العقل _وإن لم يعقل_في مواجهة الدين . - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 324 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )           »          صالون النثر الأدبي 3 (الربيع ) (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 66 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد أبعَادية > أبعاد المكشف

أبعاد المكشف يَفْتَحُ نَافِذَةَ التّارِيْخِ عَلَى شَخْصِيّاتٍ كَانَتْ فَكَانَ التّارِيْخُ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-2009, 12:22 PM   #1
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي العقل _وإن لم يعقل_في مواجهة الدين .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شهد العالم ظهور الإسلام والمسلمين (ونحن منهم) وشهد وجود ديانات سماويّة وموحّدين كما شهد ظهور من أنكر كلّ هذا واعتبر الدين خطأ بشريّ وأغلبهم من فلاسفة القرن التاسع عشر والذين أوصلوا العديد إلى عبادة ماتسمّى بالإنسانيّة كلّ ذلك كان باسم العقل زورا كما كانت هنالك محاكم وأخطاء قامت باسم الدين زورا وكأنّ الإنسان ذو عقل بلاقلب وروح
_هنا نطرح مانستطيعه لرؤية الخلافات التي قامت باسم الدين تارة وباسم العقل تارة_







.. يتبع

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 02:02 PM   #2
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي 1:دفاع العقل عن الدين وسقراط


.
ماإن يتمّ اكتشاف بقايا مدن وأطلال لحضارات قديمة إلا وتكتشف معها ثقافتها وعاداتها والشيء الأهم شريعتها (دينها) لطالما كان الدين رفيق الإنسان كتعاليم روحانيّة أشمل من القانون وعلى ضوئه يكون القانون لذلك كان من الطبيعي رؤية قوانين مختلفة في ظلّ دين واحد وإن صحّ التعبير لم يكن هنالك قانون مكتوب معتمد إلا شريعة حمورابي وهي أوّل قانون مكتوب ,قلّما بدت هنالك محاولات للعقل لمساءلة الدين فقد كانت المسألة الايمانيّة أقدس من أن تمسّ بتساؤلات لاطائل منها إلا التشويش خاصة وأن المجتمعات كانت مدينة بإيمانها كثيرا الذي وحّدها وجمع شملها في ظلٍّ نظام يفهمها لكن مع الأسف كان الخلط الأوّل والمشكلة التي واجهها العقل لم تكن الدين بل رجال الدين وصل ذلك العراك إلى نتائج لم تكن بالحسبان وخرج أتباع:الوجوديّة,الشيوعيّة,عبّاد الانسانيّة,كنتاج لذلك العراك وإن بدت كنتائج عقليّة إلا أن أوّل نتيجة عقليّة هي النتيجة التوحيديّة التي وصل إليها سقراط وحوكم بسببها بالإعدام وبسبب ذلك ظهر من بعد أفلاطون وأرسطو قادة التنوير بالعالم وخاصة تلميذه أفلاطون الذي أدرك فساد القائمين على البلاد في حينها فكرّس نفسه في سبيل عالم أفضل معتمدا على الفلسفة وكان ذلك قاسم مشترك بينه وبين علما آخرين فهم لم يكترثوا ليثبتوا وجود الأطلنطس القارة الغارقة كما حاولوا إثبات صحّة فلسفاتهم والتي _ربّما_كانت الأطلنتس مثالا\وسيلة لإثبات فلسفاتهم , الغريب أن سقراط وصل لنتيجته عن طريق مساءلته للشباب والعامة وبدأ يشكّك بمعتقداتهم تدريجيّا ليصل لنتيجة منطقيّة فكان يعتبر لدى العديد من الفلاسفة عظيما كما كان يراه "كنت" وعلى النقيض رآه "نيتشه" مسخا محروما من غريزة الحياة! وبالنهاية وبعد محاكمة سقراط أبى أن ينكر إيمانه فشرب السمّ ومات ليخلّد لاحقا ومن بين صور تخليد ذكره لوحة فنّان الثورة الفرنسيّة جاك لويس دافيدز والتي تنقّلتها الأيدي إلى أن وصلت لنيويورك, وإن كان محور العقل والحريّة ربّما تكون الأغلب في حادثة سقراط إلا أنّها أعتبرت احدى المواجهات في سبيل المعتقدات المثبوتة بالعقل

