة للأمطار أن تتجمع ،،
ونأمل حينها بالنجاة ،،

فقداسة الأشياء معنى لا نجد من يقدره حق قدره ،، فعلينا أن نحافظ عليه ،، تماما كالموج وهو لا يستغن عن قطرة واحدة من روحه ،، شاخص أبدا إلى وصال هادر وحبور سرمدي لا يعكر صفحته شئ في الوجود ،،
كالطفولة الحالمة ،، منظر لبهجة الفردوس وزهرة النعيم ،، دواء القلب وشفاء النفس ،،
في الخلوة بها يقبس الفؤاد جذوة من الحرارة الفائضة في روحها ،،
يصبح طليق من عقال الهموم وأمنيات الشاطئ ،،
غريق في صفاء الهدوء مشابه للفجر في سكونه الضاحك ،،
رخي البال سعيد الأنفاس ،،
ملكاته مستغرقة في سكرة هذه الحياة المطمئنة ،،

يعلو ويسفل ،، لا يسخط فكر ولا يسترضي قلم ،،
دعيه يستنشق نسيم الراحة ،،
لا أن يقاد ولا أن يهاج ولا أن يحرض ،،
كقصيدة بحرية لا تحاول أن تهدم ما يحاول أن يعيش معه ،،
كدعوة يخطها طيف قلم ،،
كتمتمة بأغنية على شاشة الوجد تغلق أبواب الحس عدا رذاذ حديثها ،، وإنصات قلب كالسيل المتدفق فهو أحوج أن يهدهد بالنغمات حتى يقر ويسكن ،، يعامله معاملة طفل لا يولد إلا بين ذراعي الأفق ،، يسير على حكمه ويقف عند إرادته ،، لا يستغرب من أحدهم إن رأى ذلك جريمة ،،

الحياة أصبحت مرهونة به ،،
تنقلب الموازين فلم نعد نشعر بالأمان ،،
تتحول الدنيا إلى خوف ،، إلى ألم ،، إلى صراخ ،، إلى ندم ،،
كيف أصبحت بهذه القسوة وهذا العنف ؟! ،،
ظلمت كل ما حولك وأول من ظلمتهم هو أناك ،،
وقد كنت المظلوم أبدا ،، وأصبحت أنت الغرق الظالم الذي لا يرحم ،،
تسير في الفلاة شريدا بلا زاد ولا سراب فنار ،،
وراحلتك كنظرة أوشكت أن تنهار مع سكون موجة ،،
تقضي على كل شئ جميل وتحوله إلى صورة قوامها فقد الإحساس وألونها الحسرة ،،
فلو تمكنت منك ،، لأخرجتك من بين ضلوع المجاديف ومزقتك أشلاء تلوكها الرمال ،،

ما ضنك بي إذا أردت الحياة رغم إعراضك عنها ،،
فالنشيد مطلق بعيدا عن صداه ،،
تتحول أيامه وسنين عمره التي ينتظرها إلى غد يرسم فيه الأماني والطموحات ،،
موقن بأنه يكره الموت بعد الموت في عطش الرمل الواسع ،،
لا يعلم سوى سباع الوحدة المفترسة وانتظار غواص وضحكات أنامل الأشرعة الساخرة ،،

عبدالله الدوسري
02-26-2009, 04:21 AM
من آخر ضريح إلى ريح الجنة ،،
الكون كبير لدرجة بأنه سيخبرك بأنك قادر على الاحتفاء بأي شئ والاختفاء من أي شئ ،، من القمر وتقلباته ومن السهر وتبعاته ،، فتظن بأنك بعيد كما لم يكتفي هارب ،،

هناك حيث كل شئ دافئ بما لا يمكن وصفه ،، توق إلى موجة بلا ملح وارتياح بالحنين ،، وصمت لا يشعر بأنه فريسة للمجهول ،، ومن يدري فلعل الأفكار هي مهمة الهم كله ،، تتجمع في قاع بحيرة النفس الحائرة تروم سلاما تلوذ به قبل الموت ،، فأجمعت على أن ترسم المهد شاهدا في وجه ضريح وليكن ما يكون ،، كأن تسند رأسك إلى فخذ للشوق أمين دون أن تلامسه ،، وكعود ثقاب يلسع تنتفض بغي الحكايات ،،

يتملكك إحساس قد يوردك مهالك القنوط ،، وتجدك لأول مرة تلقي نظرة عميقة شاملة متأثرا بالغرق في خط الحياة من البداية إلى النهاية ،،
وقد فات الميلاد فلم يبق إلا الموت ،، ستموت وينتهي كل شئ كأن لم يكن ،، ففيم تحمل هذا العناء ؟! ،، فيم يكابد هذا الموج ؟! ،، وتزدحم مواويل خليقة بأن تفقد الحياة من غيرها كل قيمة ،، تهزم الخواطر والتصورات التي تعترض طريق الريح المتحررة من ربقة فجر قريب يشد عزمه ويكاد يمزق الضلوع ،، أجل فجر حالم هفا بفؤاد حزين يروم الإنطلاق وتشوف المجهول هنا ،، رائحة حنين غامض كلما تحرك بالصدر شمله الغرق بم يوقع صداه ،،

تأخذك وجهات إلى بعيد ،، للحظة تظن أنك قد هربت ،، فهل يمكنك الهروب ؟! ،، كيف ستمضي إلى قدرك ؟! ،، وإلى أين ظننت بأن قادر على ذلك ؟! ،، يا شياطين الوله دعي الحلم يعود ثانية واعدك بألا أغامر بالحلم به إلى الأبد ،، الأشياء لا تنظر لك ،، متعاميا عما بين هذا وذاك ،، ميلاد وموت ،، هذه هي الحياة ،،
فالكون ليس بالصغير ،، بل أنت ،، والحلم سيجدك في أي مكان ،،

عبدالله الدوسري
03-01-2009, 11:57 PM
نتصور أننا نطوع المصير لإرادتنا ،،
قادرين على تحديد الوجهة والتوجهات ،،
لكن هل لنا في الحقيقة أي خيار في الطريقة التي نرتقي بها ؟! ،، أو نهوى بها ؟! ،،
أو أنها قوة أكبر منا ترشدنا إلى الطريق ؟! ،،

فمن الواضح أن الإنسان لا يمكنه أن يختار النصر ،،
يمكنه فقط الوقوف عندما يأتي نداء القدر ،،
آملا أنه سيكون لديه الشجاعة لكي يجيب ،،
ودائما الهدف قاسيا عندما يستقر في كونه الحفاظ على الذات ،،
كالعاطفة ،، كالأرض وهي تعلم حقائق نزاع الحياة مع الموت ،،
مع الأمل والثقة ،، فربما ما زال هناك بصيص عن الحب الذي كنا نعرفه ،،

لذلك وجدت فسحة لمعاودة خواطري السعيدة عن الحياة الجديدة التي أمنت نفسي بها ،،
والتي أرجو بها أن أستنقذ من غياهب الهموم تلك النظرة الباهرة التي أسكرت الروح من الأعماق ،،
حتى أقبلت على الزمن بأمل جذاب ،، خيط طويل الأمد مجهول المصدر ،،
يقول : أين ما تتحدث عنه ؟! ،،
فقلت : ولكن لا ذنب لي ،،
يضحك ويقول : لا مكان لك بيننا ،،

وجعلت أغوص في الحيرة والظلام ،،
أقلعت عن تدخين ما حولي ولكن ظلت الزفرات فر€جتي ورؤى يقظتي ،،
وكلما لمحت شئ من الراحة تراءت لخيالي ابتسامة ،، ملقيا بشفتي بين أحضانها ،،
متلقيا منها مسرات الأريج والألوان ،،


فيقول : لا تبال بشئ ،،
سألته : خبرني كيف يروق لك الابتسام ؟! ،،
همس بإغراء : لا تبال بشئ ،،
فقلت مسحورا : ها قد وصلت ،، ألا تسمع تغريد البلابل ؟! ،،
واندفعت أغني " الزهر في الروض ابتسم " ،، ومن كل ركن ترامت أغنية مشرقة ،،
حتى جلست بلا حراك وأنا أبتسم ،،

وحرصت على كتمان السر ما وسعني ذلك ،،
غير أن الحياة لها رائحة ناطقة من المتعذر إخفاؤها إلى الأبد ،،
تتجلى آثارها في الأحزان الموسمية ،،
واستجاب القدر فجاد علي بالعزيز المنشود ،،
لم أره من قبل ،، كان يرتدي ملابس من كتان أبيض ومعطف من جلد النمر وعلى رأسه تنتصب حمامة ،،
سألته بدهشة : من أنت ؟! ،،
فقال بهدوء مفعم بالثقة : ولماذا تسأل ؟! ،،

ولم يداخلني شك في صدقه أو قدرته ،،
وتلقيت ذلك فيما يشبه الإلهام الذي لا يناقش ،،
كأن تجئ ثمرة بعكس طريق غرسها ليصبح تثاؤب أغصانها خرافة ،،
فقلت بحنق : وددت لو أعرف ،،
فقال : ولماذا تثقل رأسك ؟! ،،

فكرت في قوله ،، ألا يجعل ذلك المستحيل ممكنا ؟! ،،
الراحة ستتوفر بكثرة تفوق الحصر ،،
بذلك لا يهدر عناء ولا يتلاشى سرور ،، دون حاجة ملحّة ،،
كأن تملك زمام أمرك بيدك ،، تحقق حلما متجاوزا كافة العقبات ،،

معركة بين ما يوجد وبين ما سيوجد وأثناء ذلك قد تفقد المعاني معناها ،،
السؤال عن الرغبة والرهبة سيتم اختزاله : البقاء أو الهلاك ،،
لكل شئ هناك وقت ،، ولكل وقت هناك سبب ،،

الأرض تسارع بدورانها ونحن نحاول بكل قوتنا ألا نقع ،،
مثل أول بادرة للشتاء التي تعلن بداية الهجرة ،،
هل هناك تحذير لما يسبق البرودة في أطراف الأجنحة ؟! ،،
أو حدث واحد حرك هذه السلسلة من الخفقات في سرب الفراغات ؟! ،،
الوصول التكيف الهروب ،، في أعماق الغيم أم في ما يغمره شعاع القمر ويمتد على سطح البحر ،،
فلو أمسكنا بهذه اللحظة فهل سنفعل شئ مختلف ؟! ،،

قد تختلط العناصر في البداية ،،
أوطان قديمة تُركت ،،
وجوه غريبة أصبحت مألوفة ،،
وأحلام جديدة لتحدي النوم ،،
لتحويل النظام إلى فوضى ،،
والمعاناة في تحدي الحقيقة الصاعقة حينما الأغصان ترتجف تحت الأقدام ،،
فعندما نكتشف الآفاق المختفية خلف السراب طاقتنا تصبح بلا حدود ،،
توقعات اليوم والغد الملئ بالوعود ،،
لكن عندما تبدأ المقاومة يبدأ الشك ،،

فمن أين يأتي هذا النداء ؟! ،،
وتلك الرغبة في غمر كافة أسرار الحياة بالأخيلة عندما تعجز عنها أبسط الإجابات ،،
لماذا ننتظر ؟! ،، لماذا نحلم ،،
ربما إذا لم ننظر إلى أي شئ ،، لا شغف لا رحمة ،،
ولكن الأرواح طبيعتها الحلم والقلب مصيره النبض ،،
فهكذا نلامس الجراح دون نزف أوجاعنا ،، ودون أن يجيبنا سر واحد ،،
كالنار والحب ،، ضوء متوهج لفجر جديد ،،
رحلة طويلة في البحث عن المعنى لنجده قريب لم يغادرنا ثانية ،،
حتى لا يعود صمت الوحدة وأصواته المزعجة ،،

عبدالله الدوسري
03-11-2009, 01:13 AM
" الليلة صامتة ،، دائما هادئة ،، دائما براقة " ،،

وحلم غريب ،، لم يشعر بالماء وهو غارق في الشعور ،،
ينسيه النوم وزنه وتجيبه لماذا ؟! ،، لماذا الاستيقاظ ثقيل ؟! ،،
فبعد آخر محاولات النوم ستتوقف المقاومة ،،
صوتها اللحن أعلم ،، فما هي الحياة غير التواجد بجانبك ،،
تعالي ،، تدفقي كالنهر داخلي ،، دعيني أحيا بغرقي ،،
نصلي كل يوم ،، منذ أن تعلمنا الاستجابة ،،
حيث تكون الرحمة ،،
أواه يا قلب صابر ،، لا يدمي جرحك إلا الزمان ،، من النبض وآخر ما يسمع ،، متلذذا بانفراده به ،، من شك ويقين يفزع أحدهما إلى الآخر لائذا بجناحه هاربا منه ،،

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*
*


(
ثم إن الأرض لم تستوعب الأحزان ،،
كلما سال على الكوكب ليل جدّ ليل ،،
دم قلب الأرض يبكي ،،
ملكوت الأرض تبكي
ثم أن الأرض لم تستوعب الأعداء ،،
والعملاء والأحزاب والفرقاء ،،
يزني الشر ،، بطن الأرض لا تستوعب اللقطاء ،،
وحم وقابلة وحمل كاذب بالخير ،،
أوجاع ولا نور مع الأرواح يولد ،،
لحم أجساد على الأرض يسيل ،،
كلما سال على الأجساد ويل جدّ ويل ،،
لملم العاجز فكيه ،،
ولمّ الدمع عينيه ليبكي ،،
خرس العاجز يحكي ،،
دمع عين الأرض يبكي ،،
ملكوت الله يبكي ،،
ثم إن الزرقة مشغولة الأطراف بالغيمات ،،
*
ثم إن العام ،، هذا العام قد جاء حزينا ،،
كل عام صار وجه العام يأتينا حزينا ،،
عامنا جاء حليق الرأس ،،
حاسر الرغبة في تقبلينا ،،
زيّن الأشجار بالموتى ،، ومات ،،
ثم إن الأرض لم تستوعب الموتى ،، فماتت ،،
ثم إني ضقت بالحزن وضاق الحزن بي ،،
فخلعنا بعضنا ،،
واخترت أن أبقى بلا حزن ،،
وأن أصفو ،، أشفّ ،،
أتجلى لحظة الكشف ،، وروحي إذ تخف ،،
جسدي أخلعه فوق عري الستر للستر ،،
وقلب الكون مكشوفا ،، يجف ،،
ثم إني اخترت أن أمضي لأمضي ،،
ملكوت الله كشف ،،
ثم إني أن أصحو لأغفو ،،
هُزّ أرض الله ،، وافر ش لي تحت سماء الله نوما من حصير ،،
بشر يأتون من رعب الكهوف ،، من المغارات السحيقة ،،
إن أتوا ليلة الميلاد كي يلهون جهرا بالضمير ،،
قل لهم : نامت على كشف كبير ،،
)

من بحر الشاعرة : أشجان هندي

عبدالله الدوسري
03-17-2009, 01:34 AM
وحديث عن الذكرى ،،
ومن عجيب الأمور أننا قد نحيا حياة سعيدة نخالها طويلة في حلم طويل الأجل ،،
وما تعتم أن تطرق اليقظة مغلق الأجفان فينتقل النائم من عالم الأحلام المخدرة إلى دنيا حقائق شديدة الجفاء ،،
وما يجد يده قابضة إلا على هواء لم يمسس رئته ،،
سيحظى ذات يوم بشيطان بريئا فيؤاخيه ،،

ذوى ذلك الطريق ،، وما تجمع فيه من لآلئ الآمال ودخان الأحلام ،،
اختفت الأسطورة ورجع التاريخ إلى مجراه ،،
كأن تثقل الخطوات والدموع تسابق بعضها إلى ذاك المكان ،،
يروي ما احتفظت به الذاكرة من أشياء ينتشلها من جوف أمواج النسيان ،،
ولكننا لا نعرف كل شئ ،، لا نعرف كائن الحب كان وكيف سيكون ،،
مهما فرحنا بدواوين العشاق وأهواءهم بين الرفوف ،،
مهما تكلل غبار الضيق بوعود الفلاسفة وجنونهم ،،
ذكرى تولد ذات يوم يشد انتباه رائحتها خبر يجري بسهامه في بطاقة دعوة ،،
وان ذكره الحظ في ثنايا رسالة وضعت في قارورة ،،

كما أن الوقائع لا تتناسب دائما مع الرغائب ،،
نغادر والأحداق تنوء بالفراغ من كل شئ ،،
تقشر الطلاء ،، تجلت حقائق مخيفة ،،
حقائق معبودة خارج معابد الذكريات ،،
حقائق توشك أن تعلن عن ذاتها بلا نفاق ،،
ما النور إلا شعاع كاذب تتسلى به الشمس ،،

وحديث الموج لا ينتظر الوقع ولا يتحين الصدى ،،
غريق يتربص مصيره ،، يمتطي خفقات لا تستعير من زبد الحياة إلا أعذب أمنيات الوجد لكوكب الشفق ولنجمة الليل الوليد فوق الضفاف ،، يسمو بالأصوات ما بين الغمام وينتقل بالخطى من صخرة لأخرى وطرف ساجي ناعس استأثر به الأفق ،،
لحظات وليس فيها أمل سواك ،،
عجبت كيف يغلبها الانفعال فتلقي على سمع احتضانها للرمل بما يجرح ،،
نثار أعصاب وقتي لا قيمة له ،،
ورغبات كامنة قابلت مجاديف الزمان بثورة تجاوزت حدود الحكمة ،،
وفي عدسة الأيام صور غرة جاهلة لا تدري لأحزانها سببا ،،
ثم تجلي لها أيام أخر جوانب من المحن ،،
هاتكة بقسوتها ما استتر من الخفايا في مبعث الآلام والملاذ الوحيد منها ،،

عبدالله الدوسري
03-26-2009, 05:10 AM
http://www.up07.com/up8/uploads/22d432d3bd.jpg


غاب النجم ،، ولكن ثمة أصوات تومض وتتجسد ،، ومغامرات تقبل مع الشروق ودنيا تنكشف عن عجائب ،، أكان حلما ؟! ،، لكنه حلم له قوة الحقيقة وثقلها ،، وقد قيل " إرضاء ،، كلمة تقال ولا تخال حتى يصاغ من الخاتم خلخال " ،، فإن الأيدلوجية التي في سويداء القلب تنضح بما يضيع من العقل على الورق ،، لطخة ريشة أم رذاذ موجة ،، تتسع حدود الزمن إلى ما لانهاية من الأسطورة الناعسة إلى الضباب الغريب ،،

انخفض سقف الأحلام وصارت حدود الإرضاء كحدود الواقع كلها تقع على حد الكفاف والحد الأدنى من القناعة ،، انكسرت حياتنا ولم تكتف بواقعنا بل كسرت أحلامنا ،، لا نريد الكثير ولا نطمح في المزيد ،، نريد أن ترضى الحياة عنا وان كانت على قيد الموت ،، لا تجاوز أبعد أطراف يومنا ،،
ينحسر البحر ويقرصني الملح حتى يطعم هذا القلب الممزوج بالجمر ،، يبخر عمره كطفل في طرد بريدي ممهورا بلفائف الابتهالات ،، والحلم يتصاعد مع خيوط الكلام يتألم بلا عيون ،، الدمعة دم والوجه ليل ،، مستنقعا ملأ علبة السجائر التي عاثت برماد لم ترض عنه الرئة ،،

حط كالطائر على باب السماء ولكنها لم تفتح طرق المواويل وسيل المواجع ،، مبددة للفرص وساحقة للأمل ،، تعصب الأفق بمنديل أسود وتمنع متعة الرؤى ،،
إني هويتك والهوى يحلو إذا ما يصدق
قلبي باسمك نابضا يهوى هواك ويعشق
لا تجزعي من صمته فجميعه صخبا يتحرق
فالألوان لغة دارجة ،، درجة حرارتها الطبيعية هي درجة الموت ،، تسخر في تقليبها أحرف الزوايا فوق اتون النفس وقد تداعت مملكة لم ترض الوطن ،، لكن لم يبق من عزاء سواك ،، لأقول أنه لم يبق من عزاء دون سواك ،، عقدة لا حل لها ،، غاضت نوازع السحر فتوارت في أعماق بعيدة ،، اختفت بروق الآمال في سماء ملبدة بالغبار وصمتت طبول النصر ،، غاص الوجدان في دوامة لا قرار لها ،،

والطريق مفعم بالحركة الصوت والرغبة ،، تحاصره مطالب الحياة ،، لا سرور ولا غرور ،، صفحة مبسوطة لم يملها القطر قطرة واحدة ،، شهادة مجسدة ومرعبة ،، بدأت بعهد قطف الثمار وانتهت بجريمة غرسه ،، تخطر كنسمة شاردة من جحيم القيظ ،، ارتقت الحلم وهفت بين طيات مقطرة من حنين مغموس بالأسى ،، تنشقت الغرق بالذكريات كعطر وردة محنطة ،، وتجسد في الفراغ همسات ودموع ضحكات ،، ومخلفات من نوايا قديمة كالدماء ،، ارتويت من الحياة حتى غلبني الموت ،، فالقلوب أسرار والكآبة ماكرة ،، بوابات ضخمة تقوم مقام الحدود تنتشر كالعناوين ،، تلقي التحية على الغد بلسان يتردد في هذا العالم وبقلب سكن عالم آخر ،، انتشر الليل فماجت النفس وفاضت بالظنون ،، كحلم قصير مذهل لا تتخيل فيه حقيقة حتى تتلاشى امتلأت العين بالحيرة كوعاء مكشوف تحت المغيب قادته قدماه إلى أحجار البحر ولذلك أصبح أحمر ،،

عبدالله الدوسري
03-29-2009, 12:48 AM
لا شئ سوى النوم وبندول الفراغ الرتيب يسابق الصبر ،، هاربا من المجهول كلما أرخى أحلامه على حجر مشى أمامه ،، ترتطم آفاقه كل لحظة بمتاريس أخفتها رمال الشاطئ ،، تسقط خلف الزمن كدم ينزف من جرح مفتوح يحاول أن يغسل نفسه كغراب ميت ،،
هذه الكلمة التي تجعل الريح والبر والبحر والحياة أضيق من الكف ،،
هل من يحاكي منا الموت ؟! ،،
أسئلة نمضغها تحت اللسان فينتابنا إحساس مزمن بأننا مجرد أشرعة في منفى تكلم نفسها وتقرع أجراسها في كل اتجاه ،، فالزفرة المناسبة في الوقت المناسب تمكنك من صيد الغفوة المناسبة في بحر الحياة ،،
قالت : هذا تفكير من يحاول إنبات القمح في مياه البحر ،،
قال : الحلم ما هو إلا كائن خرافي ،،
قالت : الخرافة الخارقة المتمكنة من كل شئ ليست بالحلم ،،

كالنظرة السرمدية ،، وصرير الأرجوحة الرتيب يتساقط على أذني كالعملات المعدنية القديمة برائحتها النفاذة ،، أترك عيني تتجولان ككاميرا سينمائية نسيها مصور لتحدق وحدها في اللا شئ ،، صور جميلة تتناثر ألوانها حولي كأن كلا منها يشبه لوحة معلقة ضمن إطار ،، فحملت سلة الإرادة وقنينة الأغاني كمن يربي الألوان في مغارة ،، أضرب لنفسي موعدا كل يوم لألتقي مع ذاتي وأدخل في أعماق الطمأنينة المؤجلة التي منحتها المودة قاع العمق ،،
قالت : الهواء لا يحرك الجمال بل يداعب تفاصيله الحقيقية ،،
قال : ولكن الأصل هو حاجة الحقيقة للهوى وليس استهلاكه ،،

ومن وجع النافذة التي تطل على سريرة النفس تنبت الزهور ،، لا نصدق بل ولا نقبل أن يتحول كل ذلك الأمل إلى نقش على حائط أبكم ،، كالباب المخلوع في حقل لم تحرثه يد السماء ،،
فيصبح حتى لجريان الماء في ساق النبتة صوت وقيمة ،، وآلام التجديف كالشرخ الحارق في الحلق ،، سخية وقاسية ترتجف منها الأصابع كالأغصان ،، ليتهاوى ضوء القمر على الأرض كقمح الفقراء ،،
قالت : سأجد نفسي كفيل هندي سقط من عماره لترى لحما يتطاير أمامك ،،
قال : بعض الأجنحة لا تطير بمفردها ،،

يتمدد كرف طويل في مكتبة مهملة ويمد مداه للنسيان ويديمه ،،
يقصص أظافره والأيام تنسلخ من الحياة كدمعة الأفق لأفول السفينة ،،
فالنورس لا يوزع عنبا على الغرقى ،، وبعض الاتجاهات نافرة كعنق فرس محموم ،، ما إن ناداه الحنين حتى انفجر سرب الرحيل من الفم كحبوب ذرة في مقلاة ،،
قال : ظننت أني سأذهب أكثر مما سمعت ،،
قالت : كلام الوجود بالقطارة ،،
قال : ولكن الصمت قد تطوف به الأحلام ،،
قالت : بل النبضات ليست مؤهلة لفهمه ،،

ولفت انتباهي الحيوية التي تألقت بين الغيوم ،، واقترحت على شياطيني حلا داميا ولكن حيرتي المتصاعدة أخجلتني ،، دعوت موجة إلى المجئ ،، توقعت أن تتعلل بالظلام أو بعذر ما ولكنها استجابت في برود وفيما يشبه التحدي ،، اضطربت لذلك أكثر مما سررت ،، وزحفت علي نسمة مجهولة ،، غبت عن الوعي المتاح تماما ،، فألقيت نفسي من الأرجوحة حتى لامستها واسترقت إليها النظر ،،
قال : إنه الحزن وأنت السبب ،،
قالت ببرود : إني بريئة والحزن برئ ،،

ماذا نقول وماذا نفعل ؟! ،،
جلست على المقعد المصنوع من عجلة سيارة ،، بارد وتزيد نعومته من برودته ،، مددت ساقي في استرخاء مستسلما لحلم مؤجل عله يجئ كعادته ،،
فآخر شهقة للخفق لا تذهب عبثا وليست انتهاء بقدر ما هي بداية لخلق رؤية أخرى ،،
من ذلك الهدوء العذب الذي يضطهدك ،، محصن ضد الذبول ،، يصف الشئ كأنما يغسل اللون قبل وصفه ،، أنيق كمشاعر الإيمان ،، شرارة أمل في سماء صافية تبصر نهوض الأزهار التي يحرك قامتها هواء ربيع حالم ،،
حيا للكلام ورنين معلق بالقلب كرسالة بريد ضائعة ما شاء لها المصير ،،

عبدالله الدوسري
04-03-2009, 04:46 AM
ذكرتك ،، فانهمر البحر كقربة مثقوبة ،،
والغروب مطلع أسنان الليل المتوثب ،، لبنة لغربة تعيد بناء طفولة منهوشة ،،
أغرق في التفاصيل من حولي ،، صليل سيوف وصهيل أحصنة ،، صور لوجوه حية تعود إلى أزمنة بعيده ،،
هناك تكر الذاكرة لحبة ماس لم تحك ،، افترسني ضيق مخيف وتكومت داخل ضلوعي وزفرت بحرقة متفاديا النظر إلى أي شئ ،، والموج لا يتنكر في المساء عما يوعد به في الصباح ،،

يقولها وكأنه يخاطب الصخور الصماء وليس رمال الصدور الناعمة ،، تقلبات ثرية بالأحلام والأوهام والهتافات ،، اتفقنا واختلفنا في أشياء كثيرة ،، خليط من الشجن والعزة ،، كلامه عذبا يقطر شهدا لكأنك تتسلق أكمة عنب ،،
يسير نصف غائب ونصف مأخوذ حتى يسلم روحه أمانة بين أحضان الشاطئ ليعود بالنفيس من جديد ،،
يفتح صرة الأسرار الحساسة ،، فالرنين الأجوف لا يصدر عن غناء ممتلئ ،،
فالقبر ليس هو الوطن الوحيد الآمن ،، والحياة ليست منطادا يمكن أن يثقب في أية لحظة ليتهاوى ،، وإن ساقنا المصير لتكذيبه فثمة حلم يكومه القدر ،،
يمشي كشبح لا يتعثر بشئ ،، للروح خفة الريش وللجسد طراوة العشب الأخضر ،، يفتح العين حتى أقصى زاوية ليرى ويبتلع بهاء الحياة ،،

والغد نحيلا حتى يخيل إلى من سيشاهده أن نسمة صيف قد تلوي عوده ،، يأتي مسرعا كمعطف يرتدي الأمس على عجل ،،
وقلب حب مارد جبار لا يكفيه قمقم الكون لغسل الهواء وأهوائه ،، حتى تتفتح النوافذ المغلقة وتتبخر عن نهار الضيق غيمة ،، ولحظات ستحنطها الضحكات لتضئ هذا الجدار المعتم ،، يعلق النظر عليه زمنا لن يعود ولكنه صمت الحنين لحكايات صاخبة ،، في بيوت لا نوافذ لها ولا أبواب ،،

وتقول الحكمة : الرغبة موجودة ف عشرة أجزاء ،، تسعة منها للنساء وواحدة للرجال ،،
حتى لا يدمن الصمت لمن أدمن الموت ،، فالمسافر لا يتذكر أحزان المدن ،، فالضوء لا يخشى الموت في ظل شجرة الإحساس المورقة ،، وشادي القمر عازفا ومنشدا ،، كعصفور سقط من تله ،، ينصت له الوقع وتسح له العين ملحا حارقا ،، كنهر من الياسمين يلامس جسدا من الشرفات المفتوحة ،، يرتمي الشوق فيه كشارع في مدينة عتيقة لا يملك زواياه ولكن رائحته تداهم جميع الحواس والأمنيات ،،

وتلك الابتسامة التي لا يقول لها شعور " لا " ،،
كريستالية الودع تسكب فيها الأحلام نهرا من خلود البوح ، تشق صمت الظلام ،، تميل بهجة كأنها كيسا من السكر مثقوبا من أحد أطرافه ،، كالأغنية التي سال لعابها ثغرا ،، مسكرة للقلب بسحر يزيغ العين ،،
ما أصعب أن تتحول الأماكن إلى عناوين قديمة ،، وبكاء الشمس حارا كأن الدموع تنحت وجنتي الشفق ،،
سألته : ألم تلحظ أن الليل بدأ يحول الانتظار إلى أغنية ،،
فقال : دعه ينام ،،

عبدالله الدوسري
04-07-2009, 02:29 AM
وقد يكون هنالك ما يبرر التفاؤل ،، ويدعو إلى الاطمئنان ويهزأ بروح التردد والهزيمة ،، وفيما بين الكلمة والصوت تتفجر الشكوى وأسباب التمرد ،، ثورة متواصلة بين الرضا والسخط ،، لذلك عرفت الأشواق الشمس كما عرفت الفناء ،،

ويبقى سفر التدوين وحده لا يسلم نفسه للماضي ولا يأمل خيرا في دياجير المداد الجافة ،، ورويدا رويدا ،، في أعقاب إفاقته الغرق راح يتكلم عن ورقة ندية بعيدة المدى ،، والبسمة تستعيد نشاطها المألوف ،، والوصايا واجمة متحفظة أغلب الوقت ،، تصغي إليها عيون الليل بلا مشاركة ولا اندماج ،، تتبدى كالنهايات أكثر جدية موغلة في الكبر ،، وهكذا وهكذا وهكذا ،،
تقتحم كل شئ ،، زوابع من الانفعالات دون مبالاة بشئ ،، إلا ما يمليه الوجدان وتتطلع إليه الأحلام ،، والأحزان تهز رأسها صامتة كأنما لا تدري ما تقول ،، كمثل حي لما كان هدف إنساني قديم للإبحار في خيمة ،، ولكن كيف تنجو بفعلتك ؟! ،، فلا تصدق ما قيل وما يقال ،، كهذه الحفر في شارع صاري ما هي إلا شعارات سياسي ماكر ،، بخلاف البحر السرمدي الأفق الذي لديه من الأمثلة ما يؤيد أن المرجان صديقا للقمر كما أن الريح معبودة الأشرعة ،، يتغير كل شئ ولا تتغير الوجوه فمتى ستفتح هذه الإشارة البغيضة ؟! ،،

كأن تهرب إلى الأعماق لتتحسس منبع الوجود بين أحراش التيه فلا تتجمد الحياة في العروق ،، يستوي الماء كصبية تجلت ملامحها ،، تسير فتجذب الأنظار وتحرك الأشواق وتلهب المشاعر ،، وها هي الأحلام تتبدد ويموت كل شئ ،،
ويسأل الخيام :
" أسجنا ؟! ،، فلا زال شدوي حرا ،،
وأنت معي خلف طرا ،،
هم والجهاد وتلك الجنان ،،
بحسبي وإياك فردوس أخرى " ،،

طحنتنا أزمة الدروب وتخبطنا حيارى طويلا ،، وأحاطت بنا دوائر مغرية للتجديف وأبخرة تجري من حولنا ،، والأنفاس تحتوي الشهد في عناق حار ولكن الأنفس مريرة ،، ويقول الصوت في ارتياب : ثق بصمتي ،،
إلى أي درجة يعتبر هذا الهاتف هاتفا بأهازيج الراحة ؟! ،، ومع ذلك يهب مناعة بخلاف ما يتصور الغياب ،، ففي الانتظار يجتاحنا الضياع فيهتز البناء من أساسه ،، ورنين القلق يتخطى تقاليده بكل عنف ،،

قابلت صديقي في المقهى ،، يصغي إلى كوب قهوته متظاهرا بالتصديق ولكنه لا يؤمن بكلمة واحدة ،، فاتتني فرصة إقناعه بالعدول عن هذا المكان الصاخب ،، وكمشاركة منى صرخت : كيفك ،،
فقال : تأخرت ،،
قلت : حدثني عن احتضار اسهمك فإنه سيحملني على اعتناق أراء جديدة للحياة ،،
فقال متحديا : كأقوى ما يكون ،،
قلت : تصريح محافظ ؟! ،،
ضحك طويلا وقال : أنت عابث ولا حق لك في الإطلاع على أسراري ،، ألن تأتي معنا في الغد ؟! ،،
فقلت : سأشاهد البحر من هنا ،،
قال : دعني أصفه كما أتخيله ،، كلام نضب وفلسفة اختصرت وطرب يمضي بلا أثر ،،
فقلت : مت بغيظك ،،

نترنم بالأهازيج والغرام أبكم ،، نطارد التيه والوجد شارد اللب ،، الخطوات حذرة والعمر بليد ،، وبمرور الأيام تغيب وجوه ،، ويستمر الحال لا يكاد يتغير منصوبا دائما كالرمح في أقاصي الشعور ،، وفي تاريخ متأخر نسبيا تتهيأ له الأحداث المتفجرة فيثمل من كأس القلوب ،، بلا فكرة عن متى تنقشع الظلمة أو متى تبعث الحياة في تلك الجثة الشاملة ،، والإنسان يتحايل على الصبر إذا تخطى حدوده ،، يتوثب لطرح أقدامه باستهتار يستوي أن يعدها السهر قوة أو يأسا ،، لا عودة إلى الوراء ،، وليأت الغد برسائل شوقه إذا كان مقدورا له أن يأتي ،،

عبدالله الدوسري
04-08-2009, 11:03 PM
وعالم يسير فيه البشر على القمر ويدور حول الأرض ،، أواه يا عمر ،، حاربت لأجلك وجلبت النصر لك ،، وأحللت الراحة بك زاحفة كالقدر وجماهير تصادفك في مسرح الغباء ،، عبث مع بعض المسافرين في الليل لزيارة الكلم ودعوة مفاجئة ،،
هذا أنا ،، وهذا نديمي ،، وما تناثر حولنا ما هو إلا حصاد السنين ،، وهذا نحن والسراب نفكر فيم دعانا لأجله ،، بعدة نكهات تهيئك وتعدك للقليل من الشجو المفرط ،، في صفحة المدينة الساحرة ،، حيث الجمال الأكثر جمالا رأينا الصبية الجميلة ،، تمضي ويتطاير شعرها عب الشوارع الفسيحة والضيقة ،، مشهد واحد لا تطيق أن تراه عين الرؤية ،، مشهد ذئب شرس يعوي بأغاني أجداده الشرسة ،، وينظر كما لو كانت أوركسترا شرسة تعزف في أحشائه ،، والقمر على أي حال لم يعد يرغب بالحياة في مثل هذه الغابة ،،

لا يستطيع الغياب أن يصمت على هذا الغي مهما كان عمره ،، وتاريخ لم تشطبه كلمة للعزاء فاضحة ،،
وعلى الجانب الآخر أصبح المفتاح صدئ ،، مجرد بقعة على الحائط ،، وعابر الدمع يريد الجسر آمن ،،

تنطلق مجاوزة للريح تقطع السنين كالنداء ،، تسري كرعشة دافئة في الأوصال ،، وسريعا ما توصلك إلى غابة الشوق ،، حقا إنه الشوق المؤلم ،،
وقد يكون هنالك ما يبرر التفاؤل ،، ويدعو إلى الاطمئنان ويهزأ بروح التردد والهزيمة ،، وفيما بين الكلمة والصوت تتفجر الشكوى وأسباب التمرد ،، ثورة متواصلة بين الرضا والسخط ،، لذلك عرفت الأشواق شمس كما عرفت الفناء ،،

كأن توشك أن تعاتب حنينا يبكي ،، يصمت ويصمت الكون لصمته ،، تجمع شجاعتك وتأتي إن كان لديك شجاعة ،، تجتمع أيها الدمع الصنديد ،، كما اجتمع عنترة الإقدام وابن ربيعة المقدام والشنفرى الصعلوك في الغزل ،،
ونديمي يعتكف في رد حاسم مكتوم،، فمن عساه أن يأتي في مثل هذه الساعة ،، أغنية تحت المطر ،، فقط أمنية للمطر ،، ضاحكة من فوق السحب بلا ظلام دامس ،، حيث الشمس تدفئ قلبي وأن مستعد للحب ،، وابتسامة مرسومة على وجه موج لم يبالي ،، يسير عبر الممر إلى النهاية وسعيدة المنفى ،، يغني نديمي ،،

عبدالله الدوسري
04-14-2009, 01:21 AM
ما هي الأحداث أو الوقائع التي يمكن أن تؤثر أو تغير مسار الحياة المرسوم ؟! ،،
لا يجوز أن ينقشع الحلم عن لا شئ ،، أو عن لا شئ لا يؤبه له ،،
والظلام راح يحلم بإصلاح العالم ،، ما من شئ إلا ويجب خلقه من جديد ،،
كل حي يتكلم بمرارة ويتوثب للصراع ،، عل خاب سعي الأيام منذ بدء الخليقة ؟! ،، فإما أن نصطلح وإما أن نستعير حكاما من كواكب أخرى ،، أي استحالة هناك في أن تكون المدخر لإعادة الخلق ؟! ،، هل توجد آراء صالحة لم نكتشف بعد ؟! ،، أم تتحاشى الهموم لتعمر مائة عام ،،

استعاد ذكرياته القديمة ،، وانجذب لظلام الحارة وسخر من الحلم ،، تعملق جسده وامتلأ بدم حار ،، إنه دم وجسد يزحفان نحو ظلمة الحارة يلبيان نداء غامضا في نهم ،، إنه محموم بنشوة طارئة ،، لو ينعدم ذلك الكائن المتمرد المستقر في الأعماق لانعدم الصوت الذي يؤرقه ،،
لا تستلمي للحزن ،، استعيدي نظريتك البهية ،،
ذهبت وتركت بقايا صوتها في القلب يجيش بالبلاغة الصامتة ،، وها هي تخطو نحو السيارة بعذوبة انتشائها ،، أحاول إدراكها متنقلا ما بين شجرة وشجرة ،، ميدان وميدان ،، إشارة مرور إلى التي تليها ،، أحاول ملامسة نافذتها لتلقي علي نظرة خاطفة لتعلم أني معها في كل وقت ،،

" لا يدرك المزيد ،، وما يرتجف لأجله ،، عاريا في الريح ذائبا نحو الشمس ،، لتحرير أنفاسه من المد والجزر ،، فقط عندما تكون ثملا من النهر يجب عليك الغناء فوق قمة الجبل ،، قبل أن تطالبك الأرض بالرقص " ،،
وتجيب ،، وتخبرك السنين ،، فإن وجود الأمعاء بالجسم لا يقلل من جلال العقل ،، وتراءت لعيني أعماق هاوية التي سيتردى الودع فيها ،، يعيش زمنا لا أدريه ثم يذوب في الظلام ،، ويسأل عن قصة الطوفان من أولها إلى آخرها ،، واللحظات قد عبرت للتو ذروة الرؤية وأفاقت من الذهول فوجدت الميدان مكتظا بالأشباح والأحاديث والحكايا والنكات ،، وانعقد الإجماع على أن الغرق لم يأخذ كل شئ معه ،،

بكل قوة العذاب الذي يفتت المفاصل تبخرت اللزوجة الباقية ،، وكل شئ موثق في الذات يتلاشى في العدم ،، رذاذ من الصقيع وضباب لامع ،، وكانت المياه تعض الأقدام ولم تطأ أرض النجاة ،، يتكلف السهر وثمة رعشة معدنية اخترقت الوقت وجعلته ينصت إلى ما يتردد في الذاكرة ،، نوع من الانزلاق اللا إرادي نحو حدث مشابه كان يجب نسيانه ،، لتصبح العظام مجرد متحفا في القاع والحلم طوق عائم ،، فالزمن لا يقشط الأشياء هكذا بلا ثمن ،،
وكصورة مضيئة تختزل صورة وتعلقها ،، نسيج متماسك تحدق فيه وتسعى جاهدا لالتقاطه قبل أن يتجاوز حد الأفق ،، تغرف من اللحظات وتغرس زهرة ،، حتى لا تمضي الأحداق في غابات من الكحل الأسود ،، تغرغر الانتظار مع الصباح كبصاق محارة في أعمدة صحيفة ،،

عبدالله الدوسري
04-18-2009, 01:22 AM
بوابات ضخمة تقوم مقام الحدود والروائح تنتشر كالعناوين ،،
تلقي التحية بلسان يتردد في هذا العالم وبقلب سكن في عالم آخر ،،
امتلأت بالحيرة كوعاء مكشوف تحت المطر ،، فقادتني قدماي إلى البحر ،، فغدا سفر ،،
سرعان مت دهمتني الحياة بتناقضاتها الساخرة ومصائرها الدامية وهنائها الموعود ،، ولكني أبيت التراجع لأني أبيت أن أستأثر بهدية الوعد التي ستأخذها حياة ما مرة أخرى بلا ثمن ،،
انتشرت الأصوات بزيارتي فماجت الأنفس وفاضت بالظنون ،،
رائحة الظهران المذهلة ،، رائحة أمي ،، وحلم لا تتخايل فيه حقيقة حتى تتلاشى ،، وسراديب مجهولة تزحف من مكامنها في الظلام ،، وهواجس تسير بخطى ثابتة كأنما السماء لا تومض إلا لترعاها ،، شعر غزير ينسدل على الظهر ونظرة عينين تومض بلغة النجوم ،، غاب الغد ،، وبعد الغد ،، وثمة أصوات جديدة تتجسد ،، ولحظات تقبل مع الشروق ودنيا تنكشف عن عجائب ،، وشعارات الترحيب ،، أكان حلما ؟! ،، عجيب له قوة الحقيقة وثقلها ،، وكأنها قد ألقت بحجر ضخم في المياه الراكدة ،، والفتنة نائمة اللعنة على من أيقظها ،، وبلا تردد تتكرر الزيارات بالجرأة المقتحمة ،، جلست على صخرة مبللة وقلت لا شئ يمنعني ،،
كأن الطريق واجب غير قابل للمناقشة ،، وجدت في الصمت المحفوف بالرضا استجابة أخطر إجازتي ،، فتحمست بدافع الحنين لتقويض تلك الأعوام المغضوب عليها ،، أعوام ترنحت على الحافة وهي تشعر بحاجتها إلى المزيد من القوة لتحقيق واقعا جديد ،،
دائما وأبدا يعترض السفر الشوك وأنا أقطف الوردة ،، بل النفس لا يهادنها سوء الحظ أبدا ،، وعندما همست موجة ارتفعت درجة الغليان أكثر ،، ثملة بالأسى مهيجة للشجون أكثر ،، ولما غابت في رقة وأدب وتحفظ كأن لم يكن بينها وبين الآهات شئ حزنت أكثر ،، وتساءلت عما يعنيه المد ،، يرتاح له السفر كقرار ولكنه انسحق تحت وطأة القلق ،، دائما تلهث وراءه فحتى متى ،،

http://songs2.6arab.com/rashed-almajed..tewasy-shay.ram

عبدالله الدوسري
04-25-2009, 01:01 AM
رأيت شئ يلمع بين الرمال ،، تناولته وقربته من عيني ،، كان كرة معدنية تكاد تغطيها يداي ،، قلبتها ثم رميت بها على صخرة ،، أحدثت صوتا عميقا مؤثرا ،، حدث بها شئ غير ملحوظ ثم تمخض عن انفجار مكتوم ،، انطلق منها ما يشبه الغبار مدوما حتى عانق السحاب ،، نظرت حولي ولا شئ غير الليل والطريق الطويل فزدت من سرعة سيارتي وعدت للشاطئ ،، وانتظرت حتى تلاشى الغبار تاركا خفيفا جثم علي فملأ شعوري بحظوره الطاغي ،، أدركت أني حيال عفريت للذكريات منطلق من قمقم ،،
ألم يأسرك الجمال ؟!،، ألم تلفحك النار المشتعلة في الروح ،، ألا ترف للعذاب ،، ألا تفتقد للحب والأشواق ،،

وتتجلى التجربة الفريدة مستقرة في عزلة بعيدة عن مجال الأمل ،، أو تهامسني مرات كحقيقة مذهلة ستكشف لي النقاب عن وجهها ،،
رأيتها ففي لحظة خاطفة فخفق قلبي الغارق في الهموم كما يهتف برق في سحاب مكفهر ،، والجنون يدق الباب كالرعد في طريق الليل ،، ألا تعرف هذه الصحراء المطر ؟!،،
ويقول : لا تناديني باسمي فلدي ثلاثة أبناء ،،
وأنا من علمك قيادة السيارة واصطحبتك للغوص في خزان البيت المهجور ،، استمعت إلى أغنية وتابعت زيادة السرعة ،، لم تبل غلتي أو بالكاد فعلت ،، حثتني على البحث ولم تعدني بالظفر ولا أنذرتني باليأس ،، فوضح إلي أنني من المبتلين ،، بذلك حدثتني نسائم البحر الهائمة من بعيد كما حدثتني ومضات النجوم الهابطة في الأفق ،، مرد الموجة إلى البحر ،، وحركة ذائبة لا تتوقف ولا يهدأ القلب ،، وما زال الشيطان ذا سطوة لا يستهان بها ولكنه لم يعد يستأثر بي ،، تلقيت الصوت في دفقة امتزج فيها السرور بالحزن العميق ،، دائما يذكرني بالإيمان فيمازج حنان الأرض أشواق السماء ،، عهد الله أن السحر لم يخلف وراءه أذى ،، عجبت لشانه وما لبث أن أسفر عن وجه آخر مضئ رنا إلي طويلا بثبات واستسلام وشغف ،، رقت نسائم الليل ،، خف وزنها ،، أفعمنا بشذا الزرقة ،، أنستنا السعادة الهابطة ذكريات العذاب والحيرة فحل السلام على الأرض وتلاحمت الأرواح بحركة عفوية مثل غناء الطير ،، مر دهر ونحن غائبان عن الوجود وغائصان في حلم ينفث السحر والوجد ،، وتدافعت الكلمات في رأسي تروي من ثغرها الأسباب ،،
- كان علي أن أطمئن إلى أن الانتظار لا يقع عبثا ،،
- ولكن الرعد أقوى من هديل الحمام ،،
- إلى الأبد كانت كلمة قوية ،،
- والعثرات لها قوتها أيضا ،،

ولكني كنت من السكر في غاية ،، سعيد أن أحبك ،، فالرؤية هي التصديق ،، دهمتني العجائب الغامضة وقد علمتني أن أخصها باهتمامي وأن أدق باب المجهول حتى تتفتح مصاريعه عن ضياء ،، وتلك الصور الذائبة كطعم قبلة الصباح في ريق الخاطر ،، أجمل ما فيها أنها لن تعود ،،
والشمس تشرق من خلفي لفجر جديد ،، وما زالت المسافات في الظلال وفي والنور ،، فذاكرتنا تعطينا الصوت ،، تكون شاهدة على التاريخ الذي سيلقي علينا بدروسه ومآسيه ،، نحتفل بانتصاراتنا ونبكي على ما خلفه الفرح في الشواهد والمحاريب ،، وما يجعل للكثير في حياتنا الهشة ذو معنى وإن تعتق بالألوان ،، في تشكيلتها الخاصة من الصور والمخاوف والحب والندم ،، وفي الحكايا الاحتياطية ستقول النهاية بأننا لن نبتعد وإن أردنا ذلك ،،

عبدالله الدوسري
04-29-2009, 11:04 PM
دوائر بلا نهاية ،، والحمام لا يمكنه سماع مربيه ،، لا شئ ثابت في مركز ،، الدم يغمر والبراءة تغرق ،، جسد أفعى ورأس إنسان ،، كم عدد الشياطين التي يمكنها أن ترقص على رأس القلم ،، فهناك قفزات تمنى أن نقوم بها ،، مشرقة كالشمس ،، تتحرك ببطء ،،

والظلام يهب مرة أخرى لترقص الظلال ،، والنوم منذ ملايين السنين سبب لكوابيس المهد ،، ولكي تكون اللحظة القادمة تحت السيطرة يولد البكاء ،،
لدينا أرواح حتى نكون ممتنين للألم ،، مآسي صغيرة ،، يدفعنا الإصرار وإقرار التسليم ،، خطوة اثر خطوة ،، وفي البحث الجاري عن النفس نتعلم أشياء جديدة ،، كانت مخفية ربما ،، تمر سريعة كنبضة لا تعرف وجهتها ،، لنتساءل ما نحن ،، تحديات جديدة أم أشباح من الماضي ،،
طرقات عديدة وعرة ،، مليئة بمن ضل سواء السبيل ،، في كل مرحلة نتوقف ونسأل من يقابلنا هل هذا هو الطريق الصحيح ؟! ،، إلى أن يموت الضوء ،،
قال صديقي : أتعلم ،، عندما أجرد حياتي أجدها متجردة ،،
كدت أسكب قهوتي وقلت : ماذا تعني ؟! ،،
فقال : تعلم باني سأجادل الجدل ،،
قلت : طيب ،،

روح مقدسة وإيمان يكبر بين ذراعين أخرى ،، هناك من يترك طريقه رغم المغريات ،، وهناك من يركز ويفشل في تحديد جهته ،، تتغير المشاهد والخلفية واحدة ،، شمس الظلام تشرق ،، وحتى لا تتأخر عليك أن تختار نقطة السطر أو يتم اختيارها لك ،،
وجوه حزينة ،، والمألوفة منها تعيدك للغربة ،، تقضي معظم الوقت في محاولة التقليل من آلام الحياة ،، وفي أوقات الفراغ تتعلم كيف تتخلص من الجوع ،،

وصوت جزء منه رياضيات والجزء الآخر ابتهاج ،، ومهما ً كان ،، فقد كان هدية للدنيا لتملأ الأسماع بأطياف من المشاعر ،، لا يحترم هذا من يتكلم ،، فيزيد من التعاسة التي لم نكن نحس بها ،، تحاول أن تنصت من جديد فتجد أنك تبكي ،، وخفقان شديد في الصدر ،، والوجه يكاد يحترق ،، وأكثر من هذا رغبة طاغية بالاختفاء ،،
وخلال عصور من البحث كلما حاول الإنسان التعريف عن نفسه كلما غاص أكثر في ارتباكه ،،
إلى أن يصل : وهذه النقطة الأساسية في النشوء ،، فليس كل الطرق للترحيب تكون ملائمة ،، وملايين الكلمات قد تصف الشعور ،، ولكن نظرة ناعسة تمنحك لغة أدق ،،
وبينما تكون لغة الشفاة عشوائبة وغامضة ،، كانت تلك اللغة منطقية ومختزلة رياضيا مما جعلها مناسبة ،،

لا تفعل شئ ولا تفكر بشئ أذن أنت نائم ،، تخطط لكل شئ على حسابات ساعة ،، والأرقام مجرد اختراع للتواصل ،، فكيف تجد ما يضيع من الوقت ،، كيف يشعر أن العالم يصرخ به منتظرا أن تصدر النتيجة ،،
هناك أوقات علينا أن لا نفكر أثناءها ،، أوقات لكي نرتاح ،، وأوقات لكي تنسج قصتك بسهولة وإقناع أما الصمت فهو كذب ،،
وعندما يأخذك شعور ما قد مر بأحد ما فتلك هي الدهشة ،، فالحلم عقل الباطن ،، ضمير ثانوي ينسج حكاية الحب والخسارة ،، وموسيقى حالمة تغمر المقهى بسحرها ،،
العوم ،، الخفقان ،، التنفس ،، جميعها تشمل حاسة نظرية ،، ولكي تدخل الحيز العملي عليك أن تتمطى فوق الماء كالأفق ،،
قال : في الخارج كان وقتي منظما أكثر ،،
هززت رأسي فأردف : كيف كان يومك ؟! ،،
قلت : عدت من السفر ونمت يوميين إلى أن جاء اتصالك ،،
فقال : ما أعنيه أن كل شئ يمضي بحساب وعلينا نكون مستعدين دائما ،،
قلت : طيب ،،

وتحاول أن ترسمها كما هي مطبوعة في كل شئ أمامك ولكن تكتشف أن هناك حلقة مفقودة ،، فتعبث بالألوان كمن يحاول تحليل برنامجا معقدا ،، ولا شئ أصدق من الموسيقى في صياغة المشاعر ،، كالقوقعة لا شان لها بالحماية ،،
برؤيتها تدرك أن ما يحاول العقل والجسم أن يخبراني ،، كل شئ منطقي الآن ،، كل شئ يعمل سويا ويرسل خطابات إلى القلب ،، تماما كما كان يستقبل الغياب كل تلك المؤثرات ،، الألم بكافة ألوانه ورموزه ،،
كألغاز الحياة ،، تجتمع عناصرها لتكوّن الشخصية ،، ما الذي تقوم به وكيف تشعر ،، كل تجربة تصقل وتمهد لما يليها ،، كالفراغ تكون البداية ،، وربما الذاكرة ستحكي حكايات أخرى ترجو بعدها أن تكون النهاية فارغة أيضا ،،
تنظر في كل مكان فترى اتصالا بين الأشياء وبين الناس ،، ولكن الروابط معترف بها بشكل غير ملحوظ ،،

" صباح رطب بارد ،، الضباب معلق على الأرض مثل عباءة فضية ،، ومروحة من السعف قرب المدفئة والساقية في الخارج تغني ،، " ،،
وفي صباح ملؤه التشويش ،، شئ ما يتحدث بشكل واضح ،، اختبار يمكن عبوره ،، وقد تعلم بكل مأساة إنسانية ،، من الحرب إلى السلم ،، ولكن الدرس الأكثر صعوبة هو الاختيار ،، فأي جواب يخفف الوقع وأي شئ لم ترد سماعه ؟! ،،
وبوجه كالأرجوان تهمس : هدية بسيطة ،، وتتلقى موجة مترعة بنشوة الفرح ،، تضغط على يد السماء فتغلفك بغشاء من الحرير ،، تنثال أفكار مهادنة طيلة الوقت ،، تنزلق في هاوية ،، تطير نحو المجهول ،، مفعم القلب بالمسرة والحنين ،، ويصافحك الوداع بابتسامة واعية راضية ومشجعة ،، وماذا بعد ذلك ؟! ،، تواجه ما هو أعظم من موقف دقيق عابر مفعم بعبير ساحر ،، تواجه المجهول والقدر ،، تطرق الباب الذي يوقفون وراءه الزمن أو يرجعونه خطوة إلى الوراء ،، وثمة أنباء تتردد أن ارجع وإلا هلكت ،، ولكن لم تستجب لها أذن ولا قلب ،، فتقف النجوى تراسلك بنظرات تفيض عذوبة ،، تحرق الرأس والعنق ،، فتميل حتى تلثم فاها ،، تحترق ،، ثملا بخمر الحياة والخوف من المجهول ،،

يا لقداسة العواطف ،، ما زال كل يوم يمضي هنا يصبح جزءا من التاريخ الخاص ،، وإحداث التغيرات الخاصة ،، وستلقي اللوم على المطر وعلى الراحلين مع الصواعق ،، كالانغماس في رحمة النفس ،،
ارتفاع نشاط الكهرباء الساكنة في الهواء ،، ورائحة غير ملحوظة للأوزون ،، استمع إلى الصمت ،، ابحث عن الإيقاع في الأصوات تحت الجفن ،، انصت إلى قطرات المطر المتساقطة ،، تنفس على ذلك الصوت ،، دعه يملأك ،، عقلك ونبضك يتصلان معه ،، ينبت الميت داخلك ،، عندها ستحتضن الغيم ،،

قطع ممزقة من الأحداث تعود لتشكل ذكرى ،، فتجذب كل ما في الرأس إلى نطاق لا يوجد به ما يهم ،، وتركله كالكره إلى مركز الوعي ،، تحاول حساب كل البيانات ،، ولكن هناك متغير واحد من الصعب تحديده ،، زاوية وانحناء وسرعة ورياح فتجد الهدف ولكن أين المرمى وما هي نسبة خطأ في التصويب ،، سيمفونية من الصفوف والمنحنيات والزوايا ،، انفجار من الطاقة الإيجابية يغمر الصخور ،، موجة مثيرة تداعب الوجدان برذاذها ،،
ولكن ربما بعض الغموض أفضل من البقاء دون حل ،، والأيام لا تمضي كما نتوقع دائما ،، شعاع شمسي لزج يمنع الانسياب ،،
قال : عادي ،، كلمة لسهولتها تعبّر عن نفسها ،،
قلت : ساءتني الجدية الصارمة التي تضن بالابتسامة فضلا عن الدعابة ،،
قال : حسبك أن تعلم ،،
قلت : ولكن ،، مهلا عن ماذا كنا نتحدث ؟! ،،
كيف تضئ الأماكن الداكنة في هذا العالم ،،
المبشر هو من يتلقى الطعن دائما ،،

عبدالله الدوسري
05-05-2009, 11:11 PM
لحظة واحدة مضيئة في يوم مظلم ،،
الحياة مليئة بالندم ،، تحاول ،، وتحاول أكثر ،، ولكنك لا تستطيع تغيير الماضي ،، تتذكر بأنك قلت ذكرت الوداع ،، فمتى تنتهي تلك اللحظة لقراءتها ؟! ،،
ويقول الودع بأنك سوف تلمس العالم ،، تحصل على هدية مبهجة ،،
أحيانا نتصرف بماذا نحب أن يرانا الناس فيه ،، حتى لو لم يكن تمثيلا دقيقا ،، نختلف عن ذواتنا ،، فكيف تجعل الندم في موقف حرج ؟! ،،
كأن تقاوم ألا تنطق بكلمة أمام شخص يرتاح في غيبوبة ،،
أكره البرودة في المستشفيات ،، دائما باردة ،، باردة لتمنع انتقال الفيروسات ،، آخر شئ تفعله هو طلاء الجدران ،، تشعر بالدفء في ذاكرة تصويرية ،، فهل ستترك يدك الليلة إذا أخبرتك السبب ؟! ،، هل ستدرك حيلتك ؟! ،، تحلق ،، تحملني معك وتحلق،، أحبك ،،

كل سلك في الجيتار له صوت معين ،، مشابه لمعادلة رياضية ،، الأمر متشابه بتحديد الأنماط وتآلف أشكال الرنين ،، إيجاد رنين صحيح وترجمته إلى نوتة موسيقية ،، ستولد نغمة ،، وأخيرا ستجد ما تبدع فيه ،،
نكافح لنجد الطريق لحياتنا ،، بين سهلا دائنا ص لمعرفة س وأينما ستقود ،، ففي النهاية ما يفوق التوازن ومساعدتنا للعبور منه ،،
ويقول المحب : استمعي إلى صوتي ،، تجاهلي كل شئ ،، حتى يكون هنالك سكون ،، سكون على التردد ،، ثم اهدأي مثل نحلة عاملة ،، حتى يختفي الصوت ،، اتركي أصابعك تتخلل يدي ،، تخيلي عالمك ،، أبطئيه من فضلك ،، كثير ،، والكثير مظلم ،، والضوء لم يهد إلى الجيران أيضا ،،
فرصة لإعادة تعريف نفسك ،، لتغيير التوقعات ،، ولتتذكر بأنه لم يفت الأوان لاستعادة ما كنت عليه وماذا أردت أن تكون ،،
مشعل الرؤية ،، أجل يا سيدتي ،، طعمه من ينابيع الأولمب لا يريد سوى الغوص ،،
ولا يزال السر لم يكتشف ،، كأن تتذكر طعم قبلة ،،

وقد قيل " أبحث عنه في كل مكان ،، وتتناثر أخباره في الهواء ،، ولا أجده ،، قيل أن لصوصا اختطفوه ،، ويريدون فدية من كل شخص يفكر في البحث عنه !! " ،،
وقديما كان تصور الناس للكواكب أنها أسطح مضيئة ،، أو ثقوب في القبة السماوية تسمح بمرور أضواء العالم الآخر ،،
التسكع في طرقات الألم يحلو بغير ظلال الإجابات ،، في الجو رائحة صمت خانق وفي النفس حديث ،،
شئ لا تعرفه ،، وتريد أن تعرف كل شئ أيضا ،، وببطء ،، تتذوق الشئ الجديد ،، خطوة واحدة في الوقت المناسب ،،
أجهزة تعيد بناء الجسم ،، مقاومة ،، واستجابة تلقائية للجروح ،، يتمزق الجلد ،، فتنشط الصفائح في الدم ،، تتجه إلى الجرح ،، الدم يتخثر ،، ولكن التمزق والانكسار ينزفان ولا يمكن تجاهلهما ،، تمنحهم سهولة المعالجة ،، وهناك صداع لا يمكنك الشفاء منه ،، كأول الجروح مهما حاولت لا شفاء منه ،، أبدا ،،
كيف وأنت لا تقتني قتال إمبراطور الشر ،، تستمع إلى الموسيقى فتجيب نداءها فتبحث عن الهاتف ،، وتقوم بفتح المخزن وتسويق السلع ،،
المصادفة تكون الأفضل دائما ،، كأن تحتسب لتكون مستعدا للعاصفة فتغمرك موجة لطيفة ،،

تضع رأسك على وسادتك ،، فتشعر كأنها أشواك صغيرة ،، مجرد وخزات ناعمة ،، لا شئ ،، هل أنت مستعد ،، وتحاول أن تكون رقيق ،، قلبك يتسارع ،،
شجيرات صغيرة تنمو على الأشجار ،،
العلاقات صعبة ،، والتواصل يمكن أن يكون الأصعب ،، مشاركة بالأفكار الخاصة تحت قواعد منتظمة في طريقة جيدة للحفاظ على المودة ،،
والأحلام تظهر ما كان يزعج الوعي ،، قد تنبثق بين البين ،،
الحياة رحلة ،، والطرق التي نعبر من خلالها بها منعطفات واتجاهات ،، أحيانا ناعمة وأحيانا مليئة بالألغام ،، وأحيانا تقودنا إلى أماكن غير متوقعة وأشخاص غير متوقعين ،،

تحب أن تعتقد أنك تتحكم في حياتك ،، ولكن في لحظة كل شئ يتغير ،،
الجو حار مثل سطح الشمس ،، هل من الممكن لشخص أن يتأمل ما لا يراه ،، هل ستكون طريقة لتوقع الواقع ،، ولكن مفتاح الغد مفقود حتى حين ،، والشوق قاض صرف كله حكم ،، يحتاج إلى محلل له قوة التاريخ نفسه ،، بارع من كان يثنيه عن أوهامه ،، أوهامه !! ،، أكانت أوهامه أم أوهامي ؟! ،، لعله الشوق إذن لا بماهيته ولكن بما يستوحش الغيبة ،، مجرد رمز للبيت المتهدم المهجور الذي يشير إلى ذكريات جليلة غابرة ،، ومهما كان من أمره ،، فإنه يبعث حنينا مسكرا ،، وأوتار الأعماق التي تهتكت أخذت تصعد أنغاما بالغة في الخفوت والحزن ،، وددت لو أراها ،، لم تكن حلما ولم يكن تاريخها وهما ،، وما حقيقة الصورة ،، لعلها ولعلها ،، وماذا سيبقى ،، فلشد ما تتغير المناظر في أثناء حفظها بالذاكرة ،، أود أن ألقي نظرة على هذا الكائن لعلي أقف على السر الذي مكنه من أن يفعل بي الأفاعيل ،،

إن المرض الكامن يهدد بالانفجار ،، والذي مرض قديما بالسل يجب أن يحذر من البرد ،، أما الاسم فما أشبهه بأنغام الصبا في بساطة معناه وشديد نفاذه في النفس ،، وقد يطرأ ظرف فتعبر النفس حال عاطفية بكاملة قوتها ثم تنقطع ،، كالمطر في غير أوانه ،، على ذلك تشعر في تلك اللحظة بأنك انقلبت ذلك العاشق ،، تعاني بكافة الأنفاس السارة والحزينة ،، والخطر لم يكن يتهددك بصفة جدية فأنت كالحالم المكروب الذي يداخله شعور ملطف بأن ما يراه حلما لا حقيقة ،، فتتمنى لو تقع معجزة تتجاهل صحوة الموت الكاذبة ،، تعترف للظروف وتبادلها العواطف وتعزي الآلام ،،

عبدالله الدوسري
05-16-2009, 01:24 AM
وجدته ملقى تحت الشمس ،، متلبسا نفسه ،، إنسان بلا ملامح تميزه ،، ليس كالوليد ولا يبدو كالمحتضر ،، وقد التصقت بجوانبه ألواح خشبية وبعثرت في وسطه كثبان من الرمل ،،

سبقت فجرها الحالم إلى البعيد في ظلمة حالكة كمن يخرج إلى الردهة وهو يتحسس حائطا متصدعا ،، بلغت أذنها جلبة اليقظة ،، ومزق سكونها صفقات الأبواب في داخلها وهي تغلق على داخل الرحاب المظلمة حين تفتح ،، أما الأُخر فيخفف شعاع النجوم الشاحب من شدة سطوعها ،، جعلت تقلب رأسها بالسماء كلما لاحت لها ،، ثم بلغت وأد الأجاج في تيار من اللهب ،، السقف والجدران تترك في أنفاسها أثرا عميقا ،،
وفي الطريق أرشدتها أشباح السراب وأصوات الصمت إلى الطريق فلم تحتاج إلى الاستدلال ببوصلتها ،، وما كانت لتقف إليه لولا دفء الظل ،، وإنما لكل امرئ ما نوى ،،

ومضى الوقت متتابع والسكون عاد ليطبق ،، وطالت فترة السكون حتى أخذ الأمن يتسرب إلى الجوانب المتسربلة بالأنفاس ،، وشاع في أحداق الهمس صور كالكلام ،، ونظر إليها بعين زائغة مخدرة بالظلام ،، شعر بشئ يتحرك في صدره حينما ابتسمت ،، طرقات وتيرة تغمغم ناطقة ،، كالقبضة تعتصر كل شئ بداخله وتنبض مشرقة ،،

حتى علا ضحك لم يبين فعرف كيف يحرك أطرافه ،، شعار أو قل إنه نشيد ،، ما كان أجدره أن يعيي الموت لولا قضاء حديثها ،، يستمع فينعم برقاد لذيذ بينما تشقى الأفكار برطوبة الليل ،،
قالت : ألن تتكلم ؟! ،،
وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ،، السماء ملأى بالأنوار ،،
فقالت : ما اسمك ؟! ،،
نظر إلى كيف توقع اللحن ،، وحرك فكيه محاولا تقليدها ،، فابتسمت ثانية ،، ونظرة عين ساذجة تقطر خفة ،، أضاءت الطريق ما انبعث إليها من نور النوافذ ،، مرسلة على العالمين ضياء لألاء ،، طاف بالحي وما حوله خلايا مهللة هاتفة شاع في نفسه كأنما حمل إلى الهواء الساري فقال : أين أنا ؟! ،،
قالت : أنت هنا معي ،،

إنه النور والسرور ،، إنه الليل المنار اليقظان ،، إنه الصبح العامر بالسمار والمنشدين ،، لقد اتفق له عهد واحد بكيانه معها ،، وقد تعبر القوس وتسبح مع النجوم فتغرق في نظرة ،، تسيل عذوبة وتستبيح الإثم في توبة سحرها ،، أجنحة مرفرفة تعلن السفر ،، انتصبت الروح لتبرد وانتثرت كؤوس الأماني المكللة بغلالات بيض فعرف كيف يحلم وتاه في الدنيا ،،

أخذت تنظر إليه بلذة وإنكار وشئ من التوجس ،، تابعته وهو يقف متثاقلا هادئا تلوح قبابة المعزية كأنها ساجدة ،، ولكن قضى أن تفقد الجنان دونه ،، أن تستثير الجوع والحياء أبرأ العبارات ،، تعاون الرمل والبراءة والبحر في عزم وسكون ،، لا تدري أين المستقر ولا أيان المستقر ،، وحسبها من الظنون يقظة تدب ،، يقظة فرحة وإن أدت ثمنها من الدم والراحة ،، وهل تنكر أن النهار البارد برم بالنوم وضاق من الراحة ؟! ،، فها هي ذي يقظة تدب ويبشر سفر الوصول بدوامها ،، ما عقباها ؟! ،، ما غايتها ؟! ،، لم تبال في حلمها الراهن ما ينطوي عليه الغد ،،

لا يمكن أن يطالب بشئ ،، خليق بمثله أن يرفع عن كاهله المتهالك مقل هذه اللمسات ،، قديما حارب الرق الأحرار لا المماليك ،، حتى تنازعت العواطف التي جاءت متناقضة ،، فلو اعتدل الميزان ما عاق عائق ولبلغ ما يشتهي ،، لو كان يستحق أكثر مما هو متاح له لناله ،، وشاهد شعاع الشمس الأخير يتقلص عن موجة ،، فما عدا رائحتها فهباء في هباء ،، ألا يمكن أن يوجد رأي ولو كان من وحي الخاطر ؟! ،، من غير قائل سابق من الحكماء الذين يجهلهم كل الجهل ؟! ،، وكيف يجيب شيطان الفجر ؟! ،، سبيل واحد وفخاخ مشرعة ،،
قال : سأعود ،،
فقالت : انتظر ،،

عبدالله الدوسري
05-24-2009, 11:43 PM
وتفكر فيم ستفعله غدا بعد هذا الكساء من أشواك الحديث ،، فيم ستفعله اللحظة ،،
فأنت على أية حال لم تعد ترغب في الشعور في مثل هذه اللحظة التي سقطت من السماء ،،
وماذا عن وخز الشهب وجحيمها ؟! ،،
وخز لواهب ،، لم تعد تبال بأي ريشة أو وردة ،،
لم يعد للبسمات مكان في هذا الكون ،،
تصوب وجهك فترى شقاء ينمو كالفطر السام وصوت ملئ بغبار العمر ،،

صادفت عند المسرح الصغير المهجور عدة أزمنة تحملها ريح لم توان في تلقيحها ،،
تلفح النبض بحمى زقوم غرس ،،
سماجة وعاء مكشوف تحت المطر ،،
ردا حاسما على كل من يحلم وينتقد الشجو في المرارة ،،

" أغنية تحت المطر ،، أغنية تصدع تحت المطر ،، يا له من إحساس يغمرك بالسعادة مرة أخرى ،، اضحك من فوق السحاب ،، داعب الظلام الدامس ،، الشمس تدفئ قلبك والغيم يستعد للحب ،، فلتسمع السحب العاصفة أن تنطلق ،، ولتأت بما شاءت مع المطر ،، بسمة مرسومة تسير عبر الممر حتى النهاية ،،
ولترعد إذاعة السماء : سارق في مخزن العدم " ،،

وأثناء فترة الصمت القصير ،،
قبل أن تنمو الموجة التالية على شريط الليل ساد النحيب فجأة ،، يا لها من لحظة ،،
كعنقاء جامحة تحلق فوق حانة لم تفطم الحرمان من اعتناق حنانها ،،

بدأت تسري في الجسد مثل مغادرة نعيق غراب القشعريرة حين تستمع للسومفونية التاسعة ،،
تقطع الوقت بالمدى وتتوعد به في كل حين ،،
كم من الجمال يستطيع أن يصنع الإنسان ؟! ،،
الأمس غير الغد ،،
كأنك نبيذ يحملق في البلور ويتطاير في الأرجاء بين النجوم ،،
لا وجود للجاذبية هنا ،،
لا تسمع إلا سقسقة مياه الأمل تجري والعمر يتبعها ويترجمها ،،

عبدالله الدوسري
06-02-2009, 01:48 AM
وجه الروح يسير فوق الماء ،، فأين الضوء ؟! ،،
فلو اجتمعت السماء والبحار في عناق لظهرت اليابسة ،، حيث العشب ،،

الضوء الأعظم لحكم النهار ،، والضوء الخافت لسحر الليل ،، وفي عالم المفاجآت لا تجد أنها ابتعدت عن الأشجار ،،
وتحملق النجوم وتتدفق المياه ثانية ،، المؤثرة في الخلق والحياة ،، لذلك حلقت الطيور للشعور بها ،،

خيل إلي أنني أدركت حقيقة أخرى من حقائق الحياة ،، هي أنه لا توجد ثمة حركة بين السطور ،، على الأرصفة أو تحت ضربات الأمطار وجموح البراكين إلا وفي وقعها ريح الأنثى ،، تلعب في الحياة الدور الذي استعذبته الجاذبية بين الأجرام والنجوم ،، فما من حي إلا وفي خياله حية رقطاء أو سماء شمّاء ،، حاضرة أو غائبة ،، ممكنة أو مستحيلة ،، محبة أو كارهة ،، مخلصة أو خائنة ،،
وفهمت قولهم " إن الحب الحياة والحياة الحب ،، لم تكن حياة ثم كان حب ،، ولكن كان حب فكانت حياة "،،

وبدا لي منطق الحياة قاسيا ولكن لا حيلة لنا فيه ،، أفظع به من تفكير ،، حسبك أن تتذوق الطعم فوق لسانك وتسبّح بحمد الرحيم ،، ولكن كيف تذعن لحكم هذا الواقع المخيف ؟! ،، هل تبكي أو تصرخ حتى الموت ؟! ،،

سمّرتني قوة غريبة في مكاني ،، وملأتني قسوة وجنونا ،، واجتاحتني ثورة عارمة تتحدى قوة الموت نفسه وبطش القضاء ،، أبيت أن أصدق عيني ،، واستعصى علي الاقتناع ،، ما معنى هذا ؟! ،،

سقطت الثمرة المحرمة وتدحرجت حتى ابتلعتها المياه ،، تأكل منها في كل أيامك ،، وتجوع في أرض الواقع بالحكمة وتشعر بالرغبة أينما كانت ،، وأحفاد يأكلون الخبز ،، كمعنى للامتلاك وليس لأنفاس الحياة ،، فالدم لم يجر إلا دون الجرح وما بين أوهام الأرحام ،،
وكشفت الأرض دمها وليس أكثر من تغطيته بسدادة قارورة نبيذ ،،
قوس قزح كان عهد بيننا ،، عشت مع خيالها يومي فلم أكد أنتبه ما يلقى من كلمات ،، وعلى قدر ما نازعتني النفس إلى تملي العواطف على قدر ما ازداد كره الكلمات التي تعبر أخيلتي ،،،، فاض الشعور بالتمرد على عذاب العقل وتجاهل القلب ،، يجوع جوع الحس ،، ويرق رقة النفس ،، ويتشوف تشوف الروح ،، فتمنيت بعث الحياة لسعادته والاستسلام للحنان المتفجر من ينابيعه ،،

وميضها مثل الانجذاب إلى جانب الطريق ،، يعطيك الجرأة لتقود دون أن تلقي نظرة ،،
وجهها يحكي الكثير ،، عيون تصطاد وتتحدى ،، كل حاسة تلعب دورا ما ،، شئ غريب لا يتحدث ،، اصرخ بذلك وسوف تقتله ،،
فهل تتكلم مع الريح مثلي ؟! ،، حلقي فأنا لا أعرف أين سأقف ،،
ما هي لغة الواقع وكيف سترجمها ؟! ،،

في شرق آسيا ،، يصطادون القردة باستخدام السلال ،، يضعون الفاكهة تحت السلة المثقوبة ،، وعندما يدخل القرد يده من خلال الثقب ويمسك بالفاكهة لا يستطيع إخراجها ،، ولن يتركها من يده لأنه قد تذوقها ،، يُقبض عليهم ولكنهم يعودون من أجل المزيد ،،
تنظر إليها وتفكر ،، والحياة لا تجري التعديلات في مضيّها ،، يجب أن نأتي نقيان أم نكتفي بدفن الأحلام ؟! ،، أشياء كثيرة لم تبق لنا إلا أفعالنا ،،

مدهش ،، كل ذلك بالغ الدهشة ،، ففي كل مرة أستمع إليها وأتسكع في صوتها تحملني دهشة ،،
كلما زادت المعاناة ،، كلما زاد الحب ،، بالألم يشحذه ويمنحه اللذة ،، الوحيد الذي تحتاجه ،، ستغادرين الحياة أجمل من يوم دخولك إليها ،، ستخبرك السماء بأن ثمة شئ واحد فقط يكمل الروح ،،

عبدالله الدوسري
06-12-2009, 01:57 AM
عينه في السماء مثل نافورة ببكاء متوازن ،،
أستطيع سماعها بوضوح وهي تتدفق ،، تمتمة ،، ولكني لمست جسدي كي أرى الجروح ،،
صوت مدان إلى الأبد ،، تسبح حولي كالهواء ،،
تسافر عبر الزمن والفضاء ،، أنتِ أبرد من قطعة ثلج ،، وهذا يناسبك جدا ،،
دقات قلبي تتسارع لتصبح كالبحيرة ،، وتبدأ أحلامي بالتحقق ،، لقد اخترقتِ روحي وفيها نمت ،،
فراغ كبير يحترق ،، ضعي رائحتك فوق صدري وستسمعين صوت البحر ،،

حب يضعف القدر أمامه ويبقى صامدا ،،
فكري بآلاف الأمواج التي ازدادت عبر الدروب واتفقت مع الزمان بلا نهاية ،،
والسؤال الذي يقف خلف حنجرتي ويدفع الدم إلى رأسي ،،
يدق في أذني مرارا وتكرار ،،

تهزمك الخواطر والتصورات التي تعترض عزم المضي ،، تعاني ،،
وتتحرر من ربقة الحلم الكبير التي تشدك تكاد تمزق ضلوعك ،،
أجل سيملكك شعور جامح يهفو بفؤادك إلى التجدد والانطلاق ،،
وها هي الحياة تستفزك للتمرد والثورة ،،
ثورة شعورية تنبعث من أعماق النفس ،،
تروم التغيير والتشوف إلى المجهول ،،
تعاني حنين مؤلما غامضا كلما تحرك بصدرك تشملك كآبة ووحشة ،، وثالثهما شيطان ،،

بعد ذلك ،، لا قبله أعني ،، يجوز أن ننسى الكوارث في مجرى الحياة الزاخر بالحوادث ،،
بل يجب أن ننساها ،، ولا نسمح للتشاؤم بأن يلقي ظله الثقيل على أرواحنا ،،
الحياة لا تخلو من كوارث مثل كوارثنا ،، بل أشد منها بما لا يقاس ،،
يجب أن نوطن أنفسنا على التصدي لكل مكروه بدون أن نيأس من إصلاح أنفسنا وأحوالنا ،، ومحق سلبياتنا جميعا في البر والبحر والإرادة ،،
فإن المصائب لا تقضي إلا على الضعفاء من أنصار الهزيمة ،، ولكنها تشحذ همم القادرين والمقدرين لنعمة الحياة المباركة ،، واحد ،، اثنان ،، وينتظم العد ،،

" أخبريني عن الرجل الذي يقود الحقيقة ،،
الذي يقود الزمن بعيدا عن مساره ،،
أخبريني عنه يا ملهمة الشعر "،،

لقد حل الظلام المعضلة ،، حتى قبل أن يعلن عن ذلك ،،
لأول مرة أعرف الشروق ،، قطعة هبطت من السماء في داخلي ،،
والشجرة تقسم أنها تسمع بكائها ،، حتى أصبحت تقول بأنها تسمعها في كل مكان ،،

في الانتظار لا شئ تعمله ،،
لا شئ في الصباح ولا المساء ،، ولا شئ بينهما ،،
معظم الجدران القديمة يعاد ترميمها قبل أن تسقط ،،
تشعر أنك عديم الفائدة كالكرسي الموجود في الشرفة ،،
تتطلع لفعل شئ ولكنك لا تفعل شئ ،،
الحياة تفتت إلى قطع صغيرة ،،
أنت ميت ،، فلم لا تحاول شئ آخر ؟! ،، اذهب إلى مكان آخر ،،
تندهش كيف فاتت من أمامك فرص عدة للنجاة والغرق ،،
تذكر كيف شاهدتها للمرأة الأولى حينما توقفت أنفاسك ،، هناك في منطقة فوق الرمل ،، تحدثتَ مع الصوت الجميل ،، كنت ستؤمن بالمعجزات ،، كان مزاجها جيدا ذلك المساء ،، وماذا عن أمسيات أخرى ؟! ،، وشعرها الذي يصبح فانوسا حتى لا تضل في ظلام الطريق ،، كمن يتمدد على العشب مستنشقا الصباح ،،
إن توقفت أحلامك فلن يبقى لك شئ وستمسح دموعك بيديك ،، متعطشا كالسمكة الخارجة من الماء ،،

العالم كله توقف عن الحركة ،، لأيام وليالي ،، حروب ومواسم ،، كل ما عليك هو الخضوع ،، كأن تتذكر شئ ما وتنسى أن تدونه ،،
والحياة مليئة بالمفاجآت ،، تضع في اعتبارها أقدار ،، كما يحدث في تلاقح الابتهالات ،،
أما الوقت فيعلمنا الفرق بين الحقيقة والمثال ،، بعض الحقائق تموت و تتلاشى ،، ولكن يبقى المثال معمرا إلى الأبد كالأساطير ،، يتم الحديث عنها عبر الريح ،،
اجتاح الجو غيم كئيب جاثم على الصدر كالحزن ،،
نوع آخر من الكآبة ،، والروح قابعة في آخر مكان من الظل ،،
بقي من الزمن لحظة ،، تملأ مساحة هذا العمر وتفيض عن بقية الصفحة ،،

عبدالله الدوسري
06-29-2009, 12:09 AM
كما لو أنه وجد الفجر أقل مما يستحق تقبله ،،
واستعارت الشمس شئ من صوتها ،،
وموجوع القلب يرقص ،،
الأرق بات كالفحم والأحشاء تزمجر كالأنفاس التي تتخبط في الهواء ،،
والطالع لا يبشر بصفاء غد ،،

وتنقطع الثقة الكبيرة في السهر ،، تحمل معها كل شئ ،،
وبلمسة أخيرة تسير مع الدم قطرة تلو القطرة ،،
فلم يختفي السقف كما كنت تأمل ،،
" مبارك فقير الروح لأنه في مملكة السماء ،،
مبارك عليه الحزن والفرح الذي دفن معه ،، " ،،

كيف تستطيع التنفس بينما تتغير ألواني في الكفن ؟! ،،
كيف بلغت هذا السن دون أن تبلل ملابسك ؟! ،،
كيف لا تستطيع أن تسمع عقلي وهو يطحن ؟! ،،

- هل عددت النجوم يوما ؟! ،،
- يستمرون بالتنقل دوما فلم أستطع ،، مهلا ،، ما معنى تلك النجمة ؟! ،،
- جسدك يعرف ،، ولكن ذهنك ينسى ،،

الوصايا ستجد النهاية ،، السماء لم تحلم إلا بمن يرتد عليها ،، فما العاطفة إلا أم ترضع وليدها ،،
لحظة ميئوس منها تحتاج أخرى يائسة ،، ولكن الكأس من الشوق قد امتلأ ،،
وهل فكرت يوما بالانتحار رحمة بالأشواق ؟! ،، فهنالك ما عليك فعله ،، تتغير التوقعات وقد ترى حياتك من جانب آخر ،، تعلم ما قد يبدو قابلا للاحترام ،، ولكني سأخبرك بالحقيقة : فلن تمانع بالموت حينما تنظر نحو الجهة الأخرى ،، لا تريد العودة حينها ،، ستود ابتلاع الصمت بينكما ،، فهنالك أطنان من الرمال ساكنة ،، والطفل يقطعون له الوعود ولا يوفون ،،

أقف في الردهة متفكرا ،، أتوقع بين لحظة وأخرى أن يجيبني السكون بما عنده من تهم ،، فاستغرقني الخيال حتى كدت أصطدم بما يمر من أفكار ،، ثم داخلني إحساس نهم بالتحرق إلى الفجر بعيدا عن العبث الضاحك الذي تتوارى خلفه مرارة في الأعماق ،، قبضتي الآن فارغة ،، مصفاة لا يبقى فيها شئ ،، لا يمكن أن يدور لي بخلد ،، ولم أعلم ولو في الكوابيس بأنه واقع ،، وأن تلك الطعنة التي أصابت الفؤاد قد علمت الدهر من الصبر فتونا ،، وأن ذلك الفرح ما مهرت عليه الذكريات إلا بمرآة غابت صورتها ،، ليت شجاعتي تواتيني الآن فأمسك بالصدى وأحدثه بأمانيّ دون أن أرتمي بين أحضان النوى ،، ما يزال هنالك قطرات من دهن العود في مشكاة الغد ،، لا لرأب الصدع فقد ولى أوانه ،، ولكن لتزكي النبض الجاف الروح الخالد ،، أنظر إلى الظلام في الردهة الساكنة وأتعلق بالأنفاس ،، ترى ألم أقبل هذا الثغر في كل الوجوه ؟! ،، سأعود ،، وستمسي الوعود صورا وظلال أهداب ،، وستجتمع الأسماء كاجتماعها هذا كأول مرة في رحم الغيب ،، وربما لا تذكرني إلا قليلا ،، أو لا تذكرني بتاتا ،، ولكن كيف أكون ؟! ،، وأين ؟! ،، وهل أملك إلا الوحدة وسط الزحام ،، كلما اشتد الدهر عتوا زاد من الصبر امتنانا ،، وليظل النجم ساهرا هكذا إلى الأبد ،،

بيد أني ارتددت فجأة إلى فتور وحنين وأطبق علي شبح اليأس القديم ،، وكل شئ من حولي يصدح بأن لا تغرر نفسك بالنسيان ،، فاقنع منه بما تغنم فيه من لحظات ،،
وسأذهب إلى رحلة خارج جسدي ،،
أنظر إلى يدي الحمراء ووجهي المتجهم ،،
أسأل الرمل والمحراب عن اسمي ،،
فتخيلت أن كل ما هو بديع قد يصبح حقيقة ،،
ألا تبدو هذه الصورة مغبرّة ؟! ،،
حرق المركب وراح ،،

عبدالله الدوسري
07-09-2009, 12:56 AM
ومرسال الموج ينام ،،
" فخذ من الدهر ما صفا ومن العيش ما كفى " ،،
دموع الوجد وتباريح الفؤاد ،،

وعشق كأنه خدر يذوب في الأوصال ويصبي المشاعر ،،
وتعيش كأسطورة من عمق الحقيقة ،،
الآهة ترسم ذاكرة الماء ،، والتنهيدة تكنس العتمة وتفسح للإشراق مكانا عليا ،،
تهمس ،، فلا أدري ،، ولكنها تخلق خلقا جديدا ،،
فأرى بهمسها الدنيا على كثافة الظلام المحيط نورا وبهاء ،،
كالوجع المتردد الذي لا يحكم إغلاق الباب ،،
ووغاء الحزن ينيخ على قلبك ،،
حتى لا يأتي يوم ترى فيه الأفق جرحا تخشى لمسه ،،

ولا حلم فقير يلوح ،، دونه صبوح مزايين وغبوق ملايين ،،
شفاة متشققة في عالم يطفح بالابتسام ،، كالقناديل المطفأة تطفو فوق بحر النفط ،،
انظر إلى روح التربة في موسم الزرع ،، فالثمار تحتاج إلى وقت لكي تنضج ،،
تحمل حلما باتساع السماء ورحابك تختنق في قمقم ،،

املأ وعاء قلبك بالحياة وسلط عليه ضوء صدرك فستسمع خرير الماء يداعب الطيور في سقياه ،،
وسترى الموج ينساب يحملك إلى الفردوس الضاحك ،،
ولا تريد أن تقول : ولكن !! ،،

فما أشقى من أن يصبح الأرق ظلك وتوأمك ،، وأن يتحول ريش وسادتك إلى خناجر ،، وأن تلتصق بالليل حتى تصير جزءا منه ،، وتضيق بك الغرفة ويضيع فيها الصدى كالقبر ،، ويتسع النبض في صدغك حتى يوشك على الانفجار ،، وتتحول كتلة لزجة في الفراغ ،، كأن قانون الجاذبية الذي كان شاهدا على كل البشر ،، لم يعد ينطبق عليك ،، ساهم كغيم ميت ،، تتسول المطر الغارق حولك إلى حلقك المحتضر ،، والمرسال نائم في غيبوبة على بساط من ريح ،،

همست الأنامل في أذن ثملة قائلة : تفضل ،،
قال الصمت بتوسل : لنعد ،،
ولكن دفعته رقة الشعور المسيطر : لا بد من زيارة المكان ،،
ظلام دامس ،، ترتفع الوجوه إلى السقف في انتظار النور ،، يندلق الودع ويد تتحسس المنكب وهو يصرخ في سيل القشعريرة ،، الخوف هامس والمصباح تالف ،، تلتف أذرع الخواطر وتتملص خواصر الأعذار ،، فيجثم ضيق خانق حتى يألف الظلمة وحرارة الأنفاس ،، وتلوح أشباح حدائق ممزقة وأوراق بلا روائح ،، حتى يتوسل الندم غيمة ملونة ،، تمتزج اللذة باليأس ،، وتشتد الظلمة ،، ظلمة عميقة غريبة ،، تنشر أجنحتها على فضاء لا نهائي ،، فلا مكان ولا زمان ،، وعبثا تحاول أن تجمع شتات فكرك ،، تتزحزح بعيدا عن جنبك الملتصق بك ،، النبض يدق الأذن ويقرع الرأس ويعتصر القلب ،، قطرات تسقط في راحتيك سبعة ،، تلتهم أكف الأفق وأقداح البريد ،،

عبدالله الدوسري
08-17-2009, 11:42 PM
لقد سمحت لفجوة من الزمن أن تفتح بابها ،،
فانبعث منها حنين القلب شوق ،،
ثم تحول الشوق إلى خواطر معربدة تعيث فسادا في خلايا الجسد ،،

كانت نسمة خفيفة تداعب بعض الأشجار ،، استسلم لها أحد الأكياس الفارغة ،، فترفعه تارة وتطيح به تارة وتديره تارة أخرى ،، وتحيطه بهالة من قصاصات الورق وبعضا من النفايات كأنها ترقص له نغمات تدحرج علب المشروبات الفارغة ،،
وكان البحر يجري في فتور ،، لا تسمع فيه إلا همسات يصبها في آذان جدة كأنما يهدهدها بها حتى تنام ،، فالعين يقضى تسامر الشجن والجرح يئن تحت وطأة الزمان ،،

وفجأة ساد الصمت ،،
وتوقفت الزفة عن السير ،،
وسكن حفيف الأشجار سكونا طويلا ،،
كأن الكون أراد أن ينصت إلى قصة ،،
بدأت تنثر الحزن على حواشي الأمس ،،
أيقنت أن رحيله كان بداية لمنغصات كتمها الزمن ثم كشف عنها اليوم واحدة تلو الأخرى ،،

لقد اختار القلب طريقا فغرس فيه الأحلام وعلى جانبيه الورود ،،
ولكن سرعان ما انقشع الحلم فبدت الحقائق سيئة بشعة كابتسامة الجمجمة ،،
فتساقطت أوراق السعادة كأنها شجرة نبتت من بذرة خريفية ،،
ولو بحث الهم عن مسكن يرتضيه ويوافق ذوقه لما اختار سوى ذاك القلب ،،
مجند لغرض لا يعلم سره ،،
كأنها في مفترق طرق عارية خاوية غامضة مجهولة ،،
وكأن على أفق وجوده شيئا لا يفهمه ،،
يحس كأنه شئ مجوف ،، أو كأن باطنه صحراء ،، فليس هناك عمران ولا أنس ولا نور ،، منقسم على نفسه ،، فأعلن بعضه الحرب على بعضه الآخر ،، ما بين طبيعة الماء وماء الطبيعة يحطم الصخر بينما ينساب قطرة قطرة ،،

أراد الهرب من هذه الشرنقة التي كبلته ،، فأخذ يسمعني شئ منه ،، انداحت الأنغام كأنها تنتحب ،، وبعض الأوتار كانت كأنما يقطر منها الدمع ،، تئن أنينا رفيعا مثل الخافت المتهافت ،، مقطعا من سيمفونية يتصبب لها ليل الحرف ويتموج ،، تشم رائحته وتسمع وقع خطواته وتلامس ظله ،، عندما يمتزج همس البحر بأشجان النوارس ،،

نتخيل في بعض الأحيان أننا نستطيع أن نصنع ما نشاء ونخلق له من الأسماء متى ما أردنا ،، فتطل الأقدار من نوافذ الظلام ،، وتجعل تصنع لنا الشقاء وتخرج ألسنتها ساخرة ،،
فالأيام لا تستطيع أن تهادننا إلى وقت طويل ،،
إنها إن فعلت ذلك لكان معنى ما فعلته أنها غيرت فطرة فطرها عليها الرحيم ،،
فنتساءل : ما هو الثمن الذي نجهد قلوبنا ونشمر أثوابنا للجري في سبيله ؟! ،،

عبدالله الدوسري
08-21-2009, 04:27 AM
فكيف بنا والحزن ؟! ،،
تلله ما مادت الأرض على إنس مثلنا ،،
وفي رحلتك في البحث عن المعطف الذي يخرجك من هذا المكان ،، دائما تجدها ،،
إن هي الثلاثين ،، ولكن لبعض الطيور ريش لامع ،،
وسيبقى المكان من دونهم فارغ لا قدرة له على استباق الزمن ،،
لا شئ سوى الانتظار ،، ألم تزل قطع الشطرنج في مكانها ؟! ،،

تنهض وتقعد كما تشاء ،،
تجلس بهدوء والأفكار الصاخبة تتجول في رأسك كما تشاء ،،
تبدأ برحلة طويلة مجهولة النهاية تذيب الحواجز كما تشاء ،،
فكيف لنا أن نطمئن للحقيقة بعد مرورها بالتشكيك والرفض ؟! ،،

هكذا أتت ،، ليست كأمنية طفل كما ينبغي لها أن تكون ،،
صعب أن تقول : سقطت تسعة !! ،،
تحاول أن تتمسك بلا نهائية فكرة أو تقبيل ثغر ،،
سيظل ظل الدفء قابع ،،
فتنصت إلى حديث النبض دون أن تحتاج إلى إتمام جملة ،،

فواصل سوداء كهذه ( ،، ) لا يخلو منها الثوب الأبيض ،،
وحياة ثنائية العيش تأبى النسيان والأسى يأكل من خصوبتها الناعسة ،،
والحلم مراء ينبغي تجاوزه حتى لا يرتد إلى عزلته ،،
متعة وتتبعها لحظات من كره الذات ،، والمسرحية بلا نهاية ،،
وكلما نهضت لتبني جسرا تغفو بين أحضان نكرانه ،،
عاطفة مطلقة وعمر هو المستحيل بذاته ،،
تفكّر ولا تجد فيم تحلل نتائج الحديث ،،
خُط بيديك خيط الأفق إذن ،،

أيها المخلوق للموت ،، أليست حياتك هي توثيق الأسى ؟! ،،
فلا عليك إلا أن تتحمله ،،
أخلاقيات محررة وأوهام حبيسة ،، وعالق في عالم لم تختاره ،،
مزيج دقيق أعمى ،،
حائر ولكنه حائر ،،
تتذكر قفزة الشيطان وطفله الأعمى ،،
ولكي تحقق حلمك عليك أن تستيقظ وتبتهج ،،
فهل أحفر قبري بيدي ؟! ،،
كيف تؤمن بالنهاية ولم تحرص على بدايتك ؟! ،،
وماذا إن ألقيت على التسع سنوات انقلاب عجلة دوران زمنك المسرعة وضيق الخط الموصل إليها ؟! ،،

وهذا الصندوق الصغير الحائر تحت الغيوم والمفاتيح متناثرة كحبات المطر ،،
تنحدر من الجبال مع هذه الهدية من النار ،، فربما ستفهم ذات يوم !! ،،
فكيف لنا أن نتحدث بصيغة الجمع ونحن نصبح قريبين وقد يلتحفنا المساء بالغربة ؟! ،،
وماذا عن لهيب الشوق وتجمّد الأنامل بالبعاد ؟! ،،
آلاف المشاعر في كل لحظة ،، بلا نهاية ،،

لا يوجد نهاية لها ،،
فليس مهم أن تكون منتصب القامة في حين يضطرب أسفلك عندما تصك وجهك أبواب الريح ،،
هل نعمد إلى تغيير الأشياء والمشاعر والمواقف لرفع الروح ؟! ،،
والخوف دائما مستشار سيئ ،،
ولن يروي الأموات ما حدث لهم ،،
ولا تهدر الوقت فمنه تصنع الحياة ،،
وقد نطيل الكلام فلا نجد ما نقوله ،،
فكيف تؤمن بالنهاية ولم تحرص على بدايتك ؟! ،،
يقول العقاد : لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى ،، بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه ،،

تلقي الثلاثين فتهرب من التاريخ ،،
تتأرجح ككاشف ضوئي لأعماق الليل الساكن ،،
" في سكون وتجهم ،، أدار الشوق عيونه المنهكة نحو المدينة ،، وظلت صفحة من التاريخ تنتظر لثلاثون عام ما يسطر فيها " ،،
والغد يموت والنبض لا يزال يقرع جدران الشرايين ،،
و النظرة عميقة والرؤية ثقيلة ،،
والابتسام لا يمطر إلا الكآبة ،،

ألق نظرة وبإمكانك أن تخبر نصف الشهر كيف كانت ليلة انتظاره ،،
حلم المواسم الذي لا يموت حين تتجعد وجوه أطفال السهر ،،
وقلم الحكايا مجرد لوح طافي على صفحة الماء يستمتع بالرحلة ،، يعد ،،

عبدالله الدوسري
09-13-2009, 04:15 AM
فلو مت حينها ،،
سأرقص في مملكة الظلام ،،
مرة وللأبد ،،
ولو اختفى سحرها ،، فقد يعود الأمل صاغرا ،،
أكرر ذلك حتى مللته في فمي ،،

هذا ما تأملّه الصمت ،،
خوفا من المجهول ،، فذلك حجر الزاوية في كل إيمان ،،
منطقيّ ولا علاقة له بالمنطق ،،

حضورك لهو تمكين للنفاق بعينه على الرؤية ،،
فإذا دعوتك إلى طقس إعدام فهل ستذهب ؟! ،،

ولكن تعددت المصادفات ،،
العالم أقل سوءا من موتك فيه ،،
ما الذي تقصده إن لم تكن تعي ما تقول ،،
ما أثار دهشتي وحرك ذكرياتي فجرفني إلى سنين بعيدة ،،

باهت اللون كأنه غريق طفا بعد جهاد عنيف حتى وصل إلى شاطئ الكربون ،،
تدفقت الكلمات على لسانه منزلقة ككرات بلورية في كل صوب ،،
نواقيس تتردد في القلب كقطار طويل منهك ،، يتابع أبدا هذا الجسد ،، يبرهن في تصميمه للأحداث أن المطلق خرافة يطلقها منطق الصافرة البخارية التي تشيح وجه الغد فلا يصل آمنا ،،

تبدأ الرؤى بشعاع وتنتهي ،، وما بينهما دائما يكون الظلام ،، لا شئ يتعدى الأمل ،، لا شئ مستحيل ،، لا شئ يصعب تخيله ،، فعندما يعبر القمر إلى مستقره ما بين السماء يثير معه قاع القلب ،، جميل ،، عذب ،، لا نهائي ،، وعندما يختفي بقسوة ثلجية يتركنا عالقين في أنفسنا لنواجه الحقائق العارية ،،
قال رجل من كهفه في أولمب : كنا نصنع الظلام في وضح النهار لنخفي ضوء شمس مشرقه ،،

فهل عليك أن تستوعب الذاكرة كلها حتى يضطرك محوها ؟! ،،
يقول : إن كنت غير مسرور سأمكّن لك حياتك السابقة ،،
إليك عني ،، وتنتظر عناك فلا بد أن هذا يعني شيئا من تجاهلك ،،
صافحت يدي السخط ،، أفلا ترى أنك مدان له ؟! ،، لك مغفرة وعليك أن تسامح نفسك ،، ولآخرك جزء ثالث في المعادلة علينا أن نحلها ،،
يختبئ داخل محفز للظن داخلك ،، يشاركني الأحلام ذاتها ،، رأيت قديما جلّ آلامه خلال خسوف سنوي للشمس ونسيته ،، ونست أنه قادم ،،
هناك لحظة حيث كل شئ يتغير صاغرا ويأبى أن يتغير ،، تقبّل ما يصادفك من دون الجهات لا تعلم كيف تغيرّت الطرق ،، صاغرة لا أدري ،، أم أن الثلث الأخير كان عتق الشعلة التحالف معها ؟! ،،

الأشياء تتغير ،، والعهود لم تعد تصوغ بلاغة تلك اللحظات التي قد نغيّر معنى قتلها ،، قد ترجح كفتها لأحد الطرفين ،، فأفضل ما تفهمه من تلك اللحظات ،، تستعد ،، ليطمئن قلبك ،، لتجمح مخاوفك ،، تسيطر على قوتك ولكي ترى علامات النجوم ،، فهذه الموجة بيد القدر الخفية ،، لا يهم متى يقين قوامها أو متى ترقبها لتلك اللحظة ،، ستغرق ،،

عبدالله الدوسري
10-03-2009, 01:08 AM
أجل ،، سأتذكر كل شئ ،،
سأتذكر كم أشتاق إليك ،،

ففي يوم ما خُلق الكون ،، وجُعلت الإرادة في المعرفة ،،
كل شئ ،، كل الصحيح والخاطئ ،، الخير والشر ،، وتلك القدرة على التحكم في الاختيار ،، فما الذي يدفعنا للعطاء بينما تحكمنا أنانية ذواتنا ؟! ،،
نعزل أنفسنا في عالم من الإبداع ،، نبحث عن الحب حتى إن كان غير ملحق بالقائمة ،،
فنرى الاختيار كأمر واقع للوجود ،، نتتبع طريق المصير ،، وفي النهاية ما نختاره ليس هو ما كنا في حاجة إليه ،،
يجتاحنا الضحك ،، ولكننا نحزن وربما بالدمع ،، نتذكر الاشتياق ونبقى موحدّين ،، قبل أن ينتهي الليل سأثبت له أن كل ذرة منه ،، وخدمة الجندي الأمريكي في العراق تسمى " جولة " !! ،،

يا حمامة حطت على كتف البوح : ساعديني ،، مفقود وأفقدني حديث الخفق بجانبي تيه غيمه ،، أحادث الآن مجرد حمامة !! ،،
فعليك أن تقلق وتغلق أقلقك بكل شئ دون الغد ،، وتقول الحكمة أننا سنعرف الفرق بين الأشياء طالما الضوء يخترقها ويمر من خلالها ،، ننتظر في صمت هذه الأوقات حيث يمكننا الفهم ،، حيث يكون المعنى المبهم مصدرا للتركيز لوضوح الهدف نفسه ،،
ما سنجده يحدق بنا هو انعكاسنا الشاهد على نزال الحياة والقدر على الظلام وعلى النور ،، أحدهما أو كلاهما ،، فالقدر يسير في اتجاهنا لا يتغير إلا باختيارنا ،، بالحب الذي نتمسك به والوعود التي نبقيها ،، فما الذي يفعله محرك الدمى لجعل الناس سعداء ؟! ،، وعلى غرار الأوبرا الإيطالية يرون التعاسة تسير بخيلاء بينهم ،،

تذهب صاغرا إلى عرين أسد لمساعدتك لأنه أملك الأخير ،،
ظلال رمادية تطوف باتجاه عقارب الساعة ،،
تماما عندما يقوم نظام بتعطيل تحليله ،،
ليقول المدير : لا تتجاوز الحدود ،،
اصمت ،، فكل شئ سيعود إلى أصله بأي وقت دون علمك ،،
حتى تتمكن الصور من رؤية نظراتك فتشكرها ،، ستلقى الحذر خلفك وتطلق النفس ليومك أم ستقوم بكل تلك الحسابات حتى تتضح الصورة ثم تنصرف ؟! ،، لا توجد إجابة حينها لذلك فرض السؤال ،، فالتفاحة لم تسقط بعيدا عن الشجرة ،،

الأسماك تسبح والطيور ستطير ،، فالحياة لن تهم إن كنت ستعيشها غير راض عنها ،،
أحيانا نبحث عما يشغلنا لوقف العقل عن التفكير ،، والشئ الوحيد الذي تفلح في فعله ما هو إلا خيبة الأمل ،،
الصوت والصورة ،، فعندما يغادر أحدهما يصل الآخر ،، مكتوب علينا أن نكرر أخطاء الآخرين ،، وينتصر غيرنا ،، فكيف يمكننا أن نرى العالم بدون عدساته ؟! ،، نفس المخاوف والرغبات ،، فهل نراها كمثل لإتباعها أم كتحذير اجتنابها ؟! ،، نختار أن نعيش كما يعيشون ،، ببساطة أن هذا ما نعرفه أم لمحاولة تكوين هويتنا الجديدة ؟! ،، وماذا يحدث عندما نجدهم بعكس آمالنا ،، فهل سيمكن تبديلهم ،، أمهاتنا ،، آبائنا ،، الناس من حولنا ؟! ،، أم سيجد القدر طريقة لإعادتنا فنعود لمناطق الراحة ،،
حتى صارت المواعيد تهرب كالبخار ،، وحتى صار الجسد أشبه بفراشة طُعنت بإبرة فتوقفت من يومها عن الرفيف في فضاء لم يترك حيزا لأي أمل ،، لتنطفئ النجوم فوق السطح والقناديل تحشرج الحنين على جوانب الطرقات ،، منطوية كمنديل أضحت رائحة الموت تغطي نفسه كقدَر على مفرق ،، وينتقل سحر المنى كمارد من وجع ،،

