يفرّ المعنى يكابد ما تبقّى من رحيلي ، يزج وجهي في الغمام وصوت الوقت يفنيني ، انا رجل تكلّمه الزوايا بطعم الليل الحزين ، ويشغل وقتي لهفة تلسع صمتي وترميني ، انا قلبٌ لكل منادٍ يصحب اللحن الحزين ،يعاقر في المساءات حبَّا كاسراً واخرى ضنين بعد ضنين ، يقول الحمد لا تخبأني خلف الشفاه دون يقين ، فتزفر الكلمات مجدَا لعزّ الذل الذي يحيني ، كم أسيراً يا عَين تخفي ، كم بريداً من الأشواق يرسل حُزني ، وحال الذكرى يصرع قلّبي ويأكل من حنيني ، يا أيام يكفي تعباً، فما امسكت غيد الحنايا صرفاً على جبيني ، وما فككت أخشاب الصدر نفثاً وصوت الأنفاس يبني مصيرا لهروب الارض عن سنيني .