..

[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]كُلُّ الذِينَ أُحِبُّهُمْ تَرَكُونِي = وَاسْتَنْزَفُوا فِي البُعْدِ مَاءَ عُيُونِي
شَرِبُوا دِمَاءَ الْحُبِّ وَهْيَ ثَمِينَةٌ = وَبِمِشْرَطٍ مِنْ طَرْفِهِمْ ذَبَحُونِي
قَدْ كُنْتُ أَغْلَى مَا حَوَتْهُ عُيُونُهُمْ = فَأَنَا الذِي أَنْشَأْتُهُمْ بِجُفُونِي
أَفْنَيْتُ دَقَّاتِ الْفُؤَادِ تَوَدُّدًا = وَعَزَفْتُ مِنْ أَلَمِ الضُّلُوعِ لُحُونِي
فَتَلَذَّذُوا بِأَنِينِ مَوْتِ مَشَاعِرِي = وَتَرَاقَصُوا فَوْقَ الأََسَى الْمَدْفُونِ
نَسَجُوا عَلَى مَنْفَايَ سُورًا شَائِكًا = وَتَسَارَعَتْ أَقْلامُهُمْ تَرْثِينِي
مَاذَا جَنَيْتُ لِكَيْ أَكُونَ قَتِيلَهُمْ = وَأَذُوقَ نَارَ بُرُودَةِ السِّكِّينِ ؟!
*** = ***
وَيَثُورُ فِي جَسَدِي تَسَاؤُلُ مُرْهَقٍ = كَيْفَ انْتَهَتْ كُلُّ الْمَوَدَّةِ بَيْنَنَا ؟
قَدْ كَانَ نَبْضُ الْقَلْبِ فِينَا وَاحِدٌ = مَا بَالُنَا بَلِيَتْ عُرُوقُ وِصَالِنَا ؟
قَدْ كَانَتِ الأَنْفَاسُ تَحْكِي حُبَّنَا = لَكِنَّمَا مَلأَ الْجُحُودُ رِئَاتِنَا !
كُنَّا عَلَى عَهْدِ الْمَوَدَّةِ أُمَّةً = فَإِذَا بِنَا لا شَيْءَ يَجْبُرُ كَسْرَنَا
رِفْقًا أَيَا سِتَّ الْبَنَاتِ فَمَا غَفَى = جَفْنِي مُذِ الْتَمَعَتْ عُيُونُ لِقَائِنَا
وَأَشُمٌّ رُوحَكِ مِنْ مَسَافَةِ قَارَّةٍ = فَأَخَالُ مِنْ لَهَفِي بِأَنَّكِ هَا هُنَا !!
*** = ***
أَوَّاهُ إِنْ عَادَتْ بِنَا آمَالُنَا = لِنَنَالَ حَوْلَ بَقَائِنَا تَعْوِيذَا
إِنِّي أَرَى بُسْتَانَ ثَغْرِكِ جَنَّتِي = وَيَسِيلُ عَذْبُ الرِّيقِ مِنْكِ نَبِيذَا
تَتَوَسَّدِينَ أَرَائِكَ التَّحْنَانِ فِي = جَسَدِي .. وَيَغْدُو الْمَوْتُ فِيكِ لَذِيذَا !
مَنْ ذَا يَصُوغُ الْحُلْمَ بَيْنَ دَفَاتِرِي = لأَعُودَ فِي صَفِّ الْهَوَى تِلْمِيذَا ؟![/poem]
الشارقـــة
15/10/2008