بداية ..
أنا كفرد في المُجتمع أرفض كل أساليب ووسائل إخراج المرأة عن وصاية ولي أمرها
حتى في ( دفتر العائلة ) فحتما لن أراها في مجلس الشورى أو غيره لأنها مستشاره وقائده
في البيت لا في خارجه .
لكن هذا أنا وهذا ما أراه كفرد عاقل لدي أمانة ومسؤولية ليس اتجاه نفسي فقط بل اتجاه
مُحيطي البشري واتجاه محيطي الاجتماعي .
لذا سأخرج عن ما أراه وأدخل في مُناقشة ما يراه المُجتمع أو ما يمكن
أن يراه فأقول وبالله التوفيق:
لن أقول : المرأة جدتي وأمي وأُختي لأن المرأة وحدها لا تهمني ما يهمني هو المؤسسة
الأسرية اللبنة الأولى في المُجتمع المُسلم نحن نتحدث عن طُرق ومُفترقات سنقود مُجتمع كامل
لها ولا ننسى أننا نتحدث عن مُجتمع مُسلم أي: لا ينتظر مِنْ أحد أن يأتي له بمنهج ليسير عليه .
نعلم أن الدين الإسلامي صالح لكل زمان ومكان فهو مِنْ عند الله ومَنِ أعلم مِنْه سُبحانه
تطرأ وتستجد أمور في حياتنا المُعاشة نجتهد ونقيس حتى لا نُخرج النفوس المُسلمة
عن طريقه المُستقيم.
وفي الحقيقة لا أدري أي تشدد ديني في نبذ فكره ( قيادة السيارة ) إن كان الفرد يتخير
مِنْ الطُُرق ما يتلمس فيه مصلحة مُجتمع كامل لا فئة يُفترض أنها خرجت عن القاعدة !.
أنا كفرد في المُجتمع أرفض مُجرد الحديث في الموضوع في مُحيطي البيئي " طبعا "
فهل أنا مُتشددة دينيا ؟ وكيف أكون مُتشددة وأنا أشتري العباءة مِنْ محل _ إن كنت مُتشددة _
لن أدخله لأنه يبيع للنفوس المؤمنة وفي وسط مُجتمع مؤمن مُسلم الديانة ما يخرج بها عن تعاليم
دينها كمثال فقط .
فكل ما وقفت على مثل هذه الاتهامات بالتشدد الديني أتساءل : أين هو التشدد ؟ وهل نحن وأمثالنا
مُتشددون !؟ ومتى نقول عن مسلك ما ومنطوق أنه تشدد ديني أو وصل للتشدد الديني ؟ أي متى
أقول لنفسي : استدركي فقط صرتي مُتشددة دينيا ؟علما أن التشدد الديني يقع وحاصل لكن ليس
هُنا وليس في كل قضية اجتماعية تختلف فيها وعليها فئات المُجتمع.
ثم استغرب حقيقة مِنْ انعدام الحلول وحصرها في إخراج المرأة مِنْ جوهر ( قرارها في البيت )
لم أقرأ ولم أسمع عن حل مثل : العودة للأصل .. العودة لولي الأمر .. .
فالأصل هو : تواجد ولي الأمر الزوج / الأب / الأخ واحتواءه لنساء بيته وصغاره
لا تركهم مع السائقين ولا مع سيارات الأجرة ولا مع ( حملة سأقود سيارتي بنفسي) .
الأصل هو : تواجد ولي الأمر ومسكه ليد صغاره وإيصالهم لمدارسهم .
الأصل هو : تواجد ولي الأمر لقضاء حوائج بيته وتوفير مُتطلباته .
الأصل هو: التحدث عن قيام ولي الأمر بواجباته لا عن إعفاءه مِنْها وإقصاءه
لأن فئة مِنْ النسوة لا يجدن مَنْ يقوم على أمورهن. علما أني لا أُقلل مِنْ أهمية
ما يُقلق راحتهن أو أُهمش ما يجدنه ضرورة معيشية لكن حين نتخذ قرارات ما
وحين نقود مُجتمع كامل لطريق ما نبني القرار على القاعدة لا على ما شذ عنها .
هذا هو الأصل ( الضائع ) والمشكلة أن المرأة في سعيها لمثل قيادة السيارة
ستفقد ولي الأمر في حياتها المُعاشة ومسبقا وقفنا على سلبيات وآثار غياب
ولي الأمر الزوجة والأم بتواجد العاملة المنزلية والزوج والأب بتواجد السائق
أو صاحب الأجرة .
ومِنْ ما يُفترض أنه يستفز النفس المؤمنة هو بعض الأقوال التي تُنادي بــ :
تعويد الصغار لقتل غيرتهم كمثل مَنْ تقول : لنجلب سائقات في البداية حتى يتقبل
الشباب وصغار السن وجود المرأة بينهم وبعدها تخرج الأم والأخت والزوجة والابنة.
فأين التشدد!؟.
هم يقولون لنا وإن بشكل غير مُباشر: ربوا صغاركم وأفراد لُبنتكم الأولى على
فصل الدين عن الدنيا عن الحياة المُعاشة الصغار يتشربون غيرتهم وحرصهم
ورعايتهم لنساء بيتهم مِنْ تعاليم دينهم وإن اتبعنا كل ما يُقال وكل فكره تستجد
سنقتل هذه الغيرة وسنفصل الدين عن الدنيا والأهم أننا لن نكسب شيء.
في سيرنا لكل هذه المُستجدات سنساوي الرجل بالمرأة سيخرج هو وستخرج هي
لغير حاجة حقيقية والأهم أننا سنخسر المغزى والجوهر مِنْ ( القرار في البيت )
فالمرأة مكانها بيتها ليس للطبخ ولا للتنظيف ولا للخدمة بوجه عام بل لأنها محتويه
لأنها مؤسسة تربوية تهذيبية كاملة.
مَنْ في البيت ؟ في البيت رجال وإن كانوا صغار اليوم سيكونون إن كتب الله لهم
العمر رجالا قادة سيبنون مجتمعات ودول .
وماذا فعلنا نحن أو ماذا سنفعل إن سرنا وراء كل فكره ؟ سنخسر هذه المؤسسة التربوية
التهذيبية الكاملة . سنخسر عامل وعنصر الاستقرار والاحتواء في البيت سنخسر المرأة الزوجة والأم
. وهذا ما يجب أن نحذر مِنْه وأن نُفكر فيه قبل الانسياق وراء أهواء النفس ومتطلباتها .
مثال مِنْ الواقع : أُستاذة في الكلية لها مكانتها للدرجة التي دفعت إحدى طالباتها إلى اختيار
طفلها في ( رياض الأطفال ) لعمل دراسة عليه وكانت ( الحيرة / ألا منطق ) الطفل خسر
بيته بخسارة أمه سلوكيات كثيرة كونت الصورة صورة واقع طفل ومثل لمئات النفوس مثله
هي معلمة وأستاذة لكن خروجها مِنْ بيتها أنساها الأصل . طبعا ليس كل امرأة عاملة أو دارسة
تُفرط في بيتها وأفراد بيتها فهناك نسوة عرفن كيف يُحدثن توازن .
ما أردت الوصول إليه هو : نحتاج وبشدة إلى إعادة المرأة إلى ( القرار في البيت)
خاصة بعد الواقع الذي نقف عليه فقرارها يعني استقرار وتربية وتنشئة للنفوس.
ما يدعوا ( للقلق ) هو رؤية المرأة أن في قرارها في بيتها تهميش لها
وتحجيمها وتقييدها عن السعي في الأرض وتعميرها والحق هو أن في قرارها
تعمير وسعي لأنها تبني أول لُبنة إن صلحت صلح المُجتمع ( نفسيا وجسديا ).
أيضا قرارها في البيت لا يعني أن ( لا تسعى في الأرض ) علما وعملا بل يعني : أن تُربى الفتاة
ومنذ الصغر على فطرتها تتعلم وتعمل بتقنين وحدود لا لتقزيمها ولا لتهميشها
ولا تقليل لعقلها وعدم ثقة بمسالكها بل لأنها أصل وفطرة .
في هذا الوقت تحديدا لا يهمني( الرضا والقبول أو لا رضا وقبول) لما استجد في المُجتمع
يهمني العودة لأصل الأمور حتى نتجاوزها بطريقة سوية سليمة .
