لم تعترِفْ بي .. !
, لم تؤمِن بأهليّتي مدينة واحِدة في أن اتّخِذَ قرار كـ : اقتلاعي لقناديلها المكسورة , أو أن أبتاعَ نورها المتملِّقْ لأحيائها الخلفيّة الساكِنَةُ من الخوف .. أو أن آخُذ نصيبي حتّى من شوارِعها المسفلتَة ..
الغُربةُ يا فاطِمة التي دهستني بعربتِها كسَرت جُزءاً كبيراً من انتمائي لكُلّ شَيءْ , أصبحتُ بعدَ ذلِكَ الحادِثِ المُفجِعْ مُشرّداً يتلوّى بين يدَي الأرصِفة و اللّيْل و الشّرَفِ المهجورة كحيوانٍ أليف بين يدَيْ صاحِبِهْ ! , صِرتُ كَحيِّ قديمْ تبقّت مِن ملامِحِهْ طِفلٌ يلعَبْ , صبيّةٌ تَكنِسُ غُبارَ المدينَةِ اللّامُتوقّعة من فناءِ بيتها , أبٌ يجيئُ لبَيْتِهِ بُخطى تِركِلُ التمدُّنِ المؤجَّلْ , العبورُ إلى اعترافٍ كهذا أمامَ ذاكِرتي ؛ أمامَكِ يُعدّ انهزاماً قد لا أجِدُ ما يُبرِّرُهْ .. لكنّكِ من علّمني أنّ الأشياء التي تؤخَذُ منّي كُرهاً أن أستردّها بالقوّة , أنتِ من علّمني أن لا تبقى في صوتي قصيدَة متدلية دونَ أن أنثرها في الهواءْ و في وجوهِ العابرين ! ..
هذهِ المدينةِ أحبّها سِراً لو تعلمينْ , و أجلِدُها بأصابعي السّمراءْ , برسائلي لكِ ..
.. و يقتلني الحنين يا فاطمة .
.. !