\
كنت أدرك منذ الوهلة الأولى التي ألاقي فيها هذا الإنسان الجليل/ الشاعر الأكثر من جميل.. ادركـ أن خلف صمت نزهان الركاد الشمري.. صرخة العظماء.
:
العزيز الوفيّ نزهان الركاد الشمري:
أدركت وأدركت وأدركت أن (صراصير الحانات) لم تكن لتحرك من جلد مظفر النواب شعرة، وليست أيضاً ذلك الغربال الذي قد يغطي ولو رمحاً واحداً من شعاع نصك العملاق يا نزهان.
:
للعلم
:
قال لي محمد الوبير.. يا جمال، كن بالقرب من هذا الرجل، فقد أذهلني حدّ التسمر جراء الدهشة وهو يقذفني بوابل شعره المُسالِم، فقلت له: والله يا محمد أنني أقرأ في ملامح الركاد/ ركود الآخرين!
:
نزهان الشمري.. ثمانون الوجع لا تزحف إلى منتصف ترويزة أعمارنا، إلا إن كان صاحب العمر.. قويّ جبار، ومكمن جبروته الحزن العميق، بالضبط كما هو أنت أيها الحزين المبهج، أيها الفرِحُ المبتسم كثيراً أمام وهم الآخرين يوم أن اعتقدوا ـ المساكين ـ بأنهم أصابوا ظلك!!
:
أكتبنا يا نزهان، وانزفنا كيفما شئت، فنحن تحت ظل هذه الغمامة الوارفة.. أشبه كثيراً بمطر الصدق وربي.
:
كم أنت شاعر، وكم تغتسل الحانات بالطهور حين يعبر من أمام كؤوسها الفارغة.. من يملأها شعراً وحقائق كما فعلت أنت.. بل أنت وثلاثة فقط..! سأخبرك عنهم لاحقاً بمشيئة رب يسوع.
/