منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - /.!؟./ " إبرة في كومة قش." /.!؟./
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-2011, 12:10 PM   #21
رمال
( كاتبة )

افتراضي





بداية ..
الجوع الذي يشعر به الفرد البشري حدث يدفع / يتطلب وإن كان بنسب متفاوتة بين
النفوس البشرية وبتحكيم متفاوت للعقل والشرع فكذلك العاطفة بشمولها أو لنقل بما
تحتاجه النفس مِنْ احتواء مِنْ مَنْ حولها: ( الشعور بالتقبل / الثواب المادي والمعنوي
/ التقدير والاحترام في التعامل أمام الناس وفي البيت / التعامل بالمحبة والمعروف
/ التعامل بالحنان العطف والرحمة) حدث يدفع/ يتطلب وأيضا تتفاوت النسب
بين النفوس البشرية وتتفاوت النفوس في تحكيمها للعقل وشرع الله .

فالنفس البشرية بفطرتها تحتاج إلى الطعام وما الجوع أو الشعور به إلا فطرة لحث
الجسم على طلب الغذاء لضمان صحته ونموه بشكل سليم يجعله قادرا على السعي
في الأرض بالعبادة والتعمير . كذلك تحتاج بفطرتها إلى طعام وغذاء النفس الروح
(علاقة النفس بربها / علاقة النفس بِمَنْ حولها مِنْ نفوس) لضمان صحتها وسلامتها
وتوازنها النفسي الروحي وديننا الإسلامي لم يغفل غذاء الجسد ولا غذاء الروح
فهو مِنْ عند الله والله مَنْ خلق النفس ذكرا وأنثى .

طعام الجسد يشعر به الفرد البشري في معدته ويُسد بـِ : ما يُباح له مِنْ طعام وشراب
وطعام النفس الروح يشعر بها الفرد البشري في نفسه روحه ( قلبيه ) ويُسد بـ : ما يُباح
له مِنْ عاطفة وعبادة.

إذا ..
للنفس البشرية ( الروح ) فطرتها وحاجتها للغذاء وهو على النحو التالي:
1- غذاء يُشبع ويُحقق معنى العبادة واطمئنان الروح في إيمانها
( علاقة النفس بربها ).

2- غذاء يُشبع ويُحقق فطرتها كنفس بشرية تحتاج إلى احتواء
( عاطفي / معنوي) على اختلاف نوعية هذا الاحتواء في كل
مرحلة عُمريه أيضا نوعيته .( علاقة النفس بِمَنْ حولها مِنْ نفوس ).

سأعرج على كلاهما فأقول وبالله التوفيق:
كما أن للطعام والشراب المأكول في المعدة إباحة وتحريم كذلك الطعام والغذاء الروحي
فيه الحلال والحرام كالغناء مثلا : تميل له القلوب كنوع مِنْ الغذاء وإطعام القلب والحلال
عندنا كمسلمين هو غذاء القلب وربيعه القرآن الكريم واطمئنان النفس وسكونها مِنْ الحاجات
العاطفية والتي تسد جوع الروح والنفس المُسلمة تشعر بهذا النوع مِنْ الجوع الروحي
وبالفعل لا تستكين حينها النفس إلا بقربها مِنْ ربها وصلتها به بالصلاة والذكر والاستغفار
وقراءة القرآن قال الله تعالى : " الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ
الْقُلُوبُ
" سورة الرعد / آية 28 فكما تحتاج النفوس البشرية إلى عاطفة مَنْ حولها تحتاج
روحها إلى اطمئنانها برحمة ورضا خالقها وهذا النوع لا يُشبع إلا بالتقرب مِنْ الله بصلاة
وذِكر واستغفار والعبادات بشكل عام .

أيضا هو يُشبع بتقوى الله وخشيته والخوف مِنْه في كل مسلك للنفس ومنطوق بحيث يجدها
ربها عند أوامره ولا يجدها عند ما نهى عنه وحتما هو أسلوب حياة فالدين مُعامله
والنفس التي تفصل بين دينها وبين تعايشها في الحياة الفانية لن تجد اطمئنان النفس
واستكانتها لن تستقر لأنها تعلم أنها ليست على الطريق الصواب .

فنجد _ بعض _ النفوس تدخل المسجد وتُصلي تقرأ القرآن تصوم تقوم بكل العبادات
لكن نأتي عند حياتها وتعايشها نجدها لا تحفظ السمع ولا البصر ولا اللسان ولا حُسن
ومعروف التعامل مع الناس وإعطاء الحقوق وحفظ الأمانات والعهود لذا غذاء النفس
( الروح ) يبدأ في لُبنتها الأولى في المُجتمع المُسلم ( الأسرة ) وقبل هذا في اختيار
الزوج لزوجته على أساس الخُلُق والدين الصلاح واختيار الزوجة لزوجها على ذات
الأساس ففي هذا حفظ للبنة أولى تُبنى في المُجتمع المُسلم ومُخرجاتها.

ولأن الغذاء الديني الإيماني للنفس هو مربط ومرجع أمورها فعلى الأسرة أن تعي
أهمية تحقيق : الدين حياة ومعاملة وعليها أن تتخلص مِنْ مرض ( الانفصام )
وهذا هو سبب ما نراه في أغلب البيوت المُسلمة.


نأتي عند حاجة النفس إلى احتواء مَنْ حولها : ( الشعور بالتقبل / الثواب المادي
والمعنوي / والاحترام في التعامل أمام الناس وفي البيت / التعامل بالمحبة والمعروف
/ التعامل بالحنان العطف والرحمة) وحتما البداية الصحيَّة نجدها في (سِقاية) الوالدين
العجيب في أمورنا رغم أننا نفوس مُسلمة دينها دين الرحمة واليسر والتسامح والمحبة
والإخاء حتى مع التعامل مع الحيوانات إلا أن أغلب بيوتنا تفتقد الإشباع النفسي
المعنوي لدى بيوتنا تُخمة المادة لكنها فقيرة ومُعدمه عند البعض في الاهتمام بجانب
النفس العاطفي واحتواءها بما يُحقق لها الاستقرار والاتزان والشعور أنها مقبولة
ومُحبوبه الشعور أنها بخير وتحت رعاية يد لن ( تفلتها ) وفي كل حالاتها وظروفها .

بيوتنا ( دقت الجرس) وما المشاكل الأسرية والخلافات والطلاق والسقوط
الأخلاقي إلا دليل على انعدام هذا الجانب وفقره عند البعض .

الفرد البشري يحتاج إلى أن يشعر بالاحتواء حتى يملك القدرة على العطاء
على الحياة على العيش على العمل وعلى الدراسة وعلى حتى أخذ حبة الدواء
الفرد البشري يحتاج إلى الثقة بأن اليد في بيته لن ( تفلته) ستبقى في يده وتحت
أي ظرف . الكثير مِنْ النفوس لا يتعايش على هذا النحو ونجد بيوت لا تؤمن
بهذه الحاجات ولا تعرف أصلا بوجودها وفطرتها في النفس آباء وأمهات
لا يحتوون أبناءهم وأبناء لا يحتوون آباءهم وأمهاتهم عاطفيا معنويا وأزواج
لا يحتوون زوجاتهم وزوجات لا يحتوين أزواجهن وربما ما يُقرب هذه الصورة
قول سيدة كريمة لم تُرزق بالذرية وعلى ضوء واقعها هذا كان إلحاح مِنْ قبل عائلتها
بالطلاق فهم يرون أن الذرية هي أساس وهي الغاية بينما هي تتمسك بالرجل الذي
عرفته وعاشت معه الرجل الذي تخشى إن فقدته أن تفقد اطمئنان نفسها وراحتها
مع رجل يخاف الله ويتقيه في نفسه وفيها ( في هذا موضوع بإذن الله سيطرح قريبا )
وما الشاهد هُنا إلا انعدام رؤية الجانب النفسي الروحي مِنْ قِبل أهلها .

ومِنْ اهتمام الإسلام بهذا الجانب ومعرفته لفطرة النفوس واحتياجاتها
أن حث على الزواج وجعله إطار شرعي للعلاقة بين الرجل والمرأة
فنأتي عند بعض النفوس لنجدهم يتناسون هذه الفطرة ويتجاهلونها بل وصل
الأمر إلى رفض تزويج الفتيات بحجة صغر السن حتى يصلن للمرحلة
الجامعية أو بعدها والعجيب في الأمر أن وقفنا على حالات مُنعت فيها الفتاة مِنْ
الارتباط الشرعي بحجة ( بدري عليها / التعليم / الرجل غير مُناسب) لنجد أن
الأم تشتكي مِنْ مسالك أخلاقية وقعت فيها ابنتها لا أقول : أن السبب فقط عدم
تزويجها لكن الشرع جاء على الفطرة والنفوس تميل لما فُطرت عليه .

بيوتنا ليست قاسية بالمعنى الذي يجعلنا نقع في ظُلمها فالحمد لله أكثر البيوت
في المُجتمع أفرادها يتقون الله في نفوسهم وفي مَنْ تحت يدهم مِنْ أفراد أُسرهم
لكن مُشكلة بيوت المُجتمع أنهم لا يعترفون بوجود هذا النوع مِنْ الغذاء ( النفسي الروحي)
ليس إنكار بمعنى الإنكار لكنه عدم رؤية لهذا الجانب فتجد أفراد البيت يحرصون على
توفر كل سُبل الحياة الكريمة لبعضهم بل حتى يتبرعون بــ ( الدم / الأعضاء ) لكن في
الجانب المعنوي مِنْ العطاء هم لا يعرفونه . نأتي عند التقدير والاحترام مثلا : فنجد
والد يرفع صوته أو يده على ابنه المراهق والشاب الصغير وحتى الطفل تحت العاشرة
أمام الناس وفي مجلسه أو في الأماكن العامة وعند هذا الابن تقديم الاحترام أمام الناس
اهم مِنْ الحرص على دراسته أو مصروفه.

وفي جانب الحنان الرحمة والعطف الاحتواء بشكل عام وشامل ربما نجد انعدامها
في بيوت رجل شاء الله وكان زوجا لثلاثة نساء كل واحده منهن لها طلباتها ولها مصروفاتها
ولها سفراتها حتى في ظل ظروفه وفي ظل رؤيتهن للتعب الذي بات يعيش فيه إلا أن المهم
_أو هذا ما يظهر _ هو : أن تأخذ كل منهن ما ترى أنها تستحقه أو حتى تتأكد أن الأخرى
لم تأخذ أكثر منها. فأين جانب الاحتواء هُنا ؟ وأين الجانب السوي مِنْ الحياة العائلية ؟
فالعائلة ليست ساحة للحرب والتنافس على ( مَنْ يستنزفه أكثر جهد / تعب / مال )
فالحياة أساسا شاقة ومُتعبة وتحتاج إلى مَنْ يُعين النفس الواحدة لتستمر وتشتد .


إذا ..
ما المصدر الذي نُلبي مِنْه حاجاتنا النفسية الروحية ؟
كل ما يُباح للنفس مِنْ عاطفة وعبادة ويمكن تفسيرها على النحو التالي:
المصدر في تلبية الغذاء الروحي الديني ( علاقة النفس بربها ) الصلة بالله والتعايش والتعامل
على أساس اتقاءه في نفوسنا وفي النفوس حولنا وفي كل تعامل لنا حتى
مع الحيوانات والماء والنبات والهواء .

