أهلاً بالزمرّدة مُجدّداً : )
نعمْ عزيزتي لا فض فوك و لا كبا بك فرساً ، " الزواج البطيخي " إحدى معاييره دّكَّ الأوتاد في المضارب و الذود عَنْ أسوارها
و لو كان ذلك على حساب نفسية الرجل أو المرأة .. و ربطك بين هذه العادة التي رسبّها ابا الحكم و المغيرة و غيرهم و التي ظلت تتقيأ بها
عقائد مَنْ يجعل الموروثات العُرفية أساساً قبل كل ذي اساس هو ربطٌ قَدْ لا ينهجه الرجل الاب " المعني في هذه القضية " أتعلمين لِمَ صديقتي نهلة محمد ؟
لأنه يرى أن البنت عار وَ تستحق الوأد حيّة و لا منكر لفعلته ..
قالت الأديبة عائشة آل حشر في كتابها " خلف أسوار الحرملك " أنَّ قيس بن المغيرة قد وأد اثنتي عشرة بنتاً له ، تخيلي ..؟ و لم ينكر أحداً عليه فعلته
لأن الأمر كان عاديٌ آنذاك . و لعل هذه الردة الثقافية الحضارية التي قد يتقهقر بها المجتمع فترة ثم تعود و تتجاوب بشكل أكثر كما هو واقعنا الآن مع الوأد
و الوأد المُمارس حالياً على مستوياتٍ مغايرة لعل أبزرها الوأد الذي مارسه والد الطفلة هُنا و هو يجتر الخطيئة لإنجاب طفلة و يريد الخلوص منها و لو على مشارف
كهلٍ مزواج معه 3 من الأزواج ..
و بالفعل بعض القبائل خصوصاً تلك التي تخلط كثيراً بين الدين و العرف تكاد تأذن لريح القهر لكي تفتك بالفتيات و أحياناً الرجال ، لمجرد تطبيق ما وجدوا عليه أبائهم الأولين
و لكن والد الطفلة هُنا لم يشغله هذا الهاجس كما يتبدأ ، بل ما يشغله أنكى و أمرّ . فهو يريد غسل الخطيئة بيديه لأنه يتوقع أن يفاجأ بعار ابنته ذات يوم و لم يجد وسيلة إلا بهذه
الجريمة التي باركها البعض و عارضها القليل من العقلاء كما سطرت في غُرة مقالي ..
يا الله كيف للمحاكم لدينا أن يُعاد النظر بها

، نحتاج لسنواتِ و ربما دهور كي نُزيح صخرة الفساد المؤكسدة عنصرية وَ طائفيةً في القضاء إذاً !
في المحاكم و قبل أن تُدرس أبجديات قضيتك ، يسألون عن كينونة و نوعية القضية و حينها و كما تشتهي عقولهم قد يرفعون أو يؤجلون او ينجزون أمرك ..!
نهلة محمد ، بارك الله في مدادك و زادك بسطةً في نوره يا فضيلة
(f)