الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ينكر إلا مكابر ما فطر الله على إبن أدم من محبة المال
{ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }
ولكن هل المال هو الأجمل والأسمى للإنسان ؟
في تتمة الآية تتضح الإجابة
{ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا }
رضا الله والجنة هي أمل كل مؤمن عرف حقيقة الحياة ومآله فيها
لذلك دعونا نسمو بأرواحنا وهممنا أبعد من المال والدنيا
(¯`·._.·( سـمــــو الأمـــــل )·._.·°¯)
دعونا ننظر في حال
[ آخر رجل يدخل الجنة ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
آخر من يدخل الجنة رجل .
فهو يمشي مرة ويكبو مرة . وتسفعه النار مرة .
فإذا ما جاوزها التفت إليها . فقال : تبارك الذي نجاني منك .
لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين .
فترفع له شجرة .
فيقول : أي رب ! أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها .
فيقول الله عز وجل : يا ابن آدم ! لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها .
فيقول : لا . يا رب ! ويعاهده أن لا يسأله غيرها .
وربه يعذره . لأنه يرى ما لا صبر له عليه . فيدنيه منها .
فيستظل بظلها ويشرب من مائها . ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى .
فيقول : أي رب ! أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها .
لا أسألك غيرها .
فيقول : يا ابن آدم ! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟
فيقول : لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها ؟
فيعاهده أن لا يسأله غيرها .
وربه يعذره . لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها .
فيستظل بظلها ويشرب من مائها .
ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين .
فيقول : أي رب ! أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها .
لا أسألك غيرها .
فيقول : يا ابن آدم ! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟
قال : بلى . يا رب ! هذه لا أسألك غيرها .
وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها . فيدنيه منها .
فإذا أدناه منها ، فيسمع أصوات أهل الجنة ،
فيقول : أي رب ! أدخلنيها .
فيقول : يا ابن آدم ! ما يصريني منك ؟
أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟
قال : يا رب ! أتستهزئ مني وأنت رب العالمين " .
فضحك ابن مسعود فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟
فقالوا : مم تضحك ؟
قال : هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقالوا : مم تضحك يا رسول الله ؟
قال " من ضحك رب العالمين
حين قال : أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟
فيقول : إني لا أستهزئ منك ، ولكني على ما أشاء قادر "
لا إله إلا الله ، هذا حال آخر من يدخل الجنة
فما ظنكم بحال سابقيه ؟
ونحن الآن كرهنا أنفسنا وكل ما حولنا بسبب خسارة بعض المال !!
وما أضيعنا لمسببات الجنة وما أقربنا لموجبات النار والله المستعان
بل أزيدكم بأن هذا الحال لن يزيدنا إلا فقراً وحسرة وهذا ليس قولي أنا !!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من كان همه الآخرة
جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه
وأتته الدنيا وهي راغمة،
ومن كانت نيته الدنيا
فرّق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه
ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له "
الله أكبر ، صلى الله عليك يا رسول الله
والله إننا نرى فقرنا بين أعيننا مهما رزقنا من مال
وقد قال صالح طعامه الخبز اليابس ولكن غناه في قلبه وهمه الآخرة
" والله لو علم الملوك وأبناء الملوك
ما نحن فيه من سعادة لجالدونا عليها بالسيوف "
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
" ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة
ولكل واحدة منهما بنون
فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا
فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل "
وفي أمنيات الصحب والأتباع الكرام مثال يحتذى
ومن ذلك أن عمر رضي الله عنه قال لأصحابه يوماً:
" تمنوا، فقال رجل منهم:
أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله عز وجل،
فقال: تمنوا، فقال رجل:
أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله
ثم قال: تمنوا، قالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين.
قال عمر:
لكني أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح "
(¯`·._.·( وبشر الصابرين )·._.·°¯)
وإن لكم فيما أصابكم خير عظيم - إن رضيتم واحتسبتم -
قال الله عز وجل :
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب
ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها
إلا كفر الله بها من خطاياه "
(¯`·._.·( جـلاء الهموم والأحزان )·._.·°¯)
عن أبي سعيد الخدري قال:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد
فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال:
" يا أبا أمامة ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة ؟!
قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله،
قال: أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته
أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك ؟
قال: قلت: بلى يا رسول الله،
قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن
وأعوذ بك من العجز والكسل
وأعوذ بك من الجبن والبخل
وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال،
قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال:
اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك
ماض في حكمك عدل في قضاؤك،
أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك
أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك
أو استأثرت به في علم الغيب عندك
أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا،
قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟
فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها "
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول:
" لا إله إلا الله العظيم الحليم
لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم "
وقال صلى الله عليه وسلم
" من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً
ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب "
--------------------
نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى
وأن لا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا
وأن يجعل الجنة هي دارنا وقرارنا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
" أعجبني ونقلته لكم فتمعّنوه جيدا ً "