منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - العريفي همزة الوصل الممتدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2010, 08:48 PM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي العريفي همزة الوصل الممتدة


نفاجأ كثيرا بتصريحات متعددة لرموز نالت من الشهرة الكثير، و كأنهم أصابهم التأثر بفنون التسويق وقواعده: سوِّق لمنتجك إلى الأبد. فبدأوا بالتسويق لأفكارهم و أنفسهم، فلم يقفوا عند حد معين. حتى كأنهم أشبهوا بعض المشاهير بالفن في تصريحاتهم، لا لشيءٍ إلا للفتِ الانتباه. ظاهرة غريبة جداً تحتاج منا وقفة تنبيه و إصلاح و ترشيد، حتى لا يُقضى علينا بسببهم في ظلمة من ليل الغفلة، و السفينة حين يكثر خارقوها تغرق، ولو خرَقَ كل راكب رأس إبرة.
محمد العريفي ظاهرة وعظية ظهرت في الفترة السابقة، من قُرب عشر سنوات، و جلب أنظار الناس، و قبل ذلك جلب أسماعهم، و لا زال في مهارات الجلب و الجذب، و ذلك من مهارات أعطاه إياه الله تعالى، مبارك له فيها في كل حال، و لكن من الأجدر أن يوقف مع هذه الظاهرة، فتركها كما تشاء سيضع الكثير من علامات الاستفهام.
صرح أخيراً هذا الواعظ بأن سيسجل حلقة برنامج له في القدس، و هذا شيء أشبه بالمستحيل، لصعوبة الأوضاع، و هنا وقفات مع هذا التصريح:
أولا: لا أعتقد أن هناك أي داعٍ لتسجيل حلقة من البرنامج في القدس، خاصة و ن أوضاع القدس لا تخفى على أحد، لا أمنيا و لا سياسيا، و التعليل بأن السبب هو لأن الحلقة عن القدس ليس مبررا لأن يكون التسجيل هناك.
ثانيا: أن الهدف للذهاب إلى القدس هو التسجيل للحلقة و ليس شيئا آخر، و عند الكلام هنا لا بُد أن تكون الهمة أرفع، و أيضا ليس من اللائق برجل يعظ الناس أن يكون همه في زيارة الأماكن المقدسة الظهور الإعلامي، فهذه مما يجب أن يترفع عنها العريفي، فليكن هدفه أسمى و أرفع. و القدس ليست محلا للإظهار الإعلامي، أو أن تكون سبيلا لذلك.
ثالثا: لا يخفى على العريفي صعوبة الذهاب إلى هناك، و لا ما يتعلق بها من رأي حكومي أو ديني، لذلك هنا تساؤل كبير: ما الباعث للتصريح مع علمه بما ربما سيكون؟. ستكون الإجابات متفاوتة جدا بين الناس، فالموافقون سيقولون شجاعة، و قد قيل. و آخرون سيقولون افتئات عن الأنظمة، وربما قيل. و آخرون لا نعلمهم يقفون بين الفريقين.
رابعا: في الذهاب إلى فلسطين، اعتراف بشرعية إسرائيل، وهو ضد الاعتراف بها قولا، فهل سيعترف بها في فعله؟! . ثم أيضا كيف يُجيز لنفسه الذهاب تحت مظلة دولة هو يكفرها و يسبها دائماً؟!. كما أن هذا تناقض هنا فهناك تناقض آخر، فقناة اقرأ قناة صوفية، هكذا يُصنفها أهل منهجه ومدرسته، فكيف يُجيز لنفسه أن يكون تحت مظلة قناة صوفية تتبناه و تتبنى برامجه؟! أليس هذا من نصرة أهل الباطل؟!
كتبت مجلة نون في عدد أخيرٍ لها على الغلاف هذه الجملة: د. العريفي: ذهبت لأحرِّض المؤمنين على القتال. و علامات استفهام كبيرة جدا بحجم الأرض كلها: أي تحريضٍ كان؟ و بأي صفةٍ يكون محرِّضا؟ التحريض من القائد لا من المقود؟ لماذا التصريح بالنية؟ و لماذا هذا التضخيم للذات و التعظيم للأنا؟ . كانت هذه الجملة لما رجع من جيزان في محاربة ( !!! ) الحوثيين . و الذين رأوا الصور رأوا استعراضا و ظهوراً. فسؤال برئ جدا: أفعلا هو قاتل، أم كان ضيف شرف ؟!
لا زلنا نُطفئ ما أشعله العريفي في خطبته السابقة عن المرجع الديني الشيعي، و الكل يعلم الموقف من الشيعة و مرجعياتهم، و صار ذلك من الأمور التي لا يُمكن أن تخفى عن أحد من عامة الناس، فتعرض العريفي لشيء مستقر في نفوس الناس بالتبيين خطأ في تعامله مع الناس و احترامه لعقولهم، كمن يأتي و يقول: إن إبليس عدوكم و الله ربكم. فكل سيضحك عليه، و لا أجد في التبرير له بقول الله " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" فليست هذه ذكرى لأن الذكرى تكون لشيء شبه منسيٍ أو ليس معروفا. و أحدث كلامه ذلك الكثير مما لا تُحمد عُقباه، و لا شَك أن المُلمعين سيقولون بل تُحمد عُقباه، و ليست الأنظار واحدة.
مبادرة العريفي الأخيرة تحتاج وقفة من اختصاصيين في تحليل شخصيته، فقد صار ظهوره في الإعلامي شكليا أكثر منه جوهريا، ففي برنامجه الذي يُبث في اقرأ لقطات كثيرة لا ينبغي أن تظهر منه، كظهوره في السوق أمام الكاميرا معالجا قضايا ثانوية لا تدخل لا في عقيدة و لا في فقه و لا في أخلاق، بل تدخل في أمور المباحات، و حتى يكون لظهور تبرير صحيح بيَّن أن بعض تلك الأشياء التي في السوق مما تدخل في أمور الاعتقاد. و حمدا لله أن عقائدنا نأخذها من الله ورسله فقط، مما يستدعي ذلك من المختصين في النظر في أبعادها النفسية، ليس الرجل معصوما من مرض و لا من آفة، فالظهور الغريب بصورة أغرب يُلفت الانتباه، غير ما تتضمنه من جرأة على الطرح الديني بفهمه هو، و لا يعني كونه أكاديمي في العقيدة أنه سليم الرأي، ففي حلقة من برنامج قديم له في قناة اقرأ، أظن اسمه " استمتع بحياتك" كانت له فيه كلمات مما لا يوافقها عليه أحد من المسلمين، زلَّ به الشرح و الإيضاح حتى فاه بما لا يجوز، ففي شرحه لحديث الولي المشهور:" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب.." _ وهذا الحديث سيُستدل به في الدفاع عنه_ قال لما وصل إلى قول الله : " وما ترددت في شيءٍ أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت و أكره مساءته"، قال : ما ودي أقبض روحك يا عبدي، بس غصب علي. (!!!) . كتبتها كما سمعتها. من الذي يَغصب الله تعالى ؟!.
علامات استفهام و تعجب تحوم حول تصرفات هذا الشخص، يجب أن يُوقف معها وقفة جادة، و مع كل شخص يتكلم في الدين كما شاء، العريفي أنموذج لشخصية وعظية، ووعظية فقط لا تتجاوزها بأي حال، لشخصيات كثيرة بدأت تظهر في القنوات الفضائية و بدأ الكثيرون يستجلبون الناس بالعاطفة و يُملون عليهم ما يشاءون، منهم من يريد الآخرة و منهم من يريد الدنيا بجدارة. ظهورهم في الفتاوي و التصريحات الخطيرة و التي ما إن يروا أن ردة الفعل الإعلامية ضدهم إلا و يأتون بالأعذار التي هي أقبح من أفعالهم، و هذه ظاهرة جدا خطيرة، فما هي إلا للفت الانتباه كفعل الصغير حين من حوله لاهين عنه. الكلام هنا عن العريفي مثالا و نموذجا، لكون حديث الساعة، و لا عيب فينا إن تكلمنا عن بعضنا و نقدنا مسيرتنا من أجل التصحيح، و العيب القبيح أن نأتي و نقول: أحسن الله إليك أيها الشيخ الشجاع، و بارك فيك، و لعن الله خصومك، و تبا لمن تكلم فيك، و غيرها من كلمات لا تُنبيء إلا عن سلوك هاوٍ في هاوية لا منتهى لها. وكما لهم الحق في الذب عن لسان ناطقٍ عنهم بفمِ فلنا الحق في الذب عن دينٍ ارتضيناه لا نقبل من أي أحد أن يمسَّه برأي منه ذي عِوجِ، فالحلال بيِّنٌ و الحرامُ بيِّن و الدين سمح وواضح، و تعقيدات الفهوم لا تنطلي إلا على ضعاف العلوم.
7/4/2010

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس