منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - هل العدل مُحال أو صعبٌ تطبيقه؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2009, 06:22 PM   #1
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي هل العدل مُحال أو صعبٌ تطبيقه؟




عندما سنّت فرنسا الثوريّة شريعة حقوق الإنسان لم تستطع تطبيقها كلّها لأن من ضمنها حريّة الإنتماء لأي جهة سياسيّة\دينيّة\اجتماعيّة لكن المشكلة كانت تكمن في وجود بقايا من النظام القديم فتساءل الجميع هل يطبّق النظام من الآن أم ننتظر لحين تطهير البلاد؟! للأسف كانت الإجابة هي التطهير وفعلا دفعت فرنسا الملايين من البشر والكثير من الأبرياء لهذا السبب

هل كان من المحال تطبيق العدل حينها؟!!

وبعد سنين عجاف من الظلم وبعد أن امتلأ ولايات الجنوب الأمريكيّ بالموتى والمتعفّنين في مستنقعات الجنوب والتي ان سلم العبيد من جور سادتهم ماسلموا من جور المستنقعات!.(كوخ العمّ توم) رواية لهيربت ستاو أسهبت كثيرا في ذلك وبعد كلّ العناء تمّ التحيري أخيرا في عهد لينكولن وبالرغم من وجود حقائق تشي بأن الغاية لم تكن التحرير إذ أنّ أوروبّا كانت قد حرّرت عبيدها منذ زمن لذلك لكن هناك في أمريكا من أجمل أدخنة المصانع!,على كلّن مضت السنين وبدأ السود يأخذون حقوقهم تدريجيّا مرورا بـ مالكولم إكس ومارتن لوثر كنج إلى عهدنا القريب فقد باتت كلمة عنصريّة تقولها في مقرّ عملك كافية لإقصائك من وظيفتك! لدرجة جعلت الكثير قلقا من قذف أيّ كلمة دون محاسبة كما حدث مع أحد أكثر الممثلين شعبيّة كوميديّة فقد قذف بعض الكلمات العنصريّة والنتيجة بدلا من أن يضحك الناس بهجة لحركاته صاروا يشتمونه في كلّ مرّة يرون صورته وانطوى بعيدا عن الأضواء! - وكأن الحال يردّ الدين للسود وبدأ شيء غريب أصبحت هنالك فئة تلاحظها عنصريّة عكسيّة!! بات البيض يشعرون ببعض الاضطهاد أحسست بذلك اثر لقطة من فيلم أمريكي قال أحدهم "أنتم تنالون المنح الدراسيّة المساعدات الاجتماعيّة لأنّكم سود ولاتين في حين أنا محرومٌ من ذلك وأشياء كثيرة لأنّني أبيض!" هنالك صدام يحدث كثيرا ربّما كانت هنالك موجة عكسيّة (انتقاميّة) لما حدث وبدأت الأمور تختلط في بعضها الحكومة بدأت تسدّد الدين لكنّ الآخرون يشعرون بأنّ ذلك اضطهاد لهم!! هنالك من يعتقد بأن ليبيريا لدولة التي أقيمت للأفارقة المحرّرين تعويضا كافيا رغم أنّه ليس كذلك وهناك من يقول بأن الاوروبيّين انّما اشتروا الأفارقة من أخوانهم الافارقه! مقابل بضع بندقيّات كانت تصنع في ورش اوروبيّة,وقبل فترة وجيزة تمّ طرد ابنة تاتشر لأنّها تفوّهت بكلمة فسّرت على أنّها عنصريّة وقال البعض أن مقرّ العمل ضخّم الموضوع لينتقم بشكل غير مباشر من والدتها!

هل حدث سوء فهم في تطبيق العدل؟!


كما حدث مع المرشّح السابق ميشيل لوبان يقول أنتم قاتلتم لأجل بلادكم فحسنا حان وقت عودتكم!! _كان يقصد الجزائريين_ وقد نسي أن فرنسا كانت تدّعي أن الجزائر أرضا فرنسيّة ولم تحاول تطبيق ذلك إلا بعد فوات الأوان!,حاولت الحكومة تعويض ذلك وبدأ التجنيس وصرنا نشاهد أشقّاءنا من غرب افريقيا العربيّة بملؤون فرنسا ويحجزون المقاعد الفخمة من المجتمع نفسه وفي نفس الوقت رأينا كيف أن الكثير منهم صفّروا وهتفوا ضدّ نشيد المارساييز!! وهذا ماأغضب ساركوزي حينها وأمر بتشغيل الكاميرات لاتقاط أي صافرة مخالفة!,قد يرون الفرنسيين ذلك ظلما لهم لكنّهم قد لايعلمون أن من قام بالتصفير ربّما لم يقم بذلك إلا لأنّ المليون شهيد كان من ضمنهم الكثير من عائلته!,بالكاد يفهم المراقبون مايحدث شيراك استنجد وقال على فرنسا أن تبتعد عن العنصريّة وتتدارك الخطر المحدّق بها وتصوّت لحزبنا بدلا من حزب لوبان! وفعلا فاز ولو رأينا الأرقام لوجدنا أغلب السجون تحوي الملوّنين!! هنالك من يقول اللوم على الملوّنين وهنالك من يقول لا لازال التمييز موجود!

هل من المحالت تطبيق العدل في كومة الزحام؟



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بوستر لفيلم تناول تلك القضايا الموجودة في أمريكا بشكلٍ فريد

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز رشيد ; 02-06-2009 الساعة 06:25 PM.

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس