منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بقايــا إنســان أخــذه الطــوفان
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2011, 10:20 AM   #4
رمال
( كاتبة )

افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الفاضلة / سلام الحربي
حيَّاكِ الله
طرحٌ وجلب طيبٌ مُثمر بإذن الله تعالى.




بداية ..
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يأتي على الناس
زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر" رواه الترمذي.


ما أرى وجوب الوقوف عليه مِنْ خلال قراءة طرحكِ الطيب بإذن الله تعالى يتلخص
في ثلاثة أمور فأقول وبالله التوفيق:

1- ما نعيشه اليوم ما هو إلا دليل على أن : الفرد المُسلم في " جهاد " دائم مجاهدة لنفسه وأهواءها
ومُتطلباتها ومُجاهدة لبيته ومُجاهدة لمُجتمعه مُجاهدة للعالم الذي هو جزء مِنْه شاء أم أبى !.

وربما خير سلاح في يده هو : نفسه والبدء بها ثم حُسن قوامته في بيته وأفراد بيته فكل راعي
مسؤول ومؤتمن على رعيته . وهذا ينطبق على المرأة لأنها راعية أيضا ومسؤولة ومؤتمنة
على بيتها وأفراد بيتها . ثم الأخذ بالأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر مع الإقرار بأن الهداية
بيد الله قال الله تعالى : " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "
سورة القصص آية 56.

فالمكسب الحقيقي والراحة والطمأنينة في الحياة الفانية وبتالي الحياة الآخرة هو عيش الفرد المُسلم
تحت مظلة اتقاء الله ومُراقبته في كل مسلك ومنطوق حتى لا يخرج عن طاعته لربه ولا يدخل في معصية
قال الله تعالى : "فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)"
سورة الشمس. وقال تعالى : " وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) " سورة العصر.

2- الفرد في الأمس كان يعيش في وسط مُجتمع محدود مُغلق آمن على نفسه وعلى دينه أما
الفرد اليوم فيعيش في وسط مُجتمع خالطته مُدخلات العصر* المُجتمع اليوم تغير لم يعد كمُجتمع
الأمس وربما يوضح هذا أخلاقيات ذاك الجيل وتعاملاته في مُجتمعه وعبادته بالأمس كان المُجتمع
يأخذ دور المؤسس والمُربي للبيت أما اليوم فعلى ولي أمر البيت أن يأخذ بالكامل هذا الدور
ولا يترك بيته وأفراد بيته للمجتمع ولا للعالم لذا يجب العودة للبنة الأولى ( الأسرة ) والعمل عليها.

العمل على تأسيسها تنشئة أفرادها وتعليمهم وفقا للتربية الإسلامية فإن تربى الفرد في أسرة كهذه
لن يتأثر بما يحصل حوله لن يتأثر بجاره الذي أدخل قنوات التلفاز دون تقنين ودون مسؤولية
ولن تتأثر الفتاة بطالبات مدرستها ولا بصديقاتها ولا حتى بفتيات عائلتها . ولن تتأثر الزوجة والأم
بما يُعرض في قنوات التلفاز ولا بصديقاتها وقريباتها ونساء مُجتمعها .

إن تربى الفرد في أسرة كهذه سيختلط بالمجتمع وحتى بالعالم دون أن يُضيَّع هويته إسلامه
هو فرد مُسلم يعلم ما عليه وما له يعلم أن الله يراه فَيُراقبه ويتقيه في كل مسلك ومنطوق .

وفي النهاية إن عملنا على تأسيس لُبنة أولى بهكذا تربية وتنشئة سنحصد فرد صالح في مُجتمع
يكون مؤثرا وإن بشكل غير مُباشر.


ولهذا حرص الإسلام على الأسرة لأنها اللبنة المحتوية والحصن للنفس فإن خرج الفرد مِنْها

للعالم سيخرج وهو مؤهل بفطرته وبتربية وتنشئة لُبنته . وهذا شبيه بالإعداد لاختبار في مادة ما
وشبيه بالإعداد لخوض معركة ما . وما " قالب " تربية وتنشئة الفرد في الأسرة إلا إعدادً لحياة
يخوضها.

وخير تربية هي التربية بالقدوة فلا جدوى ولا ثمر مِنْ تربية لا يُعمل بها كما هي
الحال التي نرى عليها _ بعض _ النفوس اليوم فهو في بيته لا يحفظ جوارح نفسه
إن كان فيما يرى أو يسمع أو يتحدث .


3- دائما توجد شمَّاعة ( الآخر / التغريب / الـتأثير ) لن أدخل في حديث عنها حتى لا
تختلط الأمور فيما أُريد قوله هُنا وهو : علينا تأسيس قاعدة _ ثقة _ في نفس الفرد بدءً مِنْ أنفسنا
فأنا مثلا فرد مُسلم لدي كتاب وسنة نهج أسير عليه في حياتي الفانية فحين أرى

ما يُخالف هذا النهج ببساطة سأتجاوزه ولن أقف عنده فما بالكم بالتأثر به .

إن عملنا على تربية أفراد البيت على هكذا حياة لن يكون لتلك الشمَّاعة وجود أو تأثير
في نفس الفرد لان تلك القاعدة ستعمل تلقائيا على استشعار الفرد لثقته بنفسه وعيشه لحياته
وفقا لنهج فطرته نهج دينه.




*مُدخلات العصر: هو مُصطلح استخدمه عند الإشارة إلى كل عُنصر جديد
طرأ وظهر على سطح الحياة المُعاشة من تلفاز وقنواته / حاسوب وتطبيقاته
/ المظاهر الحياتية / انفتاح المجتمعات وكان له تأثير مباشر وغير مُباشر على
سلوكيات الفرد ومنطوقة .





الفاضلة / سلام الحربي
هُنا نوافذ مُشرَّعة نحو آفاق الإصلاح مِنْ شأننا كُله
لعل فيما يُقال ثمر يُجنى وإن بعد حين
جزاكِ الله خيرا.




هدانا الله لما فيه خيرنا وصلاح أمرنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

التوقيع

فكر لا يقبل الاعوجاج إن وجد.

رمال غير متصل   رد مع اقتباس