الاخت فاطمة العرجان
مبادرة جيدة منك ان تنبري لمحاولة الدفاع عن معتقل مسلم في السجون الخارجية رغم ان هذا الدفاع تمليه الوطنية القُطرية
اكثر مما اراه نابعا عن اخوة اسلاميه وهذا واقعنا جميعا ولا عيب فيه رغم اننا نستخدم شعارات اكبر لتحقيق مرام اقصر
لكن ...
هل تابعت حيثيات قضيه حميدان تركي (ابوتركي) وهل انت مقتنعه ببرائته , ام ان كونه من هذا البلد الاسلامي او ذاك يجعله
بريئا وهل كون المحكمة التي اصدرت الحكم عليه محكمة امريكيه يجعلها محكمة ظالمة .
واقصد اثبات كونه بريئا من وجهة النظر الامريكيه وليس من وجهة نظرنا , نعم ان تربيتنا الدينية في الشرق الاوسط توهمنا
ان العربي افضل من الاعجمي وهو ما جعلنا نعتقد اننا خير امة واننا شعب الله وليس المسلمون جميعا باحمرهم وابيضهم
وهو الامر الذي دعى الرعيل الاول من المسلمين الى التفريق بين العرب والموالي حتى ان الحجاج بن يوسف تمنى لو انه يسم
الموالي كما يسم الابل ليعرف العربي من غير العربي , شعوبيتنا المقيته هي من ولدت رد فعل لدى الامم الاخرى انتهت بظهور
الشعوبية كما نعرفها وهي كره العرب وهو نفس ما حصل للنسخة الاولى من شعب الله وهم اليهود الذين لم تعد البشريه تطيق
حتى سماع اسمهم او رؤية وجوههم لانهم اناس خارج منطق التاريخ وخارج التطور الطبيعي للانسانيه وهو امر اجد العرب
حاثين الخطى باتجاهه لانهم يقلدون اليهود في كل شيء حذو النعل بالنعل كما يروى في الحديث .
مافعله (ابوتركي) يعد جريمة بكل المقاييس الامريكيه للعداله وهذا يكفي لادانته لانه يعيش في بلاد ليس في حالة حرب معها
وهذا يدعوه لاحترام قوانين هذه البلاد لاقوانين غاباتنا التي تبيح تعذيب الموالي والخدم , فلو ان فرنسيا جاء الى احدى بلادنا
العربيه لما سمحنا له بالتنزه عاريا لانه يفعل ذلك في بلده وعندما ياتي الينا فعليه ان ينسى قوانين الشانزلزيه .
اعتقد ان ابو تركي هو ضحية , ولكن ليس للغطرسة الامريكية كما نحب ان نتصور وانما لتمادينا في اخطائنا وعزتنا باثامنا
واعتزازنا بتراث فاشل وتركنا لقيم عروبتنا واسلامنا الحقيقية مقابل مظاهر سلطويه فرضتها نزاعات مسلحة وادت الى في
النهاية الى ان يصحح لنا الموالي مفاهيمنا عندما غزانا البويهيين والسلاجقه والمغول والصفويين والعثمانيين ليصبح العرب
عبيدا في اوطانهم وليستلم الاخرون زمام قيادة الامة الاسلامية لانهم اكثر حرصا على انسانية الاسلام بينما حولنا نحن العرب
الاسلام الى مجرد مطية توصلنا الى استعباد الاخرين وانتهاك حقوقهم وقتل رجالهم وسبي نسائهم .
اما الدفاع عنه من قبل البعض وقد رايته في اكثر من متصفح فهو بحجة ان محكمة اخرى حكمت باربعة سنين فقط على قاتل
عائلة من ستة اشخاص وغيرها من الاحكام المخففه التي تصدرها المحاكم الامريكية وهذا صحيح لو اننا نناقش مسأله تخص
القضاء في دولة عربية مثلا اي النقد من اجل الاصلاح , اما في امريكا فهل ان وجود تجار مخدرات طليقين يبيح لنا مخالفة
اشارات المرور مثلا واذا القي القبض علينا بتهمة تجاوز حد السرعه هل سنطلب من شرطي المرور القاء القبض على القتلة
ومحاكمتهم جميعا قبل ان يغرمنا على مخالفتنا المروريه , منطقنا الشرقي البسيط يجعلنا نبسط بعض الامور ونعظم اخرى
هل تساهل القضاء مع مجرم يعطينا الحق في ارتكاب نفس جريمته والمطالبه بنفس العقوبه .
اه . . بالمناسبة
حملة الدفاع عن حميدان بدات مع مذكرة اعتقاله وقبل توجيه الاتهام له بشكل قضائي .
بينما ..
حملة (الا رسول الله ) لم تنطلق الا بعد ستة اشهر على نشر الرسوم في الدانمارك , وبعد ان جاء مجموعه من المتنفعين
من اجواء وطبول الحرب اياها والذين جمعوا التبرعات هنا وهناك وهبوا لايداعها في مصارف الباهاماس وسويسرا
وعرضوا الصور واضافوا اليها صورا غير حقيقية ساهمت في اثارة المواطن المسكين الساعي للقمة عيشه وبعد نصف
سنه نجحت العملية وخرجت التظاهرات وجمعوا التبرعات وعادوا من حيث اتوا الى بلاد الكفر ليشتروا اسهما اضافية
اي ان الدفاع عن حميدان لم يحتج الا لايام بينما الدفاع عن الدين تطلب دعما خارجيا وستة اشهر .
يبدو ان للعقل العربي اولويات ويبدو ان حميدان صار اولوية في زمن تحريم جبنة الكيري الدنماركية .
شكرا يا اخت فاطمة