ولا يأتي أحد ويقول: لم أجد التربية الدينية في البيت فطالما دخلت
مدرسة وتعلمت ( فك) الحرف وبدأت تقرأ فأنت مسؤول عن تعليم
نفسك بنفسك تدارس القرآن أحفظ ما تيسر لك ارجع إليه في كل أمورك
ستعرف نفسك حينها الخطب حين تتلمسه وبإذن الله سَتُحفظ نفسك .

قوي صلتك بربك أجعل لك وردا يوميا مِنْ القرآن كُن مع الله حافظ
على صلاتك الرجال في المسجد والنساء في بيوتهن أحفظ صلاة الفجر
ولا تنام عنها أو تتكاسل صل مع الجماعة إن كنت رجلا في المسجد
الاستغفار والذكر والدعاء اجعل صلتك بربك قوية ودائمه لا فقط تعرفه
في الشدة !.

والمصدر في تلبية الغذاء الروحي المعنوي ( علاقة النفس بِمَنْ حولها )
البيت لبنة الوالدين في بداية العمر ثم اللبنة الخاصة بعد ذلك يأتي
مصدر ثانوي لا يؤثر تأثير المصدر الأساسي لكنه له وقع في تأدية
العمل مثلا إن كان في بيئة عمل أو في العلاقة بين الأقارب والزملاء
والأصدقاء.

مِنْ الهام أن يعي أفراد البيت أهميَّة هذا الجانب ودوره في الحفاظ
على ترابط الأسرة وتماسكها فهو إن انعدم لن يُجبر بل هو جوهر
البيوت وقد نجد بيوت ممتلئة نفسيا روحيا رغم فقرها وبيوت
ممتلئة مالا لكنها فقيره نفسيا وروحيا فلا علاقة احتواء تربط نفوسها .

ومهما كانت الحاجات ومهما انعدمت أو لم تحصل على الغذاء مِنْ مصدره
الصحيح والسوي تبقى التربية الدينية وصلة النفس بربها هي الحصن والدرع
الواقي مِنْ كل سقوط وانحلال أخلاقي فمَنْ عرف ربه لن يقع في معصية بحجة
أنه فاقد للاحتواء والنفس حينها تعرف ما يحل لها وما يُحرم عليها مِنْ طعام
وشراب وملبس ودواء ومال و احتواء فحتى الكلمة لا تسمعها إن لم تكن تحل لك
وهذا فطرة ونظافة شرعنا !.


ولهذا لا ينبغي أن نُعلق السقوط الأخلاقي على شمَّاعة ( فقد احتواء الأسرة )
كما في هروب الفتيات أو سقوطهن الأخلاقي فالنفس التي تعرف ربها ستتقيه
وتحت أي ظرف هو شرع وحياة. وفي مثل هذا الكلام تبرير ربما تقع عليه
أعين الفتيات فيكون نوعا مِنْ التساهل أو الانجرار فالنفس البشرية لديها دينها
ولديها عقلها وإن حكمتهم لن تَظِل بإذن الله تعالى.

ربما مِنْ أهم الجوانب التي يقع علينا التثقيف بها في هذا الموضوع
هو :
أن الاحتواء (الشعور بالتقبل / الثواب المادي والمعنوي / التقدير
والاحترام في التعامل أمام الناس وفي البيت / التعامل بالمحبة والمعروف
/ التعامل بالحنان العطف والرحمة ) كغيرها مِنْ أمور الحياة المُعاشة
أفضل وسيلة لزرعه ثم حصاده تكمن في طريقة ( التربية بالقدوة )
وهُنا نقول: ( الاحتواء بالقدوة ) فعلى النفس أن تبدأ بنفسها بروحها
فتحتوي أفراد أُسرتها ومَنْ تحت يدها.



 

التوقيع

فكر لا يقبل الاعوجاج إن وجد.

رمال غير متصل   رد مع اقتباس