أين الثقة في أنفسنا أين الثقة في ديننا ؟ أين الثقة في نمو مجتمعنا ؟ كل هذا مُغيب ولا أراه
في الواقع لا أرى إلا مُجتمع ( مشوش ) حتى أنه لا يعرف أين يضع قدمه ولا يعرف
مَنْ عليه أن يُصافح . مِنْ أساسيات التربية الدينية وهي التربية الشاملة بناء ثقة الفرد
في معرفته لنفسه ولربه فأين هذه الثقة !؟.
فما قيمة أو ما نفع امرأة لم تستطع قيادة لُبنتها أو بالأحرى ماذا ستقدم لكم
امرأة إن بحثتم عن أحوال بيتها ستجدون أنها ( فاشلة ) في قيادته .
ما قيمة وما نفع امرأة لم تستطع الحفاظ على مُخرجات لُبنتها الأولى
حتى تُقدمهم لي ولكم كمُجتمع.
كل ذلك جانب والجانب الثاني : لننظر لواقع المرأة اليوم بعض النساء
لا يزلن يتناولن لقمتهن مغموسة بالشعور ( بالعالة والمنة)!. النساء
لا يجدن وظيفة تكفيهن ذل مد اليد .
احترام النساء وتقديرهن يكون بالتربية الصحيحة والتعليم الصحيح
والتأهيل الصحيح لِمَنْ أرادت العمل .
احترام النساء وتقديرهن وتمكينهن مِنْ حقوقهن يكون بتوفير البيت المحتوي
المُربي والمُهذب والمُعلم وبتوفير المدرسة المحتوية والمُربية والمُهذبة والمُعلمة
وبتوفير التعليم العالي المحتوي والمؤهل لمُخرجاته . احترام النساء وتقديرهن
وتمكينهن مِنْ حقوقهن يكون بالحرص على قيام وزارة العمل والخدمة المدنية
والمؤسسات في المُجتمع بدورها .
فقبل أن ( نستسيغ ) خروج المرأة المُسلمة عليها أن تكسب ثقتنا فيها
على الأقل حتى ( نستسيغ خروجها مِنْ بيتها ) مثال واقعي : الممرضة وجميعنا
نبحث عنها حين نحتاج إلى العناية الطبية حتى أن بعضنا يذهب لمستشفيات خاصة
وغالية نظير تواجد طاقم طبي نسائي كامل لكن بعد عدت سلوكيات صادرة مِنْ
ممرضات بت أرفض فكرة إخراج الفتيات للتمريض أقله حتى يتعلمن
الأدب والحياء .
أيضا ..
وكمثال فقط : بعض النسوة لا يرتدين ( قفازات اليد ) مع وجود نقش الحناء
والمجوهرات أي: الزينة وإن تحدثنا معها تقول: قفازات اليد لا تُمكنهن مِنْ
مسك الأشياء جيدا أو بشكل مُريح يعني : إن قدن السيارات لا أدري ماذا سيفعلن
بحجابهن لأنه لن يُمكنهن مِنْ التعامل براحه.
ومثال قريب جدا منكم وأمامكم في كُتلة الأسلاك * : تعامل ( بعض )النساء مع الرجال
تعامل خارج عن نطاق الأدب والحياء وكفرد مسلم سأقول: خارج عن تقوى الله في النفس
وفي النفوس .
وفي النهاية الفرد مِنْا لا ينتظر رضا مخلوق فأمامنا غاية واحده وهدف
واحد أسأل الله تعالى أن يُمتنا عليه .
كخلاصة ( موجزة ) لما قيل :
على المرأة أن تكسب ثقتنا بها وهذا لن يكون إلا :
1- بصحة مُخرجات لُبنتها الأولى .
2- تعاملها مع العلم والدراسة والعمل ووسائل المُساعدة كالعاملة
المنزلية تعامل و استخدام صحيح وسوي.
3- مسالكها حين خروجها مِنْ بيتها لا كما نراها عليه في الأسواق
والأماكن العامة وحتى في كُتلة الأسلاك .
*كُتلة الأسلاك : مصطلح أقصد به الشبكة العنكبوتية.