منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ساديَّةُ ذاكِرَة .
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2011, 10:19 PM   #4
نبيل الفيفي
( يسمعُهُ الله )

الصورة الرمزية نبيل الفيفي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

نبيل الفيفي غير متواجد حاليا

افتراضي


أريدُ فردَ أصابعي تحتَ أشعّةِ الشّمس , أن تَعرَقَ , و تُشمّ رائِحتُكِ ! .. الأشياءُ العبثيّة يا فاطِمة التي أحدثتِها فيّ لا تنتمي لغُصنِ واحِد , حتّى لو كانَ يتيماً ..
قبلَ عدّةِ أيّامٍ عُدتُ لشجَرَتَكِ .. مكثتُ في ظلّها ما يُقارِبُ الذّاكِرَة و النّصف , سردتُ فيها طَيشي , نُضجي , عُزلتي الوقِحَة , و حدتي العفيفة .. كتبتُ عن كُلّ شَيءٍ دون قيود , لأوّل مرّة أكتُبُ دونَ الخوفِ من ابتسامَةٍ تمرّني دونَ أن تُخلّفَ في أصابعي وشماً ! كتبتُ بلا مُبالاة , كنتُ أسمَعُكِ تقولينَ : أجمَلُ الكتاباتِ هي التي تولَدُ من العدَمْ ,

فاطِمَة !
.. العالَمُ بعدَكِ ثائِرٌ , مهووسٌ بالدّمِ و الموتِ و الصّورِ المُغتالَةِ , الكونُ واقِفُ دونَ اتّزانٍ و عُكّازَهُ بُندقيّة , صارَ الأطفالُ في قريتكِ يلهونَ بالمُبارَزة بالأخشابِ يتحلّقُ حولَهُم الرّجال و كأنّ الكونُ علّمَهُم كيفَ يتحيّنونَ حرباً مجهولَة قد تأتيهِم في يومٍ و هم غافلون ! و لم تَعُد نساءُ القريةِ يتحدّثنَ عنِ الشّعرِ و الحُبّ العفيفِ الذي يحدُثُ تحتَ سمائِها ! , أصبحَ الشّبابُ يتفيّئون بالسّياسَةِ و الدّمِ المسكوبِ على أعيُنِهم في كُلّ مكان ..
يا فاطِمة !
دسستُكِ فيّ و ذهبتُ لمدينَةٍ تركُلُ من لا يُجيدُ لهجتَها , و أنا القرويُّ الذي لا زالَ يحمِلُ عمامَةَ جدّهِ , و ريحانَة جدّتِه و حقلَ أبيه .. عرّفتُها بنفسي , نستني في اليومِ الثّاني ! , ذكّرتُها بي .. أنكرتني في اليومِ الذي يليه .. كنتُ أرى العالَمَ برُمّتِه : حقلاً و بِضع مواشي و مَسجِدٍ يجمَعُ بركتنا إلى الله ..



يقتُلني الحنينُ يا فاطِمَة .

































رُبمـا !

 

نبيل الفيفي غير متصل   رد مع اقتباس