منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حكاية عقيق
الموضوع: حكاية عقيق
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-2020, 02:07 PM   #2
ود
( كاتبة )

افتراضي


زرعت النجيبة الضغينة في قلب العمتين للطفلة التي ما تجاوز عمرها الساعات، اخذتا تتهامسان وتقارنان ما حدث لاولادهما ولهما في البكور راحت الواحدة تُذكر الأخرى بأن عقيق تحمل سلسال النسب وتظهر اسم القبيلة ردت عليها الثانية ان عقيق انثى ولا يصح في العُرف ان ينهض الطقس لانثى.


عينا امهما سبيل كشف. &وكانتا تجولان في وجهي ابنتيها ، تلمح بوادر ٍ لحظوظ عقيق من سيدات العائلة وهاتان الاقرب في نبل الدم

خرجن السيدات الى الدرب الماءي قرب النهر الناضب في يمين القلعة وعبرن العاملات يمهدن الطرق لهن وعلى جانبي الدرب تجمعن بعض فلاحات سمعنا عن خروج النجيبة في غروب الشمس فاردن التماس رؤية وجهها الذي لم يلمحه احد الا وكثر خيره وتزوجت بناته وتضاعف حصاده لكنا لا تكشف عن وجهها الا لحدثٍ عظيم ولم يكن نساء القرية في علمٍ يتيح لهن تصنيف ميلاد عقيق ابنة بكرها عبدالله ولا اي مرتبة يحتل ، كل ما يحدث في بيت النجيبة لا ياخذ اهميته او شانه من سواها هي من ترفع وتحط وهي من تسمح وتتغاضى وهي من تهب وتمنع

وكانت مكشوفة الوجه واليدين فعلت الزغارد وتعالت ضحكات الفتيات وسخنت صدورهن في خيالات القرين المتاح في ما حول وسقط في وعي الفلاحات موسم حنطة وتمر وسمن كثير ودرٍ وسواه من امور الترف التي لم يعتدنها الا في نادر الوقت

زادت على كشفها النجيبة بأن نثرت بيديها هي الدراهم الفضية على السيدات وحمل بعدها سبعة رجال اقوياء موائد ووولائم عقيقةً ل عقيق حتى تدسمت ارض القرية كلها وقيل تلك ليلة لم يبت فيها جائع او محزون ولم يصلي فيها احد لم يدعو لعقيق وجدتها وان الناس جميعا تشاركن حلماً واحداً قال العارفون في الحلم الذي كان نصه المتفق فيه

(رؤية النهر الناضب يفيض من جديد ويمتد الى قلب القلعة فلا يميز الرائي اهو يصل للقلب ام ينبع منه وان الريحان. في كل المواسم تعرش وسكن العتبات والنوافذ وان حمامات بيض كانت تذرع سماء القرية وتظلل على الزرع عن حُرقة الشمس)

قالوا

( ستعيد عقيق المولودة في بزوغ نجم سهيل وحدها في الناحية لم يولد معها لا ادمي ولا دابة في هذه الارض امجاد القرية التي بادت منذ مئات السنين وسيكون خصب وترف وحياة عز ما دامت عقيق ترعانا ونرعاها )

بعد هذا الحلم نالت عقيق مناصريها وحماتها كما استحقت حاسديها ومبغيضيها وكانت للتو ابنة سبع ساعات حين حملتها النجيبة الى البدر الوليد تقرنه لها وتقرنها به وبدأت بتحنيكها بالتمرة ِ المباركة ثم بادرت بالتاذين في اذنها اليسار جهة القلب.

قد يتبع

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس