ذو الحظوة واسمه المعنيّ - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 1 - )           »          ماذا تكتب على جدار الوطن ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 1558 - )           »          [الحُسنُ أضحكها والشوقُ أبكاني] (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : قايـد الحربي - مشاركات : 2 - )           »          بدر المطر (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : قايـد الحربي - مشاركات : 2 - )           »          آ... (الكاتـب : د. لينا شيخو - مشاركات : 13 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 428 - )           »          s o s (الكاتـب : أحمد الحربي - آخر مشاركة : د. لينا شيخو - مشاركات : 17 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 60 - )           »          المجنونة " لمـــاذا " (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : نادية المرزوقي - مشاركات : 23 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : نادية المرزوقي - مشاركات : 6 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-18-2020, 11:10 AM   #1
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1633

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

Post ذو الحظوة واسمه المعنيّ


للتو تلقيت ُ نبأ وفاة عمٍ لي ، هذا العم الذي دارت حوله حكايات مبهمة، ما باليتُ حقيقة بفقدٍ لم أشعر به، أظنني لم أره في حياتي ابداً.

ورغم أن أبي منحني اسمه تحت ضغط والدته وامتعاض ابيه ومعارضة تامة من جدتي لأمي.
تلك الجدة التي تؤمن بتوافق الإسم وحظوظ من يحمله في طالعٍ ما ، وتعرف أن لإسمي ما يجعل الظهور على رؤوس الناس شهوة أستميت لأجلها ، هكذا ظنت ، لذا صنعت لي من جنس فضة ٍ عتيقة خاتم على قدر الخنصر من يدي اليسرى ليس له إن يضيق على خنصري ولا ينخلع منه كلما كبرت اتسع لي، وختمت عليه بالرصاص الحي، وكنت لم أبلغ الأربعين يوماً بعد والأسم يجري في عروق جبيني ويقتات من صبرٍ سيكون لي ويسعى حرفه الأول بين حاجبي السيادة مني ولا ترى أصلة الإسم البالغة الوحشية الا جدتي.
لذا ودون استشارةٍ او ملمح إذن أخذتني الى حمام خارجي لتحممني كعادتها في تعامد الشمس حتى تلتمع حيواتي ويدفأ دمي ويقوى ظهري وانزلتني الى الزبرجد الأزرق الكائن في غطاء شعرها مثل طاسٍ مدور ووضعت رأسي تحت الأزرق المتحول في الطاس، ثم قالت بالنار على العنصر واستثارت حيواته لتجري على يدها وتتمايل أبخرة العنصر الرصاصي مثل إمرأةٍ مخاتلة ، وعلى طرف خاتم الفضة العتيق من أصل خواتم جدودها الأشراف السبعة خرزت الكأس واوقعت المعدن راسمة أياه مثل عين مليئة بالعماء لا يداخل الفص نور ولا هو يعكس ما صانته تحته من طلاسم حفظ وتعاويذ نبذ وتهديد للآفات والدواب وكل من يسعى على الأرض او يطير في سماءها أو يسبح في ماءها من خلق الله بتنويعاتهم.

ثم أنها لم تقبل بان أُنادى بالإسم كاملاً بلا تصغيره تحبباً او تدللاً ، وكانت عجائز الناحية يقلن لأمي، نوعي عليه الأسامي حتى اذا اتت العين احتارت الى اي اسمٍ تذهب وإذا عُمل له طب مات الساحر من هول اسمائه السبعون أيهم سيغلبه وأيهم سيُغلب فيه.
نسيت أن أخبركم ، وُلدتُ من إبنة ملوك توارثوا التيجان حتى والدها وزال سلطانهم بغتة في ثمانية عشر يوماً حين غزاهم بعض قبائل تعاونوا عليهم وهربت جدتي بأولادها الثلاثة وابنتها الى أهلها وكان جد جدي خال لها ، أبي شيخ هذه الناحية كلها بالوراثة ، توله بأمي في نظرةٍ اولى وكانت بنت عشر سنين وكانت له زوجتان ينجبان البنات بالتتابع حتى اذا اكملت كل واحدة منهن حملها السادس وكانت بنت طلقها وإتخذ زوجة أخرى وهكذا قالوا لي أن لي ما يكثر عن خمسين أخت لكنني وحيد أبي وأمي ، وأخذ أبي يتزوج ويطلق ويخطب والدتي كل بدر ، لا امها ترضى ولا الطوالع تسنح ، وهكذا قالوا انه خطبها أكثر من ستون بدراً حتى سمحت الوالدة على شرط التفرد بالبعل والدخول حين تُكمل السادسة عشر وأن ينفرد بذاته حتى اكمالها العمر المشترط وينبذ الشراب المخمر والأكل المدهن وأن لا يشرب او يأكل الا من يد جدتي وستبشره بالغلام الذي هو أنا وهكذا كان.

حظيت بكل شيء ، يوم ولادتي أصبح عيد الناحية، أريق من الدماء لأجل سلامتي ما قد يملأ بئراً عميقة وما قد يسلم أولاد كل النساء وتعلمت على يد الفلاسفة والحكماء، وتدربت على يد الفوارس ومحنكي الحروب وساداتها، وتعلمت الوفاء من أبي وورثت ملاحة عيني أمي وفك أبي الصارم وسمرته وشعرها المحمر ولم ينادني أحد بإسمي أبداً خوفاً من عقاب ٍ ينزل بأهله كلهم وكنت السيد المطاع والفارس النبيل وذو الهيبة العظيمة منذ نعومة أظفاري.

حتى اتى صاحب وصية عمي الي وناداني بالإسم المحرم بغته وكنت في مخدعي ألاعب أحد أصدقائي بلعبةٍ جديدة اسمها الشطرنج وأرسل فراساتي كلها لتحرير وزيري فوجدت يداً معروقة بيضاء تهتز وهي تحرر الوزير ممتدة من خلف كتفي وصوتٌ عميق خافت يقول : هكذا تقتل ملكه وتحرر وزيرك فجفلنا انا وصديقي وأصابنا صمت ورفعنا رأسينا في ذهول فإذا به رحل عجوز مغبر تفوح منه رائحة ريحان ذابل وبوجهه علامة وسم في منتصف الخد الأيسر وله لحية بيضاء وعمامة مصفرة وثوب مثلها في اللون والنسيج

وقبل أن نسأله من هو مندهشان من دخوله علينا متجاوزاً كل الحرس والأبواب رفع يده اليمنى وأدخلها في شقٍ بصدر ثوبه وناولني رقٍ عتيق وقال:
( يا ......ان كنت شجاعاً كما تزعم وأنهم أعدوك لكل ما قد تتعرض له وأنك على يقين من مقدرتك على مجابهة صحراء التيه وغولها وأسرارها فافتح هذا الرق وان كنت لا ترى في نفسك الأهل لكل هذا التعب والألم فاحرقه دون قرائته لأنك ان قرأته وجب عليك الوفاء بما فيه )

نظر صديقي مسمرٌ عليّ وأنا أنظر للرق متفاجئاً ومنبهتاً والرجل العجوز يتوجه الى خروجه ورفعت عيني لأساله أكثر الا أنه خرج، تبعته وناديت حراسي ان اتبعوا من كان هنا ، قالوا لم يكن أحداً هنا ولم يدخل عليكما أحد ونظر الى الرق ثم عاد بعلو صوته يأمرهم بالبحث عنه وخرج هو وصديقه الى خارج القصر يبحثان ولا أثر تبخر الرجل كأن لم يكن.

قلت لصديقي لا بد أنه مخلوق مختلف فلم يره سوانا، تعال لنقرأ ما كُتب في الرق فعارضني الصديق قائلاً:
( ماذا لو فتحت باباً لا يُغلق ، وكيف سنفعل لو أن سر الرق يدعوك لسفرٍ او غياب ؟ أتريد أن يفنى أهلك ؟ ألا تعرف أنك أملنا وأملهم هنا وأن حياتك حرزنا ؟ كيف تظننا سنتركك للذهاب؟ )

كل هذا الترجي والتذكير لم ينفع ، كان الرق يحرق يدي ،وفضولي يحملني على هتك الرق ، فتحت الرق فوجدت أربع كلمات فقط في وسطه ( اخلع خاتمك لنراك وترانا).

أحسست كأنها النار تلسع أطراف أصابعي ، كيف أخلع عني الخاتم وعليّ عهد التختم به الى نهاية الزمان ؟ كيف أتناسى ميثاق جدتي وجذر محبتي انحيازاً وامتثالاً لفضولٍ مارق؟ رفعت الرق ثانية لأتأكد من الطلب فوجدت به كلمات أخرى( قلنا لك ان لم تكن شجاعاً لا تقرأنا أخذنا عليك العهد ووجب عليك الوفاء).

صديقي يراقبني ويفكر هذا واضح على شرود ملامحه ، ولا أستطيع أن أدعه يذهب لأنني ان فعلت توجه لجدتي مباشرة وباح بسري لها وهذا لن يمكنني من الرؤيا التي أطمع بها ، ثم فكرت قليلاً فوضعت الرق جانباً وقلت لصديقي هي نعاود اللعب فليس في هذا الرق الا لعبة سخيفة أو اختبار دعنا منه، تراخت ملامح صاحب اللعبة وشرب ماءه بهناء بل وتركني أغلبه عمداً وأخذت أتثاءب وكان النهار قد ولى وأتى موعد العشاء فأمرت به وبعد أن أكلنا عدت الى التثاوب حتى نعس صاحبي وقام للنوم وكذلك توجهت انا لغرفة نومي وكنت في التفاتةٍ منه لطعامه اخذت الرق ودسسته في صدري وكنت أشعر بحرارته وما يشبه الأنفاس في صدري كأني أحتضن انسان أعرفه وأريد عناقه.

وصلت الى غرفتي، أخرجت الرق، وضعته على فراشي، هممت بخلع الخاتم فأبى أن يُخلع لا من ضيق ٍ فيه الا أنه يقف عند مفصل الخنصر ويعود ويتصلب خنصري كأن الإصبع ذاته يرفض خلع خاتمه الذي رافقه الآن واحد وعشرون عاماً، تناولت الرق بعد محاولاتي الفاشلة فإذا هو مكتوب فيه( اقرأ اسمك الأول ثلاث مرات معكوسا وثلاث مرات صحيحاً وانفث على الخاتم ويُخلع)
وفعلت ! وخلعت الخاتم عني ووضعته بجانب الرق على الفراش فإذا بالرق يحتوي الخاتم ويأخذه ، خفت ونبض قلبي بقوة وفتحت الرق فإذا بالخاتم رسمٌ معلق في الرق الذي تفتح عن عدة أوراق بردى معلقاتٍ بخيط صيدٍ أحمر يقطر منه ماء يجري بين يدي ووجدت نفسي ألتف وأدور في مكان غريب ولم أعد في غرفتي بل أنني على شاطيءٍ ذو تراب ٍ محمر كأنه قد تشرب بدماءٍ كثيرة وأنا واقف أرقب جريان حي لنهرٍ موجاته بحرية تتلاطم وتتقد بنورٍ ونار وأنا في عاصف الفجأة والذهول خرج علي الشيخ ذاته واقترب مني كمن يطير ، قبل ما بين عيني ، ناداني بإسمي الأول كما فعل من قبل وقال لي:

( لا تخف يا بني، انما وُلدت لتنصرني ، وبمباركتي مُنحت الإسم، وكل ما فعلت جدتك قبض الريح أن إتبعني قلبك، خافت عليك من موتٍ معي، وليس عندي الا الحياة التي لا يعرفون ، سيكون الكون ملك يمينك، وستأخذ ابنتي لتستولدها اثنى عشر صبياً كل ثلاثة في بطن، وستراها وتعرفها حين تراها ولا تخبر أحداً عن ما جرى بيننا ، أما خاتمك فسألبسك شبيهه الذي لا يحجبنا عنك ولا يحجبك عنا ، مولودٌ لقدرك يا بني ولا أحد يستطيع عناد الأقدار جفت الأقلام ورُفعت الصحف)

ووجدتني ثانية في غرفتي، وكنت سأقول انني أحلم فلا الرق موجود وخاتمي في يدي وانا على هيئتي الأولى عدا تراب محمر على أطراف حذائي وماء ذو رائحة حرة عطرية يبلل أكمامي وسقطت نائماً.

وكنت في الحلم أعرف من أنا لكنني مختلف في الهيئة والعمر، أسعى في صحراءٍ عجيبة بها أثار حياة بائدة لقبائل عبروا وخلفوا أوانيهم ورماد نارهم وماشية ترعى ، ووصلت الى بناءٍ لا باب له، محكم الغلق مكتوب عليه من جوانبه الأربع كلامٌ بلغةٍ لا أعرفها ، فإذا دققت النظر ولمست نقش الكلام تبدل الى أدخل يا....أدخل الى ّ وخذني من هنا، وكنت أسمع اسمي ينطق بصوتٍ عذب مموسق وبه بحة جلب ، صوتٌ لأنثى وصوتٌ آخر لسلاسل وصليلها تتعانق وتنفرد ودرت حول البناء حتى وصلت لكلمة ( واحد) ولمستها فتحولت الى ( أحد) وفُتح لي شقاً دخلت فيه فأنغلق خلفي، وصرت الى الظلمة أرنو وبعض برودة ورائحة ياسمينٍ طازج غريبة على هيئة المكان ولا زال صوت الأنثى متصلٌ في نداءٍ بإسمي الأول مثل تسبيح عاشق أو هذا ما وقع في فؤادي منه واتبعت الصوت يداخلني اطمئنان عجيب، ووصلت الى بقعة الضوء فإذا هي هناك .

فتاة طازجة مثل عود ريحانٍ على فرعه لم يُقطف مبللٌ بندىً فجري ، لها وجهٌ صبوح منير لا أتبين ملامحه من فرط الوهج، وشعرٌ اشقر متماوج وطويل وكانت تنير ما حولها ، تجلس على فراشٍ أخضر وترتدي ثوب مطرز بألوانٍ لا عهد لي بها وحولها سلاسل تسعى مثل حيات عفية ، سلاسل ضخمة ذهبية ، مدت يدها الذهبية المضيئة الي فهبت رائحة نضارٍ وتدفق الدم الى وجهي ونبض صدغي بتتابع متسق، مددت يدي اليها فطرت خفيفاً وقريباً من الأرض حتى استقريت الى جانبها وأنا لا أتمكن من تحويل بصري أو معاندة رغباتها ، كنت في حضرتها مسيرٌ بضوئها وحلم وصالٍ قد يكون ، لمستها أشعلت فيٌ حنين سواقي قديمة وحداءات لقوافل تعبر صحاريها برفقة حداء يعزف مآسيها وملاهيها تباعاً في شعر ٍ لا يُحفظ ولا يُفهم ، أُقسم أنني سمعت بكاءات وضحكات وأصوات أطفال وأحاديث نباتات ووحوش وكأنما قطع العالم كله لي عهد الخضوع ما دامت يدي في يدها وهي تلمس أطراف أصابعي بأطراف اصابعها وأنا أجلس على يسارها جهة النبض وأرى الآن وجهها المدور الصغير مثل قمرٍ بعيد في ليلة صيفٍ صافية وأخذني النظر لبشرتها الذهبية اللامعة حتى رفعت عينيها فشهقت.

لها عينان من زمرد يشتعل في نارٍ صفراء ان أرادت النظر لي، ولها عينان من زمردٍ يغرق في عسلٍ شفاف ان نظرت الى سواي، وأردت سؤالها عن من تكون فوضعت سبابتها على شفتي وقالت:

( أنت تعرفني ومن دمي ونُدبت لي زوجاً فلا تسأل عن امورٍ ستتبدى لك من تلقاء ذاتها ، ليس الليلة ، فهذه ليلة عرسنا ، امنحني قبولك لتحررني سلاسل الوحدة المقدرة لي في كل ما فات من عمري فترجع لي نفسي وأمنحك اياها )

قبولي طبعاً امنحكِ قبولي وما تريدين وكان ان اختفت السلاسل وانفتحت قبة البناء وأبوابه وقمنا أنا وهي ، تسحبني الى الخارج وأنا لا زلت اتساءل وهي لا تلتفت لي ، وعندما وصلنا وجدتُ البلدة عامرة والبيوت مليئة بالناس وأطفالهم وحيواناتهم ورائحة الحياة في كل مكان ، وتحول القحل الى مزارع محيطة والصحراء الى نهرٍ جار يقسم البلد الى نصفين وعندما رأونا الناس زغردت النساء وقفز الأطفال وهز الرجال رؤوسهم ابتهاجاً وبدأ الإحتفال بعرس أميرتهم التي لا أعرف عنها شيئاً مني أنا وفرقونا ، أخذ النسوة أميرتي التي نسيت ان اسألها عن اسمها وأخذني الرجال وهذا ما كان يوم عرسي

ودخلت الى بهائها ، ودخلت الى صلابتي ، وكانت تضمخني بعطورٍ أرضية وتبخرني بالعود واللبان ولا ترد على أسئلتي ولا تتحدث ، وأخذتني الى سرير عرسنا مثل فتى غر للمرة الأولى يتعرف على أنثى وكان هذا صحيحاً فكأنما ادخرت نفسي لها كاملة كما فعلت هي ونمنا قريري الأعين حتى اذا اتى الصباح فتحت عيني فإذا عجوز الرق يقف في غرفة نومي على هيئته الأولى ويناديني ان انهض.

