منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - لستُ على سجيتي (تجريب في السرد)
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2020, 12:34 AM   #32
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1634

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


يقول العارفون ان للصوت سطوة المتمكن من القلب، إذا كمن لك وأنت في التيه أخذ بتلابيب روحك ورحل، يتركك أسيرًا للنغم فيه ، هكذا بدأ جنونه ، كان عائدًا إلى منزله ،يجتاز الأزقة المظلمة ، قدماه تألف الطريق وتتبع الإشارات ،كانت ليلة معتمة في أواخر الشهر القمري، لا هلال يؤنسها ولا قنديل يضيئها ، نسماتٌ باردة تتدفق برائحة البحر المالحة ،هادئًا يمضي بلا عجلة ، لا شيء ينتظره ولا توق لديه لتلقي أي شيء حين سمع صوتها تغني خلف جدار احد البيوت المتعانقة والمتداخلة في الزقاق،تتبع الصوت ،وجد نفسه تتقد بالرغبة في سماع الأغنية ، كانت مثل ترنيمة عشق هكذا سمعها من جهة القلب ،تسارعت نبضات قلبه وأنصت بحرص للكلمات
(مريت على جويرية تفرك شرابيها
قلت يا جويرية حل الوعد بيها
مديت يدي إلى المخبى ابعطيها
قالت فلوس العشق ما لي غرض بيها)
أراد حفظ مكان دارها ، بحث عن شيء يمكنه من ترك علامة على جدارها الأصم، وحد قطعة حديد حفر بها على الجدار ما يشبه القلب وحين توقفت عن الغناء ، لبث قليلاً ينتظر ، ثم سمع أصواتها خلفه فحث رجليه على السير ثانية
وصل إلى بيته تائهاً ، من هي؟ كيف هي؟ لم تغني في الليل هكذا ؟هل كانت تناديه ؟
في الصباح عاد على ذات الطريق ،مطرٌ خفيف بلل القرية وغسل ارض الزقاق، بحث عن العلامة ولم يجدها !

عاد في المساء ، يمشي بتمهل لعله يحظى بسماع صوتها ، سهر حتى مطلع الفجر يدور في الزقاق ولم يغني الصوت

يقولون انه مضى كل الليالي اللاحقة في الزقاق ، يقف هنا وهناك ، لا يبالي بمن يزجره او يسأله ، يقف ويضع أذنه على الجدار تلو الآخر ، مهووس ٌ بالنغمة ، ثم أخذ يغني بصوتٍ عالي ذات الأغنية بنغم ٍ معدني ، بعد ليالٍ عدة أخذ يغني بما يشبه العويل ، عند إكتمال الشهر بدأ يطرق الأبواب ،يطلب ان يسمع صوت فتيات الدور في الزقاق، ضربوه الناس، طردوه دون جدوى

يقولون أنه ترك عمله واهله واستوطن الزقاق ينتظر ، مع الوقت اصبح جزءًا من المكان لا يلتفت له العابرين

يقول من ملكوا مفاتيح الحكايات في تلك القرية أن الصوت لجنيةٍ تأتي في الليالي لتصطاد أرواح الشباب وتتغذى على أحزانهم بعد ان توقعهم في شباك صوتها ، وان من سمع ذلك الصوت يظل مسحورا ً به ولا ينجو منه الا بموته

يقولون أيضاً ان المارة وجدوا الفتى ذات فجر ملقىً على عتبة ِ داره ويده مضمومة على قلبه ، كان يحتضر ويشير إلى الزقاق بحسرة المكلوم وأنه ظل يغني بكاءً حتى اسلم الروح

تقول الجدات ، منذ تلك الحكاية وضعنا بابًا على مدخل القرية ومنعنا الفتية من التجول في الأزقة بعد المغيب خوفً عليهم من الجنية وأفخاخ صوتها السحري.

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس