عامٌ جديد ، وما تُراه حاملاً إلينا من جديد .؟!
مع أنًّ اليوم هو آخرُ يومٍ في هذه السنة ، و غداً أولُ أيامِ العام الجديد الذي هنأني بمقدمه الكثيرين و لم أفعل بالمقابل سوى رد بعضٍ من هذه التهاني على أصحابها و تجاهل البقية و لا أعلم ما السبب الذي شلَّ رغبتي و يديّ عن الرد عليها تلك .. الحقيقة أني لا أشعرُ بمقدم عامٍ جديد و لا هم يحزنون ، كل ما أشعرُ به فقط هو أنَّ عُمري يتجهُ لِحتفه، لنهايته ، لأجله .! عمري يقصُر و أنا لا أعلم كيف أريدُ الغدوَّ في هذا الزِحام الذي يخنُقني و يُجمد تفكيري ، أَبِقدمينِ أم بِواحدة ، أَأُبصر بعينين أم بواحدة ، أَأُعْمِلُ يديّ لإنجاز أموري كلتاهُما أم أَعْمَلُ بيدٍ واحدة .؟! أَتُراني إن فعلت بواحدةٍ و خبأتُ الأخرى قد أضيفُ لعمرها شيئاً يُذكر أو لنقل أَدخِرُ لها عمراً ما دامت لم تعمل و لم تُجهد بَعْدُ أو رُبما إن لم أُعْمِل الإثنتان رُبما ضمرت الأخرى و لا أستفيد منها شيئاً و العمر نفسه نفسه .! و بقدر ِالتعب هل يحق لي أن أطلب المزيد مما يساعدني على تحمله ، فوقود تحملي قد شارف على الانتهاء .! أَأَطلب قلبين ، عقلين ، و رئة ثالثة .؟!!! رئةٌ ثالثة .! أنا أحتاجها حقاً فشعوري بأن هاتينِ الاثنتين لم تعودان كافيتين لإنجازِ الكثير يُؤرقني سيما و أن دميَّ ملوثٌ بالكثير .. أم هل تُراني أطلبُ روحاً جديدة .! أووه هذا جنون حقاً ، حسناً سأطلب فقط أن تعود روحي عذراءَ لم تُدنس يوماً بخطيئة .!
عامٌ جديد .! و ما تراه حاملاً إلينا من جديد .!
و ماتٌ عامٌ آخر منا ، نحن نتقدم في السن ، نحن نكبر .! الحياة قصيرة .! أوَّ نركنُ لِليأس إذاً .؟! ماذا لو رفعنا راية التفاؤل برغم الآلام ، المصاعب ، و المنغصات .؟! ماذا لو تجاهلنا الأرواح الخبيثة ، أّوََلن نعيشَ بخير حقاً .؟!! ألَّا نتعلم مهاراتٍ جديدة للعيش دونَ ألمٍ يُذكر ، أو لنقل دون أطنان لا نستطيع استيعابها من الحزن .؟! أَليس من تنفسٍ يُنسينا الآلام كالتنفس العميق بُعيدَ عملية جراحية يعيدُ للرئة قدرتها على التنفس بعمق و يعينها على استفراغ ما ليست بحاجة إليه .! ألَّا تلاحظون أنني بحاجة لرئة ثالثة حقاً .؟!! كم مرة جئت على ذكرها من ذي قبلٍ هنا و في سطور أُخر .؟!!
على كلٍّ ، الحياة والله قصيرة ، أقصرُ من أن نعيشها مُحملين بكل هذه الأثقال من الحزن ، و لِتعلم قِصَرها أبصِر أباً يؤذنُ في الأُذن اليمنى لصغيرهِ المولود لِلتوِ و من ثم إقامته للصلاة في الأخرى ، ثم قدِر الفترة الزمنية ما بين الأذان و الإقامة ، لتعلم حقاً كم هي قصيرةٌ هذي الحياة .. ومع أنها كذلك .! و مع أنها كذلك إلا أنك تجدُ من يقض مضجعك و ينازعك عليها و كأنها لم تكن يوماً شأنك وحدك .!
عامٌ جديد ، و ما تُراه حاملاً إلينا من جديد .؟!
و إبتدأ العامُ بخسوفٍ لِلقمر ، أوَّ نستبشرُ حقاً !
هه ، عام جديد ،!
و ما تُراك حاملاً إلينا يا عامُ من جديد .؟!
مُباركٌ عامُكم يا أحبائي ،