منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إنسانية مبتورة .. مطمور نصفها في وحل الاستعباد
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2011, 09:45 AM   #5
رمال
( كاتبة )

افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





الفاضلة / همس الحنين
حيَّاكِ الله
طرحٌ وجلَّب طيبٌ مُثمر بإذن الله تعالى .




بداية ..
دعيني أُحدد نُقطتين للحديث حتى أستطيع أن أحتويه كُله أو قد
1- تأثير التقدم البشري والتقنية
2- تأثير بُعد الفرد البشري عن ربه وعن تعاليم دينه.
فأقول وباللهِ التوفيق:
الفرد البشري فطرته السعي والتحرك وهذا التحرك والسعي يتطلب التغيير والتقدم فلا يمكن أن يبقى
كما هو إن سعى وتحرك كان يعيش ضمن مُحيط صغير والآن كبر المُحيط بل بات العالم كله مثل القرية
هو يعمل هو يدرس إذا هو مُلزم بالتنقل والانشغال وربما حتى بترك أهل بيته لشهور هذه فطرة لكن ما ليس
فطرة أن الفرد البشري نفسه لم يُحسن التعامل مع ما طرأ واستجد في حياته المُعاشة فكونه مُلزم بالسفر
أو التنقل لا يعني أن يهجر الناس والتعايش معهم وكونه يعيش في زمن التطور التقني والمعلوماتي فلا يعني
هذا أن لا يُحسن استخدامها.

ما حصل مِنْ تباعد إنساني أو تباعد الفرد عن أخيه الفرد عن أهله عن مُجتمعه نتاج فطري وتلقائي لسوء
استخدامه لما بين يديه فمثلا في شهر رمضان أو في العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى نجد أن صندوق الرسائل
لا يهدأ بينما جرس الباب قد لا يُقرع إلا مرات قليلة هُنا الفرد البشري لم يُحسن استخدام وسائل التقنية والاتصالات
لا مانع مِنْ استثمارها بين الحين والحين للحديث والاطمئنان والإهداء فالكلمة الطيبة صدقة لكن أن تكون هي الوسيلة
الوحيدة وتنقطع الأقدام عن الزيارة ويهدأ جرس الباب فهذا ما لا يُعقل.

أيضا هُناك سبب آخر: وهو بعد الفرد البشري عن ربه عن تعاليم دينه فالدين حياة وإن فصلنا بينهما هذا ما سينتج
نرى أن الزيارات للأهل والأقارب قد خفت وقلت وعند بعض الناس انعدمت إلا في زيارة تعزية أو مُعايدة مع أن الدين
حثنا على التواصل والتقرب والسؤال والمواساة والتهنئة بل على المُساندة والمُساعدة.كذلك حين لا تكون تربية اللبنة
الأولى ( الأسرة ) مبنية على تقوى الله في السر والعلن ستكون مُخرجاتها في المُجتمع مؤذية أقله لن تتقي الله في
تعاملاتها مع النفوس خاصة إن امتلكت منصب أو إدارة أو حتى كانت مسئولة عن محل صغير.

هذا غير أن البشر سمحوا لتأثيرات العصر بالتعايش معهم فهُناك بعض النفوس لا ترتاح نفسكِ لزيارتهم
ولا لطرق بابهم لما ترينه مِنْ تبذير وإسراف بل يصل الأمر عند بعضهم إلى تحميل ولي أمر البيت ما لا يُطيق
مِنْ دفع مال لشراء الحلوى والطعام والشراب هذا غير تغيير الأثاث والألوان وأواني الضيافة بين وقت ووقت .

حتى أفراحهم حينما خرجت عن الفطرة باتت دون طعم هل حضرتم فرح! حتما رأيتم انحصار الإنسانية لم يعد
الحال كما يجب أن يكون فرحة بسيطة نابعة مِنْ قلب بل باتت المظاهر هي المُسيطرة حتى أم وأهل العريس
كل ما يشغل بالهم تلك الليلة الفستان والتسريحة والإكسسوار و تجهيز الصالة وبعدها ماذا يقول الحاضرون عن ليلتهم!.

اختصارا ..
التقنية ووسائل الاتصالات ووسائل الحياة الحديثة والمال والترفيه والرفاهيةوجدت لخدمة البشرية وإن تعامل
معها البشر بطريقة خاطئة فهذا ليس ذنبها فلكل شيئ في هذه الحياة وظيفته وإن أخرجناه عن حدودها فحتما
سنرى العواقب لهذا ولا يعني هذا أن ننبذها أو أن نكره تواجدها فهي في أصلها للخير بل الواجب تهذيب
طُرق استعمالها واستخدامها.






الفاضلة / همس الحنين
هُنا نوافذ مُشرَّعة نحو آفاق الإصلاح مِنْ شأننا كُله
لعل فيما يُقال ثمر يُجنى وإن بعد حين
جزاكِ الله خيرا.







هدانا الله لما فيه خيرنا وصلاح أمرنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

التوقيع

فكر لا يقبل الاعوجاج إن وجد.

رمال غير متصل   رد مع اقتباس