" كأن طيور الأرض كلها مجتمعة تحت الصدر تنقر فيه " ،،
كنغمة كئيبة تطفو بحزنها على ثقب ناي ،، حتى باتت الذكريات تتخذ شكل جرح وتتساقط كشلالات طويلة دون أن تبالي بنبيل مفلس يتمرغ في الغرق قبل أن يدين للشاطئ بنجاته ،، حكاية من حكايات الأحلام المؤجلة التي تعيش معك بعد الرحيل كنشيد ساحلي حينما ترمق بقية العمر كالأرق المنسي داخل سجن الضلوع ،،
والحفل الراقص يعدنا باختفاء الكوابيس وبعدم الصراخ ،، سأكون دائما هنا لأجلك ،، أعدك ،، ولكني أريد أن تكون متواجدا من أجلي أيضا ،، أتسمع ؟! ،، تقول الموسيقى بأن كل شئ سيكون بخير ،، فما المهم أن تخفي سر البوح حتى تتمكن من التوقف عن الهروب منه فتعود لحياتك ؟! ،، أم ستتبع أساليبك القديمة تقصدها ماحيا الذكريات ؟! ،،
الأيام قد قامت بتفريق كل شئ أفلا تريد أن تكون جزءا منها ؟! ،،

كأن تقوم بشئ سيئ للغاية ،، شئ تخجل منه ،، وتظن أنك بمجرد الحديث عنه قد تتوقف عن البكاء ؟! ،،
" حياة الشخص تكون ذات معنى طالما تساعد في جعل كل شئ حي أكثر نبلا وجمالا " ،، فلا تقم بأي افتراضات قبل علمك بالحقيقة ،، تعود لإعادة قدرك في صنع الأخطاء ،، وما الذي تعنيه !! ،، ابن أبيك ولماذا ؟! ،، عليك أن تؤمن بأن هناك أما دائما للمغفرة ،،
ستكون شخصية غليظة ،، تحفر القبور ،، تقول بأنها يجب أن تكون كذلك ،، لكنها لا تفعل ،، وتفعل ،، تحاول جاهدة أن تنال إعجابكم ،، كلاكما ،،
فمنذ تلك الليلة كلما شعرت بالضياع ،، لا أعرف ما علي فعله ،، أسرق الجواب ،، أذكر لنفسي بأن هناك طرق أسهل لحماية من نهتم بهم ،، الغاصة غطت القبور والظلال لم تزل سائرة ،، تماما كما يخال المجنون نفسه فارسا متألقا يختال بين أسراه ،،
على كوكبنا نتكاثر ،، لكل منا شخصيته وما يجعلها فريدة ومختلفة ،، ما هي فرص حدوث تلك الروابط ؟! ،، ولماذا ؟! ،، هل هو علم الأحياء وحسب ؟! ،، مجرد أعضاء تحدد ذلك الاختلاف ؟! ،، أم مجموعة من الأفكار والذكريات والخبرات هي ما يحدد تميز الشخوص ؟! ،، أو أنه شئ أكبر من هذا ؟! ،، ربما هنالك شئ أكبر يحدد عشوائية الخلائق بعد انتظام الخلق ،، شئ ما خفي يسكن الروح يقدم لنا تحديات فريدة ،، ربما تساهم في معرفتنا لأنفسنا ،، وجهلنا بأننا جميعا متصلون معا بخيط خفي ،، بقدرة لا نهائية رغم ضعف التكوين ،، ومنفصلون كأوعية فارغة تملئ بالاحتمالات اللا نهائية ،، بالأفكار المنوعة والمعتقدات ،، مجموعة من الذكريات من الأفكار المنفصلة والخبرات !! ،، ولو أن ذلك الخيط الخفي الذي يجمعنا انقطع أو انفصل ،، ماذا إذن ؟! ،، ماذا سينتجه من أرواح عديدة وحيدة منفصلة ؟! ،، سيرقد بداخلها التساؤل الكبير ،، للبحث والاتصال ،، للتماسك ،، حتى تكون القلوب صافية والأفكار مرتبة والرؤى مرنة ،، سنكون حينها قادرين على إصلاح عالمنا الهش ،، نوجد كونا من الاحتمالات اللا نهائية ،،

لتقول صاغرا : هذه هي الحياة !! ،،
فعندما منح " وينستن " تلك الماسة للأمل ،، نظروا إليها ولم يروها زرقاء !! ،، بريد البوح ،، إنه الطريق الآمن للذهاب ،، ومع ذلك ،، من سيعتني بذكر ماس الأمل في هذا المكان ؟! ،،

ها هو ملاذك ،، صفاء روحك ،، ما تخاطر من أجله بالدخول ،،
فإذا تركت ذات يوم شئ ما بالمصادفة ،، فانس عليه بصمة أصابعك ،، فإنها الآن تريدك أن تجدها ،، فماذا إذ لم تكن بطاقة وصولك ؟! ،، بل عائق سيوصد طريقك ؟! ،، ولكنها ستمنحك ما يبهجك ،، لتعلم بأنها تعرفك أكثر مما عرفت به نفسك ،،
أعني ستجد الَأضواء ،، الظلال ،، وكل شئ متزامن بطريقة مثالية ،، وها أنا أثرثر ثانية ،، فماذا إن جمعت عقلك الواثق وحلمك الأحمق وعيشك المثالي وعشقك المريض سويا للمعرفة ثم أخبرني ؟! ،،إنها جسد يستمع إلى رأسه ،، وهو الآن متعطش للدماء وبحاجة للحروب ،، انتظر ثانية ،، وستكون بجحر الثعالب معك ،، تريد أن تعلم بأنك آمن ،، لديك الحاجة والسبيل الوحيد للحصول على الفرار منها هو قتلها ،، فما الذي ستكون عليه خطوتك القادمة ؟! ،، أحبك ،، وهذه الكلمة المقدسة لن تفيك قدرك ،،وقد طلبت هدية الحظ ولم يأت الدولاب معه !! ،، ومكالمة أكثر واقعية من خطوك إلى الأمام ،، كهذا المكان الذي يعتمر به آخر صيفك ،،

صورة تلائم المظهر ،، الرمال ،، الشمس ،، وما يمكنك الحصول عليه إن أردته ذات يوم ،، فالصمت هو أرفع أنواع الحكمة ،، وشعاع الشمس يمتص الندى من فم الورد ووحل الطريق ،، فيخالفك الحظ والقمر ولا يحالفك الدهر ،،
كم تزدحم الأفكار بأنقاض السنين كالحكاية القديمة المقدسة التي نسجتها ضحكات الطفولة ،، حينما كانت القلوب ندية والسماء صالحة للطيران ،، شمس بلا لون باردة كبئر سحيق وفراغ ممتد ،، ذهب النديم وهو يمهر على العين طعم الملح آخذا طيور الفرحة معه ومقيما للحزن الدائم ملكوتا في القلب ،، انسحب الزمن الحالم خلف الحلم الجاثم وكرَت الأيام ،، وكل شئ يتناوب النائبة وينحتها ويبدع الخلود في تصويرها ومثالها ،، يزيد من إحساسه ذلك الجدار الذي ينهض في الصدر ويعلو كموجة بلا شاطئ تغفو بين أحضانه ،،

فكيف إلى شاطئ آمن للحظ أن يحمل سفينة بلا ربان ،، وقد كان تغريد الطيور يعلن تألق الصباح إلا أنه أصبه يأتي مكفهرا يحمل معه عويلا من الألم البدائي لا تستطيع غابة من الإسبرين تخديره ،، أتلصص على ذلك المشهد كمصباح خافت يطل من نوافذ الذات ،،
كحلم وكأسراب لا ينتهي ،،
لإيضاح مستحيل أن يحل كنقش يمكن تحطيمه بمجرد اكتشافه دون خسائر تذكر ،، والمشاعر علامة تدل على أحداث تركت خلفها تكدس نفسي من سلم العواطف ،، من أقصى الفرح إلى آخر الحزن ،، والذاكرة لا تستطيع إسقاط ما تعرف أنه حقيقي ،، فتستسلم لأعشاب الماضي الخريفية وتستبعد الربيع من الحياة ،، فما عليك إلا أن تستأنس آلامك لتألفها ،، فالجراح القديمة لا تقتل ولكنها قد تتحول إلى أوجاع دائمة ،، تتحول إلى ملف قديم يستلقي في عمق النفس بقسوة الشوك ،، فليس بيننا وبين هاوية اليقين سوى البوح فهو تذكرة الهروب الممكنة ،،
غيمة ندية على سرير مطرز بالنجوم ،،

عبدالله الدوسري
11-13-2009, 03:27 AM
لكل منا شراك تعرقله ،،
نبعدهم ولا نستطيع الخلاص منهم ،، نحطمها ونخربها ولكن في الفراغ ،،
فلن نحرك عدة سنتيمترات ،،
لذلك علينا أن نخطو فوق الشراك بترو ،،
ومن حولك كالعادة يعني ما يقول ،،
يعبّر بلسانه ويهزّ رأسه ويقترح أي شئ ،، إذن فهذا شئ حتمي ،،
فالابتسام كلمة للشعور بها ،،
أصبح من الصعب فهم المشاعر حاليا ،،

تنسى سريعا ،،
وبالكاد تذكر وكيف يتم تذكرها ،،
ونثمل ،، أنا والهواء وكل شي من حولها كمعزوفة أضاعت صوتها ،،
نبحر في تلك الرؤى الغارقة بالوجدان ،،
نفيق على هذه النجمة ،،
لا ننتظر شئ ،،
فالثأر كما قلت طبق لا يجب أن يقدم إلا باردا ،،

نعلم بأن الحزن بشع ،،
نرى ذلك طيلة الوقت ،،
البشر يعرضون مواساتهم ويسوقون خسارة الأسف ولكونهم لا يدكون فم الذي تدركه ؟! ،، ماذا تخبرهم ؟! ،،
فهل ستكتفي بأنك قابع معهم أم ستعلمهم بأنهم سعداء بالتضحية قدما بأبهى ما تكون مواجهة الموت أم في المضي مم ً أردت مثاله؟! ،،
فهناك من يسمي الترهات لآخر وينعتها بـ إلياذة !! ،، طيب ،،
فهل تعي بأن الصعب والاختيار الصحيح هما نفس شئ ؟! ،، هل تعي ذلك حقا ؟! ،،
لا شئ ذو معنى يكون سهلا ،،
السهل لا مكان له في حياة كهذه ،،
أذكرك لأنك منحتني عدة آفاق لا يحتملها النسيان ،،
وربي وربك الأحد،،
لو لم أذكرك ساعة فالموت يسبقني إلى الساعة ورائها ،،
فلقد ولدنا أحياء بأكفان نسعى لكي تناسبنا ،،

يعرف المعجم الحديث الأسى بأنه المعاناة أو الضغط النفسي إثر خسارة ما ،، الأسف الشديد ،، الندم المؤلم ،، إلى أن تشعر بأنك قد امتلكت كل شئ في حين تخسر كل شئ ،، ليجبرك أن تقول : هذه هي بداية الجزء الصعب !! ،،
لماذا القمر وحيد ؟! ،، لأنه كان لديه حبيبته ،، تقول الرواية بأنهما عاشا في عالم الأرواح معا ،، وفي كل ليلة ينيران السماء لبعضهما ،، ولكن الأرواح الأخرى شعرت بالغيرة فأرادوا أن يكون القمر لهم ،، قالوا لحبيبته بأنه يريد أزهارا ،، وأشاروا إليها بأن تأتي لعالمنا لأنها كثيرة ،، لم تكن تعلم بأن حين تركها لعالمها لن تستطيع الرجوع ،، وفي كل ليلة تنظر إلى السماء وترى القمر ،، تمسك شعاعه ووتناديه بأعلى صوتها ،، ولكنه لا يستطيع أن يشعر بها ،،

بودّي أن أسأل القلب بعد انتزاعه : لم ذاك الهيام والتعلق بك ؟! ،،
فعندما تعود اسطوانة الأغنية للدوران ستذكرك ،،
واللوحة تظل على الحائط لسنوات بواسطة مسمار لا تلمسها يد أو ذبابة ،، وتسقط فجأة بدون سابق إنذار في صمت تام بينما كل شئ حولها ثابت ومتماسك ،، فهل قرر المسمار أنه لا يستطيع حملها أكثر من ذلك ولو لثانية بعد أم أنهما قد اتفقا على هذا الموعد سابقا مع بعضهما ،، كأن تستيقظ وتكتشف أنها لم تعد تحبك أو تفتح الجريدة وتقرأ أن الحرب بدأت أو ترى طائرة فتقول لنفسك بأنك يجب أن تغادر هذا المكان أو تنظر إلى المرآة فتعرف بأنك قد كبرت ،،

تشعروذلك ليس بالخرافة ،، كمعرفتك أنه بمقدورك أن تتغير وأنت ستموت كما ولدت !! ،، تراب مع تراب ،، القلب في تناغم مع العقل ،، وتعرف الطريق بل وترشد إليه وأنت الفارغ من كل شئ ،، سبحانك يا رحيم ،،
وحتى لا ترحل سريعا وتتحلل في قاع الأرض تخيل قانون التطور وما قد يستطيع إنسان بمخاوفه ورغباته على تحقيق ذلك ،، وهذا الجسد الذي ينتمي إلى الروح الخالد منذ ولادته إلى اللا نهاية والعصر الأسطوري من التاريخ ،،

هل تشمين هذه الرائحة ؟! ،،
لا يوجد على الأرض ما هو أجمل من رائحة البنفسج ،،
ولا شئ أجمل منك ،،
وقد قيل بأننا شعب فكره لوحة بيضاء يُكتب عليها بما شاء تفكيرهم لنا ،،
أين أنت ؟! ،،

وهذه الموجة مليئة بكل الاحتمالات قبل أن يأتي أي عائق ليوقفها ،،
أعلم أن النعمة هي قربك ،،
ولكنني أفكر كل صباح ومساء بالجنة والأرض
إنك في جمال الفن ،، منحوتة إغريقية ومعزوفة قيثارية ،،
كأفخاذ القبيلة رائحة ما قد تعبر هذا الوجود المعدم ،،
فدروس التواضع لا يمكن أن يستوعبها روح عنيد بسهولة ،،
ظننت يوما أن هذا الطريق هو الصحيح ،،
الآن لم أعد واثقا ،،

وكعادة القدر بقساوته كلفني أجمل سني عمري ولكني ملأتها بعذب الذكريات ،،
أتذكر تلك الابتسامة وقلبي عندما قفز ليلتقطها ،، أتذكر كل شئ ،،
وأحب ذكرياتي إلى هذه اللحظة ،،
حياتي في النهاية تبقي ملكي ولكنها ليست بيدي ،،
بل بأفكارهم والقدر ،،
تحمل ما تقدر أن تحمله ،،
تشتري تذكرة الذهاب ،،
تنتظر ما سيحملك حتى يأتي ،،

الريح مواتيه وقد ملأت الأشرعة ،، الوقت خارج من مثواه فليحترق الدم وليتبخر ،،
سفينة غارقة ،، قوقعة فارغة ،، ما هو الإنسان من دون ذاكرته ،، شبح ؟! ،، جسد يبحث عن روحه ؟! ،، بدون بوصلة ترشدنا كيف يمكننا معرفة ما إذا كان مصيرنا هو السعي للحصول والوصول ،، أم مجرد طاعة للشياطين الهامسة ؟! ،،
يقول هاملت : قد يذوب هذا اللحم ليتحول إلى ندى ،، حيث الخالد إلى الأبد لم يحول مدفعه إلى مذبحة النفس
وقفت ترتعش في الريح كورقة أخيرة على شجرة تحتضر ،، تستمع لصوت خطواتي ،،
الريح تزيد من جاذبية الجو ،، إنها ناعمة ودافئة وتقريبا عديمة الوزن ،، عطرها وعد يجلب الدموع إلى عيني ،،

إنها الأيام الخالية ،، الأيام السيئة ،، أيام الكل أو لا شئ ،، لقد عادوا ،، لا يوجد أي اختيار وأنا جاهز للجميع ،،
أحاول جاهدا إبطاء النبض وأنا أتنفس اللهب عبر رئتي ،، حركات صدغي تتوعدني بألف وعد من وعود الألم القادم ،، أنا طفل هذه المسرحية ولكن عذرا فأنا لم أبدأ حتى بهذا الزحف ،،
فالماء دائما تحت الجسر ،،
" طريق الإنسان محاصر من جميع الجهات بظلم الأنانية والاستبداد ،، باسمه المقدس الذي يرعى الجميع في وادي الظلام ولمن يحفظ أخاه بصدق
فاللحظة التي تدرك فيها قيمة اللحظة ،، ستكون من الماضي ،،
الابتعاد عن الطفولة جريمة ،،

تشعر بأن فصول الكون داخلك تتعاقب آلاف المرات في الثانية ،،
هكذا كنت ، وهكذا سيكتب لي أن أركض إلى الجانب الأخر ،،
فلت : سأقابلك في سيارتي عزيزتي
يقول : أنت أكثر المخلوقات حظا على هذا الكوكب ،،
فإذا مت هكذا ،، فهل سأكون أسعد مخلوق على هذا الكون ،، كما يقولون ،،
فشكرا لهذه الدعوة يا أنت ،،
فالرسام لا يضع أبعاد اللوحة قبل أن يبدأ بل يتركها لريشته ،،

ماذا لو انتثر صدر أحدهم لك وترك له ظهرك ،،
ففي بعض الليالي كهذه الليلة عندما تشتد رياح الصمت وتعصف بالأعماق آخذة بالعظم ويتخلى عني الصحو أتساءل عل أنا شبح ،، أحد تلك الأشباح الهائمة دون مرسى ،، تشتد الريح فأطير بعيد ،،
تعيش حياتك ،، تسلك طرق عديدة ملتوية ،، الموسيقى والطموح الخلاق ،، حتى تبعد عينيك عن ذلك الحائط الوعر الذي يسمى الموت غير مدرك بأنه سينفجر في رأسك ،،
هناك شئ لا تعرفه عن نفسك ،، شئ لن تنكره ،، حتى مع وجوده بعد فوات الأوان ،، إنه السبب الوحيد لكي تستيقظ في الصباح ،، السبب الوحيد لكي تعاني من تغيير الوقت ،، الدم والعرق والدمع ،، هذا لأنك غير قادر على معرفة كيف أن هذا العالم جذاب وكريم ومرح وحذق ،، الغضب قد يشفيك لكنك بالمقابل تشعر بأنك مميز ،، تتشارك مع كل شئ بالإدمان ،، أعني بالإدمان الإيجابي مع كل شئ ينام على ظهره مراقبا الساعة لا يتوسل عطف الآخرين ،، إذا علمت هذا فلن تفعل ذلك ،، شئ آخر يحجب تلك الأشياء عنك ،، وإذا أتيحت لك فرصة فستسأل : لماذا ؟! ،،

قلت له مره : " في الغد سنعرف أفعالنا ،، فما الذي ستراهن عليه ؟! ،،
فقال : لو كان الأمر بيدي لراهنت بكل شئ عليك " ،،
تعريت سابقا وسأعيدها إن أردت لك مشاهدتي ،، وابتسم الآن لخسارتك الرهان ،،
قالت : أنت تعيش بين بقايا الأموات ،، تتخلل من ثقوب الحطام ،، تقرأ تضاريس الأرض ،، تبحث عن علامات العابرين ،، عن رائحة فريسة قبل أن تصطادك ،، وما يتبقى هو الفوضى التي تخلفها بعد رحيلك ،،
رحلتُ ولم يبق مني شئ لأعرفه ،،

ماذا لو قررت أن تهجر أقدامك البحرية ؟! ،، كي تشعر بشئ أكثر صلابة ينهار فوق رأسك ،، حينها لن تستمع للموسيقى الكونية التي تحيط بك ،، ولكن كما اعتاد أن يقول : أنت لا تنتهي ولا ترحل طالما أن لديك قصة جديدة ،، ولكن من سيصدقك ،،
فكل مرة شخصا ينظر إلى أعلى ويراها ،، من الصعب أن تعرف كيف يحدث ذلك ،، أعني أن هناك أكثر مائة شخص غيرك ،، أغنياء مسافرون وفقراء مهاجرون وغرباء بلا هوية ،، ومع ذلك يوجد دائما شخص واحد فقط يكون أول من يراها ،، قد يكون جالسا ليأكل ،، أو سائرا لموعد ليُضرب أو مستيقظا من حلم ،، ويرفع بصره لحظة ويلقي نظرة سريعة على البحر ويراها ،، فيقف من الدهشة ويتسمر مكانه وتزداد دقات قلبه بالركض ،، وفي كل مرة ،، يقسم بأنها في كل مرة يلتفت باتجاه الجميع ويصرخ : وجدتها ،،

هو قدره أن يراها قبل غيره ،، منذ أن كان طفلا كنت تستطيع أن تنظر في عينيه وإن دققت أكثر فستراها أيضا ،،
فأنت لا تنسى شئ وأنت مدين له ،،
ففي هذا الوقت توقع أن تجد موجات من الضباب تكون حاجزا معلقا أسفل المصابيح وتخفي السماء تماما كالسيف ،، البيوت تفقد أدوارها العليا والأشجار تتخلى عنها الأغصان والمارة لا يعتمرون رؤوسهم ،،
كل العالم يبدأ وينتهي في هذه المساحة الضيقة ،،

وبسبب ما تقرر أن تحارب حظك العاثر ،، وتستخرج خريطة ما من أعماقك ،، تجوب العالم بدون أن تحدد لنفسك مكان تقصده أو زمان تصل إليه ،، وبعد أن تزور مدن لا تعرفها تجد أن أمام تل كبير تتسلقه حتى تصل لقمته ،، وهناك ستقف كمن أصابته شحنة برق تنظر مذهولا لسماعك صوت البحر ،، ضخم كصرخة هائلة ،، يصرخ ،، ويصرخ
ويقول : أنت ،، الحياة رحبة ألم تدرك ذلك ؟! ،،
وليست الموسيقى الخفيفة كالفراشة على جسد أنثى المتسللة من خلف الستائر ،،
فما الذي يختبئ تحت جلد السعادة الرقيق ،،

عبدالله الدوسري
12-05-2009, 02:16 AM
فلقد رأيته في حلم ،، أو حلم في حلم !! ،،
لأجلك الحرف بات كالصهيل الذي يكتبه الشعر بعد ،،
ويعود العمر الحالم مستعيذا باللوعة من أطهر جروحه ،،
مدخنا هذا الهواء لتحريك صمت الوجدان ،،
وخلطه مع الرؤى المتتابعة في متعب الزمن ،،
ويصادف ذكرى بابتسامتها الحائرة ،،
مذكرة إياه بإيجاز على صوت غابر ،،
يوعد بنبراته إلى هناك ،،
ونظرة إلى ميسرة ،،


يلتقط أنفاسه وبقايا أفكاره المتناثرة على مكتبه وهو ينظر باهتمام حيث امتعاض قلمه ،،
وفي غمار ليلة جداوية ،،
يلملم أحزانه اللزجة وتلك الأوجه المبعثرة في معاقل أكوان أصابعه المختلفة ،،
يصادفه أو يتعمد أن يصادفه ،،
شئ ليخبره بشئ ما ،،
وشئ آخر يفض ألوان لوحته بأفواه فارغة تنشد له أغنية جَوع فائض ،،
صوته يكبر الظل معه ،،
أما ابتسامته فهي تحرس الكواكب الشاغرة ،،

يأبى إلا الهمس ،، فإن أحد مهام النوم حماية الذاكرة ،، عضت شفتها للحظة ثم مسحت بأصبعها وقالت أشياء لم أتبينها ،، وفهمت بأنها تركت على عنقي آثار مرورها ،، بودي أن أفهم ،، لا أن أساق في ليل العميان هذا وما من نهار يطل علي ،، فالذاكرة لا تملك ساقان تأخذانها عكس الريح ،،
لم أعد حساباتي في الثمن الذي سيترتب علي دفعه ،، علامة خطأ خُتمت على باطن كفي اليمنى ،، غير قادر على الدفع ،، الثمن باهظ ومحفظتي خاوية ،، إذ أكون مشغول ووقتي يتسرب في زحام المواعيد وقلما أخلو بنفسي ،، وعقلي لا يكف عن الدوران والدوران في الساقية نفسها ،، متوقفا عند تلك اللحظة لا أتجاوزها لحظة ،، كأنما قد جمدت عندها الأمكنة والزمن ،، أيقنت أني فعلت ذلك بدافع استهلاك وقتي كي لا ألتقي بي وأعاود الخلافات معي ،، بزمن كاف أستطيع معه أن أشكل حجة تقنعني ،، أو نسيانا يجرف معه خدوش الذاكرة ،، وتلك النبرة ،، تحملني وعيا زائدا لتوجه لا يخصني : أنت تعلم ،، وذاك لا يخصني ،،