 

الصور المرفقة

نوع الملف: jpg محاكمة سقراط.jpg‏ (61.4 كيلوبايت, المشاهدات 7)

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 08:24 PM   #3
أسمى

قَيْدٌ مِنْ وَرْدْ

مؤسس

الصورة الرمزية أسمى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 467

أسمى لديها سمعة وراء السمعةأسمى لديها سمعة وراء السمعةأسمى لديها سمعة وراء السمعةأسمى لديها سمعة وراء السمعةأسمى لديها سمعة وراء السمعةأسمى لديها سمعة وراء السمعةأسمى لديها سمعة وراء السمعةأسمى لديها سمعة وراء السمعةأسمى لديها سمعة وراء السمعةأسمى لديها سمعة وراء السمعةأسمى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



جميل جداً..
وكما قُلت منشأ الخلافـــ رجال الدين،أي التطبيق وليس المُطبَّق.
.
.
معلومة قيمة ..أكمل ولا تقفـــ.

بعد ..شُكراً .

.

 

التوقيع

[الحياة ليست كما تبدو ]
هو كل مافي الأمر .
t _ f

أسمى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-03-2009, 09:25 PM   #4
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز رشيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2212

عبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَيْدٌ مِنْ وَرْدْ مشاهدة المشاركة

جميل جداً..
وكما قُلت منشأ الخلافـــ رجال الدين،أي التطبيق وليس المُطبَّق.
.
.
معلومة قيمة ..أكمل ولا تقفـــ.

بعد ..شُكراً .

.

قيد من ورْد
وهو كما قلتِ منشأ الخلاف الأبرز
ممتنّ لحضورك وكلماتك,كلّ الشكر .

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-03-2009, 10:12 PM   #5
نـــجد
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية نـــجد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

نـــجد غير متواجد حاليا

افتراضي





"أؤمن لأتعقل" (أوغسطين)




ويقول ابن رشد في فصل المقال: "نعلم على القطع انه لا يؤدي النظر البرهاني إلى مخالفة ما ورد به الشرع فان الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له"،


يقول ابو سليمان المنطقي السجستاني: "الفلسفة حق ولكنها ليست من الشريعة في شيء، والشريعة حق ولكنها ليست من الفلسفة في شيء،
ويقول توما الاكويني: "العقل لا يختلط موضوعه بموضوع النقل، فالعقل يشتق مبادئه مما غرس فيه من مبادىء عقلية والنقل يلجأ إلى الكتب المقدسة، لذلك لا بد أن ينضاف النقل إلى العقل من اجل تحقيق كل مضامين الحقائق الخاصة بالإنسان".

هل ثنائية العقل والدين هي ثنائية منطقية، تشكل شرطا لمعرفية أي فعل معرفي؟



كان إنسان ما قبل اليونان يرى نفسه في وحدة متناغمة مع العالم، فلم يكن هنالك طبيعة وإنسان متقابلان او متواجهان، بل كانت ظواهر الطبيعة عنده تجارب إنسانية وكانت التجارب الإنسانية عنده حوادث كونية. جاء اليوناني، وفي مسعى لجعل الطبيعة ميدان نظر وتفسير وتصور وبالتالي مجال سيطرة وتسخير، ليعلن على لسان هرقليطس بوجود اللوغوس او العقل الكوني والقانون الكلي الذي يحكم الظواهر ويتحكم في صيرورتها الدائمة الأبدية، ثم من بعده اناكساغورس ليرى في النوس اي الروح، القوة المحركة التي أخرجت الكون من حالة العماء والخليط المعطل إلى حالة التركيب والنظام. بهذه القفزات التأويلية للكون، استقر الفكر اليوناني على اعتبار العقل قوة تبث النظام في الطبيعة عبر علاقات السببية Reason فلا مجال للصدفة فيها، وعلى اعتبار الإنسان قبسا من هذا العقل الكلي الذي يكتشف به نفسه ككائن عاقل قادر على إدراك النظام والتركيب في الأشياء.



ورغم ثورة الفكر الاوروبي على القديم، ظل هذا الفكر متمسكا بفكرة الكوني متصورا اياه على انه القانون المطلق للعقل البشري. فالعقل قائم بذاته والعلاقة بينه وبين الطبيعة تقوم على المطابقة والمساوقة.
يقول مالبرانش: العقل الذي تهتدي به هو عقل كلي دائم وضروري وثابت ولا يختلف عن الله.
وقد حاول ديكارت الفصل بين العقل والطبيعة بإرجاعهما إلى طبيعتين مختلفتين: الفكر والامتداد،
ألا أن اسبينوزا أعاد توحيد العقل والطبيعة معا، بقوله إن العقل والطبيعة مظهران لحقيقة واحدة وهي الجوهر، حيث لا صدفة ولا امكان بل عقل كلي شامل هو ذاته العقل الكوني المحابث للطبيعة والمنظم لها.



ورغم ان ديفيد هيوم قد احدث تصدعا في مفهوم العقل التقليدي، عبر سلب الضرورة الموضوعية عن العلاقة بين الاشياء وتحويلها إلى حالة سيكولوجية ينتجها التكرار والعادة في تعاقب الظواهر اثر بعضها البعض. الا ان صدمة العقل المفصلية كانت مع ايمانويل الذي اكتشف المتناقضات العقلية في البراهين اللاهوتية والكسمولوجية ، الامر الذي دفعه إلى اعادة انتاج خارطة عقل جديدة، فلم يعد العقل كائناً قائماً بذاته ولا عبارة عن مبادئ فطرية كما ادعى ديكارت، بل اصبح جملة قوالب قبلية (صورتا الزمان والمكان والمقولات) فارغة تملأها الحدوس الحسية لتحولها إلى معرفة، لم يعد العقل بذلك منظماً للكون والوجود بل أصبح منظماً للتجربة الإنسانية فقط، التي تتقوم بمعطيات حسية ينظمها ويقولبها التكوين الذهني للإنسان وبالتالي أصبحت المعرفة عبارة عن معطيات حسية مؤطرة، لا يمكنها ان تطل على كل عوالم الماوراء. عندها دعا كانط للمرة الاولى إلى تواضع الفلسفة وبالتالي إلى تواضع العقل، ليقول ان المعرفة اليقينية لا يمكنها ان تتجاوز عالم الظاهر. اما الشيء في ذاته فلا يحق للعقل الوصول اليه او التعبير عن حقيقته، وبالتالي فإن العقل عاجز عن الكشف عن كليات الكون وعن اي نظام من نظمه.



حاول هيغل تجاوز تلك المعضلة بأن وحّد بين الظاهرة وبين الشيء في ذاته، عبر التوحيد بين ما هو عقلي وما هو واقعي او موضوعي، أصبح العقل عبارة عن تجليات تاريخية وأصبح النشاط الإنساني بما فيه الدين تمظهرات عقلية متحركة، اي أصبح العقل ميدان فعالية إنسانية. مع كانط وهيغل تأنسن العقل.



مع الكونتم فيزياء ومسألة النسبية، اتجه العلم نحو الكاوسية، ناقضاً بذلك فكرة الثبات والنظام والشمولية التي ميّزت مقولات العقل التقليدية، اصبح الكاوس (Chaos) او اللانظام هو حالة الكون التي تقابل حالة النظام اللاهوتانية او حالة النظام الطبيعي الكلي (الأرسطي). والكاوس هنا لا يعني الفوضى المطلقة، بل يعني ان الكون لم يعد مجموعة ظواهر منتظمة متناغمة ومتسقة، بل مجموعة من منظمات دينامية متداخلة ومركّبة بطريقة معقدة جداً وفائقة الحساسية. أصبحت فكرة الظاهرة البسيطة المسطحة افتراضاً نظرياً لا وجود له وأصبحت النظرة الخطية الطولية القائمة على تسلسل العلل والأسباب تذويباً للظاهرة وافقاراً للكون.



هذا فرض إعادة النظر في مفهوم العقل ذاته، فلم يعد مبادئ فطرية بحسب ديكارت، او قوالب بحسب كانط، بل أصبح أداة وفعالية، أصبح القدرة على القيام باجراءات حسب مبادئ ونشاط منظم او لعب حسب قواعد. لم تعد القواعد التي يعمل بها العقل، كما يقول جول لومو، هي التي تحددها وتعرفه، بل أصبحت القدرة على استخلاص عدد لا نهائي منها هي التي تشكّل ما هيته، ولم تعد العقلانية تقتصر على مطابقة مبادئ العقل مع قوانين الطبيعة، بل اصبحت عبارة عن القدرة على بناء منظومات تتسع لتشمل مختلف الظواهر". تبين ان العقل هو الفعالية التي تقف وراء المبادئ والقوانين الفكرية كلها، والتي يسميها لالاند بالعقل المكون (يالكسر)، فلم تعد المعرفة فعل تلق او اكتشاف بل أصبحت فاعلية إنسانية، وأصبحت الفلسفة كما يراها جيل دولوز ابداعاً للمفاهيم، اي لم يعد نشاط المعرفة العقلية متجهاً نحو معرفة المبادئ الاولى او البحث الطوبائي عن الحقيقة، بل انتقل إلى حيّز ادوات البحث، ولم تعد مفاهيم الفلسفة مفردات للحقيقة بل أصبحت أدوات او مفاتيح تتعامل مع أجواء الحقيقة.



في هذا المناخ المفعم بتصدعات العقل الكلي والشمولي، انطلقت اكثر فلسفات القرن العشرين، لتستعيد الابعاد المنسية والمغيبة من الوجود الإنساني. فكانت فلسفة الحياة التي تصدرها برغسون عبارة عن إعادة إنتاج تجربة الإنسان مع نفسه ومع الأشياء، بعدما تبين له ان العقل التصوري هو أداة تجزئة ومنفعة وصناعة وليس اداة معرفة حاسمة. اراد برغسون ان يكشف عن المعطيات المباشرة للشعور، بالهبوط إلى باطن ذواتنا وتكوين تلك الرؤية التي هي عبارة عن مشاركة وجدانية ننتقل عن طريقها إلى باطن الموضوع لكيما نندمج مع ما في ذلك الموضوع من اصالة فريدة، وبالتالي مع ما ليس في الامكان التعبير عنه عقلياً. يقول برغسون: "ان المسألة العليا في الفلسفة هي الانتقال من المطلق الصوري إلى المطلق العيني الحي، من فكرة الله إلى الله".



ثم كانت الفلسفة الوجودية، التي افتتحها هيدغر بقوله: "ان افضل ما تفعله الفلسفة، هو ان تدع جانباً ادعاءاتها المجنونة لتفسير العالم معقولاً وان تركز اهتماماتها على الإنسان فتصف الوجود الإنساني كما هو". قالباً بذلك القول الديكارتي الشهير: "أنا أفكّر، إذن، أنا موجود" إلى القول: إنني، اولاً وقبل كل شيء، موجود؛ إذن أنا أفكّر"، ورابطاً للمرة الأولى بين الحقيقة وتفتح الوجود البشري بحرية. فالإنسان يمتلك الحقيقة بمقدار ما يكون حراً، ويكون حراً بمقدار ما يكون منفتحاً على الأشياء كما هي، أي أن يتركها لتكون على ما هي عليه، فلا يعيد تشكيلها وانما يدعها تتفتح عليه بنفسه وينقاد لظهورها. بهذا لا يبقى الفكر تعبيراً عن الوجود وتمثيلاً له، لانه بذلك يحجبه ويخفيه، بل يصبح الفكر هو فعل ظهور وتفتح الاشياء.



مع مفكري ما بعد الحداثة، انتقل البحث من التفكير في الحقيقة، إلى البحث في خطاب الحقيقة نفسها وفي كشف شبكة العوامل والمؤثرات بل والتلاعبات التي تنتجها، اي انتقل الهم من انتاج الحقيقة إلى التعرف على مجمل العلاقات الخفية وبنى الروابط ومنطق الممارسات التي تنتظم بها خطب المعرفة، وهو ما عبّر عنه فوكو بالابستمية، وإلى اعتبار خطاب الحقيقة نتاج التقاطع والتلاقي بين جملة علاقات وروابط وسلطات وممارسات وضغوط وتلاعبات واخفاءات. انتهى العقل من كونه جوهراً تنتظم فيه الحقيقة الكلية والشاملة والابدية، إلى مجرد نص يمكن التموضع داخله عبر تفكيك دريداً للكشف عن توتراته الداخلية وفضح تناقضاته الذاتية. لم يعد هنالك فكر متجانس او متماسك، بل اصبح هنالك خطاب حقيقة يحتضن بداخله قوى متنافرة قادرة على تقويضه وتجزئته، لتجعله آخر المطاف يفكّك نفسه بنفسه ويسقط ذاته بذاته.







ان البعد الغيبي في الدين لم يكن يعني وقفية حقائقه واحتجابه وتعاليه على الواقع الإنساني. بل كان الدين دائما في حالة تمظهر واندماج وتكيف داخل الأطر الاجتماعية والبنى الثقافية ونظم التعبير اللغوي والسيميائي. ليس الدين تراث النبي المؤسس او نص الوحي الذي نتلقاه كمؤمنين بهيبة وإجلال فقط، بل هو أيضاً حصيلة التمأسس التاريخية للدعوة الدينية التي تحصل بعد رحيل المؤسس، حيث ينتقل الدين من حالة وعي وجداني والتزام عفوي بالنص، إلى حالة منظمة ومعقلنة للوعي، تحتوي على مجموعة عقائد مشتركة ومبادئ تشريعية وسلوكية وممارسات عبادية جامعة" وعلى اطر تنظم العلاقة بين المؤمنين. يقول ماكس فيبر: الدين نوع خاص من التصرف في المجتمع يتضمن ذلك المجال في تنظيم علاقة الإنسان مع القوى الخارقة، فكل ديانة هي تنظيم بمعنى ما يتضمن ادوارا متمايزة وتراتبية بين هذه الادوار.



تأسس وتمأس الدين يفرض تموضعه في المجتمع، ليصبح جزءا من شبكة السلطة وقوى الضغط وجماعات المصالح وبنى الوعي والثقافة ومنظومة القيم، وتصبح هذه جميعا جزءا من تكوينه ايضا، بحيث تكون مجتمعية الدين من صميم منظومة الدين نفسه. فحين يخلق الدين مواقع اجتماعية وتراتبيات داخلية فيه وتمايزات خاصة لممثليه، نراه يعمل على تقديس تلك الإجراءات، ليصبح الانتظام الاجتماعي جزءا من المقولة الدينية، ويكون التقيد بالتراتبيات المنشئة داخل الدين شرطا من شروط الوفاء بالإيمان وضرورة من ضرورات قبول الأعمال عند الله. وحين يفرض الدين معتقداته في المجتمع، فانه لا يفرضه من باب الدليل العقلي او المتانة المعرفية، بل يستعين بقواعد الإلزام التي يولدها المجتمع حول معتقداته وقيمه، ويستند إلى قوة الإجماع التي توفر وضوحا ذاتيا للأفكار وباعثا طوعيا على الالتزام بالمعتقدات الدينية. وهذا يفسر مقولة الغزالي: "الإجماع أعظم أصول الدين".



لذلك لم يمنع الغيب الدين من ان يكون ميدان فعالية إنسانية. فالمعرفة الدينية ليست نصا وحيا بل هي حالة تلق وتفاعل مع هذا الوحي ونشاط تأويل وتفسير لهذا النص، وإعادة إنتاج مستمرة لحقائقه في ساحة الاجتماع والسياسة والاقتصاد. ليس المعنى الديني فكرة أتلقاها من النص بل هو حصيلة جدل وصراع وتركيب بين ذات قارئة محملة بمسبقات مكثفة وهواجس متداخلة ومعقدة وبين نص تتركز فيه الدلالات وتتداخل فيه عوالم الغيب والشهود. فالنص كما يقول بول ريكور أشبه بقطعة موسيقية والقارئ أشبه بعازف الاوركسترا الذي يطيع تعليمات التنغيم. وبالتالي ليس فهم النص مجرد تكرار للواقعة الكلامية التي أنشأت النص، بل هو توليد لواقعة جديدة تبدأ من النص الذي تموضعت فيه الواقعة الأولى. وكما يقول ايمانويل كانط نحن نخلق بنسبة النصف ما نحن ندركه، كذلك فان القارئ لا يتأمل نصا بحيث يكون هنالك معنى ولكنه يجلب إلى النص ادراكاته وتفضيلاته الخاصة.



تبين ان هناك ذاتا فاعلة وراء قواعد العقل ووراء المعنى الديني ايضا، وان مفهوم كل من العقل والدين والعلاقة بينهما ما هي الا انعكاسات لواقع انتجه ومرآة لصورة اكونها عن ذاتي. انتهى العقل نصا أتموضع في داخله لأكتشف تلاعباته وايداعاته وتناقضاته وانتظاماته، وانتهى المعنى الديني ايضا جدل ذات مع نص كونته شروط متعالية واستثنائية. أصبح العقل والدين معا ميدان تأويل يشبع به الإنسان سعيه الدائم إلى المعنى ويصنع به ذاته وحقيقته ويبني به تجربته في العالم والوجود.


* من مقال للدكتور وجيه قانصو

عبدالعزيز ثبّت الله دينك وكمّل عقلك

 

التوقيع




نـــجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-06-2009, 12:30 AM   #6
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


لاأدري كيف أشكرك يانجد على المقال الذي أتيتِ به أضاف الكثير الكثير للموضوع وكانت خلاصة مفيدة وإنارة ثمينة لدهاليز العقول
تحيّة كبيرة لك

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-06-2009, 06:15 PM   #7
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز رشيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2212

عبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي 2:انبعاث الدين من الداخل


لطالما شهدت البلدان تغيّر الأديان إمّا عن طريق القوّة كما حصل مع السكسون الوثنيّين الذين أجبروا من قِبل شارلمان أو عن طريق التأثّر والانجراف كحال الذين يعتنقون دينا ويغيّرونه في نهاية المطاف فمثل تلك التغيّرات وخصوصا الأولى تشهد ارتدادا بنهاية المطاف _غالبا_لأن الدين لم يأتي إلا بالإقناع القسريّ أو الإجبار ولم يكن بالإقناع الودّي أو بالإقتناع الذاتي من الأشخاص أنفسهم,قد يكون الإيمان عجيبا كأن ينبعث فجأة بالشخص ويعتنق ديانته كحال النجاشيّ مع الإسلام والأديان القادة على الولوج وديّا إلى القلوب بالإقتناع هي الأقدر على البقاء لأنّها الأقرب للعقل والقلب معا كحال الإسلام بالذات فغالبيّة الأمثلة في اعتناق الإسلام كانت عن طريق الإقتناع من كان يتخيّل عظمة الإقتناع في ليلة وضحاها وكيف أنّه قد يغيّر مجرى البلدان بأسرها جنكيزخان يعتبره البعض أكبر مصيبة حلّت باللمسلمين وبعد أن حكم أسلافه البلدان الشاسعة التي تركها أعتنق غالبيّتهم الدين الإسلاميّ! فأضحت أغلب بلدان آسيا مسلمة وبشكلٍ سلميّ بالنهاية,هي خاصيّة موجودة بالأديان أكثر من المُعتقدات أو الأفكار وخاصة السماويّة كانت المسيحيّة ديانة المضطهدين الضعفاء في روما القديمة وبالرغم من كلّ المخاطر التي حاصرتهم لم يتخلّوا عن دينهم إلى أن اعتنق ديانتهم قسطنطين! لتحلّ رحمة عجيبة على المسيحيّين وليأتي قانون لم يكن بالحسبان بعدها بزمن عام391م منع عبادة الأوثان بروما واعتماد المسيحيّة كلّ ذلك بديلا عن الآلهة التي كانت رمزا آسرى للقلوب لكن العقول أخرجتها من القلوب لتحلّ المسيحيّة مكانها بخلاف ماحدث مع سكسونيا التي أجبرها شارلمان والتي هي في ألمانيا حيث الكثير من الـ لادينيين يعيشون حاليّا دخلت المسيحيّة من الباب الهادئ في ايطاليا وأجزاء الدولة الرومانيّة في وقتها كان لابدّ للعقل التواجد كثيرا وكثيرا مايُذكر أنّ قسطنطين قام بتعديلات على الديانة قبل اعتناقها ونشرها وهذا ماحمل العديد من الطقوس القديمة حتّى بعد اعتناق المسيحيّة أيّ أن قسطنطين اعتنقها وقام بتعديلها وربّما كان ذلك احدى التدخّلات التي أُدخلت أشياء لم يتقبّلها الآخرون وكانت بسبب رجل دين ولم يكن بسبب الدين نفسه لو علمنا أن قسطنطين هو من زاد وعدّل, ولاننسى أن هنالك أحداثٌ ألهمت خيال الأتباع على مرّ الزمن كانت مثالا لقوّة الدين نفسه في وجه أيّ طغيان فعندما اتّجه آتيلا الهوني إلى روما تزعزعت القلوب وخافوا من دمار وشيك لروما عاصمتهم ومركز ديانتهم فقام القصير فالنتيان الثالث بإقناع البابا ليو الأوّل بالذهاب لأتيلا والتفاوض معه, وفعلا نجح ليو بإقناع آتيلا بالعودة!!,كانت تلك الحادثة مصدر إلهام وتشكيك كذلك هنالك من قال بأنّ ليو أقنعه بشيء ما لايُعرف ماهو وهنالك من قال أن آتيلا قبل دية ضخمة وعاد تفاديا للطاعون الذي كان يفتك بتلك المنطقة

 

الصور المرفقة

نوع الملف: jpg Attila.jpg‏ (23.0 كيلوبايت, المشاهدات 1)
نوع الملف: jpg قسطنطين.jpg‏ (6.9 كيلوبايت, المشاهدات 0)

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 06:14 PM   #8
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز رشيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2212

عبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي 3: شيءٌ من تحرّكات الخريطة الدينيّة والسياسيّة الدينيّة .


بعد قسطنطين والذي كان اعتناقه للمسيحيّة فاتحة بشرى للمسيحيّين وإيذانا بنشر ذلك الدين السماويّ في اوروبّا أتى من بعد شارلمان الذي نشر المسيحيّة وربّما بطريقة مختلفة عن السابقين خاصة في ألمانيا (سكسونيا) فقد كان يخيّر الأسرى بين دينه أو دمه! فاعتنق الكثير المسيحيّة خوفا دون اقتناع وقد لاتوجد نصوص معيّنة تُلزم الآخرين على الدول بالقوّة لأن القناعة أبقى في العقل أمّا الخوف فهو تخلّي مقابل شيء معقول وبدون إدراك تنامت الأجيال التي ورثت ديانة آبائهم بشكلٍ تلقائيّ لكنّ تلقّيهم كان مختلفا حسب منظور الآباء الذين اعتنقوها خوفا وكيفيّة ايصالها لهم كانت تختلف لأن هنالك من لم يقتنع بالشكل الكامل ومع ذلك سادت المسيحيّة بين الناس بعكس أديان أخرى تمّ إجبار الآخرين بها وماإن غاب السبب إلا وتخلّوا عنها بالرغم من أن الدين قد وجد طريقه بغير طريقة شارلمان نفسه الذي فعلها باسم الدين _والجدير بالذكر أنّ العديد منهم اعتنقوا المسيحيّة لكنّ من دون التخلّي عن بعض معتقداتهم_ومع ذلك فقد كان ذلك سببا في نشوء بوادر الاختلاف إلا أن صلب الدين ظلّ صامدا واختلف بسبب اختلاف دخوله وطريقة الإقناع ففي ألمانيا المكان الذي اجبرهم شارلمان على اعتناق المسيحيّة يوجد العديد من الـ لادينيين حاليّا أو أتباع معتقداتٍ غريبة ومنها نشات البروتستانتيّة نتيجة تدارك وتفكير بالعقل من قبل مارتن لوثر وبالرغم من أن ذلك كان سببا في قيام حربٍ فظيعة دامت في ألمانيا 30 عاما(حرب الثلاثين عام) والتي اودت بنسبة كبيرة من السكّان و31 سنة من المعارك والدماء في فرنسا مما أدّى إلى أجلاء 230000 ألف بروتستانتي إلى المانيا وسويسرا ومن سوء حظّ فرنسا كانوا من أمهر الحرفيين والصناعيين والساعاتيين فسبّب ذلك صدمة لصناعة الحرفة الفرنسيّة وبعيدا عن البروتستانتيّة فلنا عودة لاحقة إليها نتدارك حقيقة ما وهي أنّه بالرغم من قيام حروب طاحنة لاهبة وفظيعة لم تكن هنالك تغيّرات كبيرة وجذريّة على الصعيد السكّاني والدينيّ فالمسيحيّة ظلّت موجودة بل إنّها سادت واختفت عبادات الأوثان وكانت أحد الأسباب الأخرى الرحلات التبشيريّة والتي قام بها العديد من المسيحيّين فقد كانت كافية لإدخال عددٍ كبير من السكّان وبشكلٍ سلميّ وبالرغم من وجود فئات مشتقّة كانت تتشبّث بالعديد من الطقوس القديمة إلا أنّها زالت بعد قوّة السطلة الدينيّة باوروبّا بشكلٍ عام كما حدثت مذابح ضدّ الألبيجيين بعد أن تمّ إرسال المرسولين من قبل الكنائس لإعادتهم فلم تنفع طريقة الإقناع بالعقل معهم كما نفعت مع غيرهم فكانت طريقة الدماء وعلى اختلاف الطرق كان الإقناع بالعقل موجودا كما كان موجودا في جنوب شرق اوروبّا مع العثمانيين والتي كانت بقيادة كتائبها الانكارشيّة (مسيحيّن بالأصل) يجتاحون أوروبّا من هناك وحتّى مع انجلائهم نهائيّا فقد ظلّ الإسلام موجودا حيث كانوا في البوسنة والهرسك وألبانيا, بالنهاية وجدنا أن أغلب الأشياء التي كانت قائمة اندثرت وساد الدين كمقوّم أساسيّ للحياة فكان الملك يتوّج بمباركة (رجال الدين) وكان الناس يرون في الملك وكأنّه مختارٌ من الله فكانت له قداسة لايستهان وعظمة روحانيّة قريبة من رجال الدين الذين لم ينسى الملوك فضلهم فأغرقوهم بأموالهم ولم يبخلوا عليهم بالأراضيّ الاقطاعيّة ومما لاشكّ فيه أن تلك الأشياء كانت دخيلة وداخلة في الطمع البشريّ فكان تفاقم الوضع مسلمّا به وهذا ماحدث لاحقا والجدير بالذكر أنّ العديد اعتنقوا الإسلام طوعا في بلدان غزاها المسلمين دون إجبارهم لأن أيّ عمليّة إجبار معناها إرهاب العقل والقلب وإرغامه دون اقتناعه التام لأن ذلك ممنوعٌ بالإسلام قطعا, وقد تمّ استغلال الدين_بشكلٍ عام_ كذريعة أكثر من كونه سببا في عدّة مرّات ,فالدين استطاع الدخول بعدّة طرق سواءً كان غازيا أو مسالما

بالصورة خريطة أوروبّا وغيرها (الدينيّة)
الأخضر:مسلمين
الأزرق:كاثوليك
البنفسجي:بروتستانت
الأحمر:ارثذوكس
.. وكذلك صورة لـ شارلمان بريشة الرسّام الألماني ديروير

 

الصور المرفقة

نوع الملف: jpg 737px-Europe_religion_map.jpg‏ (15.0 كيلوبايت, المشاهدات 0)
نوع الملف: jpg 180px-Image-Charlemagne-by-Durer.jpg‏ (23.9 كيلوبايت, المشاهدات 0)

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:02 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.