منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - التخطيط المسبق و اللحظة الحاضرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2008, 05:28 AM   #1
خالد شجاع
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية خالد شجاع

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

خالد شجاع غير متواجد حاليا

افتراضي التخطيط المسبق و اللحظة الحاضرة


صدر عن مؤسسة " راند RAND " تقريرها في عام ٢٠٠٧ م ، والذي مكثت ثلاث سنوات في إعداده ، " بناء شبكات مسلمة معتدلة Building Moderate Muslim Networks "
أقول:
الحقيقة أن المسألة ليست مسألة عداء سياسي ، ليست مسألة عداء إقتصادي ، ليست مسألة عداء جغرافي ، ليست مسألة عداء إجتماعي ، ليست مسألة عداء عرقي ، المسألة هي عداء ديني ، فقط هو هذا العداء وفي نظري إن ارتقى العداء إلى مستوى أعلى كالعداء الديني سوف يكون هو العداء (الحقيقي) الذي لن تمحه أيّ علاقة أو أيّ مسايسة قد تؤجّل بعض خطواته ، لكن لن تمحه أبداً أبداً .
كما أنّي أودّ حقيقةً هنا كبداية أن أجيب على سؤالٍ أتى في مطلعِ كتابةٍ لأحد قارئي التقرير :
لماذا تبني أمريكا " شبكات مسلمة معتدلة " علمانية ؟
الجواب: البشر تنقسم في عيشها بهذه الحياة إلى ثلاثة أقسام ...
- قسم يعيش في الماضي يصارعه يحاول تعديله يستجدي جلبه إلى حاضره لكي يلغي شيئاً أو يضيف آخر .
- قسم يعيش في لحظته فقط ، لحظته دون أيّ مأثرات دون أيّ تطلّعات ، فقط يشتري سعادة هذه اللحظة حتى إن كانت من حساب الماضي مخلّةً بحساب المستقبل .
- قسم يعيش للمستقبل يضع خططه التي يرى رأي العين طريقها فيمضي رافعاً قدم وخافضاً أخرى مشيت ذلك الذي نصبوا له مثلاً بأن قالوا "واثق الخطوةِ يمشي ملكاً " .
وعليه ومن خلال تلك الصنوف تقتبس أمريكا من الصنف الثالث حقيقةً الكثير ، ولكن ليست هي ذلك تماماً حيث الثقة لا تعتدل نسبتها سوى مع اعتدال قربك من الله وهذه حقيقة ؛ قد يتعجّب الكثير من هذا ويتسائل هل هذا الشخص محابي لأمريكا أو للغرب ... سوف يأتي الجواب ليست محابة ولكن والحق يقال وأعتقد البعض قد يوافقني كما أنّ البعض الآخر الذي أحترمه لن يوافقني ، أقول أن أمريكا تمتاز بأنها عندما تحاول أن تركّز على قضيّةٍ ما تأتي تلك القضية من جذورها أولاً بعد ذلك تبدأ بدراسة تلك (الجذور) واستخراج نتائج الدراسة ثم وضع الخطط المناسبة تماماً لتلك الجذور تحديداً ، وليست تلك الخطط مستهدفةً ما يظهر من قشور مرئيّة لأن ما يُرى حقيقةً هو النسبة النهائية من ما يخفى ، بعد ذلك يأتي التطبيق ، أيضاً أمريكا والغرب بشكل عام ليس من ذكاءه أو دهاءه عندما يدرس العدو ويخطط (مليّاً) فقط ، بل من حبّه لهذه الحياة الدنيا وتعلّقه بها وعلى مرّ العصور يحاول أن يطيل عمر أيّ حرب يمرّ بها .
سوف تتسائل يا صديقي أينما كنت ، ماذا يريد هذا الشخص من قصده أنها تطيل عمر الحرب ، سوف أقول حسناً ... أمريكا وبما أنها تحرص دائماً أن تحصل على جذور أيّ عدو فهي الآن تملك جذور عدوّها الحقيقي أقصد الحقيقي بمعناها الكامل ، فهي تعلم تمام العلم من هو المسلم الذي لا تريد ، لذا وهنا مقصد كلامي ، فمن منطلق مطاولةً الحياة تارةً ودهاءً تارةً أخرى ، تحاول أمريكا صنع عدوّها المسلم كما تريد ، فتنتقي نوعاً قد يكون بالأصل صديق ليصبح عدو .
ولكن للأسف يا أمريكا الحقيقة أنّه للأسف سوف لن تُجدي تلك الدراسات ولن تنفع تلك الخطط ، وستنتهي تلك المطاولات وسينفد ذلك الدهاء ، فهناك مسألة عويصة جداً لم تصل أمريكا حقيقةً إلى كنهِها أو أنها تعجز عن فهمها تماماً .