كل شئ مختلط ،، أتصرف مع الجميع بمقتضى أحلام لم يشاركوا في أحداثها ،، وأرجمهم بأقاويل لم تطرأ على خيالاتهم ،، كنت أرزخ تحت ثقل باهظ ،، كنت أتداعى ،، فكل نفَس هو نعمة ،،
نعمة من الرحمن ،، لِم تزفره تأففا ؟! ،،
كانت تهبني ضحكة وافرة بحجم سماء طرية ،، سائغة في شكل برطمان عسل ،، ومضاءة على شاشة من ألوان تتماوج ،،عليّ أن أضاعف ستري بدل أن أسقط الستار حتى أدرك الكيف ،، وكيف الكيف من المحاق إلى البدر ،، فلا يمكن للملائكة أن تهوي من ارتفاع سبع سماوات بخطيئة واحدة ،، ألست ملاكها ؟! ،،
أخذت أدخن ،، على شاكلة حكاية منقطعة التفاصيل ،، ثاقبا أفكاري المعتمة ولطيوري الليلية التي تأكل من رأسي حاجتها إلى القلق والخوف والريبة ،، حتى تبدأ صلاة الجسد ،،
ولا أدري هل كانت منتبهة حين فعلتْ ،،
لكنها بطريقة مُحكمة :
عقدت سني عمري حول معصمها ،،
ثم جلست ساقا على ساق ملكة متوجه ،،
أخوض معارك فاشلة ومحبطة لكي يكون لصوتي مكان ولخطواتي أرصفة ،،
القدر يرسم له طريقا إلى أرض الأحلام ويحرسه أيضا ،،
إنه مثل مزيج من الطاقة مع شخص آخر ،،
تندمج بالكون ،،
أعضاؤك تطير وتحاول أن تلحق بها ،،
سفر فلكي يأخذك إلى اللانهاية ،،
فـ حمل هبة ريح وربطها في عنق حصان ،، لذلك لن ينسى من أين أتى ،،
تنهد ،، ارتعاش ،، شهيق ،، أنين ،،
ما حك جلدك مثل قرشك ،، أقوال لن تضير أفعالها شعرة ،، أشياء تعيش بعض الوقت لمجرد حلم ،، لأنك تعيش في مكان آخر ،، محكوم عليك لهثات مثيرة للسخرية ،، فنابليون لم يستخدم نصف عمره في عدّ الملاعق ،،

لا تستسلم بأي ثمن ،، كن فضوليا حتى يتفق جمعك ،، فأنت من هواة جمع حالات الاحترام ولا تعرف عنه بعد ،، ستكون الهدية سهلة ،، هي اللحظة المتطابقة أبدا ،، لن تنساها ولكنك ستسمعها هناك انتصاب بعيدا عنها ما بين حظر الفكرة ،، وثالثة تعترض بقوة مناسبة ،، كفاح مثل أي شخص ،، شرف الشهادة ،، جائزة المنتصر ،، ليتفضل الدم فخورا بيوم ميلاده ،، فلتضحك على ما تكره بما تشاء كما لو أن أحدهم مدغدغ لك ،، وأنت كل امرأة ستخبرهم بان النهار ليس لأمثالنا وأجيبيه بما يريده منك ،، بادئ ذي بدء : لك أن تقلع اللباس الخاص بك ،، متعب أعلم ولكنه شخص مريد ،، وآخر ،، لا تعرفه بعد ،، يجب أن تجد في المجهول أحد من خلال اضطراب الحواس ،، محظور ينبغي له أن يكون ما بين حظر الفكرة ،، وثالث يعترض بقوته المناسبة ،،

كل شئ يمكن متوفر ولكن الحب هو ما يصعب إيجاده ،، لو كنت تبحث عنه فغيرك لا يفعل ،، وحتى لو وجدته فلن يجده الكثير غيرك ان كان واقفا أمامك ،،
فأنت في المدينة الكبيرة ،، في ساعة واحدة قرارك الكبير يأتي ،، وضوء مصباح وحيد لن يشرق بالكثير ،، سيخمد أضواء صغيرة لامعة ،،
فتلك رؤية ،، كأكتاف المرأة التي هي خطوط المجابهة لغموضها ،،
الأبواب عريضة ،، الطرق واسعة وما يحطم ثغورها ،،


ليس لغزا من أتيت ،،
بدقة حيث يمكن أن تقتسم الأجزاء برغبتك ،، تبني غرورا بحجم المآذن ،، تصل النور بالظلام بدافع الطموح ،، أحلامك المملة تدهنها بالغيرة ،، وتضع عينيك على كونك المطمور بينما الهواء يثخن والماء يحمض ،، حتى العسل النقي يواجه الطعم المعدني للنشاط الإشعاعي ،، يستمر ويستمر ،، أسرع وأسرع ،، لا توجد فرصة للتفكير ،، للاستعداد ،، إنها كشراء مستقبل وبيع آخر ،، في حين لا يوجد ثمة مستقبل ،، تصبح قطار خارج قضبانه ،، أجزائك جمعا تهرول إلى المستقبل الزائف ،، كل واحد منك يستعد ليضع قبضته على امتلاك صك كونك ،، يلعقون أصابعهم ليبدوا نظافتهم كما يمتدون نحو أصلهم ،، لوحة مفاتيح مبعثرة لا تستطيع تحمل ساعات فواتير انضباطهم ،، عليك أن تتبع طريقك الخاص للعودة فقد تأخر الوقت للشراء في هذه اللعبة ولكنك تأمل ألا يخسف قمرك حتى لو تغيرت الأرض واهتزت الجبال في قلب البحر وزرأ ورغى الماء وارتعدت الجبال باضطراباته ،،


الإرادة ،، الحرية ،، أجنحة الفراش ،، عندما تنضج الأنفاس لا تلمس الأرض أبدا ،،
ذلك هو المخبأ الأخير ،، ورقة التين النهائية ،،
الذنب ما هو إلا حقيبة ملأى بالطوب كل ما عليك هو حمله ورصفه جانبا عن طريقك ،، ولتسليتك الخاصة تضع القواعد في أوضاع معاكسة ،، إنها هفوة الأوقات : أنظر ولكن لا تلمس ،، المس ولكن لا تتذوق ،، تذوق ولكن لا تبتلع ،، تربي كل إحساس يولد لديك بإلهام ترجو أن يخلفه ،، تهتم بما تريد بلا أحكام مسبقة ،، لا ترفض شيئا وإن كثرت نقائصه ،، نصير على نفسك ،، بذرتك هي مستقبلك المنشود لك والهدف فوق دبابة الحربة ،، فالإرادة الحرة لن تموت عاهرة ،، نعيم أبدي يمكن التقاطه كأول سطر يبعثه السكْر ،، أو كتمثال يستند الحائط منذ سنين ويخطو أولى تغريباته غرفة فتاة غريبة ولجنة الإدانة تبتسم وتبارك ما لم تسمعه ،، نجوم وقيثارات وشفاه مترفة ،، جمعك يحضر – هل تعلم بأن جبل الجليد يُبقي ثلثيه تحت سطح الماء ؟! – الكل يشتعل بلا أسلحة محظورة ،، بلا مغالاة في التقييم وكيميائية الحيوية في أكل كميات متباينة من الشيكولاتة ،، لقد حان الوقت لتصعيد وأخذ ما تملك ،، ترهق اللعنات ،، كفى ،، ألم تعطي بما فيه الكفاية ؟! ،، ويروح بك الحنان قبل أن تهتف قبلته قائلا : ما الذي بك يا عزيزي ؟! ،، براءة بعد براءة بعد براءة حتى تغمر رائحة الدلال ما لم تنله البهجة قط ،، عال وبعيد إلى السماء لا يخنق الهمسات ،، فإن ما يميز خاصرة الدمع هو سكبه ،، بينما أنت ونفسك تقفزان القدم تلو الأخرى حتى لا يختل توازن ما حولك ،، أما حب الذات ،، الزهو ،، أول الخطايا ،، الدواء المنوم الطبيعي ،، أسقط الشيطان دعوته ورفع راية جلسته ،،

عبدالله الدوسري
01-12-2010, 03:00 AM
لقد كنت دائما قادرا على العودة رغم الطريق الوعر ،،
مثقل لا أسمع إلا صوت أنفاسي ،،
وما يخدش الآمال ويصقل أرصفتها ،،

بها شئ يخلق مواجهة دائمة ،، الإمكانيات ذاتها ،، التجارب ،، حوافز الطيران ،،
أوقفت العديد من الأوقات على حافة الرؤى ،، فلا تعرف الهرب ،،
وتقول : جسدك يضغط على اللغم الكامن ،، من رطوبة الليل ومن خصوبة سروري ،،

سؤال وجيه ،، ولكن إجابته تحتاج لأشياء عليها أن تحفظ نفسها ،، وأخرى لن تقو التراجع إن استطعت ،،
أيمارس الحب على الطرقات ؟! ،،
سيتعب أحدنا من الآخر ،، أتمنى لو أنني تعبت منك ،، أنت في تفكيري ،، أنت الشئ الوحيد الذي أستيقظ به كل صباح ،، أنت في عقلي قبل أن أفتح عيني ،، إذا كان اليوم الذي لا أعرف فيه إن كنت سأراك تأخذني رهبة القلق ،، سأدعو لكي يتوقف الوقت ،، أما إذا أيقنت غير ذلك سأكون هذا الهادئ الكاره لنفسه ،، وقد أعطيتك كل ما لم تأخذه الحياة مني ،،
ابتسمت ونظرت فيما حولي ،، إني أشم رائحة المطر ،،
عدت إلى عينيها وضحكت قائلا : متى تعلمت أن أفعل ذلك ؟! ،،
مجنون هذا الوجه ولكن خفة خطوطه وهي تلقي تلك الكلمات يجعلني أبتسم ،،
لم أجد يوما معنى للبراءة سوى ضحكاتها ،،

أبقت ساعتي في يدها ،، فقلت ضاحكا : ومتى سأستعيدها ؟! ،،
فقالت : عندما تنسى أني أخذتها ،،

" هذه النجوم ناعمة كزهور قريبة ،،
وشفاه السحر غمزات من الظل ،،
تسرع على مهل ،،
لا وعود منفصلة عن نصل وحيد ،، الكل واحد ،،
تقطعت أوصال الورق والشجر جفت مياه عوده والأمل لم ينشب أظافره إلا في سراب ،،
فعليك أن تتبع مصدر الضوء لا أن تتجاوزه ،،
أما البعض ينشر السعادة أينما حل والبعض الآخر يخلفها وراءه متى ذهب ،،

يخرج صوت العرض من العتمة التي تلف فضاء الأسى ،،
ليهتدي وهو الواقع الطاعن في السن إلى مكانه الأبدي ،،

- والعجز والخيبات وخسارات بدايات العمر وحماقات الحياة وعبثها ،،
- الجسد ما هو إلا السفينة التي تحمل روحك ،،

يعتقدون بأن أفضل طريقة للعيش هي بالهروب من الألم ،،
ولكن بهجة الحياة في تعانق كامل الطيوف للمشاعر الإنسانية ،،
" هناك تاريخ طويل لما ستشاهده ،، الرهبان كانوا يلبسون الأشواك بمعابدهم ،، والراهبات لبسنها مخيطة داخل لباسهن ،، ( كاهن كاثوليكي )

منذ عقود عندما لم يمر الأمر بيننا ،، انتهى أمرها ،،
تركت كل ما يعنينا ينزلق من خلال أصابعي ،،
أنت جزء من تقليد عظيم ،،
دون أدنى شك أنا أكثر ما عرفته انعزالا ،، آماس متجانس مدهش ،،
فمن قال أن الظل ينبغي أن يكون ناعما ولطيفا ؟! ،،
أنت هدية الحياة النقية ،،
أتيت مني ولكنك لست أنا ،،
روحك وجسدك هما ملكك ،،
ويقول : لا تأكل من وجبة آخر قد يطلبها ،،

فبطريقة أو أخرى كنت سأعاني ،، لا أعلم لماذا ،، لكني أعلم أني لست خائفا من المعاناة الآن ،، إحساسي أكبر من قبل ،، ووجدت الشخص الذي أحس معه ،، ألهو معه ،، أحبه ،، ذلك ما يناسبني ،، أتمنى بأنه يعلم أني أرى معاناته ،، وبأني أريد المحبة له لا معاناته ،،
كل قطعة ،، كل ندبة ،، كل حرقة مزاج أو وقت مختلف ،، سيخبرك أيها كان الأول ،، وسيخبرك أين جاء الثاني ،، سيخبرك بكل شئ ،، بكل جميل منك ،، لن أتجزأ من الأرض ،، أمسّ التربة ،، التي أحبتني بدورها ،،وقد خبرت الحب طائر شرس لا أحد يستطيع ترويضه ،، ولا جدوى من مناداته إن اختار الرفض ،، فلن يشعر بدفء الشمس من دون صوتك أو بجمال الأزهار ،،

الطنين : اسم له وقع صوت لرنّة في الأذن ،،
قد يبدو كما لو كان صوت لاندفاع الهواء إلى الخارج ،،
دندنة غير مرغوبة ،،
إحداث ضوضاء ،،
ثابت ،،
يصرف الانتباه ،،ومزعج ،،

اكتب وثيقة بما تحتاج إليه قبل توقيع وصيتك ،،
السكر لن يصمت حتى تفيق ،، لذا استسلم وحسب ،،

وتنظيف الأمطار في بعض الرياح الليلية :
فمن الصعب أن تمسح غيوم الحزن برمشة عين ،،
وحلم بسيط أصغر من ثقب إبرة في رداء العمر ،،
العمر الذي لم تعلم إن كانت فصوله باتت تناسبك بقياس الرضا في أول المهد ،،
كأن الزمن يعود شابا حين تهرم الذاكرة ،، فيضمحل الحاضر ويذوب ويحضر الماضي كما بعث أول مرة ،،
في مدينة صدئة أروتنا من مياهها الملوثة حتى الموت ،، تركتنا الحياة وبقينا نعيش على ضفافها ،، نسينا أن نكتب شيئا في خانة تاريخ المغادرة ،، استقبلنا تنامي أهازيج العدم كزنزانة تضيق حولها القضبان ،، لا ننفث إلا شعور شرس يغلق مدارات الأفلاك الهائمة في الصدر ،، وأرتال كالحة من الأسى تصب ثقلها في وعاء يقظة باردة وأجفان لا تقو المغيب حتى لا تحترق ،، لنبكي عند الفجر هذا الوجع ،، آه ،، هنا حين تنسب الأشياء إلى سلالة من رحم الأحداث حيث الغياب يتبلور على هيئة مدّ صرصرٍ تطرق أبواب الروح ،، كغجرية سهم يشق ذهن منام يصعب التقاطه ،، وأخيرا سنتخيل ،، وبأنانية مفرطة أن لون سنابل الحصاد كالفقد ،، كالفقد عندما يغنيه بئر جاف أغلق دفتي كتابه ليصير قصيدة بجناحين ،، أواه يا عمر لم يقل من قبره للكفيف تعال انظر معي فلم يعد يفصل شيئا بين جثث المارة سوى خطوات ،، أواه يا صمت يتطاول على كل تنهيدة رماها في الضفة الثانية من الوجود ،، يحاكمنا ويطاردنا ،،
مثل روح غضة المعنى سآتيك وكلي قبس ،،
مثل ضوء يشرب الفتنة ودليلي عارض ملتبس ،،
ناء منتهى نأيي حضور وحضوري شفق مختلس ،،
وليلي سهر في عينيه حتف للمنايا حرس ،،
ألج الصبح مخمورا وفي صبحي قدح يلتمس ،،

وابتسامة منها كانت كإشارة قف ! لكل سهم حائر مر من دونه صوب قطر ندي ،،
غير عابه بنعاسه الطائش ،،
ستأخذ إجازة تحت الشمس ،،
تستمتع ببعض السمرة ،،
ولكن لا تمكث طويلا ،،
ارحل وخذ هذه الصورة معك ،،
فالمحظوظ من يحتفظ بالصور ،،

- أنت تنظر إلى رجل لا ينتظر الموت ويمشي في ظله ،، وهذه الملاعق لم يلمعها بنفسه ،،
- ماذا عن بعض الهيام التائه الذي تود الانغماس فيه ،،
- ولكنه يفتقد القفة والمسئولية وموازنة الاختيارات والأحاسيس ،،
- أهم شئ أنك لا تؤذ أحدا ،، فلم يبق ضمير واحد ،،
- لا وجود للأبدية هنا وما زلت لا تفهم ما أقول ،،

يا لها من ليلة مبهجة للعدم ،، كل شئ أراه هو جزء من ذكريات ،، بعضها ليست بالسعيدة ،، أتمنى أن تكون محظوظ بحياتك ،، أن تستيقظ صباحا وتقول لا أريد شيئا أكثر ،،
لا تجعل الليل غضوبا حتى لا تفسد تشريح جثتك ،،
لقد انتحرت الحقائق وبقيت ظلالها في الكهوف ،،
فالمشاعر لا ينبغي تجاوزها ،،
كل الجسور المهترئة تصدع بالخيانة ،،
منذ الاستيقاظ الموسيقي حتى يحين موعد المعاناة برفقة صديق مخلص ،،
رغبات اللاوعي ،، تلك التي لو أمكن تحريرها لصرخت في وضح النهار ،،
أغلق عينيك وتخيل قمة جبل جليدي ،،
تتسلق إلى الأعلى وتتطلع في رعب وجودك وأنت تواجه أزمنة لا تتغير ،،
ما تراه كثيرا بالمقارنة مع ضآلة تلك البقعة التي لا ترى ،،
هي ذاتك ،،
تجعل خوفك صرفا إلى درجة أن يسمح للشهوة بدخول فكرك ،،
فتبدأ بالبحث ،،

تقضي الوقت مسترجعا تلك المعجزات وكيف أن هذا الجليد يحرك ساقيه ،، شفتيه ،، ذراعيه ،،
بينما رأسك الممتلئ بأنبل الأفكار أصبح فارغا ،، وما زال ينبش في الفراغ وكأنه يحوي إجابة ،،
كأنك في سفر لأول مرة تلوي عهدك بأنك ستجهز على ما يقدم لك وتتمنى أن تعود منتصرا آخر مرة !! ،،
وقد قيل بأن المعاناة جزء من ثقافة وعي الإنسانية ،، إنها في الهواء نتنفسها ،،
لا يمكنك عكس الزمن ،، رمال الساعة توشك أن تنفذ ،، تسير دون رغبتك نحو مصيرك ،، إذن فالرؤية الواضحة جرح ،، ومع اقتراب النهاية تصبح الحياة أكثر قيمة ،، تعلم أن تقول نعم ،، نعم لكل دقيقة في حياتك
كن شغوفا ،، كن روحا حرة التفكير ،، ارق فوق محدوديتك ،،
لربما أنت غير قابل للتنويم ،، فتعتاد أن تعنف الذات على الشرب من وعاء الهوى ،، رمزا لعدم رغبتك في موافقة أخلاقيات الأرض ،، يقول جوته : كن رجلا ولا تتبعني ،، بل اتبع روحك ،،
أتريد ما يهدئ من روعك ؟! ،، اذهب إذن وارضع من ثدي الخرافة ،، أيا كان ما تفعله فلا تلجأ إلى المنطق ،، كن صريحا معك ،، للأسف فإن المخرج المسرحي في رأسك الذي يعد تلك المشاهد الغائبة لا يتأثر إلا بتصوراته ،، فما الذي يدعو لحبٍ عاجز كهذا ؟! ،، لا تظنني قاسيا عليك ،، فبدون سوط الحب ستستسيغ كره أي شئ ،، هل أذكّرك بأن المعاني ذابلة ؟! ،، أم سأنسيك العمر الفاني ؟! ،، أظن بأن وقت الأعذار قد فات ،،
هاجم هذا الهوس الذي يدمرك ،، أعلن الحرب ،، اتبع تعليمات التمرد بلا نقاش ،، لا تنظر إلى المرايا وهي وديعة كطفلة تنتظر الحنو إليها ،، لا ترقص كالدب في السيرك وتهمل المعنى الكامن خلف ألمك ،، لا تقل كيف أكتشف ما تؤول إليه الأشياء تحجّب عنها الذات ،، بل تحدث معها ،، فبدونها السحابة تمضي بلا ألوان وسيغدو احتطاب الصمت ضرورة حتمية ،، اغمس فلسفة التحديق وقلّب عاطفتك للحقائق على نار هادئة ،، كن ساحرا ،، حالما ،، مشرقا ،، موجا ،، منفعلا وغامض ،، فالخطر يكمن في الحياة الآمنة ،، كرغبات الهروب من فخ الزمن ،، ولكن الزمن يحتويك يا عزيزي وأكبر تحدياتك في أن تحيى رغم وجوده ،،

نظرات مذيبة للوجدان وشفاه تلامس آخر أوتارك ،،
تشعرك بأنك في مركز كون ساكن منظوم ،،
تهمس ليبتهج النسيم حيث لا أسئلة أو غايتها ،،
تصحبك فوق الغيوم بأنفاسها ،،
ضحكاتها تتلألأ ولا تنطق بحرف لكنك تسمع لغاتها بألف لسان ،،
تقول " يا عزيزي أنت ساحر " ،، وفي تلك اللحظة ستصبح كذلك ،،
ستشف طعم النصر فتلج مكانا لم يعرفه بشر من قبل ،،
جوهر أيامك وما يضئ مقدساتك ،،

" إن حبنا للرغبة في ذاتها أكبر من حبنا للمرغوب " ،،
الصور ترفض المغادرة ،، ذكريات واعية خالدة ،، تشعل المآذن فيستسلم البحر خاشعا إلى الشاطئ ،، فحين مات أبي حلمت بأنه قام من قبره وركض إلى المحكمة ،، ثم خرج منها وهو يحمل طفلا عاد به للقبر ،، لطالما آمنت بأن هذا الحلم كان نذيرا بموت نديمي ،، ولكنه كان عن موتي أنا ،، كان ذلك خوفي أنا ،، فمن سيحمل نعشي شبحا تطارده أقدام الزيارات الصامتة ؟! ،،
لذلك لا تخش الانتظار وانعدام الغايات ،، يجب علينا أن نموت ولكن في الوقت المناسب ،، حتى يفتقد الموت رهبته حين يكمل المرء حياته ،، فهل عشت حياتك أم كنت تعيش بواسطتها ؟! ،، لا تقف خارج حياتك تنشد حياة أخرى لم تعش بك ،، ولا تمش بخطوات ليست من تصميمك ،،
حوار طويل طرفه الآخر آماس بلا عنوان ،، فلكي تولد من جديد عليك أن تغرس جذورك في الخواء ،، تعلم أن تواجه الوحشة ،، يجب أن تكون مستعدا للاحتراق بلهبك ،، لكي تولد من جديد عليك أن تتحول في البداية إلى رماد ،، فلو كانت لدموعك صوت لقال نحن أحرار ،، لم نتحرر يوما إلى أن فتحت البوابة ،، كل شئ يذوب ويختفي ،، إنها مفارقة فالعزلة لا توجد إلا في العزلة ،، ما إن تشاركها مع من تحب حتى تتبخر ،،

عبدالله الدوسري
02-04-2010, 03:03 AM
تتلكأ وتشعر بهذه الفوضى التي تخلفها ،،
تقول : أجل !! ،، وأجل أعلم فلم تخبرني لتجرحني ،، أم على غير عادة ؟! ،، أم لتقودني للجنون ،،
لم أبال حقيقة ،،
إشارة أو التماس أو مضايقة ،، لا ،، فقد أخبرني العمر كي أمنعه ،،
وبالطبع كنت أستطيع ،،

اللحظة التي تتجمع بها الأحلام ،،
كجميع النهايات الصغيرة ،،
مأساة تسببت بها لنفسي ،،
فلكي أحيا ،، يجب أن أمحي نفسي ،، من كل شئ ،،
اختلقت نفسي ،، فعلتها بوقاحة ،، لكني فعلتها ،،
كنت حرا ،، هرم من الألم ،، حسنا ،،
فانظر إلى الجانب المشرق ،، أو فيم تراه من لوحتك ،،
فربما يجب أم تموت بذلك الوقت ،، لا أن تستذكر ،،
فلحظة معك تساوي العمر باستحقاق ،،

ــــــــــــــــــــــ

الليل يجعلك تفكر ،،
تسبح كورقة فوق سطح هادئ تاركة وراءها ذيلا لا يبين وأمواجا تتسع إلى أن تحتك بشاطئ العقل ،،
ضوء منبعث من الداخل يضفي بهجة على الحياة ويعطيها معنى ،،
تعبير روحاني حر يصل بك إلى نشوة ذهنية ،،
يحلق بك في حالة من انعدام الوزن ،،

- كيف هو الأمر عندما تتصرفين هكذا ؟! ،، لا تشعرين بأي شئ ،،
فالمعرفة تستأصل قشور القناعات الجاهزة مهما بلغ مستوى صلابتها ،، ساطعة تكشف سراب المعايير التي طالما سادت ،، تقلب الصفحات مع مرور الوقت بأن الكثير مما يبوح به اللسان مجرد أوهام ،، لنقول بأن الوهم الكبير من بواعث التسلية والهناء الزائف ،،
فلكي تجعل النسيان أمرا محتمل الحدوث ،، عليك أن تعبر بالروح المجروح في نهر الفزع إلى أن يظهر الأمل بشكل خافت ،، ولكن هل ستوقف القارب كحليمة بولند – تمثال للغباء - فجأة في عرض البحر وتدفع نفسك للسباحة عائدا ؟! ،،


وأحاديث غلفت الروح بغلالة وردية وأحاطت الوجدان بحالة من الصمت المقدس ،،
أحاديث خصبة يغذيها الحب من جهة ومن الأخرى يعمقها الألم ،،
ألم الحب الذي يجعل خلجات الدواخل وقودا لكل شئ ،،
فهذا هو الحب ،، شهادة وسيرة زمان للبشر والأرض ،،
مجمل وجامع يجعل الحياة أكثر رفقا ويصبح دليلا في المتاهة ،،
يرسم للجدار ابتسامة وأيام ،،
يستنبت أزهار الصباح ،،
ويمنح كتاب الوقت : من فضلك اقلب المكان ،،

- أشعر بأني غواص منحدر إلى مرسيليا ،، أتذكري ذلك ؟! ،،
- وأنا على حافة الهاوية ومن المفترض أن أقفز حيث المد العالي ،،
- أظن بأنه صمتك من يحاول أن يدفعني !! ،،
- بل تتناس نسختك الصغيرة الساحرة من نداء الإيقاظ ،،
- وماذا ؟! ،،
- سيكون النخب في غيابي ،، فأنا ذاهبة ،،
- إنك كثيرة المرح ،،
- انظر إلي ،، لا أحد ذللك المرح أكثر منك ،،
ــــــــــــــــــ

ليس حبا ،، بل ميثاق ،، نحن معا ،،
المرأة ،، القوة ،، القسوة ،، عذب المنى وجسارة نبعه ،،
استحواذ قيصر مريض ،، والآن أصبحت مثله ،،
هكذا " معا " ،، لا تستطيع أن تغمرني بها وأنا بدوري لن أقابلك بنفس الشئ ،،
فلا أريد تشييع المزيد من الجنائز ،،
معك ويستحيل أن أوعدك بهذا وأنت غائب ،، ولا تحاول ،، فلم تعرف مثلي ،،
- الوعود تتبخر لتبقى المشاعر ،، فأين توجد المشاعر ؟! ،،
- حقيقة هذه !! ،، فلم أقو الاحتمال أكثر ،،
- أجل أجل ،، ألا تسمعين دقات قلبي حولك ،،
- أعلم ،، ولكن ،،
- كذب شخص سيسوغ الكلم إليك ،،
- أضطر أن أغلق الآن ،، طابت ليلتك ،،

عبدالله الدوسري
02-25-2010, 12:27 AM
الوقت يمر ،، يفلت منك دون أن تلتقطه ،، دون أن تستثمره وتزرع فيه شيئا يبقى ،،
مع ظل طويل يتحرك بثقل كأنما يخوض وحلا طريا ،،
يمشي كفيل عجوز يخشى أن يرتطم بشئ ،،
كحلم كفيف ولد في بلا بلا ضوء قمر ،،
حيث انطفأ النور من عينيه مثل انطفاء القناديل في مدينة تستعد للنوم ،،
انتهى به في دار لأيتام ناقمة مغروسا كوتد في مكان توقف فيه الزمن ،،
مساحته مثل قبر ضيق لا يتسع سوى لجثة واحدة ،،

أصبح الظلام يمضي معه أينما حل كظله يلتصق به ويقنع وجهه ،،
نهض ذلك الجمل فجأة وهز سنامه فأسقط كل ما حمل ،، أو كأنه فتح عينيه كمريض خضع للتخدير ثم أفاق ،، انهارت قوائمه مثل معدن تآكل بفعل مادة مؤكسدة ،، مسرحا للأحزان يعاني ضجرا كفلاح يغني في الظلام لنفسه ،، ينشر البحر بمنشار ويقص الهواء وينفخه ليتكور أمامه سؤال كنون النسوة : متى ؟! ،،
يتحدث بقلب مشقوق تئز منه المرارة ،، تعب كنخلة هرمة ،، نبراته حزينة يتحداها الأسى ،، بعيدا كل البعد عما يجري في الكون كحصان مدفون في الثلج أو كشجر واقفة لا ورق فيه ،، كأنه دخانا يخاطب فضاء ،، يقاتل على جبهة عرضها كلون وجه الفراغ ،، يعيش كسجين برئ ،، يمارس بمجانية لعبة التخيل ،، يتسلق الأشجار وينظر للضفة الأخرى ،،

* * *

" البرودة ترياق للقلق حين يتفاقم " ،،
في أجواء ثقافة الاستئصال يتلاشى شعار انتخاب شعار وحيد بزيّ موحد في هستيريا المشاهد الملاحقة لكل فعل ومع كل ردة فعل ،، كالكتاب لنفسية مدمرة ما لها وما عليها ،، بأمانة البحث وتجرد المؤرخ ،، فليس الجنون هو الجنون وحده ،، أكاد أجزم أن تكون هناك طوابير من الأدمغة قد شربت من النهر الراكد ،، نهر الصمت ،،

" أشنق العتبة وأعلق الباب " ،،
دق صدام المسامير على رؤوس الأشهاد ،،
ووقـّع الامتعاض كدوي انفجار عبوة ناسفة ،،
فكيف تستطيع أن تردم " نصف " حفرة ؟! ،،
والنصف الآخر مشهد اختبأ في رسالة ،، وغاب اللقاء ،،

أنهيت قراءة الرسالة وأعدتها أخرى ،، محاولا لملمة حفنة الضوء في الفراغات ما بين الحروف ،، فكيف تتمرد الطيور على أقفاصها ؟! ،، بسيطة كلثغة أجنحتها ،، أصواتها ترتقي كذلك الرشوش من العذب يلامس كل ما يحيط ،، فينتشي برائحة نعناع خجولة أكبر من حديقة ،، ماسة تخدش بها زجاج الذاكرة ،، تقبل الوجدان تحت قوس الأشواق المتبادلة ،، يتلاشى ذلك الإحساس القادم من بلاد الثلج ،، يتقاطر الندى دون أن يتعثر اللسان في طهو الكلام ،، مراسيل الضوء الغافل : مهما كانت سماكة الأقفاص ستطير الأيام إلى حلمها البعيد حيث قلب السماء ،، تزرع غيمة عطر يتساقط رحيقها على الطرقات وينتشر على حقول المسافات ،،
يضم جدارا للشريط الحدودي الخاص بطفولته وينهي مسائه في كهف مقفل حيث تقبض عليه الوحشة بتهمة العبث بالمرافق العامة ،، ليستمع إلى الصمت بعد أن قطع صلته به عصور التيه في عنبر الحياة ،، حتى يتبعه كبريء متهم بشكوى لا يقصدها ،، إن تحدثت القاضية لأفشت عن طواحين هواء في فصل الريح تضم بعضها بحزن كسول ،، كضوء ضئيل يتسلل إلى القلب بلا أفق ،، يتقدم بخطوات ثقيلة ساحبا أطرافه المتيبسة التي فقدت صلتها به بعد أن أحالته إلى نخالة طيف ،، لون نافر على الجدار الأبيض ،، وأوه يا مال ،،

كحبة مطر نسيت ترتيب الفصول هبطت على كتفي كابتسامة ساخرة في وجه الألم ،،
لحنا كان ميتا فعاش ،، كان ضالا فأوجد ،، سخر له من يرعاه ويحمله على متن غمامة بلون الفجر ،،
حلما مكتملة أشراطه ،، مرافئ ،، مفازات ومنارات ،، نقطة تقاطع وحيدة إلى جسور العمر الجديد ،، يهبط بك إلى سفوح الوجدان ،، لكم فيها ما سألتم ،، مشاعر تغرق روايتها في بحيرة التأويل ثم تكتشف أنك غادرت دون أن يمس ثوبك البلل ،، في حين أطرافك تتقاطر مع الندى ،، كالبسمة تسقط فيها الشموس ،، كالضحكة وهي تحمل مشروبا من الورد المصفى ،، صوته كهدنة مؤقتة ،، يتدفق كشلال هادئ يفتت صخور الكآبة ،، يستخرج مع كل حرف مخزون النشوة والمتعة ويحرك الشجن ،، فارفع شعارك بقدر ما استطعت ،،

* * *

والوقت أصيلا من النهار أو مطلعا للفجر ،، لا أدري ،،
سكون وانطفاء وهج أو قبل الاشتعال ،، تأمل وهدوء ،، مرحلة البين بين ،،
بينما تبتعد عن الضوء مسافة يقطعها من الألم والأسى ،،
هذه الفجوة جاءت وسدت الثغرة ،، بمعنى أنها اهدار توقيت غالي القيمة ،، معركة بلا راية تتمزق ،، تصطلي في الظل المبهر وليس تحت أنقاض الأشعة السينية والتساؤلات ،،

وأغنية تهرول خلفها كطفل ،، رهيف الإحساس دائما ،، يخفق شيئا في داخلك كما تهتز زهرة لعبث فراشة ،، تتلذذ بالحياة كما هي لا كما يجب أن تكون ،، بدراسة كاملة محاولا استشعار اللامرئي خلف المرآة ،، حتى لا ينتهي كتائه يحصد الدرجات وحيدا من غير مفتاح ،،

تقول أشجان هندي :
" ،،،،،،،
للفراشات أجنحة ،، ليس لي مثلها ،،
ملونة ،،
ليس لي مثلها ،،
شفافة ،،
ليس لي مثلها ،،
الفراشة ،، قد عوّدوها ذووها على الطيران ،،
فطارت على صحوة الزعفران ،،
وحطت على جسد الورد ،،
وما عودوني على الحبو ،،
إلا على غفلة الحرس النائمين ،،
على ثلج قيدي ،،
الفراشة تنسج دفء علاقاتها بالزهور ،،
وأنسج بردي ،،
العلاقات علّقتها – في الخفاء –
على خوف الظنون ،،
فجرحت خدي ،،
الفراشة ،، ما خبأت سرها ،،
للفراشة أصحابها ،،
ليس لي مثلها ،،
ولها زوج أجنحة ،،
ليت لي مثلها ،،
،،،،،،،،،،،،،،،، "

عبدالله الدوسري
03-30-2010, 12:24 AM
لتنشط الرقصة الأخيرة قبل السكون ،،
لا أن تأخذ الحائط كمعطف ،،
حيث يوقد الموج وقدره الشموع معا ،،
تفكر في كل ما ستقوله ،، لا أن تقول كل ما تفكر به ،،
فإذا اندفعنا إلى التفكير في مسار على هكذا نحو ،، فلن يبقى لنا من أدوات الحوار مع الصمت شئ يجدر بنا الركون إليه ،،

قالت : أنظر إلى عيني ،،
لقلت أحبك ولتجاهلت أنك تعرفين ذلك ،،
قالت : وإذا لم أتبينك ؟! ،،
فقلت : سأستعير من الوقت عبارات مثل أفهمك ،، سامحيني ،، من فضلك ،، شكرا ،، وكل ما تضمره الأفكار العارية ،،

اتكأ سؤال على حافة الوجد ،، والقنديل لا تسقط البسمة من شفتيه ،،
أتوغل في أرخبيل الذكريات أبحث عن وشم العمر في قلبي ،،
أستمع إلى الأيام قبل أن تتسرب كأغنية عاطفية ،، أهز الحبال وأقرع الأجراس ،،
أجمع الحروف المقلوبة وأخضّ المياه من الجانبين ،، أفرش نفسي أمامي وأبدأ أكل فتاتها كظل بلا مأوى ،،
أوجه الروح بقوة الصولجان وخلوة الصحراء اليابسة وأغني مع فيروز : يا طير ،،
أتذكر لحظة تمنيت أن أعيشها ولا أشبع منها وأخرى خانني لساني فلم أدم النظر ،،
أترك غابات الوجع وزفرات الجحيم وأهيم إلى من جعل مشاعري تحتقن ،،
ومن جعل الحجارة تقصف أظافري ومن جعل بقعة الحزن طعنة على عتبة نفسي ،،
من جعلني أمص الألم ويبصقني وأخذ مني دفء همسي وخبز راحتي وأشبعني بمذاق الملوحة ،،

أتصفح كل ذلك وحتى لا أشوش سكون الزمن أتمدد على فراش الشمس وهي تظهر في الليل ولحاف القمر وهو يترك بركة في الصحراء ،،
فتنخفض السماء حتى أستطيع ملامسة النجوم المضيئة لأرى ظلي راقصا أمامي ،،
فعندما نأكل الملح سينحسر البحر ،،
وينبت الحديث من بين مفاصل الأشواق مستعرضا تفاصيل الوخز اللذيذ ،، كالعشق الذي لا يشرخ الضلوع ،،

قالت : ستنسى هذا التاريخ لاحقا ،،
فقلت : لن أذكر غيره ،،

فلو امتد الظل قليلا سيمنح الأشياء قيمتها ،، لا لما تمثله بل لما تعنيه ،،
سيمهد إلي طريق النوم الشفاف لأحلم بكثافة الرؤى وصدقها ،،
مدركا أن كل لحظة أغلق فيها عيني تعني خسارة ستين سرا من النور ،،

لسوف أسير فيما يتوقف الآخرون وسأصحو والكل نيام ،،
سأخبر ميلادك في العام القادم بأن عشقنا يتجاوزه عمرا ،،
يمنحنا الأجنحة ويدعنا للتحليق ،،
يعلمنا بأن ما يلمع فوق الجبل يكمن سر السعادة في تسلق السحائب حوله ،،
يبرهن لنا أن استلقاء الأفق لا يكون إلا على حافة ضحكاتنا ،،
فيشعر بنا البحر ويفكر المغيب فينا لآخر مدى ،،

عبدالله الدوسري
04-05-2010, 12:52 AM
تلاشت رزانة الليل ،،
وخفق قلب الشك بين جوانح الاحتمالات ،،
حتى غمغم : متى يتقرر المصير ؟! ،،

مضى ذات يوم رجل في الطريق الصاعد إلى الجبل يتقدمه آخر يحمل مشعلا في جو مشعشع بالندى وبرودة مستأنسة ،،
وعندما وصلا إلى القمة تركه وعاد أدراجه ،،
أعوام مضت بين الخوف والرجاء ،، بين الموت والأمل ،، مضت في رواية الحكايات ،،
قيل له بأن نهاية آخرها ستكون هنا ،، وها هو ينتظر ،،

تفتحت عن عوالم تدعو إلى التأمل ،، ثمل السكون بها بفرح صامت ،،
وأنجب سؤال من عواصف النفس الهائجة قبل أن يودعها ،، وقال : الوجود أغمض ما في الوجود ،،
سحابة الخواطر تتجسد في الروائح وتنطق ،، تنطبع بعمق أبدي في قلب مريد الليل والانتظار ،،
وتابعت ما وصلني من الحوار الدائر ،،

- إنك تغالي في تسليمك للعقل ،،
- قيل بأنه زينة الإنسان ،،
- من العقل أن نعرف حدود العقل ،،
- لا السرور يستخفك ولا الحزن يلمسك ،،

أفاق السحر من خوف متسلط وتناثرت الأشياء بعيدا عن أماكنها ،،
ترددت أصوات واستشهدت مواعيد ،،
أسفي عليك يا مدينتي التي لا يتسلط عليك إلا الغياب ،،
لم لا يبقى في مزارات الاشتعال إلا الروائح ؟! ،،

الماء يستمد غذاءه من الأسرار منذ قديم الزمان ،، وعند تبخيره تتصل المشاهد من جديد ،،
أما الرجل فوق الجبل فيتوغل شجوه في المجهول ،،
ويتمخض المجهول عن جزر وسهول وأحياء وملائكة وشياطين ،،
ثمة نداء عجيب لا يقاوم ،، يجرب حظه ويلق بذاته في أحضان الغيب ،،

غرقت الفرحة في خيبة غير متوقعة كسلعة وردت بعد أهوال من وراء المجرات ثم تبين عند الفحص فسادها ،،
اشتد الإغراء من جديد فنطق اليأس ،،

- إني طوع أمرك ،،
- لك أن تقبل أو أن ترفض ،،
- سلمت الأمر لقدري ،،
- ستكون في قبضتي ولو أويت إلى جبال قاف ،،

عند ذاك رأيت لوحة مرسومة بعناية فضحكت ضحكة جرفت أعماقي ،،
إن كان حلما فمالي أمتلئ به أكثر من اليقظة نفسها ،،
إني حي لدرجة تجلب الذعر ،،
رغم ذلك ابتل ريقي برحيق النجاة فهيمن علي هدوء وامتنان ،،
رد العالم إلى نظامه بعد خراب شامل ونعمت بعذوبة الحياة بعد عذاب الانطفاء ،،

تبادلنا نظرة قلقة مضطربة بالخواطر المكتومة ،،
قلت بفزع : ،، فقالت بضيق : ،،
تبادلنا النظرة مرة أخرى ،،
وتبادلنا معاناة القلق ،،
فقال الهمس بحذر : ليكن الأمر سرا ،،

عند منتصف اللا شئ فقدت صبري فطرت مستخفيا إلى الصوت ،،
مثلت بين يديه مستسلما وقلت لنفسي إنه القدر الذي لا ينفع معه حذر ولا ينتفع لديه بمثال ،،
ونظرت فصعقت ،، لم أصدق عيني ولكني صعقت ،، التصق بصري باللوحة فلم أستطع أن أسترده ،، سبحت في بحر من الجنون المتلاطم ،، لم أفقه أي معنى ،، نسيت كلمات لا تحصى كما نسيت نفسي ،، تلاشى الزمن وهرب الوجود من النافذة ،، فقدت القوة واللسان والأمل ،، دفنت أشيائي فانبعث من القبر مائة شيطان وشيطان ،، دفعتني آلاف الأيادي فكدت أتهاوى لولا سماعي ضحكات الأفكار في الحجرات ،، الضوء والأحداق والذاكرة ،، إنهم قادمون ،، أما الرجل فوق الجبل فقد أخذ يبتسم ،، أردت أن أضحك بما يناسب المقام ،، أردت أن أبكي لما يناسب المقام ،، لكني غرقت في الصمت ،،
فكيف تتوافق مع متطلباتك العقلية ؟! ،،
وهذا الوجود بشكل قاطع مع أو بدون ما تشعر به في ظل مفاهيم العلاقات الانسانية وتجاور المحتوى مع الشكل ،،

الوقت يمضي لا يرحم والنور يقترب والحقيقة تومض في الظلام ،، ليس في الرؤى إلا بروق الوعود المحتدمة ولا مكان بها للعواقب ،، لا أرى إلا جدرانا تتردد بينها أنفاس الوباء القديم ،، لم يسعفني التفكير ،، زحف علي ما يشبه النوم الثقيل ،، تراخت أعصابي ،، تركت تيار التغير يتدفق ،، تقوضت القامة بسرعة عجيبة ولم يبق منها إلا نقاط منفصلة ،، استحالت دخانا ثم تلاشت غير تاركة أي أثر ،، جلت في المكان أستكشف بذراعي الممدودة ،، لا أثر لشئ ،، لا أثر لحياة ،، وهم أو كابوس أما الرائحة فحقيقة ،، دبيب الشواهد يتلاحق من الخلف وكسا الإثم ميادين ومدارات بطبقة من القصدير المذاب ،،

وسحب الظلام صامدة أمام دفقة الضياء المتوثبة ،،
ووقعت أحداث لم ترمش لها أعين ولكنها هزت أفئدة ،،
كررت الاستماع إلى تكثف الصوت على مقام جديد حتى سبحت في طرب رائق ،،
قال : نحن نحب ما تحب ولكن بيننا وبين عالمك حاجز من المقادير ،،
فقلت : تمر بي هواتف متلاحقة ولكني دائر الرأس في مقام الحيرة ،،

خيل إلي أن تلك العين لم تكن تنظر مصادفة ،، ثمة دعوة خفية من هناك واستجابة من هنا ،، ارتياح باسم كما يرتاح الندى في أحضان الوردة المتفتحة ،، شعور عميق كأنه منذ الولادة ،،
لا أهون من مشقة الطريق بمعسول الكلام فنور الخلاص ثمرة مضنون بها على غير أهلها ،، والسفر يتقبل منك ما دون ذلك ،، ولكل على قدر همته ،،
وقفت كتلة من غبار أمام الرجل فوق الجبل ورمته بنظرة سامة ولكنها لم تنبس ،، فحنق وأمسك بتلابيبها ،، اعتصرها بيديه حتى تلاشت ،،

دفعتني رغبة لا تقاوم إلى الاستلقاء على الرذاذ المتطاير ،،
تفيض كأس الأعماق بنثار الكلم المضيئة كأنما تناجي الذات فيتلقاها مبهورا ،،
وتذكر أحلامه وأحاديثه وأفعاله فتبدت له الأيام غشاء من الألغاز ،، وتذكر ما نسيه فهيمن عليه الأسى ،،
وتذكر بأنه قبل أن يتلقى الشهد عليه أن ينقي وعائه من الشوائب ،،

تقول الملائكة نازك : " ودبت حياة ،،
هناك على البرج ،، في الحرس المتعبين ،،
فساروا يجرّون فوق الثرى في أناة ،،
ظلالهم الحانيات التي عقفتها السنين ،،
ظلالهم في الظلام العميق الحزين ،،
وعادت يد الرجل المنتصب ،،
تشير : صلاة ،، صلاة ،،
فيمتزج الصوت بالضجة الداوية ،،
صدى موكب الحرس المقترب ،،
يدق على كل باب ويصرخ بالنائمين ،،
فيبرز من كل باب شبح ،،
هزيل شحب ،،
يجر رماد السنين ،،
يكاد الدجى ينتحب ،،
على وجهه الجمجمي الحزين ،، "

سكن الصوت ولكن صداه واصل نفاذه إلى الأعماق ،، ولكن الآخر يقحم نفسه علينا وهو غائب ،،
تجمعت في كفي قطرات فغزتني خواطر الشباب ،، ورفعت وجهي إلى السماء المتوارية وراء السحب مسلما أمري ،،
ولمحت الرجل فوق الجبل يقفز في جو قاتم ثم هوى مبددا الآمال ،،

فكيف يداوي الضجر أنسام الربيع ؟! ،، أما أنا فقد اتخذت مجلسي وكأن الأمر لا يعنيني وأقلعت السفينة في جو ربيعي تحت بسمات النجوم الساهرة ،، حتى رست إلى الشاطئ جزيرة ،، استقبلها الموج بالترحاب مداعبا إياها بالغناء ،، فاهتزت طربا وأمطرت بالأشجار اليانعة على أرضها وتمايلت بالجبال ،، وقفت من مجلسي على منظر الدنيا وهي تفيق من جديد ،، هبطت هائما مثل الهواء أحل في أي مكان ولا يراني أحد ،، هيمن علي السحر وجربت أن أكون روحا خفيا متنقلة فأنساني السرور كل شئ ،، شعرت بأني أنتصر وأتساوى مع القوى الخفية ،، وأني أملك زمام الأمور ،، وأن مجال الخطوة يترامى أمامي بلا حدود ،، إنها أجازة أستريح فيها من جسدي وأعين الليل وقوانين الأحياء ،، لم يكن لدي مساحة للتأويل غير مجدية فاستعدت أحلامي الخالدة ،، وتمطى وشى المنى في داخلي مشعشعا بالصهيل الأحمر ،، فرحت أركض مناديا المواعيد من مكامنها ،، وتذكرت خواطر مثقلة بالأشواق كانت تداعبني ،، تجسدت في أصداء الوصول في صورتين ،، وقلت في نفسي ما دامت الأجنحة قد ألقيت على كتفي فما خوفي من التحليق ؟! ،، لم يبق لي إلا حسن الامتثال للنسيم ،، فلأرفع نفسي إلى السماء ولتنطلق الصيحات من قماقمها وليقدم الصحو مكللا بالقرابين ،،

عبدالله الدوسري
05-16-2010, 01:41 AM
http://www.m5zn.com/play-0509101005216qag4d0m1bi8ly2p-Girl In The Storm 1080p.flv (http://www.m5zn.com/play-0509101005216qag4d0m1bi8ly2p-Girl In The Storm 1080p.flv)

كل هذه الأشياء ،،
لطالما عرفت ،، لطالما عرفت أماكنها وكيف أجدها ،،
ليست بالمصادفة ،،
لطالما عرفت أين أصوب ومتى أتفادى ،،
لطالما عرفت أن بإمكاني الرؤية ،،
كخطوة لبعد جديد ،، خلاقة تتجاوز القدرة على اكتشافها ،،
كالزهرة التي لا تنمو إلا على جرف هاو ،،
لقد علمت ،، أن كل الأشياء التي أراها كانت صاخبة بالحقيقة ،،
وراء كل جدار ،، كل نافذة مغلقة ،،
عالم خلفه عالم ،،
والعالق بينهما يبقى راقصا حتى يولد من جديد ،،

بعد أن ينتشر تأثير الهمسات ،، ولكل صرخة تقابلها كلمة تهب الشجاعة أو تحول المتعة المفضلة إلى حلم مزعج ،،
ليأتي يوما لعناد الروح ،، تبدأ جملة فتنهيها عنك و ثمة ما يجرح الروح فتبكي أنت ،،
روابط عميقة لا تعبر إلا تحت مظلة واحدة ،، كالسكر لا يشبهه إلا أنت ،، مذاقه بلا نهاية ،،
كلما شعرت أني وصلت إلى الجوهر تجد نفسي لم تتجاوز الغلاف ،،


- أنت من ترك البوابة مشرعة !! ،،
- ولكني رضيت بقدري ،،
- فأهلكت يدك ،،

كالمطر تساقطت كل قطع اللغز في حضني ،، لا أستطيع أن أجمع صورة كاملة الآن وقد زال الطعم من فمي ،، انهمار دقات القلب يصم أذني عن استماع الهمسات ،، أحاول تجنب الفراغ والغرق في دهاليز النفس ،، الأشواك تتوعدني بألف وعد من وعود الألم القادم ،، مدين لك بالصمت فعلي بالدفع من خزانتي ،، لعصور شاردة من أجندة التحديق ،، ولحظة تنتظر التي تليها على ذات الإيقاع المسكر لكل المقاعد الملونة ،، ضوء هادئ من العالم الآخر ،، مجرد سكون ،، لا أنفاس رغم ما تحمله الرئة من نيكوتين الذكريات ،، طرائق معبدة ،، صاخبة مضيئة تفضي إلى أعماق النوازع ،، أحيانا يمكنك أن تضرب احتمالات النهوض بعارضة الصراط وتستسلم للأشرعة ،، لكل خطوة لم تحفل بما تليها نحو الحلم الصافي للعناق ،، سأسأل الشواهد لاحقا عن سر الرقص فوق الماء ،،

عبدالله الدوسري
05-27-2010, 03:17 AM
http://www6.0zz0.com/thumbs/2010/05/26/23/173501166.jpg


" امسك بنجم ساقط ،، واحفظه بجيبك ،،
لا تدعه يضمحل ،،
احفظه ليوم ماطر ،،
لربما يأتي الغائب وينقر على كتفك في ليلة بلا نجوم ،،
إن أردت امساكه فجيبك ملئ بالضوء " ،،

كالتعب الذي تلقيه من فوق سلالم الطائرة وتعود لتجده على مقعد يجاورك ،،
تتملى صورته في المرآة القديمة ،، صورة بالية ،، تكالب عليها الزمن والحسرات ،،
تطالعك الصورة بوجه قالب من العظام البارزة والجلد المدبوغ ،،
جبهة ضيقة غائرة وعينان ذابلتان ورموش قليلة باقية ،،
أسنان تناثرت هنا وهناك ،، ماذا بقي من الحياة بعد العيش ،،
ما هذه الحال التي تسل كل إرداة وكل قدرة ولا تترك إلا العدم ،،

- ننبذ صفاتنا الفطرية عندما لا تتواجد الأخطار ،،
- كيف تحمي نفسك مثلا ؟! ،،
- أنت تخلطين هذا بوعي داخلي ،، فماذا ان تصرفت على سجيتي ،،
- يمكن للمرء أن الاعتياد على أي شئ ،،

انشرح صدري وتحفز للهو رغم الموعد المضروب ،،
أحيانا أصدق ولا أصدق أحيانا ،،
في فترة الجفاف تنبثق لي وردة مشتعلة الأوراق ،، وأتوقع مفاجأة لا تريد أن تقع ،،
أمس والآن وربما غدا ،، جاذبني الوعي المتثائب ،، وطاف حنيني بأجواء غريبة حبيبة ،،
هدية جادت بها الخطوات على غير انتظار ،، قلبت الموازين وشحنت الدقائق والساعات بالوعود المسكرة ،،
تقرأ الأركان لكي لا تتجاوز إيماءة ما ،،
وتهز جذع الحرف على مهل عجول متصفحا تأثيرات البواعث في الجفون المسدلة ،،
واضحة كصفحة السماء بعد الشمس ،، تبعثر الأسرار بما فيها من المحض وتمضي للحقيقة ،،
كل شئ مطلق ،، كل شئ وقع عليه النظر ينطق ،،
كالأجراس تبوح وهي ترن في قرية تغوص في السكون ،،
أشياء تحرك الجمر ،، الجمر كله ،،
صراخ مكشوف من أقدام لا تعرف المشي بمحاذاة الأسوار ،،
لتعلم كيف تهرم بوقار وتتألم بصمت ،،

