صامتة سؤولة
بعد شروق سراج السماء وقراءة صفحة من الكتاب وسقيا الزروع جلست على عتبة باب في بيتها لابسة ثوب أسود رسمت فيه أزهار بكل الألوان وبقربها كوب شاي من خزف أبيض ثم استنشقت بعض الهدوء و أمسكت بكوبها لتشرب
فتبسم الكوب حين لامست يدها جدرانه وقال:
- ألست بصاحبك المفضل؟
قالت بلا مبالاة:
- بلى
- لم أنت صامتة كل وقتك؟
- يريحني الصمت
- لكني أحب الحديث مع الأحباب
- لست ممن يحب الكلام
- ألم تجربيه؟
- جربته كثيرا حين كنت أطرح الاسئلة
- على من ؟
- على الأقربين ؛ ربي ودفاتري وصديقتي
- جميل
- لكني ما وجدت الإجابات فاخترت الصمت
- وما كانت أسئلتك؟
- كثيرة وطويلة ومعقدة
عاد الصمت من جديد ثم قالت :
- اليوم ما عاد عندي إلا سؤالا واحدا
- ماهو؟
- إذا كنت أملك الخريطة فلما لا أبدأ المسير؟!
- لعله العجز أو الكسل
- وما علاجهما؟
- الإرادة
- وماذا إذا فُقدت الإرادة؟
- هنا عليك البحث عن الرغبة
- واذا كنت بلا رغبة؟
- فعليك بالتفتيش عن المشوقات
- واذا بدت الأشياء كلها بلا طعم ولا رائحة ؟
- تبدئين بعيش الحياة كماهي
- وإذا كانت الحياة كئيبة؟
- عليك بتصنع الفرح
- وإن كان التصنع مُجهدا؟
- ستحتاجين الصبر
- وإن صعب الصبر ؟
- عليك بتعلمه
- وماذا إن كان الفهم ضعيفا ؟
- لكن الصبر لا يحتاج لفهم
- فلأي شيء يحتاج؟
- يحتاج لللعق
- اللعق؟!!
- نعم الصبر يلعق لعقا و طعمه كالعلقم
- وكيف أحتمله؟
- كما يحتمل المريض مرارة الدواء
- وما أمرضني؟
- لن تحتاجي لمعرفة الجواب
- لم ؟
- لأنك الآن تريدين علاجا
- ستفيدني معرفة الأسباب
- ستتوهين معها في أودية سحيقة
- لكنها من العلم
- قد انتهت مرحلة التعلم أنت في مرحلة العمل
- إذن سنعود للحديث عن العجز والكسل
- بل سنعود لتناول الدواء سنعود للعق الصبر
ا.هـ