اندهشت من حضور عجوز الرق الى مخدع عرسي هكذا ، أردتُ أن أعترض فإذا بعروسي تقوم اليه وتقبل رأسه ويده وتناديه يا أبي ، فأندهشتُ أكثر ولا زال هذا الرجل المهيب يمعن في مفاجأتي كل حين إذ قال:

( يا ابن أخي وسميي ، بعد أن حررت ابنتي من لعنة الغدر، واستحققت زواجها بك آن لك الآن ان ترحل معي وأعدك أن نعود لترى أطفالك بعد تسعة أهلة ولا تخف هي وأطفالها الآن حرز الناحية وموقع أمانهم فلن يصيبها مكروه بإذن الله أما أنت فلديك مهمتين كلاهما صعب ، أولهما زيارة جدتك والتحلل منها ، وثانيهما البحث عن الساحر الذي لعن اسمنا ونسلنا ولا بد من الفتك به قبل أن تلد امرأتك أطفالها والا أصبحوا ملكه مثلما تملكها كل هذه السنين)

احترت ماذا أفعل ، وأي دربٍ رميتُ بروحي فيه ، روحي التي تعلقت بذهب ابنة عمي ودمائنا التي اختلطت والتقت في بذرةٍ بذرتها فيها ، هل سأبلغ مولد اطفالي ؟ هل سأكون في مرمى عين جدتي آمناً ، هل ستبارك رحلتي؟! هل ستقبل عمي وتيهه ولعبه في هامشٍ أسود طلباً لسلطة خاتم امتلكه ولم يتملكه وكيف لي أن أعرف كل هذه القصص عنه واتبعه ، أيمكن ان يكون من المغرر بهم ؟! أفي يدي خلاصه ؟! هل كبلني بالعشق والنسل حتى يسرق روحي فأفعل ما أريد؟! ورغم كل حيرتي وجدتني مأموراً ومجبوراً بين زمرد عينيها وذهب بشرتها ولحيةٍ شابت في هذا الدرب أهابها فأستأذنت امرأتي وأذنت لي ورأيت دموعها تغسل وجهاً بدله قلق وخوف.

خرجت الى الساحة فإذا بمطيةٍ سوداء غطيس تنتظرني وتزووم في يد سائسها من تمردٍ لا تخفيه ولها غرة بيضاء فضية وعينان من نار سوداء توجست منها الا أنها دنت مني وشمت عمامتي ونفخت في أذني البيسرى وكأنني سمعت صوتٌ خفي يقول لي إعزم عليها بإسمها ومعدنها تتهيأ لك ، همست لها يا عقيقة الطور هُمي لي وكان ، دنت لي لأمتطيها وفاحت أرواح عنبر ٍ محترقة في وجد التحامنا وأكاد أحلف أنني في سني ّ عمري الفتي لم أعرف وئاماً ولا انسجاماً كالذي حصل بيننا في أقل من لمح البصر حتى أن عمي أو الذي يزعم أنه كذلك رفع حاجبيه ونسي أن يخفضهما وفرحت في داخلي من دهشة منحتها إياه بعد ان كبلني بالدهشات منذ سبعة أيام وحتى اليوم.

وابتدأنا المسير الى مسقط رأسي....

سرنا الهوينا ميممان شطر الجنوب وكان عجوز الرق كما أسميه يعرف تلافيف الدروب فينأى بنا عن رملٍ ناعم يُحكى أنه أبتلع قوافل عدة وأنه يخفي تحته مدن وعوالم ، وكان اذا استشكل عليه المسير بين دربين وقف يستشير حصانه العجيب وترك الرسن ليقودنا الحصان الى الدرب الذي يرى ، وكان حصاناً ضخماً بلا وبر ولا شعر ، رمادي اللون أشهب كانما خاض حرائقاً عدة ولا يقبل لجام او سرج عليه فقط حبل ملون منسوج من شعره ذاته كما يبدو وقال لي عجوز الرق انه لما سقط ذيله في حادثةٍ لم يفصلها لي ، خرجت من دائرة الرمل سيدات ثلاث ، وكن ضريرات يتبعن قلوبهن ، وكانت ريحاً عاتية تضرب في الأرض قريب منهن والشعر يتطاير ويتقصف وكانت لكل واحدة منهن ابرة بطول الذيل تلظم كل سيدة منهن فيها الشعر بلا مشقة كأنما رغم كل ما حول يتأتى اليهن ويستقيم استقامة عنصر الحديد الى الممغنط من معدنٍ سحري حتى لم يعد العجوز يرى أي شعرة ٍ في الجوار ونسجن طوال ليلةٍ حالكة بلا قمر ولا نجم يزينها هذا الحبل لرقبته وقلن لعجوز الرق ، ان أردت قيادة الحصان حين يقودك الى مطمعك لا بد أن تُلبسه هذا الحبل المنسوج من جنسه والمرتبط به ولن يقبل سواه فإن أضعت الحبل أضعت الحصان وبوصلته التي لا تخون ، فكان عجوز الرق كما روى لي لا يفترق عن الحبل في منامٍ أو مقام بل ويرتديه في رقبته حتى اذا أراد الحصان همس بإسمه وكان له اسمين أحدهما ( الشهاب) والآخر لا يُعلن عنه فيأتي بصحبةِ مطية أخرى يختارها من وحوش البر ويعرف تغيرات مزاجاتها ويستلذ ببقائها قربه ولا يرضى بسواها في الرفقة والسفر.