هي أي أمريكا ، تتجسّد بمثال المماطلة السابقة الذكر ، وعدوّها الذي لا تريد أن يكون هو عدوها يتجسّد في صورة أولائك الذين يريدون النهاية ولا يحبون المراوغة ولهم هدف محدد .
إعادة ضبط الإسلام مضحكة جداً هذه المقولة ... وكما يقال " أنّ أمريكا تحاول القياس بين الشيوعيّة والإسلام " ... بمعنى أنّ ما فعلته مع الشيوعيّة قد يُجدي فعله مع الإسلام ، الجدير ذكره أنّ أمريكا تعلم علم اليقين أنّ الإسلام شيء ثابت ، الإسلام مرتبط بأيدلوجيا متينةً مدادها الله ، كما أنّهم يعلمون أنّ الشيوعيّة أيدلوجيا واهية مدادها اليهودي "ماركس" أطلقها لمصالح شخصية هو ومن كانوا معه آن ذاك .
ويعلمون عند تعاملهم آنذاك مع الشيوعية المتمثّلة في الإتحاد السوفيتّي أنهم كانوا قادرين على إنهاءها ، كما علموا أنهم عملوا وقدروا على إنهاء اليابان عسكرياً وسياسياً حتى ولو خسروا " بيرل هاربر " أكبر حاملة طائرات بحرية آنذاك بملء إرادتهم لتدمير هيروشيما ثم اليابان ككل .
الحقيقة أنّ أمريكا تعلم ما الإسلام ومن هم المسلمين الحق وتعي مدى صعوبة اللعب في خانة أنّ الإسلام مادة سهلة قد يمكن التغيير فيه وتحريفه وتبديل بعض مفاهيمه فهو مستحيل التغيير في ثوابته حتى على المسلمين إن أرادوا ذلك ..!
أيضاً هناك أمر جِدُّ مضحك كالقول "الإسلام المدني" أمريكا تريد إسلام مدني ..؟ هذا جيّد سوف يخرج أصغر مسلم بيننا ويقول لا نحن لا نريد إسلام مدني ..! لماذا يا هذا ..؟ سيقول لأننا حقيقةً نعيشه ، مشكلة الإسلام التي تُقلِق غير المنتمين إليه أنّه مدني ..! ولماذا هذه مشكلة بل هي شيء جيد لهم ليعتنقوه ..! نقول لا ستقول يا صديقي ماذا تريد ..؟ سأقول حسناً ... إنّ الإسلام مدني وحضاري وعصري ولكنّه من خلال قالب متكامل لابد أن تضع قدمك اليمنى ثم تدلف إليه ، وهذا يحتاج متطلبات ترتقي بمعتنقه إلى أن يتخطى حدود الحيوان للوصول إلى إنسانيّته وهذه ... قيود ..! .
كما أنّه أعجبني هذا السؤال في التقرير من هو " المعتدل ".. أمريكيًّا ؟
فوفقًاً لما يذكره التقرير ، فالتيار الإسلامي المعتدل المقصود هو ذلك التيار الذي :
١ - يرى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية.
٢ - يؤمن بحرية المرأة في اختيار "الرفيق"، وليس الزوج.
٣ - يؤمن بحق الأقليات الدينية في تولي المناصب العليا في الدول ذات الغالبية المسلمة.
٤ - يدعم التيارات الليبرالية.
٥ - يؤمن بتيارين دينيين إسلاميين فقط هما: "التيار الديني التقليدي" أي تيار رجل الشارع الذي يصلي بصورة
عادية وليست له اهتمامات أخرى، و"التيار الديني الصوفي " الذي يصفونه بأنه التيار الذي يقبل الصلاة في القبور
- وبشرط أن يعارض كل منها ما يطرحه " التيار الوهابي " .
حسناً ... ووفقاً لما أقرأه هنا سوف أقف وقفت احترام لهؤلاء الأمريكان حقيقةً أعود كما قلت في البدء أنهم يمتازون بأخذهم الأمور من جذورها ، ولكن أيضاً أعود وأقول مشكلة هذه الجذور أنها غائرة في قلب الأرض ومتينة الثبات في تربتها حقيقةً من الصعوبة زحزحتها .
ولكن أجد أيضاً أن هناك إضطراب في اختيار هذه البنود الخمسة ، فكيف للبند الأول أن يكون موجود أساساً من ضمن البنود فالمفترض أن يكون هو نتيجة وليس بنداً .
كما أنّ البند الثاني يصعب تطبيقه خصوصاً في الوقت الحالي مع وجود وسائل الإعلام ، فنحن نرى إعلامهم هم كيف يحارب هذه الظاهرة ويدعوا للعودة للأسرة التقليدية النموذجية أب وأم وأطفال ، وخير دليل ما يظهر به " براك اوباما " عندما يخرج ويتحدث أنه متزوج منذ خمسة عشر عام ويعيش حالة من الحب والتوافق هو وزوجته " ميشيل اوباما " وأنّه زوج صالح كما أنّه أب لطفلتين يعرف جميع تفاصيل حياتهما ومهتم بتفاصيل حياتهما ، ويتحدث أمام الملئ في التلفاز عن مشاكل ابنتيه في المدرسة مع المواد الدراسية والمعلمين ، ذلك وعندما ننزل البند الثاني للمنطق فما يدعو إليه الإعلام الامريكي مواطنيه منافي لذلك البند فكيف يريدون غيرهم يطبّقه ..؟! .
البند الثالث يدور حول مسألة المماطلة لأن القضية عندما تصل إلى نهايتها سوف لن يكون هناك مناصب عليا ولا سفلى أيضاً حتى لو أنّ تلك الأقليات الغير مسلمة تولّت المناصب ستبقى أقليات ويبقى أمرها مزعزع وغير مرغوب في أيّ أمر يبدر من خلالها .
البند الرابع وهو ما يضحكني كثيراً عندما يقال " مسلم ليبرالي " وهو من المفترض أن يسمى " وصولي " لأنه حقيقةً وللأسف ليس هناك أيّ مسلم ليبرالي حق أو علماني حقّ لأنها وبكل بساطة لا تجتمعان فالليبرالية والعلمانية معتقد قائم بذاته ليست " ستايل حياة " بل يحتاج إيمان به ودعوة إليه وطلب العلم فيه ، ولكن كلّ المتغنين بتلك الاسمين من المسلمين حقيقةً لم يفلحوا بأي مهنة تجلب الشهرة لذا اتجهوا إلى هذين الأمرين .
البند الخامس الحق يقال فيه من الذكاء الكثير وفيه من الجدوى الأكثر من البقية ، وأقصد من البند الخامس تحديداً مسألة تيار رجل الشارع الذي يصلي بصورة عادية ، ولكن أيضاً ولأن الإسلام متين فهو مترابط والناس لا تحب أن تتّبع الأوهن ، والمسلم يحتاج أن يسأل عن أمور دينه بشكل مستمر ومن خلال المباشرة ، لذا هذا الرجل العادي لن يستطع الإجابة على تلك التساؤلات فلن يجد القبول من الآخرين ولن يستمر .
في نهاية الطاف أودّ أن أبيّن أمر مهمّ هو أنّ هذه المؤسسة تملك من الإمكانات الضخمة ما لا تملكه أحد بلدان العالم الثالث ، كما أنّ من يعملون بها نخبة من العلماء الذين تخصصوا فقط للبحث في الأوضاع العالمية في جميع أنحاء الأرض ، إضافة إلى ذلك هم ليسوا مطالبين بوقت ولكن مطالبين بجدوى .
وعليه كان لازاماً أن نعي أنّ الحذاء الذي قُذِفَ ذلك اليوم لم يفز إلا بأنه " فعل " وهو درس بسيط لنا لابد أن نحلله " بطريقتنا " ، هم أرادوا أن يمتصّوا غضب الشارع بقذف حذاء في وجه الرئيس الذي صُنِعَ من أساسه على أن يكون سيّء ، وأن يقذفوا روح الديمقراطيّة وحرية التعبير التي يريدون في قلوب المجتمع من خلال تلك الفعلة ، ويكون استقبال الرئيس الجديد بصفحة بيضاء قد أعاد بياضها ذلك الحذاء ، العمل لا بد أن لا يكون فقط كردّة فعل العمل هو سلسلة متواصلة من الخطط المتتالية للوصل إلى هدف واضح ومحدد .
السؤال .. لماذا نحن مجتمعات أصبحت للحظة الحاضرة ...؟
خالد ... نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شتائي السابع والعشرون 2008

 

التوقيع

[POEM="font="Simplified Arabic,3,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]كن بلسماً إن صار دهرك أرقما=وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها=لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا=أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟=أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟[/POEM]

.....
I'm going to go to a little trip
After that I'll study hard
Because it's time
Have fun

خالد شجاع غير متصل   رد مع اقتباس