قالت بعذوبة : " ما هو اقتراحك ؟! ،،
أن نبني مدينتنا !! ،،
سوف نفعل ،،
إنني أقبل ،،
قد تكون دعوة جماعية للانتحار ،،
موتا رمانسيا ،،
حسنا ،، انني أقبل ،،
ما دمت أنا اختيارك وإرادتك ،،
نعم ،، إنني أحب " ،،

ترى ماذا يقع في قلبها من امور يشق على عقلي هضمها ؟! ،،
تبلبل فكري ،، رغم ذلك داخلني احساس دافئ بالارتياح ،،
وعلى كل حال فالغرقى في ذمة المتفرجين ،،
أما التأمل فلا نهاية له ،،
في ضحكتها طعم الأمواج ولمعة الشمس ،،
ذاكرة للأماكن وحنجرة للبراكين ،،
بلا قناع تحرك الأشياء ،،
كل شئ يومض في الكف ،،

الحياة مرسومة بألوان الفوسفور على لوحة الزمن تطرد الظلال من مكامنها ،،
جمال أصيل يحرض نفسه على جمال أكثر ،، يتسامى ،،
يتحدث للماضي بحنجرة رشيقة حتى تحسبها على مرمى من وهم ،،
كتب وأصوات وطيور وهمس رياح ونداء مطر ،،
تمضي كالسابح على الرمل يغطس ثم يرتفع يجر خلفه ما يبرر ابتسام النجم ،،
الحياة طازجة ،، في بعض فصولها تسيل بالمياه داخل الوجدان ،،
وفي بعضها الآخر تثبت النار في الهواء وتجمد الفقرات في الأصابع ،،
حتى تأتي النهاية كأسوار الحقول التي تحنيها السنين ،،

عبدالله الدوسري
06-16-2010, 01:33 AM
قلت لنفسي أن الأمر قد انتهى ،،
مثل الحلم الذي ينتهي في ضوء النهار ،،
وبمرور الوقت ،، الوقت الكافي ،، سوف أنسى ،،

روحك ستغادرك ،،
مشيت تحت الشمس والقمر ،،
فوق الرمال والحجارة ،،
أيها الجسد انصهر الآن ،،
حتى من الخلف ،،
لقد رأيته ،، أين ؟! ،، هل كان حلما ؟! ،،

الحب كالعسل ولكنه أيضا دم ،،
إن أردت محصولا جيد فاحرق الغابة ،، ان كنت حطابا ستقطعها وان كنت نارا ستشعلها ،،
أنت قلب ،، لا تستطيع أن تحب الظلام ،،
سيأتي الوقت الذي يقيض الدم فيه من الأغصان وأحجار البيوت القديمة تبعث حية وتقتل حراسها ،،
أنت لم تعلم جماله قبل أن تتذوقه ،،
لقد تكلمت كثيرا ،، الصمت أفضل ،،

ففي تلكما عينين تبحر الأمواج بلا شاطئ ،،
حتى لا تغدو الكلمات نيئة لا طعم لها ،، تلوكها الأفواه بلا حاجة أو غاية ،،
ونتفا من حديث ،، وتأوهات على ما تسرب من حياة مؤجلة ،، ذلك التأجيل الذي جاء هيئة النقطة المتممة للجملة ،،
نفق يستخدم عبر التاريخ للهروب من تخيل المطلق ،، فالعقل يستفزه ما لا يستطيع الإحاطة به ليكون التخيل هو اللعبة التي يقدم عليها لاستحضار المعجزات على أرض الواقع ،،
انهيارات نفسية ،، وعليك أن تستند إلى الإيمان بقدريتها ،، فلم تكن بحاجة إلا لعذوبتها ،، تمرر صفاء تلك الروح الحلوة لداخلك المر ،، تبحر متصوفا خالطا ما بين العشق والكره ،، فمن الخسائر الفادحة أن تتعلم متأخرا حين تكون لم توطد علاقتك بما ستكون ،، وربما لم يبق في زجاجة العمر عطر فواح يواصل انتشاره ،، كما يألف الشاطئ استنشاق رائحة الموج كصياغة رديئة لقدر أسود ،، وخاطر تطبب به القلق النابت ،، تشعر بالقذف قريبا للطرق المجهولة ،، لن تجد ما تفعله سوى حياكة الانتظار وتسريب الشتائم بسعة تدفق المواقيت المقدسة ،، ولن تجد متسعا من الوقت لتتيقن من ذلك ،،

مواويل مبللة بالشجن والحرقة ،، تعلو وتهبط بين الأمواج في محاولة أخيرة للإمساك بالحياة ،، بالذكرى ،، وأصوات استغاثة تحاول الاستعانة لنجدة لم تصلك منها شئ ،، تمسك الرمل لتجد أنك لقمة سائغة لعمق يبحث عمن يقيس مداه ،، في حين أن أرضها متعطشة لكل مياه السماء ،، فتعود للغرق ،، تصل إلى عمقها الذي اختارك دون سواك ،،
حمحمة الروح تصهل وتذوي ،، والأشياء تقطر كما لو كانت قالب ثلج صهر بتسليط لهب مستعر ،، تقطرت الأشياء عن ماء مالح سال وانحدر باعثا ذكريات مليئة بنزقها وهياجها ،، فضحكت حتى ارتوت مفاصل الليل ،، ووعدته أن أسرد عليه يوما تفاصيل اللحظات ،، فقد يكون الزمن أداة قرض جيدة ،، وما الأشواق إلا حكايات لن تكمل الأيام مضغها ،، فتتناقص الضفاف ،، تستعصي بما لا يشغلها ،، لتخرج نسخا تتعذب بأقدارها ،، تهرب حين لا تقوى على مجابهة الواقع ،، وإن أردت المضي فعليك بهدم جانبي الطريق لتوسعته ،، كما يجرف السيل غصن يابس ألقي في مجراه ،، كجزيرة مهجورة لا تعرف ملامح العابرين ،، تعرف فقط أن عليها أن تعيش من غير أن تموت ،، فالاختيارات تكون متساوية عندما لا ترغب في شئ ،،
الشوق أشبه ببركان خامد ،، تستوطن قمته وسفوحه بيقين جازم من تكلس حممه ،، يقبل إليك ويجمعك في حضنه ،، يلم عظامك ،، يعيد أنفاسك ،، وقبل أن تطمئن لمداعبته ،، يثور فجأة ،، فيحرق كما فعل أو مرة ،، لن تنفك منه ،، فمع كل إجابة تتوالد على لسانه أسئلة مدببة لاهبة ،، تحاول غرسك كمجداف لم ينسجم مع بقية التنهدات ،،

عبدالله الدوسري
06-24-2010, 01:22 AM
فتحت آخر أدراجها وأخرجت صندوق صغير من بين طيات شفيّ ملابسها ،،
تذكرت بأنها لم تضع فيه شيئ منذ فترة طويلة ،، عالجت قفله قليلا ولم تفلح في فتحه ،،
فكتبت بضع كلمات على ورقة صغيرة وحشرتها في شق الصندوق ،،

ــــــــــــــ

والفصول تمضي ملتحمة التنهدات ،،
كالنبضات التي سرقت منك وأنت تحلم ،، فهي دائما ترى في الأفق ما لا يرى ،،
تعرف كيف يشق البعاد القلب ويعصر ماءه ،، وكيف يطفئ النور فلا يستقبل راحة ،،
كأن تقرر أن تحجز رحلة للضياع وتنسى موعدها ،،
تقبض على ذراع الأوان وتعاقبه مستبيحا إلهامه الشارد ،،
تداع يستنفذ من العدم كهوفا مطمورة ،،

عريق ذلك الخدر في جرمه ،، تحت صبر الليل الساكن وأجراسه الساخنة ينشط ،، وبين معجزاته وخرافاته خيط رفيع يحاذر أن يقصه ،، يتعلق بجموح الحياة وما وراء الحياة ،، لا يقنع إيمانه بالقشور فيعيد شريط ابتهالاته ،، فتندلق عذبة ،، فيها عبير غامض من رائحة الدفء ،، متوهجة كشموع متراصة ،، ناعمة كفراشات الحقول ،، طرية كطين الضفاف ،، صافية كبقعة من العسل في قارورة الزمان والمكان ،، خيالية أكثر مما يجب ومثالية بشكل لا يحتمل ،، ولكنها دائما نجمة مضيئة تشعرك بمتعة كجلوسك في أحضان جدتك ،، تشعرك بأن الأيام تمر ثواني وتجعلك تمعن في كل وجه على حده ،،

عاد صمت الغرفة يفتح صدره لوحدتها ،،
شعرت بأن هامات الأشجار تطأطئ منصته لحديثها ،،
وقد فتلت من الريح خيوط غزلها وأمسكت بلوح النسيج وراحت تحاكي المصير ،،
والبوح يسبح في بحيرة ذاته ،، يتأمل نفسه في عيون ناعسة ويطلب المزيد ،،

ارتخت على غيمة وأنفاس الحلم تتسارع مع كل مجهود يبذله مداه ،،
بينما تتقلص درجة حرارة جسدها الغارق في تفاصيل ذكرياتها الذابلة ،،
أرسلت بعدها أمرا لعقلها بأن ينام ،، ويستسلم ،،
فهو لم يعرف فرحا مثل هذا من قبل ،،
ولم يخف كطائر احتار من سعة السماء أين يذهب ،،

استمعت لصوت جهاز التكييف وقالت لنفسها الصيف يأكل رغيفي وحده ولا يشاركني الرقص والفرح ،،
تبادلا نظرة صاخبة الروح مترعة بالصمت ،،
القصائد الموسمية متشققة متعددة الفجوات ،، والأجراس مترنحة هنا وهناك ،،
وصناديق الذكريات تبدو خالية البال كأن الموت لا يتهددها ،،
أرادت أن تفتح النافذة ولكنها خشيت لفحات الهواء الساخن ومن عيون الطريق الممتد حتى المنعطف ،،

عبدالله الدوسري
07-09-2010, 06:23 AM
ترقص على أشعة الشمس حتى يصل ظلها إلى مكانه الغائب ،،
تجلس وحيدة حتى يحين موعد الكسوف القادم ،،
غامضة أبدا لا تنتظر كيف مصيرها ،،
تكلم الجدران خلسة بلا أدنى مشاعر ،،
صاخبة على مجرى الأيام لا تعرف أين تشير أجفانها ،،


- هل تظن بأنهم يعيشون لكي نشعر بالندم ؟! ،،
- تريدين سماع همسات الأموات التي لا تنتهي !! ،،
- أنا حائرة ،،
- حينما تجتازين الطريق لن تملكين أي شئ من وعيك ،،



ارتخت مفاصل الريح وأخذت تروي بحرارة ملساء ،،
ذرات تتبخر ونبرات عطاش ،،
مثال تلو آخر عذب رصين عميق ،،
يتسلل بالنظرات فيستحوذ على أمل خلاب ،،
أمد يدي فأقبض على راحتها فتنسحب بلطف ،،
وأمر على البحر المزدحم بعد لأي وأقف أمام إشارة المرور ،، وترجعني الأشواق أو لقاء عابر أو رسالة من الموج تعاتبني ،، فأجد نفسي مرة أخرى حيال قلب طاهر وإرادة لا تلين ،، والطريق شاق ،، كل يوم أتصافح مع شواهده ويطالعني بنظرات صافية تتألق فيها بسمة أعوام ،، يتحرك في الأعماق شئ وأشياء لم تعرف السكون ،، تجتاحني الأمواج وشعور فادح بعمق الزمن المطروح ورائي ،، وأجدني أستمع إلى أغنية وأتحدث إلى هاتفي رغم كل شئ بجرأة مستمدة من ضآلة ما يتبقى من المناجاة ،، واعزم على زيارة ما هنالك ،، وأصور وأسباب الابتسامة والمرارة تتجاذبني ،، ثم أبتهل في خشوع إلى أشجان الفراغ ،، حاولت ،، ولكم حاولت وناصرت بما لم أسطع وصلا إليه لهذه الندية الجميلة تحت أضلعي والتي لا أرغب التخلص منها ،، حاولت هذه المرة متأخرا ،، بعد أن ذهبت الشوارع للنوم والمصابيح للتسكع بانتظار الفجر ،،
نظرت للقمر فوق سطح المنازل وحسبته رغيفا قضمه طفل وهرب ،، قد يكون للجوع دور في ذلك ،،
ورغم هذا الصيف الخانق ،، تتخيل قطع الحطب تطقطق بحنان يشبه البوح ،، صامتة بلا لون لا تذكر أطيافه المتشردة ،، حاوَلت ألا تجهر ،، وحاولت ُ ناسيا تلك الأماكن ،، كامنة الغياب فروع أشجارها لم تدر ما مقامها ،، مغمسة بشقوق الضوء الممتد بكسل غامض ،، رمادي الأفق ،،


صافية كقلب نهار ،،
تعاود الرقص على أشعة شمس باردة ،،
في صباح أشبه بما تشتهيه الحياة ،،
فالحياة لا تكتمل إلا في الفقد ،،
حينها يكون الخراب سخيا ،،
ومن الصعب أن تغلق عينيك عن الحقيقة ،،
لا تدر أين ولا أحد لديه الوقت للكلام الكثيف ،،

- كيف لي أن أحيا ؟! ،،
- مت قبلك ،،


فالعشب سيتناسل مهما وطئته أقدام المارة ،،
وستشرق أينما الشمس وستسقط الغيوم في الهوة ،،
فالسفينة التي لا تطع الدفة ستحطمها صخور البحر ،،
وقلت لنفسي بأن مكيف الهواء ربما خرب وهاتفي كذلك ،،
أوقفت سيارتي في مكانها فرأيت القطة الأم مستلقية على جنبها مترعة الحلمات والصغار تتلاطم مغمضات الأعين في حضنها ،، تابعت المنظر باهتمام ،، تذكرت ثيابي في المغسلة وبأني أضيق بالضيق وبأني أضيق بالأطفال فوق الخمس دقائق ،، وتذكرت نفود سجائري فسرت إلى آخر الشارع تترد أنفاس على كثب مني ،، لكم هي دائمة ،، دقيقة القسمات خفيفة الروح مليئة بالحيوية والمرح ،، تبتعد عن الأحزان قدر ما استطاع أن ينير لها الوضح الطريق ،، فتقترب فأحس بمس صدرها لكتفي وتواصل الحديث فلا أتابعها ،، أضطرم فيلتهم اللهيب أشواقي ،، أقف أمام البقالة الصغيرة المغلقة وأستدير وأضم الخواء إلى صدري ،، رغم سكرات الوجد فهناك حدود لا يمكن تخطيها ،، رغم نداءات وإشارات ،، مفعمة بالسرور والندم لا تهرع إلى ظلها ،، ظلال ساكنة لا تعرف النجوى ولا الحلم ولا البراءة ،، ظلال تجذب الدخان إلى حديقة الورد وتضرم فيها نيران الجحيم ،، تقطف الثمار في رعدة من الرقباء ،، تجري في حومة الحب خطـّافة الوعد نشالة السهد مجنة للنبرات ،، تراوح بين الصراع المكتوب والنعاس المفتوح العينين ،، فينقلب الطريق أغنية تتفجر بعذوبة الذرة وعذابات المجرات ،، أعاود السير فأجد القطة لم تراوح مكانها ،، أتابعها باهتمام أكثر فأجدها مفرطة في البدانة غافية النظرة ،، رزينة ،، جليلة ،، راسخة الاستقرار والوقار ،، يتنافح ما حولها يتبادلون حديثا غامض ورتينا عن الأحوال والناس ،، لا بسمة ذات معنى ولا إشارة إلى عهد انقضى ،، تمثال مصون ورمز حي ،، وعلى مهل أتخطى درج البيت وأتخطى الحاضر راجعا إلى ممرات نضرة ،، خطوة تلو الخطوة من الذروة إلى المجرة ،، والآفاق فراشة متعددة الألوان ،، وردة فواحة ،، تفاحة طازجة ،، ينبوع متدفق ،،



http://www.youtube.com/watch?v=d5uKQpGeaNY

عبدالله الدوسري
08-03-2010, 01:51 AM
اطو الشباك فوق الرمال الشاحبة ،،
واعقد الدروب ،، ضفيرة ثقيلة للأرض ،،
قلّد الماء الصافي ،، ملابس ساقطة ،، في شرنقتي ،،

جوزيه فلوغ تابي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

في هذا المساء يكون قد نما الرجاء في الحقائب التي اشتد البعاد بها ،،
سيعود الجميع إلى بلدانهم الأخرى وقد حصل كل منهم على حكاية أخرى ،،
وعلى جثة دمعة خطت فوقها الريح ،، تتدافع الكلمات والأحلام مثل قوارب عشاق صغيرة لا تتسع لأكثر من راكبين ،، صرخة في الفراغ تشهد نضال الموت المتموج ،، رفسة موجهة قبل حلول الزوال ،، تكتب لتحمي نفسك من قراءتك ،، تكسر جمجمة الضاد وتنبش قبور المقدسات والأضرحة المعتقة ،، عملية تنشيط لمفاصل الروح ،، ففي كل المساحات الممتلئة بالتوتر كانت هناك شقوق تتحرك داخل إطار الرؤيا ،، كان الزمن ضائعا في فراغ المكان ،، كافيا لكي يستعرض كل منتظر ،، وكل أسماء الوجوه العميقة المطعمة بشباك الصيد ،، هناك آثار كلمات ذاوية على رجفة الشفاه السفلى ،،

إذا تعلمت ألا تحبين فعلميني ألا أحب ،، وسأزوج كلماتي لدعواتك ،، مثل حياتك ،، مثل نظرتي ،، فلنتقاسم ثرثراتنا ،، ولنحتكم كعادتنا في آخر الليل إلى جنوننا ،، عار على العالم أن يتركنا بلا مقابل ،، لو نملك حجرا لشج رأس الطبيعة ،، سئمنا هذا الحبل وكثرة عقده ،، انظري إلى الأفق وسترين قبورا مستلقية على أكف الزمن :
كل مقعد أراه وحيدا يهيم ،،
أقبله ،،
وأقول له : أنت ابني العظيم ،،
وأمضي إلى وحدتي المقبلة ،،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قالت بصوت مبحوح كأنه قضى النهار يمهر الهواء : كيف حالك ؟! ،،

على الدوم شفافة كدمعة ،، صاخبة كموجة ،، وجميلة كشعاع مغسول بمياه المطر ،، فيها آلام كثيرة وسعادات صغيرة وضوء أبيض ،،
تستعجل الثلج في الرطوبة الخانقة ،، تستعذب الصمت كشبح لا يتعثر في شئ ،، تكر الدموع من عينيه لتتسلق وجنتيه ،، خافق ،، لروحه خفة قشة ولجسده طراوة عشب أخضر وذهنه كله اندلاق بعد قبله ،،

ولكن الفراغ هناك ليس هلاميا ،، إنه معادل روحيّ للصرخة الأولى ،، ألم يقل الماغوط : " إذن سنموت على أرض أخرى ،، ولن تلمحوا دموعنا وأسمالنا " ،، إنها شهوة العودة بعدما تتقيأ قبورا وهياكل إنسانية ،، صرخة أخرى تعيد الصدى ،، أمام المرض والرمل الناتئ من العيون المعلقة على أعمدة النور ،، أمام الفرح المصادر إلا من الأدعية ،، أمام جيف الأحياء والرطوبة اللزجة المنبعثة من العلاقات بالآخرين ،، وأمام كل هذه الحماقات الرمادية لا تملك إلى أن تتصل بالفراغ ،، بشيطنة الفضاء اللا متوازن ،، بنزق الروح جمعا ،، بغية تقنين الهروب من تصدعات الأرض التي يملكها الآخرون بامتيازات نمطية ،،


فالحياة مهما طالت فهي دائما قصيرة ،، بدون الأدعية تصبح الحياة فاسدة خالية من المعنى ،، حتى يكون القلب قادرا على المنح لا المنع وعلى الأخذ لا الصد ،، كالمهاجر الذي يشعر دائما بأنه إنسان غير مكتمل ،، يتحسس الغربة كلما فرك الصباح عينيه ،،
والأمل كلمة معناها غريب في مختار الصحاح ،، ولكنها كرفيق الدرب الذي لا يتجاوز العشرة أمتار ،، لا يمشي على الأرض وإنما يدغدغ الأقدام رويدا رويدا إلى أن يصل للقلب ،، وقد يكون تجاوزه غسول للرأس من طنين اليوم ومن عبث اللا معنى ،،

عبدالله الدوسري
09-07-2010, 08:29 AM
هكذا يتلوى الشجر من التوجس ،،
حينما يستشعر بأن الشك الأزرق الذي تطفح به المواسم يوشك أن يورق ،،
إنه لا يجد الجرأة أن يراه ،،
لا يستطيع النظر إلى القوة الصلدة ،،

السماء لا تمطر إلا دهشة تؤنس الهموم ،، دهشة أسطورية ،، دهشة تتميز بخواص الخوارق وسجايا المعجزات ونشوة الأساطير ،، رحلة كاملة من الصور الغريبة للتفسير المعرفي ،، ولما تنقصف مخالب الوحش الناشبة في صدر السحاب يحل في ثقوبها انقباض كالقطران ،، وفي النهاية سنقول بأن كل الأنهار تنتهي في البحر ،، ولكنه لم يمتلئ بعد ،، ولن يمتلئ إلا قبل الرجوع عن تقرير مدى الرعد الحقيقي الزاحف لالتهام صفحة كاملة من تاريخ دام ،، يهوي صاعقا كرد فعل عنيف ،، كالموت يفجر الإحساس بالمفاجأة رغم التسليم بمجيئه الحتمي ،، لا يجد جديد إلا الجهر بالوساوس المعذبة الخفية ،، اندفنت الغزوات تحت ركام من الحنق والعبرة والشعور الأليم بالغربة ،، فتغرق في حوار طويل مع النفس المحمومة ،، لتسكت جوع ضاري يغرز في الجوانح سهام مبللة بالشهد ،، كالحب ،، كالموت ،، تسمع عنه في كل حين خبرا ولكنك لا تعرفه إلا إذا حضر ،، طاغ يلتهم فريسته ،، يسلب الدفاع والإرادة ،، يطمس العقل والإدراك ،، يصب الجنون في الجوف حتى يطفح به ،، إنه العذاب والسرور واللا نهاية ،، يتلاشى الشخص القديم ويحل محله آخر بتراث ومبادئ أخرى ،،

- إذا كنت تعتقد أن الضمير هو مجرد غريزة فلماذا تلاحقه ؟! ،،
- لم يتبعنا غيره ،،
- فهل تظن بأن لا شئ في الغد فتتحسر على الأمس ؟! ،،
- لم أفكر في ذلك بعد ،،

كالشئ الذي يدور في الخفاء مثل الخيال المخادع ،،
طيفا ثقيلا جاثما في النخاع يتحسس الصباح كلما فرك عينيه ،،
تعلم بأن الحبر لا ينصاع لمن يفضل المظلة على المغامرة والمخاطرة ،،
فتستعذب الإقامة في قلب المحاولة ،، وقلب الحياة ،،
ولكني لم أعد أعرف كيف يبدأ أي شئ قبل الآن ،، ولا كيف ينتهي ،،
فالأرض تدور لتجعلنا أقرب ،، التفّت على نفسها وعلينا حتى أتت بنا أخيرا معا لهذا الحلم ،،
كم مرة نحيا ؟! ،، كم مرة نموت ؟! ،، يقولون بأن الميت عشرون جراما لحظة مغادرته ،، فكم فقدنا ؟! ،، كم كسبنا ؟!،، مجرد عدة جرامات ،، في وزن عدة قطع من القروش ،، أو قطعة صغيرة من الشيكولاته ،، كم تزن العشرون جراما ؟! ،،
فهل يجب على المرء أن ينظر إلى الصواب والخطأ مثل الأسئلة الجنسية ؟! ،، هذه هي المشكلة ،، ماركوزي يقول بأن فلسفة هيجل في الصواب ليست متعلقة بالخطأ ،، وهل الحرية شئ سئ وليس بما قال ماركس ،، فلا بد أن تكون مهيأ حتى تفرق بين الصواب والخطأ ،، لأنه في الحقيقة تلك الأوضاع عبارة عن معركة مبتذلة كالأمر بين العرب وإسرائيل ،،

" الشياطين تحتفل لأن الرعاع قدموا قرابينهم " ،،
احتضن الغموض وستنعم بالسلام ،، فالمجاز لا أصل له لأنه مناف للحقيقة ،، كحزن الخريف الذي يعري الأشجار من فساتينها والسماء من زرقتها إلا ورقة من توت ،، تبقى معجزة للذاكرة ،، تنزف ما في عينيه من بروق ،، كل ما في دمه من مواعيد ،، كل ما في مخيلته من أجراس ،، تهرم الألوان ،، تهبط على الأرض هذيانا وتتنهد عميقا بأضلاع تتهدم كدعائم بيت قديم ،، وتعض سبابتك على أيام غفت ،، تتحسسها كطفل أمام وجهك ولا ترى سواها ،، أنين قديم يسبح في حروفه يبحث عن كمال الأشياء ويخترق ممر الذكرى المشمس ،، تحاول أن تمسك بتفاصيلها وهي تركض في ردهات العمر ،، أشياء مبعثرة ،، ذهبت مع أشياء وتبعثرت ،، أصبحت أشد بعثرة من أشياء هذا العالم المبعثر ،،
تفتح كوة في الليل الشاسع المطبق على عقول الكبار ودفاتر الصغار ،،
تمر الشواهد كأنها لم تولد ،،
لا يستفزها ظلم ولا يجرحها ظلام ،،
لا يغويها برق ولا يستوقفها منعطف ،،
يتخذ الأفق شكل يد تلوح ،،
ويغادر الفجر هادئا كما تهرب نجمة من تعب السهر لتنام بين سطرين ،،
لتقول من ثقب الباب : أين الطريق ؟! ،،
ولا يجيبك حتى صداك من العدم ،،

لنكشف عن هذه الظلال وليرتفع الغطاء ،، وليخرج اللون الرمادي من عين الشك وليبقى من الألوان ما كان نقيضا بين الأسود الحالك والأبيض الناصع ،، ولتختر الأقدار بعد ذلك ما تراه مناسبا ،، اليوم ،، وبعد رضاعة عمر كامل ،، فلا تقف عظمة الحواس على الحياد في أوسطها بلا رفض وفي آخرها بالقبول ،، ولأن الأحداق تتناوب المزامير في مدن البهجة لا ينقطع الصوت ولا تتوقف حبال الحناجر لهواة الصمت المزعج ،،








** دعوة عامة لحضور عقد قراني في سادس أيام العيد بمدينة مكة **