ولما لم يبق الا عدة فراسخ للوصول الى هدفنا وكانت قلعة جدي تلوح في الأفق ، خرج علينا جماعة من خلف كثيب رملٍ متطاير بغية سرقتنا وليس عندنا من السلاح والعتاد شيء وكنت قد تعبت من الركوب المتواصل بلا هدنة راحة ولم أصب أي طعام من فطور عرسي الذي بدأت أشكك في حدوثه فالسفر المتواصل في هذه الصحراء جعلني أسترجع أيامي مثل حلم وأعزم على ذاكرتي لأتذكر وجه أمي أو قرينتي ولا يتبدى لي الا وجه جدتي لأمي وحدها تلطم خديها من فقدٍ وتنادي بإسم الدلال الذي منحتني وتبكي.

وبينما أنا ساهٍ في أفكاري المتلاحقة هممت ُ بالترجل لأجابه اللصوص فأوقفني عجوز الرق وقال لي الزم محلك يا فتى وكأنما شُللت فتحيرت مفاصلي واستكنت للحظة رأيت فيها العجوز يوجه عصاته نحو اللصوص ويتمتم ويهمس وينفث فإذا بعاصفةٍ غريبة تدور حولهم وتحملهم وتأخذهم الى مكانٍ خلفنا وتغيبهم في أقل من إتمامي لقل أعوذ برب الناس

اتممنا سفرنا ووصلنا الى النهر وكان الوقت ليلاً فأغتسلنا فيه وشربنا منه وأكلنا بعض التين الذي تنمو أشجاره على اطراف الناحية ووجدت حلة نظيفة بجانبي فارتديتها بلا سؤال ولا دهشة هذه المرة فقد أصبحت أستغرب ان لا يكون هناك ما يُدهش في صحبة ِ هذا العم ، السميّ ، او عجوز الرق كما أسميه أنا.

كنا في حضرة النار التي أشعلها عجوز الرق في حفرة ماء فكانت الحفرة نور وعطر ولا لهب ، وكان يغفو وهو يفتح عين ويغلق أخرى مثل ذئبٍ بري ، وعندما لمعت نجمة الصبح الغاوية انتفض ونظر اليّ بتفحص كأنما يراني للمرة الأولى ، ثم نهض بغتة واحدة وأشار لي ان انهض، تلفتت أبحث عن فرسي ، فقال لي لن تحتاجها الآن ستأتي في أوان حاجتك هيا الى جدتك، مجرد نطق صفتها زرع داخلي خوف يتعرش ويتكاثر ، خوفٌ عليها وعلى ما أفنت عمرها لأجله ( أنا)
ماذا لو غضبت علي وحجبت بركتها وقد ربتني على الفتك بأعدائي والرحمة المتناهية بكل ما يخص عائلتي.

أخذنا نتسلل الى وسط البلدة متخذان هيئة تاجرين غريبين ، ولم يتعرف علي أحد ، كما لم يوقفنا أحد ويسئلنا عن وجهتنا وكانت البلدة تموج بالأنين والحزن فالناس يسعون في أرزاقهم مثل المسيرون ، لا نشم بخورا ولا نسمع ضحكة طفل أو غناء فتاة ، حتى اعتقدت اننا أخطأنا البلدة وان هذه البلدة تشبه بلدتي ولا تشبهها ، ووقفنا على باب مخبز نطعم بعض من طازج خبزه وسألته ما هذا السكون الحزين المسيطر على المكان فقال الخباز ( غاب صاحب ملكنا وحرز سعادتنا فنُكست الأعلام وانتظرناه عاماً فلم يأتِ فمُنعت الأعراس وأنتظرناه عاماً آخر ولم يأتِ ، فمنع الضحك واليوم نكمل العام الثالث واذا لم يأتِ لا نعرف ماذا سيمنع عنا أهله )
سألته كيف أختفى الأمير ؟
فأجاب لا أحد يعرف آخر من رآه صديق له ، استيقظ من نومه درويشاً ينظم الشعر في العشق يدور في الأنحاء حاملاً مبخرة قديمة ، يتسول غذائه وينادي الأمير بالإسم المعنيّ والممنوع ولم يستطع أحد استجوابه ولا ما حدث تلك الليلة التي اختفى بعدها الامير وكان أن انتبهت أمه على حلم أن ولدها في عمر السابعة يدخل الى كهفٍ لا يخرج منه أبداً فهلعت وأرسلت في طلب والدتها وروت لها الحلم ، فهرعتا الى جناحه في القلعة أو قصر أبيه ، وجدتا الحراس نائمين وفراشه خالي وآثار تراب أحمر على سريره وقربه ومنذها لم يره أحد وها نحن في الحداد.

هنا التفت لي عجوز الرق وأخذ بيدي وأكملنا دربنا حتى وصلنا الى مزرعةٍ لا أتعرف عليها في وسط البلدة في الطرف الشمالي من القلعة ، وكان للمزرعة سور خشبي تتسلقه الأعشاب وتفوح منه روائح الصندل والحزن ، طرقنا الباب ثلاث طرقات وانتظرنا ، أتى صوت جدتي يتساءل أن من بالباب فقال عجوز الرق : صديق ايتها النجيبة ، سمعتُ شهقتها وأتت مسرعة أسمع صوت خطواتها وفتحت باب السور وكانت بيدها عصا غليظة من جنس خشب السور تتكيء عليها وتستدل بها ، ورأيتها ولم ترني، كانت عينيها تلوذ بالإغماض عن الرؤيا ، فقال لها عجوز الرق ، افتحي مجالك لرؤيا أيتها النجيبة ها قد أعدته لكِ ففتحت عينيها ورأتني ، توسعت عينيها ثم أنها شهقت ثانية وأجهشت ببكاء ٍ مر ورمت بنفسها علي تحتضنني وتقبل ما تصل اليه مني وتشم رقبتي وتتعرف علي متأكدة أنني الحفيد الذي تنتظر ، ثم رفعت عصاها وضربتني على خاتمي فانشطر ووقع وقالت: ( ليس هذا ما ختمت عليك به ، خلفت عهدي يا ابن بنتي وأحزنت كل ما حولي وسبغت عليٌ الكدر وصفرة الفقد ففيما ذهابك ولم عودتك )؟!
أخذها عجوز الرق من يدها وانتبذ بها جهة لا أسمع حديثهما فيها ، وأخذا يتحدثان وأنا أقف محتاراً ، هل أدخل خلفهما؟ هل أذهب لرؤية أمي وأبي ، هل ستمنحني البركة للبدء بتحرير الناحية من ضيم الحزن وأرفع أعلامنا ثانية ً ، وفيما أنا أتساءل اتت جدتي وقد عادت كما أعرفها سيدة جميلة معافاة قوية وأخذت يميني وقادتني الى أمي التي كانت تنام كل الوقت داخل خميلة بابونج معزومٌ عليها بغياب الوعي الحاضر حتى لا يتلفها ويقتلها غياب وحيدها فتهلك، رأيت والدتي ، قبلت رأسها ويديها، عانقتها وهي بين النوم واليقظة تبتسم لي وتسألني عن رحلتي فاندهشت من معرفتها ، قالت لي ( موعودون نحن بالفقد والتغريب ، لا نعيش في الدنيا الا غرباء الروح ، فإذا متنا كان خلاصنا بين يدي من خلق الكون لأجلنا نحن الأحبة الدائمون والمتبتلون في محراب دعاءٍ لا ينقطع ، وأنت الميسر لقدرك مهما منحناك من أسرار الحفظ ، لا بد لك من غياب تناديك فيه من جهات الأرض أمهات ثكالى وشعوب مشردة وأطفال يرفعون أعينهم المتسعة من نحول جوعٍ متصل الى السماء ينتظرون من الله اخراجك على الأرض لتلملم فيها ما انتثر وتلئم ما انشطر ، فلا تحمل هم والدتك ولا جدتك ولا أخواتك ، كُتب علينا الترحال في الصبر والويلات والحمدلله انها من عطايا الجليل فلا تحزن ولا تلتفت واذهب الى حكمك ولتطع دليلك ورسول سميك واصبر عليه واحتسب وعلى بركة الله أعمر الأرض وانثر نسلك النوراني فيه.

وهكذا ودون اسئلة ولا اعتراض من جدتي بل ببركتها ودعتهما وسلمت على والدي مروراً ووجدت حصان صاحب الرق وفرسي ينتظرانا عند النهر فامتطينا ركوبتينا وتوجهنا الى غرب البلاد حيث البيت العتيق ، ووصلنا في غرة رمضان المعظم، جاورنا البيت وتزودنا بالنور وفي ليلة العيد أكملنا الطرب وركبنا البحر الى أرضٍ أخرى متسعة ومزدحمة وكنت حيث أحل أتحدث الى الناس ووجدت نفسي بلا تحضير أعتصر من روحي في حديثٍ تهبني اياه السماء عن سلامٍ يشمل الدنيا وحرب نفوز فيها على فرسان الظلمة وكنت أشعر بهم خلفي وحولي ، وفي صحراء التيه الغربية نازلناهم أنا والفقراء لله معي وصاحب الرق ينفخ في بوق القدرة ويشتت الأعداء فلا يعودوا قادرين على وقوفٍ أو قتال وهكذا أخذنا الأرض تلك وجلست ُ فيها ثلاثة أشهر حتى اذا صفت سماءها ونبت قمحها واعتدل مزاج أهلها وعادت كما قُدر لها آمنة انتقلت عبر البحر الى شمال ٍ بارد وعملتُ ما يجب علي عمله وكان ان عم السلام وصار الناس يقضوًن وقتهم في الصلاة الروحية معاً ، يرتديهم البياض وتسربلهم المحبة فلا يعثر أحدهم حتى تتلقفه أيدي الرفقة وأصبحت نعمتهم تتأتى اليهم طوعاً منزلة من السماء فلا يستغرب أحد ولا يستكثر أحد وكان الوعد وتحقيقه وسر الصلوات الداخلية وأشعة أنوار ربانية تتعاظم وترسل من الأرض للسماء ومن السماء الى الأرض نور على نور ، وهكذا طفت البلاد كلها ونشرت ما وجدته في الرق.

ولما كان الشهر التاسع في حسابي ولا أعرف حساب الناس توجهنا الى الجبل الذي يظن الساحر الذي حرك قلوب البغض في العالمين ومنع بركة الإسم وخلق العداوات وتغذى على الخطايا وهنا قال لي عجوز الرق

( أنت وحدك الآن مقابل أقوى شرٌ في الأرض ، هواك أنت، رغبتك وحب التاج والملك ، فإن اجتزت الإمتحان ونزعت بذرة الساحر الموعود بغوايتنا الى يوم يبعثون ستثبت العدل والسلام في الأرض والا ستكون رحلتنا كأن لم تكن وتعود تلعب الشطرنج وصاحبك وسترى ان كل ما مر بك حلم لا تتذكر تفاصيله، وأعلم ان طريق دخولك يختلف عن درب خروجك ، وأن لا تصدق ما تراه في الداخل ، لا عروسك هي عروسك ولا أطفالك قد أتوا بعد ولا والدتك هي والدتك ولا أصحابك هم أصحابك ولا انا هناك ، فلا تأمن أي صورة ولا تمد يدك له مهما تهيأ فهو يمد يده للإستحواذ والقتل وقد قتل عمك الاول قبلك نحراً ومثل به طوعاً بصورٍ كثيرة وأيادٍ عدة ولم نأخذ ثأره بعد وأنت المبعوث لتعيد الحق والعدل فإن كنت لا تجد في روحك العزم ولا في نفسك الشجاعة التي تبث القوة في جسدك فأرجع وتخلى ).

وكيف لي أن أتخلى الآن يا رسول عمي وحامل هم دمي الطاهر ، لا بد لي من خوض الرحلة وإستيفاء الوعد ومررت به ( العجوز الذي أصبح حبيباً ) فعانقني وقبل بين كتفي وقبل جبيني ومرر ابهامه على عرق ينتفض في جبيني ويرجف فأحسست بقوة أكبر واستدعيت أرواح أسلافي كلها وعبرت.

هل أصف لكم هول ما رأيت من تبدلات وجه هذا الساحر وهيئاته ، هل اخبركم عن وجوه نساءٍ جميلات وأجساد معطرة عارية أم كنوز ٌ لا تُحصى من ذهب ٍ وجواهر ، أم أراضٍ شاسعة وممالك وسلطنات وتيجان من أحجار غرائبية وقدرات سحرية أشير لها فتستقيم الى طاعتي ، أراد ان يمنحني ما ليس يملك انما تسلط على ما يغري العين ويسحب النفس ويغيب العقل ، وكنت لا أكذب عليكم أكاد أنجرف فيعيدني وجه عجوز الرق الباسم والواثق فيّ الى صوابٍ لزمه جدي الأول وتحمل لأجله كثيراً وها هو يفنى ( الساحر) ويتلف مع كل لأ أقولها له جاداً لا تقبل الأخذ والمفاوضة ، كان السلاح بسيطا ً وفعالاً ، الرفض وحسب وكلما رفضته تفتت جزء من مملكته الموهومة حتى لم يبق الا جسده الناري وكلما رفضت له عرضا ً تهاوى وهو يشتمني ويشتم الدنيا ونفسه وكل مقدس ثم بدأ الجبل يتهاوى عليه فخرجت من بابٍ فُتح لي شرق الجبل ووجدتني في دياري أمام باب قلعتي. !!

بحثت عن العجوز ورقه فم أجده ولم أحزن لفراقه ، فهو لم يفارقني فعلاً ، وعرفت الآن من هو عمي الذي أتاني نبأ وفاته على قصته الغريبة والمبهمة وأيضاً لا زلت لا أحزن لموته في غربته ولا قتله الغادر لأنني عرفت ما بحث عنه ، كما وتفهمت القدر الموكول به ، وتأكدت أيضاً من انتصاره الساحق المستمر كل هذا الوقت .

ودخلت الى بيتي ووجدت والدتي وجدتي وقرينتي وثلاثة صبية في حضن كل واحدة صبي وقمن لي يباركنني ويباركن لي وأعطتني قرينتي أولادي واحداً تلو الآخر أقرأ لهم بالمشيئة أذان بلال في أذنهم اليمنى وألقنهم ايمانهم بجدودهم وأباركهم وامنحهم الأسماء الأولية وابتدأنا حياة جديدة وطورٍ مختلف أسماه المؤرخون الطور النوراني والآن لا بد أن يظهر اسمي ومعناه وينادونني به وبكنيتي وما عدت أملك سبعون اسم ولا أخبيء نفسي.

انتهت
__________________

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-19-2020, 06:28 AM   #2
محمد الجهني
( كاتب )

الصورة الرمزية محمد الجهني

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

محمد الجهني لديها سمعة وراء السمعةمحمد الجهني لديها سمعة وراء السمعةمحمد الجهني لديها سمعة وراء السمعةمحمد الجهني لديها سمعة وراء السمعةمحمد الجهني لديها سمعة وراء السمعةمحمد الجهني لديها سمعة وراء السمعةمحمد الجهني لديها سمعة وراء السمعةمحمد الجهني لديها سمعة وراء السمعةمحمد الجهني لديها سمعة وراء السمعةمحمد الجهني لديها سمعة وراء السمعةمحمد الجهني لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


يا لهذا الجمال و لهذا الخيال،

و لهذة اللغة المليئة بالكلمات التي تحارب لتصل إلى معاني دقيقة لا يقدر عليها إلا ود !

لم أعتقد يوماً أنه يجب أن تبقي في الظل ! على الرغم من أنني أعرف رأيك لكن مثل هذا النص يقذفني بلماذا ؟!

كنت أظن مخيلتك شبيهه بمخيلة الكوني أو ربما كنت لسبب ما اعتقد انه مقارب لك ككاتب،

لكن أنا اليوم متيقن انك لا تشبهين الا ود.

دمتي بخير و سعادة يا راقية، و لك جزيل الشكر على مشاركة هذا النص 🌺

 

محمد الجهني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-21-2020, 02:30 PM   #3
نادرة عبدالحي
مشرفة أبعاد النثر الأدبي

الصورة الرمزية نادرة عبدالحي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 72240

نادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

فعالية النثر الوسام الفضي



افتراضي




أخذتنا يا ود لقصص ألف ليلة وليلة تقنية سردية تأثيرها بالغ على القارئ المُحب لهذا النوع من الأدب

النص الأدبي المتخيل والمصنوع هو نص يحمل بين طياته الكثير من الموقف والرؤى والاتجاهات

أما بالنسبة للغة في هذه القصة العجيبة تكمن الاسرار في مفرداتها وانتقاء الكاتبة لهذه المفردات بعناية بالغة

السرد هذه العملية الأساسية تمر بعدة درجات من الإنفعال والمفاهيم والأحداث وطريقة استمرارية الأحداث

التشويق الاكثر جاذبية وقد نجحت الكاتبة في تطوير التشويق والإثارة وتشويق مستمر

للحدث القادم والمشهد الغير مؤلوف في عالمنا الواقعي




لفتة
يقول النقاد ان حكايات شهرزاد تتحدث عن الأزمنة لاتتحدث عن الماضي فقط ،
بل تتحدث عن أحداث مستقبلية تتحدث وهي تتكلم عن آمال ومخاوف وعن كوارث قادمة
وعن نهاية سعيدة ونتائج مبهجة. وأحداث مفاجئة وغريبة كل هذا يدخل في فن التشويق ،

وهذا ما لمسناه من خلال الأستخدام الرائع للكاتبة لعناصر القصة ونجاحها في إيصال القصة بطريقة
إبداعية التشويق ،

الكاتبة ود يسعدني متابعتكِ والنهل من هذا الإبداع المميز ،
دمتِ مبدعة وأتمنى لكِ التألق الدائم ،

 

نادرة عبدالحي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2020, 05:21 PM   #4
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1633

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الجهني مشاهدة المشاركة
يا لهذا الجمال و لهذا الخيال،

و لهذة اللغة المليئة بالكلمات التي تحارب لتصل إلى معاني دقيقة لا يقدر عليها إلا ود !

لم أعتقد يوماً أنه يجب أن تبقي في الظل ! على الرغم من أنني أعرف رأيك لكن مثل هذا النص يقذفني بلماذا ؟!

كنت أظن مخيلتك شبيهه بمخيلة الكوني أو ربما كنت لسبب ما اعتقد انه مقارب لك ككاتب،

لكن أنا اليوم متيقن انك لا تشبهين الا ود.

دمتي بخير و سعادة يا راقية، و لك جزيل الشكر على مشاركة هذا النص 🌺
يا صديقي المبدع الجميل محمد🌹
كم أنا كثيرة بك ،قليلة في ذاتي
ويا ليتني ذرة رمل في صحراء الكوني او هبة ريح عابثة حتى
بعضنا يا صديق نبات ظل ،يهوى عزلته ويحترق في الضوء
إنما أكتب لأراني ،لأعرفني،لأجد الذي ضاع فيّ وأشهد تحولات وعيي
أنشر كي أرى تفاعل العالم مع ما أنا فيه
أعرف ان ما أكتب ذو حظٍ قليل
رواده نخبة من عشاق اللغة والسرد لا زالوا رغم تبدل أحوال القارئين
في الكتابة مستراح ونزهة للنفس يا محمد
شكرًا لأنك احتملت قراءة النص الطويل نوعًا ما في زمانٍ الومض السريع
شكرًا لأنك وهبته وقتك ومنحته ردك الجميل واثنيت عليه
وشكرًا عليك كثيرًا وجزيلًا وكما تستحق
ممتنة لكل ما أنت فيه محمد
لك الفرح المُستديم والرضا المُقطر سيدي💐

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2020, 05:32 PM   #5
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1633

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي مشاهدة المشاركة


أخذتنا يا ود لقصص ألف ليلة وليلة تقنية سردية تأثيرها بالغ على القارئ المُحب لهذا النوع من الأدب

النص الأدبي المتخيل والمصنوع هو نص يحمل بين طياته الكثير من الموقف والرؤى والاتجاهات

أما بالنسبة للغة في هذه القصة العجيبة تكمن الاسرار في مفرداتها وانتقاء الكاتبة لهذه المفردات بعناية بالغة

السرد هذه العملية الأساسية تمر بعدة درجات من الإنفعال والمفاهيم والأحداث وطريقة استمرارية الأحداث

التشويق الاكثر جاذبية وقد نجحت الكاتبة في تطوير التشويق والإثارة وتشويق مستمر

للحدث القادم والمشهد الغير مؤلوف في عالمنا الواقعي




لفتة
يقول النقاد ان حكايات شهرزاد تتحدث عن الأزمنة لاتتحدث عن الماضي فقط ،
بل تتحدث عن أحداث مستقبلية تتحدث وهي تتكلم عن آمال ومخاوف وعن كوارث قادمة
وعن نهاية سعيدة ونتائج مبهجة. وأحداث مفاجئة وغريبة كل هذا يدخل في فن التشويق ،

وهذا ما لمسناه من خلال الأستخدام الرائع للكاتبة لعناصر القصة ونجاحها في إيصال القصة بطريقة
إبداعية التشويق ،

الكاتبة ود يسعدني متابعتكِ والنهل من هذا الإبداع المميز ،
دمتِ مبدعة وأتمنى لكِ التألق الدائم ،
أينها الحبيبة النادرة💕
الكتابة بخير والقراءة كذلك ما داما يحظيان بمبدعةٍ كما أنتِ
لا زلت ترعين المفردات وتسوقينها طوعًا الى معناها الأكمل بمداد لطفك ووعيك الأخاذ
هذا النوع من الكتابة ليس له (حظوة) ،ربما يقرأه من يملك روحًا معتقة ويمتلك مفاتيح اسرار الحياة
بعض الحكايات تأتي وتعيش بيننا وتظل مؤاتية لما مضى وما هو آتِ مثل ألف ليلة وليلة كما تفضلتِ
عني …أحب الأحداث الغرائبية ،تدهشني حكايات الجدات العتيقة على سطح دارٍ لبنية تحت ضوء بدر مكتمل
متعلقةٌ بكل ما قد يجلب السحر الى وقتي ،بعض ولع ٍ يعبر بي الى أماكن بعيدة ومُتخيلة وقد تكون مُتوهمة أحيانًا
نادرة الرائعة المبدعة
مهما شكرت لكِ متابعتك وردودك وذوقك ولطفك وكرمك مع شخص مثلي يهوى العزلة ولا يتقاطع كثيرًا
ومع هذا تغدقين عليّ اهتمامك وتهبيني وقتك وجهدك
وأنا لا أملك الا ان أرفع لك قبعة القلب وأقدرك كثيرًا وامتن لك فوق الأبجدية وأفرح بك لأنك ِ أكدتِ لي يقيني بأنه لا يزال في هذا العالم من يربت على كتف قلبك بلا مقابل
ألف شكر يا حبيبة
لك سعادات لا تُحصى وكامل الرضا لروحك نادرة💖

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيّها المعنيّ بموتي.. فاطمة الحمزاوي أبعاد النثر الأدبي 12 05-23-2018 05:46 PM
لماذا لا تستجاب الدعوة عبدالله بن سعد السهلي أبعاد المقال 8 04-24-2014 11:16 PM


الساعة الآن 07:46 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.