منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - /.!؟./ ( كلها درجتين مشَّيه ) /.!؟./
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2011, 01:06 AM   #5
رمال
( كاتبة )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد الرحيمي مشاهدة المشاركة


رمال ...



أهلاً بك ...


بالإضافة للمسببات أعلاه و التي شخصت و أضاءت مكامن الخلل بدقة إلا أن هناك مسببات تغلغلت في وعي المجتمع و صارت من أولياته تسببت في تعميقها و غرسها بعض الآراء المنادية بخفض تكاليف و أعباء التعليم على موازنة الدولة من سياسات تطالب بنجاح الطالب مهما كانت نتائجه كي لا يشكل رسوبه المتكرر ثقلاً على الميزانية ...


فصار عبور الطالب السيء للمرحلة التالية حقاً مشروعاً له بحماية النظام ... و ما نظام ( تجاوز * ) عنا ببعيد ...







* تجاوز هو نظام آلي في التعليم العام يسمح للطالب الراسب في أكثر من مادة أن يتجاوز أيهما يختار و يحب و يعتبر ناجحاً فيها ...









رمال ... قلمكِ مشعلٌ أضاء المكان وعياً ...





امتناني ...
*


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





ما اللبنة الأولى للطالب / الطالبة متمثلة في ( الأب / الأم " ولي الأمر ") إلا طفلا مُدلل
للمُجتمع الذي يحاول في قراراته واختياراته أن لا يُغضبه وأن لا يُعكر مزاجه .

وربما لهذا وقفنا على هذه المُخرجات والتي لم نراها بصورة واضحة إلا في السنوات القليلة
الماضية مُخرجات لا تُقارن بِمَنْ قبلها وما تعامل الطالب مع معلمه كمثال إلا صورة مِنْ تلك
الصور .

وفي الحقيقة لا أدري ما الذي تُريده الأسرة ؟ وما الذي يُريده المُجتمع؟
بل ما الهدف الذي ينشدون تحقيقه مِنْ مثل تلك المسالك ؟.

إن تمعنا في طريقة احتواءنا للطالب / الطفل سنرى أنها طريقة ( تمشية حال )
وكأننا نُقدم ما نُقدمه لهم كنوع مِنْ تأدية الواجب و ( خلاص ) .وربما خير مثال
يوضح هذا : ولي الأمر الذي يحاول مع مُدرس ابنه لكي ينجح ويجتاز مادة غير
مُتمكن منها. والمشكلة لا تكمن في ولي الأمر فقط بل كما أوضح الفاضل حمد الرحيمي
حتى المُجتمع يتفق معه بطريقة أو أُخرى ( نظام التجاوز ) و كذلك ( بعض ) المعلمين
/ المعلمات حين يرفعون الطالب / الطالبة إلى صف أعلى دون استحقاقهم علما أن هذا
الاستحقاق سينفعهم هم وسيكون نقطة في صالحهم.

وفي الحقيقة لا افهم المغزى مِنْ تنفيذ رسمه مطلوبة مِنْ الصغير أو واجب في القراءة
أو الرياضيات أو أي مادة . فالهدف في النهاية أو الصورة الأشمل ليست في اجتياز هذا الواجب
وتقديمه ولا في تنفيذه وأخذ درجته والنفاذ مِنْ العقاب بل الصورة الأشمل تكمن في تغذيته لحاجات مستقبلية!.

وربما يُجدر بنا الوصول إلى المُعلم / المُعلمة فالعقاب المُترتب على عدم إحضار الواجب ينبغي أن يكون
إيجابي والحرص على أن يكون مُقربا للمادة وللعلم لا مُنفرا.

بقول عام وكخلاصة أقول وبالله التوفيق:
حين نُعلَّم أفراد لُبنتنا الأولى فنحن نقوم بإعدادهم ليأتي اليوم الذي يقفون فيه كأفراد قادرين على التعايش والعيش
في مُجتمعهم وفي حياتهم الفانية قادرين
على أخذ القرارات وعلى اجتياز الصعوبات وعلى وضع هدف أمامهم
لتكتمل
حاجاتهم النفسية والاجتماعية وتكتمل عبادتهم لله وتعميرهم لأرضه.

لذا لا ينبغي أن نتوقف عند رسوب الفرد في مادة أو في صف أو عند عدم انتقاله في كل سنة لصف أعلى
بل علينا الاهتمام والحرص بالكيفية التي ينتقل فيه لكل صف
لأن هذا ما يكفل له الإعداد السوي والسليم
وهذا ما يؤهله لمزيد مِنْ الصفوف والمراحل
التعليمية التي بدورها تؤهله لنوع ما مِنْ الأعمال التي سيجد نفسه
فيها أو قادر على العطاء
فيها ومِنْ خلالها .

ينبغي على الأسرة أن تحرص على نفس الفرد حين يتلقى تعليمه بحيث تضمن له التعليم
الذي يُغذي احتياجاته مستقبلا إن كتب الله له العمر .

فالكيفية التي يجب الأخذ بها ليست في الحرص على انتقالهم مِنْ مرحلة لمرحلة بل الحرص على أن يُدركوا
أن العلم مُتمثلا في المدرسة ليست عقاب إنما هي قاعدة
تأسيسية ستكون داعمة لما بعدها مِنْ
مراحل . أن نحرص على إدراكهم أن المُهم
عندنا هو خروجهم مِنْ كل صف ومرحلة تعليمية بتحقيق
ما تهدف له تلك المرحلة
وذاك الصف . حتى يصل إلى عقولهم ونفوسهم الغرض مِنْ التعليم ومِنْ حرصنا عليه.

لا أقول : لا تهتموا بصغاركم تعليميا .
لكن أقول: إن تعثروا أو تأخروا دراسيا لا تغضبوا أمامهم وأظهروه بطرقه الصحيحة
مثلا إعانتهم على تجاوز التأخر والتعثر بأساليب تخدمهم على المدى الطويل وتُغذي مستقبلهم.

وأخيرا..
الصورة التي أراها : أن التربية والتنشئة لا تهدف إلى أن يكون الفرد نفسه!
لا نُربيهم ليكونوا أفراد مُستقلين.

حتى في أبسط الصور: تنظيف الصغير لغرفته وترتيبه لسريره ووضع ملابسه المُتسخه
في سلة الغسيل. حين تقوم الأم بذلك مُتعللة ومُتحججة بأن صغيرها لا يسمع الكلام
وأتعبها فإنها تخدم نفسها فقط لا تخدمه فمسلكها لا تربية فيها ولا تنشئة تُلبي حاجاته
المُستقبلية.
.

أن تملك طفلا متأخر دراسيا ومتعثر خيرا ( له قبل لك !) في أن تملك شابا ورجل
لم يخرج بالهدف الرئيسي مِنْ العملية التعليمية والتي هي : إعدادهم ليكونوا أفراد
قادرين على الوقوف على أرجلهم إن كتب الله لهم العمر.

فالهدف في النهاية ليس الخروج بورقة ( شهادة )
وإن كان هذا هو الهدف ظاهريا!.





الفاضل / حمد الرحيمي
مُداخلة وتعقيب طيبٌ مُثمر بإذن الله تعالى
جزاك الله خيرا.




هدانا الله لما فيه خيرنا وصلاح أمرنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

التوقيع

فكر لا يقبل الاعوجاج إن وجد.

رمال غير متصل   رد مع اقتباس