سحر الرمال - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 52 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4696 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75358 - )           »          خواطر قصيرة جدا .ابتديني بمسك الختام (كلمة) .. (الكاتـب : نادية المرزوقي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 467 - )           »          غموضك والوضوح•• (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 9 - )           »          عابر حيث ضفاف شجونها (الكاتـب : علي البابلي - مشاركات : 29 - )           »          رجل القش (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 0 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7523 - )           »          عندما تعجز عن إثبات عقلك في عالم لا يصدقك! (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 1 - )           »          خبايا الأرض (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 2 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-30-2011, 06:58 PM   #1
سلمى الغانمي
( كاتبة )

الصورة الرمزية سلمى الغانمي

 







 

 مواضيع العضو
 
0 حكاية قديمة .
0 صوت مفقود
0 "ذات ربيع"
0 "..تعثُر".!

معدل تقييم المستوى: 17

سلمى الغانمي غير متواجد حاليا

افتراضي سحر الرمال


السحابة الباردة التي كانت تمطر في ذلك الريف رحلت , مطرها الأخير وأنا بعيدة كان صامت , وسكراتها الهادئة لم تعلن أكثر من ذلك , ما إن وصلت إلا وقد امتصتها التربة , لأجد جسد بارد بلا روح أقبُّله في شيء كبير لا يوصف , شيء أكبر من إنني أبكي أو أتنفس , شيء تلعثم لديه لساني حتى عن قول الوداع أو .. أو إن أقبّلها في حرارة ..
العجيب في الأمر إنني عندما غادرت , عائدة لمدينتي , كان الرمال المُمتد على طول الطريق يمتص مني بعض الحزن , وكأن يقول لي وأنا أسمر نظراتي به وهرباً إليه , أنا الرحيل , كأن يقول لي الجسد الذي تبكيه مضموم لدي وروحه لازالت تحبك , لكنها سلمت أمرها وصعدت , كما عاشت في غربة وماتت في غربة وهي في مسقطها , كان يحسسني بشيء يخفض الحزن قليلاً ويمنحني بعض من الاطمئنان ,
ما كُنت أدري إن للرمال سحراً , لكنني عندما التفت له , قصر التنهيدات ووسع مساحة ما بالجوف , كان ينسيني لحظات استحضرها حين فوات الأوان , أبوح بها للجدار الذي نحت كل الملامح , وتعانق نظراتي الزوايا , تجتمع في داخلي أشياء كثيرة , أنا لا أتقن وصفها , لكنها كانت تمارس ضغطاً قاسياً , كانت الطاولة حينها تتكلم والسرير يتكلم والباب , الصوت الخافت المبحوح الذي يودعني شيء فشيء كان ولم أحسس به أرتفع صوته , كان أكثر وضوحاً من كل مرة , كان يشكل الصورة المتعبة وهي في ضحكة تلاشت في الأيام الأخيرة لكنها كانت على ذات السرير فلا يكُن بوسعي إلا الحُزن ,
تنتقل نظرتي لسرير مجاور , تتوسدها ذكرى أخرى , عندما كُنت أحضر لديه وأوقظ صاحبته النائمة تمطر فرحاً , فأرى ما سمعت عن دموع الفرح , كان أصدق تعبيراً من صوتها المُتعب الذي لا أستطيع سماعه , من صوتها الذي أعطته للفقد الكبير حتى تآكل في غربة أحباب , من صوتها الذي لم يبوح بحاجته للحنان عندما رأى إن صوت الرياح أعلى منه , عندما تكبد من أسماء عشق مناداتها السفر الطويل والمجيء القصير الذي لا تكفي ساعاته المعدودة ليتمرن الصوت , وعندما يبدأ النطق يجد الحقائب قد حُزمت ..
في الرمال حنان , وفي تشكل خيوطه وارتفاعها وانخفاضها وامتداده , يجدد الذكرى بلطف وهو قريب من السماء الصافية في بُعد النظر , يعمق رائحة الراحلين , فأتذكر شال رأسها وتجاعيد وجهها وقميصها الخفيف وجلستها العجوز دون إن تسمع حواسي الحشرجة ..
فإذا أردت تخفيف وطأة الفراق امتطي السفر في طرق أرصفتها الرمال طول وعرض , فالرمال الذي جلب الخوف مرات , كان بالأمس لي كعشب يسر الناظرين لكن بلون التراب , فلقد نفضت ما بي وودعتها قبل دخول تعتيم المساء .



سلمى الغانمي

 

التوقيع



الحُزن وحده من يغني , وتتجمهر حوله قلوب كأنها من بيوت طين مهجورة .

twitter : salma alghanmi

سلمى الغانمي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.